الثقافية_متابعةعلي بن سعد القحطاني
ناقشت ورشة عمل “صناعة الكتاب الصامت”، التي قدمتها رسامة كتب الأطفال انطلاق محمد، ضمن فعاليات معرض جدة للكتاب 2023، فكرة الكتاب الصامت والمقصود منه، ومدى اختلافه عن الكتب الأخرى بنوعيها الورقي والإلكتروني.
وبينت محمد أن الكتاب الصامت هو ذلك الكتاب الخالي من الكلمات، الذي يعتمد على الرسم فقط، كونه المعبر الوحيد حينها لتوصيل الفكرة، لافتةً إلى أن الكتاب الصامت مناسب للجميع، وأثبت جدواه بشكل كبير لدى من يعانون صعوبة تعلم تحديدًا.

وقالت محمد “ليس كل رسام يجيد صناعة كتاب صامت، حيث ينصب اعتماده على مدى ما يتميز به هذا الرسام من موهبة وقدرات، وهذا النوع من الكتب قابل للفهم المتفاوت، بحسب فهم المطلع عليه، كما أنه محفز على الخيال الواسع، ومناسب لكافة المراحل العمرية”، مضيفةً: “يتطلب إعداد الكتاب الصامت تركيزًا على بنيان الفكرة وإعطاء مساحة كبيرة للرسام، لاسيما أن نوعية مثل هذه الكتب مناسبة للمكان الذي يحتضن أفرادًا مختلفي اللغة، كالملاجئ، حيث يخلق التجانس فيما بينهم والإحساس ببعضهم البعض”.

اقرأ أيضاًالمجتمعد. النملة: صفعني معلمي بسبب “أبو هريرة”

وأكدت محمد على أن “الكتاب الصامت لا يحتاج إلى ترجمة، بل يتحرك في كل مكان، مقدمًا فكرته للجميع بكل بساطة، آخذين في العلم أنه غير قابل للتحجيم، أي يتسم بالمعنى الواسع جدًا”.

 

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية

إقرأ أيضاً:

شياطينُ الجّسدِ وملائكتُهُ وصوتُ الفكرةِ و”الإنسانُ الإنسانْ”

إبراهيم جعفر
نسيجٌ قصصيٌّ-فلسفي
شياطينُ الجّسدِ وملائكتُهُ وصوتُ الفكرةِ و"الإنسانُ الإنسانْ"

صوتُ الفكرةِ يرتطمُ بطينِ الآخرينَ فيرتدُّ صدىً، يباباً، ويعودُ لصَدَفَتِهِ القديمةِ حيثُ يمارسُ هوايتهُ الرائعةَ- في حريقِ ذهولِها الجّميلِ- في مجادلةِ ذاتِهِ إذ لم يُطق معدن الآخرين، معدن طين الجّسدِ معهُ صيرا. لم تُطقْ فضّةُ الجّسدِ مع نقاءِ ذهبِ الفكرةِ صبرا.

يعودُ هو لطينه فيكونُ الاشتهاءُ:- آهٍ يا ذاتَ النّهدينِ المغرورينِ في تعاليهما كسماءِ الجّمرِ، كالشّهوةِ في احتدامِ عنفها البدائي. يا لهذا الجّسد-الوثن..! يعودُ الجّسدُ إلهاً كما كانَ في بدءِ الخليقةْ..

آهِ يا ذاتِ الشفتين اللتين تؤججان شبقَ شياطينِ الجسدِ المجنونة:- شيطانُ الجسد الأكبرُ يقفزُ من فمهِ، تنفرجُ الشفتانُ عن سيلِ الكلماتِ المجنونةِ في عنف:- أشتهيكَ وأعبدُ وثنك الجميل يا إلهي.. يا جسداً يلقيني في طرقاتٍ منفيّةْ- بعيداً عن مدنِ الآخرينَ وجهمتها العاديّة- يرتسمُ الكونُ-الداخلُ منّي ذهولاً تُنكِرُهُ فضيلة الآخر في عقلانيتها المتجهمة.. يرتسمُ الداخلُ منّي شيطاناً يمجّدُ الجّسدَ الجّميلْ:- "لكَ الفناءُ والذّهولُ فيكَ وبكَ، فخُذْ منّي صفاءَ الخَلقِ وهبنِيْ إيّاهُ نزقاً قُدُسيّاً، هبني إيّاهُ شيقاً قُدُسيّاً..!"

أهواكَ يا جسدَ استيقاظِ ذهولي وغياب الآخرين-العقل، يا شيطانيَ المقدّسْ..!

ملائكةُ الجسدِ الكبرى و"الإنسان الإنسان" يهتفون:- نهواكِ با رحمَ الخليقةِ، يا مبدعةَ كائناتِ الحزنِ والغثيانِ والعدم، ويا مُبدعةَ كائناتِ الأغاني-الطّهرِ التي تُدثّرُنا بجمرِ عشقِكِ (فنهبَ عيثونَكِ طُهرَ غرامِنا) ونكونُ متدثّرينَ، لكنّا لا نقُمْ فنُنْذِرْ.. فلغتثنا الآنَ الحبُّ، عقيقُ الفجرِ، غناءُ الطّيرِ وعشقُ سياحتهِ حالماً في بهاءِ سمائهِ. في هذا الزمانِ الذي فينا، في زماننا الجّوّانيِّ لا تكن اللغةُ-الإنذارُ، اللّغةُ القاصرةُ ربَّ الدّاخلِ فينا، بل ربُّ الداخلِ فينا اللغة-الحبُّ، اللغةُ الأولى في الملكوت، في المقرِّ حيثُ كانت الأرواحُ في نقائها وفي حضورها البهيِّ حيثُ طينةُ الجّسدِ كان تاريخُها الغيابْ.

لكن يُولدُ زبدُ الشّبقِ الطّينيِّ، يعلنُ صبوةَ مجدهِ، يحترقُ "الإنسانُ الإنسانُ" بصبوةِ مجدِهِ وتكونُ سلطةُ شياطينِ الجّسدِ المجنونةِ، تكونُ سلطةُ الخطأِ الجميلِ، يكونُ جسدُها، الشّفتانُ والنّهدانُ مِحرابَ غِوايةٍ، تسقطُ العيونُ-مجدُ الإلهِ والقُدسُ ويكونُ همسُ سرّهِ-الإثمِ الجميلِ أنْ:- أهواكَ يا جسدَ استيقاظِ ذهولي وغياب الآخرينَ-العقلِ يا شيطانيَ المقدّسْ..!.. ويعودُ الجّسدُ إلهاً كما كانَ في بدءِ الخليقةْ..!

وصوتُ الفكرةِ يرتطمُ بطينِ الآخرينَ ويرتدُّ صدىً يباباً، يعودُ لصَدَفَتِهِ القديمةِ، يعودُ لوحدته القديمةِ حيثُ يُمارسُ هوايتهُ الرّائعةَ في مجادلةِ ذاتِهِ إذ لم يُطقْ معدنُ الآخرينَ، مِعدنُ طينِ الجّسدِ معهُ صيرا. لم تُطِقْ فضّةُ الجّسدِ مع نقاءِ ذهبِ الفِكرةِ صَبْرَا..

نهار الإثنين 22/9/1980.
السودان- جامعة الخرطوم- المكتبة الرئيسية.
إبراهيم جعفر.

* من مسودة مجموعتي القصصية المسماة "كيف أنام وفي دمي هذي العقارب".
khalifa618@yahoo.co.uk  

مقالات مشابهة

  • “جمعية الصحفيين” تنظم ورشة عمل حول ” أهمية الظهور الإعلامي المميز في وسائل الإعلام”
  • “بيت الخير” تصدر كتاب حصادها السنوي لعام 2023
  • شياطينُ الجّسدِ وملائكتُهُ وصوتُ الفكرةِ و”الإنسانُ الإنسانْ”
  • «ثلاثون مليون كلمة».. كتاب يدعو للاستثمار في الطفل من «القومي للترجمة»
  • أيّ مستقبلٍ ينتظر متاجر الكتب؟
  • بالتعاون مع منصة “ذا أوبزرفر” المعاشات تنظم ورشة افتراضية عن قوانينها وخدماتها لموظفي الموارد البشرية في القطاعين الحكومي والخاص
  • “دبي للمهرجانات والتجزئة” تعلن جدول فعاليات “مفاجآت صيف دبي”
  • هيئة الكتاب تنظم ندوة لمناقشة المجموعة القصصية «اسمي ليلى» لـ إلهام الكردوسي
  • المشير “حفتر ” يلتقي بحماد والسائح لمناقشة التحضيرات للانتخابات الرئاسية والبرلمانية
  • شرطة أبوظبي تنفذ ورشة “صون التراث والموروث الشرطي”