حصاد 2023.. كيف غيرت «حياة كريمة» وجه الحياة في الريف والصعيد خلال عام؟
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
شهد عام 2023 العديد من الإنجازات على كافة الأصعدة، فكانت الدولة تسابق الزمن من أجل إحداث النهضة في مختلف المجالات الاجتماعية والصحية وغيرها.
وتعد مبادرة حياة كريمة من أبرز إنجازات الدولة، حيث تم تدشينها من أجل مساعدة المواطنين من أجل تطوير قرى الريف والصعيد والقضاء على العشوائيات، ونستعرض خلال السطور التالية أبرز ما تم إنجازه خلال رحلة عام كامل من محاولة تطوير قرى الريف والصعيد في إطار مبادرة حياة كريمة.
تستهدف مبادرة حياة كريمة بالمرحلة الثانية منها، 1500 قرية ريفية فى 14 محافظة، معظمها في وسط وجنوب صعيد مصر، هذا وتتراوح نسب الفقر بها بين 50% إلى 70%.
وحسب تصريحات مسبقة للدكتور ولاء جاد الكريم مدير الإدارة المركزية لحياة كريمة بوزارة التنمية المحلية، فإن مبادرة حياة كريمة تغيرت بشكل كبير في عام 2021، حيث تطورت من مجرد تطوير 375 قرية، إلى تطوير 4500 قرية على مستوى الجمهورية، فقد كانت كانت تخدم 4، 5 مليون ولكن أصبحت خلال عام 2021 تخدم قرابة 60 مليون مواطن، وهذا يعد تحولا نوعيا كبيرا جعل حياة كريمة تتحول من مبادرة إلى مشروع قرن حقيقى جديد في مصر.
إنجازات مبادرة حياة كريمةواستطاعت مبادرة حياة كريمة تحقيق إنجازات ضاربة في أعماق السماء، حيث تم تنفيذ 90% من جملة الاستثمارات في قرى محافظات الصعيد بتكلفة 5.4 مليار جنيه، إلى جانب توفير أكثر من 300 ألف فرصة عمل بفضل مشروعات مبادرة «حياة كريمة»، بالإضافة إلى رفع كفاءة وتطوير 16 ألف منزل من خلال تركيب أسقف وعمل وصلات صرف صحى، وغيرها.
في سياق متصل، تم إنشاء 51 وحدة صحية مطورة باستثمارات 457 مليون جنيه، كما تم الانتهاء من إنشاء وتطوير 127مدرسة، تشمل 2311 فصلا دراسيا، ومحو أمية 3 آلاف مواطن، إلى جانب تحسين شبكة الكهرباء وخدمات الإنارة في 125 تجمعا ريفيا، علاوة على ذلك تم رصف طرق بطول 188 كيلو متر.
أيضا فوفق تقرير صادر عن وزارة التخطيط للمشروعات المنفذة فى مجال خدمات التعليم قبل الجامعي ما بين محافظة البحيرة 116 مدرسة، المنيا 113 مدرسة، أسيوط 107 مدارس، سوهاج 100 مدرسة، المنوفية 86 مدرسة، بنى سويف 81 مدرسة، الفيوم 80 مدرسة، قنا 75 مدرسة، الجيزة 66 مدرسة، القليوبية 63 مدرسة، الأقصر 59 مدرسة، أسوان 58 مدرسة، الشرقية 57 مدرسة، الغربية 49 مدرسة، دمياط 43 مدرسة، كفر الشيخ 38 مدرسة، الدقهلية 29 مدرسة، الإسكندرية 10 مدارس، الإسماعيلية 7 مدارس، الوادي الجديد 5 مدارس. كما أشار التقرر إلى الانتهاء من الأعمال الإنشائية لـ14.170 فصلا فى قرى المرحلة الأولى من المبادرة، ووزعت المشروعات المنفذة بين محافظة البحيرة 2592 فصلًا مدرسيًا، سوهاج 1332 فصلًا، المنيا 1283 فصلًا، أسيوط 1217 فصلًا، قنا 896 فصلًا، الفيوم 867 فصلًا، المنوفية 833 فصلًا، بني سويف 780 فصلًا، الشرقية 558 فصلًا، الجيزة 556 فصلًا، أسوان 511 فصلًا، الأقصر 448 فصلًا، الدقهلية 447 فصلًا، الغربية 404 فصول، القليوبية 396 فصلًا، دمياط 349 فصلًا، كفر الشيخ 325 فصلًا، الإسكندرية 173 فصلًا، الوادي الجديد 102 فصل، الإسماعيلية 101 فصل.
وفيما يخص مشروعات الخدمات الزراعية، تم الانتهاء من إنشاء وتطوير 286 مركزًا في قرى المرحلة الأولى من مبادرة حياة كريمة، والتي وزعت بين محافظة البحيرة 43 مشروعًا، سوهاج 30 مشروعًا، أسوان 24 مشروعًا، المنيا 21 مشروعًا، المنوفية 20 مشروعًا، قنا 19 مشروعًا، أسيوط 18 مشروعًا، الفيوم 18 مشروعًا، الأقصر 13 مشروعًا، الجيزة 11 مشروعًا، دمياط 11 مشروعًا، الشرقية 10 مشروعات، القليوبية 9 مشروعات، الدقهلية 8 مشروعات، الغربية 8 مشروعات، بنى سويف 7 مشروعات، الوادي الجديد 6 مشروعات، كفر الشيخ 5 مشروعات، الإسماعيلية 4 مشروعات، الإسكندرية مشروع.
ورصدت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، خريطة المشروعات المنفذة فى مجال تطوير وتحسين شبكات مياه الشرب تحت مظلة المبادرة الرئاسية حياة كريمة، فى قرى المرحلة الأولى البالغ عددها 1477 قرية، وأشارت الوزارة في تقرير إلى الانتهاء من 1043 مشروع وصلات مياه شرب منزلية بعدد 24 ألف وصلة مياه، وزعت بين محافظات البحيرة 216 مشروعا، المنيا 172 مشروعا، أسوان 81 مشروعا، قنا 69 مشروعا، الفيوم 63 مشروعا، سوهاج 62 مشروعا، بنى سويف 59 مشروعا، الغربية 54 مشروعا، المنوفية 50 مشروعا، الشرقية 41 مشروعا، القليوبية 36 مشروعا، الدقهلية 26 مشروعا، الأقصر 25 مشروعا، دمياط 24 مشروعا، كفر الشيخ 18 مشروعا، الجيزة 17 مشروعا، الوادي الجديد 14 مشروعا، أسيوط 8 مشروعات، الإسكندرية 4 مشروعات، الإسماعيلية 4 مشروعات، وحول برنامج توفير محطات تنقية مياه الشرب، تم الانتهاء من إنشاء وتطوير 169 محطة مياه شرب، ومستهدف إنشاء وتطوير 167 محطة معالجة صرف صحى، موزعة بين محافظات الشرقية 2 محطة، محافظة المنوفية 2 محطة، محافظة قنا 2 محطة، محافظة الجيزة محطة، محافظة القليوبية محطة، محافظة الوادى الجديد محطة.
إنجازات مبادرة حياة كريمة في مشروعات الصرف الصحيوفيما يخص مشروعات الصرف الصحي المتكاملة، تم الانتهاء من 739 مشروع صرف صحي، ومن المستهدف تنفيذ 1441 مشروع صرف صحي جديد، موزعة بين محافظة سوهاج 154 مشروعا، أسوان 78 مشروعا، المنيا 78 مشروعا، أسيوط 68 مشروعا، قنا 66 مشروعا، البحيرة 58 مشروعا، المنوفية 43 مشروعا، الأقصر 39 مشروعا، الجيزة 32 مشروعا، الفيوم 29 مشروعا، الغربية 27 مشروعا، بني سويف 25 مشروعا، الدقهلية 21 مشروعا، القليوبية 21 مشروعا، الشرقية 13 مشروعا، دمياط 10 مشروعات، الوادي الجديد 5 مشروعات، كفر الشيخ 4 مشروعات، الإسكندرية 3 مشروعات، الإسماعيلية مشروعان. أيضا أعلنت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، الموقف التنفيذي لمشروعات حياة كريمة بنهاية العام المالى 2022/2023، على مستوى برنامج توفير وحدات الرعاية الصحية الأساسية وإتاحة المستشفيات المركزية، وأشارت وزارة التخطيط إلى الانتهاء من الأعمال الإنشائية لـ382 وحدة صحية بقرى حياة كريمة، والانتهاء من الأعمال الإنشائية لمستشفى إدفو المركزي بمحافظة أسوان.
وزعت مشروعات الوحدات الصحية المنفذة بين المحافظات كالآتي: محافظة البحيرة 64 وحدة صحية، محافظة سوهاج 55 وحدة، محافظة المنيا 49 وحدة، محافظة أسيوط 37 وحدة، محافظة الشرقية 37 وحدة، محافظة قنا 28 وحدة، محافظة المنوفية 22 وحدة، محافظة الفيوم 19 وحدة، محافظة الدقهلية 16 وحدة، محافظة الغربية 12 وحدة، محافظة دمياط 10 وحدات، محافظة كفر الشيخ 10 وحدات، محافظة الجيزة 7 وحدات، محافظة بنى سويف 7 وحدات، محافظة القليوبية 4 وحدات، محافظة الوادى الجديد 4 وحدات، محافظة الإسكندرية وحدة صحية، أما عن برنامج تطوير نقاط الإسعاف، فتم الانتهاء من الأعمال الإنشائية لـ317 وحدة إسعاف على مستوى قرى المرحلة الأولى من مبادرة حياة كريمة.
كما وزعت وحدات الإسعاف المنفذة بين محافظات البحيرة 49 وحدة، محافظة سوهاج 35 وحدة، محافظة أسيوط 25 وحدة، محافظة المنيا 24 وحدة، محافظة قنا 23 وحدة، محافظة أسوان 21 وحدة، محافظة الفيوم 19 وحدة، محافظة الأقصر 16 وحدة، محافظة الجيزة 16 وحدة، محافظة المنوفية 14 وحدة، محافظة دمياط 13 وحدة، محافظة الإسماعيلية 10 وحدات، محافظة الوادي الجديد 9 وحدات، محافظة الغربية 8 وحدات، محافظة بني سويف 8 وحدات، محافظة الدقهلية 7 وحدات، محافظة الشرقية 7 وحدات، محافظة القليوبية 6 وحدات، محافظة كفر الشيخ 6 وحدات، محافظة الإسكندرية وحدة.
اقرأ أيضاً11 ألف شاب وشابة.. حياة كريمة تتابع الانتخابات الرئاسية من خلال متطوعيها
حياة كريمة في البلد.. شباب المبادرة يتسابقون لخدمة كبار السن بـ «أبو حمص»
انطلاق مبادرة «أنت الحياة» التابعة لمؤسسة حياة كريمة بسفاجا
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الصحة التنمية المحلية حياة كريمة الصعيد التخطيط حياه كريمة خطة التنمية المستدامة الانتهاء من الأعمال الإنشائیة مبادرة حیاة کریمة محافظة البحیرة الوادی الجدید وزارة التخطیط إنشاء وتطویر بین محافظة من مبادرة وحدة صحیة کفر الشیخ بنى سویف مشروع ا
إقرأ أيضاً:
ماذا نعرف عن مشروع نسيج الحياة ضمن خطة إسرائيل لضم الضفة؟
يأتي قرار حكومة نتنياهو بإقرار البدء بتنفيذ ما يسمى "طريق نسيج الحياة" في شرقي مدينة القدس تتويجًا للمساعي الإسرائيلية لتنفيذ عملية الضم الأكبر في تاريخ الصراع منذ عام 1967 لأراضي المناطق الواقعة خارج حدود بلدية القدس من جهة الشرق، وبالذات مستوطنة معاليه أدوميم الكبرى، وتعديل حدود بلدية القدس الإسرائيلية ليضاف لها 3٪ من أراضي الضفة الغربية، بحيث يتم ضمها بشكل رسمي إلى إسرائيل.
فكرة المشروع هي حفر نفقٍ يمتد من الشمال إلى الجنوب في شرقي القدس، وتحويله إلى طريقٍ خاص بالفلسطينيين فقط، بحيث يُمنَع الفلسطينيون نهائيًا من استعمال الطريق رقْم 1 الذي يمتد من وسط مدينة القدس ويخترق الأحياء العربية في المدينة، ثم يمر أمام مداخل مستوطنة معاليه أدوميم في طريقه إلى أريحا، وكان الفلسطينيون يضطرون لاستعمال جزء من هذا الطريق المخصص للمستوطنين للتنقل بين شمالي وجنوبي الضفة الغربية، حيث يدخلون الطريق رقْم 1 قرب منطقة عناتا (شمال القدس)، وسرعان ما يخرجون من المنطقة جنوبًا بعد المرور قُرب مستوطنة معاليه أدوميم ليدخلوا في طريق رام الله – بيت لحم، المعروف باسم (طريق وادي النار).
يريد الإسرائيليون الآن حفر نفق تحت الأرض يصل ما بين منطقة زعَيِّم شمالي شرقي القدس، ويخرج في الطرف الجنوبي من حي العيزرية الذي لا يفصله عن البلدة القديمة بالقدس إلا جبل الزيتون.
إعلانالمشروع ليس حديثًا وإن تصدَّر بعض نشرات الأخبار قبل أيام فقط، حيث كان قد طرح وتمت الموافقة عليه أوّل مرة في ربيع عام 2020 خلال حكومة نتنياهو الائتلافية، إلا أن تنفيذه توقف؛ بسبب العراقيل التي واجهت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، حيث سقطت هذه الحكومة بعد شهرين فقط من إقرار المشروع، لتقوم بعدها حكومة جديدة برئاسة نتنياهو لم تستمر أكثر من شهر واحد، لتسقط منتصف العام 2020، وتقوم مكانها حكومة ائتلافية برئاسة نفتالي بينيت بالتعاون مع يائير لبيد، لتسقط نهاية عام 2022، ليعود نتنياهو منذ ذلك الوقت في حكومته الحالية التي شكلها بالتعاون مع تيار الصهيونية الدينية الذي يرى كثير من المحللين والمراقبين أنه الحاكم الفعلي اليوم، وهذه الحكومة انشغلت منذ أكثر من عام ونصفٍ في الحرب الدائرة حاليًا في قطاع غزة، وعلى عدة جبهات أخرى كما نعلم.
يعتبر هذا المشروع من الناحية العملية مشروعًا إستراتيجيًا في غاية الخطورة، حيث يعود أصله إلى رؤية رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون، للتوسع في بلدية القدس شرقًا على حساب أراضي الضفة الغربية.
فقد كان شارون يرى أنه لا حل لقضية القدس سوى السيطرة على مزيد من الأراضي شرقي المدينة، وضمها إليها؛ لضمان التوزيع الكامل للمستوطنين في كافة المناطق المحيطة بالقدس – لا سيما الشرق – للحفاظ على الهوية اليهودية للمدينة المقدسة، كما تراها دولة الاحتلال، وحصار المناطق التي يوجد فيها الفلسطينيون في شرقي القدس، وفصلها عن محيطها الاجتماعي الطبيعي في الضفة الغربية.
والهدف النهائي هنا يتمثل في إنشاء ما يسمى "القدس الكبرى" التي تساهم في قطع الضفة الغربية إلى قسمين: شمالي وجنوبي، لا يمكنهما التواصل جغرافيًا بأي شكلٍ يمكن أن يعطي أملًا لإقامة دولةٍ فلسطينية فيهما مستقبلًا.
تلك النقاط كانت منطلق الأفكار الأساسية التي طرحها شارون في مشروعه القديم للقدس الكبرى، وبالرغم من أن إسرائيل كانت تعلن في أكثر من مناسبة – لعل آخرها عام 2007 – عن مشاريع تصب كلها في فكرة القدس الكبرى مثل مشروع (القدس أولًا) وغيره، فإنها لم تكن في الحقيقة تقوم بخطوات شديدة الفجاجة في اتجاه تحقيق هذه الرؤية المعلنة، وكان السبب الأساسي لذلك غياب الاعتراف الدولي بالقدس عاصمةً لدولة الاحتلال، إضافةً إلى عقدة الأماكن المقدسة التي كانت إسرائيل تخشى أن تشكل لها عامل تفجيرٍ للأوضاع في المنطقة ككل.
إعلانولذلك كانت تتخذ إجراءاتٍ شديدة الحذر والتدرج، تحاول من خلالها تطبيق هذه الرؤية بالتدريج الشديد دون تسليط الأضواء على ما يجري بشكلٍ فاقع.
إذن، ما الذي استجد لتقرر إسرائيل المضي قدمًا في هذا المشروع في هذا الوقت بالذات؟
الجديد على الساحة بالطبع هو سيطرة تيار الصهيونية الدينية على مقاليد الحكم في إسرائيل، والذي لا يستطيع نتنياهو أن يتزحزح خطوةً واحدةً عن رغبات وأوامر زعيمه سموتريتش، خاصةً بعد أن أنقذ الأخير حكومته من الانهيار خلال مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة التي انسحب على إثرها إيتمار بن غفير من الحكومة.
وكانت المعادلة يومها بالنسبة للطرفين نجاحًا لكليهما، إذ أنقذ نتنياهو نفسه من السقوط ثم السجن، وأنقذ سموتريتش حزبه من السقوط في انتخابات مبكرة لم تقدم له فيها استطلاعات الرأي إمكانية حتى لدخول الكنيست. لكن تعافي حزب سموتريتش في استطلاعات الرأي لاحقًا أعطاه الدافعية للمزيد من ابتزاز نتنياهو الذي بات أشد حاجةً إليه مما مضى.
سموتريتش لا يهمه من كل ما يجري إلا تنفيذ مخططه في ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل، وهذا المشروع هو الذي وعد به أنصار تياره، ومع ابتعاده شيئًا فشيئًا عن بن غفير بعد تنامي الخلافات بينهما، أصبح من الضروري أن يحاول سموتريتش الدخول على خط مدينة القدس التي كان بن غفير يعتبرها ملعبه الخاص الذي يقدمه لجمهور اليمين المتطرف.
ولذلك، عمل سموتريتش على بدء العمل في هذا المشروع وتمويله من أموال المقاصّة التي صادرتها إسرائيل من السلطة الفلسطينية بأوامر مباشرة منه. أي أنه يقدم اليوم لنفسه وحزبه وتياره إنجازًا لا يكلفه شيئًا؛ لأنه ممول من أموال الضرائب التي يدفعها الفلسطينيون أنفسهم، وحجته في ذلك أن هذا الطريق/ النفق الذي سيتم البدء بالعمل عليه مخصص أصلًا للفلسطينيين.
ويبدو أن بن غفير فهم اللعبة التي يلعبها سموتريتش، وأنه يدخل الآن في مساحته وملعبه الخاص في القدس، ويقدم نفسه بديلًا له أمام مستوطني القدس، ولهذا لجأ إلى حيلته المعتادة التي يلفت بها أنظار العالم، وهي اقتحام المسجد الأقصى واللعب على وتر المقدسات في منافسته مع صديقه اللدود سموتريتش، فهو يقول بذلك إنه هو الذي يبقى الأمل الوحيد للمستوطنين ليس في ملف القدس فقط، بل في أهم الملفات المرتبطة بالقدس، وهو ملف الأماكن المقدسة التي لا يزال سموتريتش ينأى بنفسه عنها، لالتزامه بفتوى الحاخامية الكبرى بمنع دخول اليهود إلى المسجد الأقصى، ريثما يتم استكمال شرط الطهارة المرتبط بالبقرة الحمراء الموعودة.
إعلانالسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: بما أن سموتريتش يروج لمشروع ضم الضفة الغربية وتهجير سكانها إلى الأردن، فلماذا يتعب نفسه بدعم مشروع نفقٍ خاص بالفلسطينيين يساهم في تنقلهم بين شمال وجنوب الضفة الغربية؟
والجواب هو أننا أمام عملية مركبةٍ تحقق فيها إسرائيل عمومًا، وسموتريتش وتياره على وجه الخصوص، عدة نقاط على المستويين: القصير والبعيد:
فعلى المستوى القصير، يحقق هذا المشروع الفصل العنصري الكامل بين الفلسطينيين والمستوطنين في مناطق الضفة الغربية المحيطة بالقدس، فالنفق المزمع تنفيذه يجعل الفلسطينيين مجبرين على سلوك طريقٍ واحدٍ تحت الأرض، بين رام الله في شمال الضفة وبيت لحم في جنوب الضفة، وبالتالي تصبح شبكات الطرق الكبيرة التي تصل مستوطنات شرقي القدس كلها وحدةً واحدةً تخصُّ المستوطنين وحدهم لا يشاركهم فيها الفلسطينيون بأيّ شكل.
وبذلك، فإن سموتريتش يمكن أن يقدم نفسه لجمهور المستوطنين في مستوطنة معاليه أدوميم البالغ عددهم أكثر من 38 ألف مستوطن باعتباره منقذًا من الاختلاط بالفلسطينيين، والقائدَ الذي حقق لهم الأمن المنشود دون أن يكلف ميزانية الدولة أو يكلفهم شيئًا.
إضافةً إلى ذلك، فإن هذا المشروع على المستوى البعيد لا يساهم في الحقيقة في ربط الفلسطينيين في الضفة الغربية ببعضهم، بل إنه يحقق عكس ذلك، حيث إن تجريد الفلسطينيين من حرية التحرك بين شمال الضفة وجنوبها، وتحديدِها بخيطٍ رفيعٍ واحد هو هذا النفق فقط، يجعل قطع الطريق بين شطري الضفة سهلًا متى شاءت إسرائيل وبحاجزٍ عسكري واحد لا يتجاوز بضعة جنود.
وبذلك يتم الفصل التام بين شمال الضفة الغربية وجنوبها. أي أن هذا المشروع يعني فعليًا أن الفلسطينيين لن يتمكنوا من إنشاء أي كيانٍ متصلٍ في الضفة الغربية، الأمر الذي يجعل من السهل على إسرائيل الاستفراد بمناطق الضفة الغربية الواحدة تلو الأخرى لو اتخذت قرارها الأخطر بتنفيذ عملية تطهير عرقي في المنطقة، والمثال الأكبر على ذلك هو ما يجري حاليًا في قطاع غزة بتقطيعه إلى مفاصل شمالية وجنوبية، والاستفراد به في محاولةٍ لتهجير سكانه بالكامل.
إعلانكما أن ضم مستوطنة معاليه أدوميم إلى القدس يتبعه ضم المنطقة المسماة E1 أيضًا، التي تحيط بأحياء العيزرية وأبو ديس التي تقع شرقي القدس لكن خارج سور الاحتلال العازل فيها، وهذا يعني ابتلاع ما يصل إلى حوالي 3٪ من مساحة الضفة الغربية مع حصار هذه الأحياء بالكامل وعزلها عن محيطها سواء في الضفة أو القدس فيما يشبه الغيتو، وسواء شئنا أم أبينا، فإن هذا المشروع لن يكون النهاية، بل بداية تنفيذ ضم الضفة الغربية بالكامل قطعةً قطعة عندما يتم التخلص من العبء الأكبر المتمثل في القدس.
أمام هذا كله، لا نجد بدًا من تكرار الحل الأشد وضوحًا وبمنتهى الاختصار؛ وهو ضرورة ألا ينتظر الشعب الفلسطيني بدء الاحتلال في مخططاته كي يرد، فمن يبدأ العمل أولًا يختصر نصف الطريق.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline