هل تغرس واشنطن بذور الحرب الإسرائيلية-الفلسطينية التالية؟
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
ينذر الخلاف المتزايد بين واشنطن وتل أبيب حول الحكم الفلسطيني بعد الحرب بإبقاء المتطرفين في الحكم.
ماذا لو ظلَّ جيل اليوم من قادة السلطة الفلسطينية يعارض الإصلاح بشدة؟
أكد لورانس جيه هاس، باحث بارز في مجلس السياسة الخارجية الأمريكية، في تحليل بموقع "ناشونال إنترست" أنه يتعين على واشنطن العازمة على وضع خطة مع الحكومات العربية والسلطة الفلسطينية لإدارة غزة بعد الحرب بين إسرائيل وحماس، أن تحرص على عدم غرس بذور الحرب الإسرائيلية- الفلسطينية المقبلة.
وقال هاس إن المخاطر ليست صغيرة، نظراً لطبيعة السلطة الفلسطينية وإحجام قادتها عن تلبية مطالب واشنطن بالإصلاح السياسي، ودعمها لحماس. أشتيه
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية قد صرح مؤخراً بأن حماس وفتح ركزيتان أساسيتان للحركة الوطنية الفلسطينية وأن العقول والقلوب منفتحة من أجل التوصل إلى وحدة وطنية حقيقية تنهي الخلاف بين الجانبين.
If Israel allows the PA to take over Gaza, “what’s to prevent it from implanting the same incitement in Gaza that it uses across the West Bank?” Washington “must be careful not to plant the seeds for the next Israeli-Palestinian war.” @LarryHaasonlinehttps://t.co/wsfy2nOBBi
— Middle East Forum (@meforum) December 16, 2023
ورفض أشتية في حديثه في وقت سابق مع بلومبرغ إدانة هجمات حماس التي راح ضحيتها 1200 إسرائيليّ، قائلاً إنه يتصور حماس شريكاً صغيراً في منظمة التحرير الفلسطينية الأكبر. وأقرَّ بأن حماس التي وعدت بتكرار واقعة 7 أكتوبر حتى زوال الدولة اليهودية لا تعترف بإسرائيل، لكنه قال إن ذلك يمكن أن يتغير، ولا أحد يستطيع أن يخمن السبب وراء ذلك التغيير المحتمل.
وأفضَت خطط واشنطن بشأن غزة إلى حدوث صدع علني بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهيو الذي يعارض بشدة عودة السلطة الفلسطينية إلى حكم غزة، كما حدث منذ عام 2005 عندما انسحبت إسرائيل من القطاع حتى عام 2007 وأطاحت حماس بالسلطة في انقلاب عنيف.
My column in @TheNatlInterest on how, in proposing Palestinian Authority run Gaza, US must not plant seeds of next Israeli-Palestinian war: https://t.co/vbWFojPH89 @afpc @JSchanzer @mdubowitz @ilanberman @rich_goldberg @annie_swingen #Palestinians #israel #IsraelFightsTerror
— (((Larry Haas))) (@larryhaasonline) December 15, 2023
وبدلاً من ذلك، تريد إسرائيل "تنصيب قيادة تكنوقراطية جديدة داخل غزة" بديلاً لكل من أشتية ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس البالغ من العمر ثمانية وثمانين عاماً الذي انتُخِبَ لولاية مدتها أربع سنوات في عام 2005. ولم يُسمح بإجراء انتخابات أخرى منذ ذلك الحين.
وإذ يُوبِّخ نتانياهو بايدن، فهو يناور مناورة خطرة للغاية. أمدَّ بايدن إسرائيل بالذخيرة في حربها مع حماس، وأرسل مجموعتين هجوميتين من حاملات الطائرات الأمريكية إلى المنطقة لتحذير إيران من توسيع نطاق الحرب، ويسعى للحصول على المزيد من المساعدات، ووجَّه روبرت وود، ممثله البديل لدى الأمم المتحدة، إلى استخدام حق النقض ضد قرار مجلس الأمن الذي يطالب بوقف إطلاق النار (الذي يمكن أن يمنع إسرائيل من مواصلة حملتها للقضاء على حماس، وليس إضعافها وحسب).
ويواجه بايدن، بدعمه القوي لإسرائيل، معارضةً من الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي (إذ يواجه مرحلة إعادة انتخاب شاقّة في العام المقبل يمكن أن يقررها إقبال الناخبين) ومن المجتمع الدولي (الأمر الذي يشهد عليه تصويت الجمعية العامة المكونة من 193 عضواً بأغلبية ساحقة لوقف إطلاق النار بعد أيام فقط من استخدام واشنطن حق النقض في مجلس الأمن).
وأضاف الكاتب أن بايدن ليس بغافلٍ عن الطبيعة الإشكالية للسلطة الفلسطينية. ويمارس المسؤولون الأمريكيون ضغوطاً عليها للإطاحة بقادتها، وتحديد موعد للانتخابات، وتجديد قواتها الأمنية لبناء الدعم الشعبي والحكم بفعالية.
ولكن، ماذا لو ظلَّ جيل اليوم من قادة السلطة الفلسطينية يعارض الإصلاح بشدة؟ هل سيصر بايدن على الإصلاح عندما تضع الحرب أوزارها، وعندما يُفضِّل القطاع الأكبر من العالم السلطة الفلسطينية كياناً حاكماً، ويُعارض خطط نتانياهو الرامية إلى نشر دوريات في غزة للحيلولة دون الأنشطة الإرهابية؟
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل السلطة الفلسطینیة
إقرأ أيضاً:
حرب غزة ولبنان.. إسرائيل تستغل فترة الانتقال في البيت الأبيض لتوسيع الهجوم
مع استمرار الحرب الإسرائيلية على كل من غزة ولبنان، تتجه الأنظار إلى الولايات المتحدة، حيث يمضي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في اختيار مسؤولي إدارته المقبلة وسط ترقب عالمي لاختيارات ترامب وتوجهات واشنطن في السنوات الأربع المقبلة.
بولاية ترامب الثانية في البيت الأبيض، تترقب حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بحذر، مسارات سياساته المتوقعة تجاه الشرق الأوسط، وتأمل في الحصول على المزيد من الدعم الأمريكي الكامل في عدوانها على قطاع غزة ولبنان وتصعيدها العسكري في أماكن أخرى، رغم أن ترامب لم يكشف النقاب عن سياساته المرتقبة غير تعهده بإنهاء الحرب في غزة ولبنان وإحلال السلام والاستقرار بالمنطقة دون أي تفاصيل.
وعرض برنامج «من مصر»، الذي يقدمه الإعلامي عمرو خليل، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، تقريرا عن الأوضاع في غزة ولبنان، وإزاء هذا الوضع، تستعجل إسرائيل الحسم العسكري في غزة ولبنان قبل وصول دونالد ترامب للبيت الأبيض، ففي غزة وسع جيش الاحتلال من توغله البري في شمال القطاع بفرض مخططات قسرية بقوة النيران والتدمير بهدف تهجير السكان وإحداث تغييرات جذرية على الأرض.
أما في لبنان فتواصل آلة القصف والقتل الإسرائيلية عدوانها مستهدفة أيضا تدمير مقومات الحياة في قرى وبلدات الجنوب اللبناني، كما تستبق تصريحات مسؤولي الحكومة الإسرائيلية ما ستكون عليه توجهات واشنطن المقبلة مع ترامب، فوزير الدفاع الإسرائيلي الجديد يسرائيل كاتس أكد معارضته لوقف إطلاق النار في لبنان، وقال إنه لن يكون هناك أي وقف لإطلاق النار ولن تكون هناك تهدئة مع لبنان حتى تحقيق أهداف الحرب والقضاء على حزب الله، ووسط تسارع الأحداث جاءت أيضا تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش بضم الضفة الغربية المحتلة قائلا إن العام القادم سيكون عام بسط السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية مضيفا أن فوز ترامب سيعجل بتحقيق هذا الهدف.
جدل كبير أحدثه فوز دونالد ترامب بفترة رئاسية ثانية.. وتتباين الآراء بين من يرى أنه سيكون كما كان خلال ولايته الأولى.. وبين من يؤكد أن هناك ترامب جديدا يناسب الوضع القائم حاليا في واشنطن والمنطقة والعالم.