الصحة العالمية: قسم الطوارئ في مستشفى الشفاء بغزة تحول لـ"حمام دم"
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
أكدت منظمة الصحة العالمية، اليوم الأحد، أن قسم الطوارئ في مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة، استحال "حمام دم" وبات يحتاج الى "إعادة تأهيل"، بعد تعرضه لأضرار بالغة جراء القصف الإسرائيلي.
وأوضحت المنظمة أن فريقاً منها ومن وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة، تمكّن أمس السبت من إيصال مواد طبية إلى مجمع الشفاء الواقع في غرب مدينة غزة (شمال)، وهو أكبر مستشفيات القطاع.
وأشارت في بيان اليوم الأحد، إلى أن "عشرات الآلاف من النازحين" لجأوا إلى هذا المجمع الذي "يفتقر" إلى المياه والغذاء، وأضافت أن "الفريق (الذي زار المجمع) وصف خدمات الطوارئ بأنها حمام دم، مع وجود مئات المرضى المصابين داخله ووصول مرضى جدد في كل دقيقة"، مشيرة إلى أن المرضى الذين يعانون صدمات يتلقون العلاج على الأرض وأن "وسائل تخفيف الألم محدودة جداً وحتى غير متوافرة".
WHO delivers health supplies to Al-Shifa Hospital, appeals for continued access to address urgent needs in north #Gaza
WHO staff participated in a joint UN mission to Al-Shifa Hospital in north Gaza on 16 December to deliver health supplies and assess the situation in the… pic.twitter.com/gIa3tG97mC
وأفادت المنظمة بأن المجمع الطبي يعمل بطاقته الدنيا مع فريق طبي محدود للغاية "وتمّ نقل مرضى الحالات الخطرة إلى المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) للخضوع لعمليات جراحية". ونقل بيان المنظمة عن الفريق الذي زار الشفاء أن "المستشفى يحتاج بدوره إلى عملية إعادة تأهيل"، مؤكداً أن 30 مريضاً فقط قادرون على إجراء غسل الكلى.
وتعرّضت البنية التحتية الصحية بأكملها في قطاع غزة، لأضرار بالغة جراء القصف والعمليات البرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وأدّى هذا الهجوم إلى مقتل حوالي 1140 شخصاً، معظمهم من المدنيين، إضافة إلى احتجاز 240 رهينة، بحسب أرقام السلطات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، يقصف الجيش الإسرائيلي القطاع بلا هوادة، مما أسفر عن مقتل 18800 شخص، 75% منهم من الأطفال، وفقاً لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس. وتتهم إسرائيل حماس باستخدام عدد من المستشفيات، التي تتمتع بوضع حماية خاص بموجب قوانين الحرب، لإخفاء أسلحة وإقامة مراكز قيادة تحتها.
وقالت منظمة الصحة العالمية، إنّها مستعدّة لتعزيز مجمع الشفاء "في الأسابيع المقبلة" ليتمكّن من استئناف خدماته الأساسية، وأوضحت أنّه "يمكن تفعيل ما يصل إلى 20 غرفة عمليات في المستشفى، فضلاً عن خدمات الرعاية ما بعد العمليات الجراحية، إذا تمّ تزويده بالوقود والأكسجين والأدوية والغذاء والماء"، مشيرة في الوقت ذاته إلى الحاجة إلى موظفين.
ويعدّ المستشفى الأهلي العربي الوحيد "الذي يعمل جزئياً" في الوقت الحالي في شمال قطاع غزة بأكمله، حيث تعمل 3 مستشفيات بشكل محدود فقط هي الشفاء والعودة والصحابة. وقبل الحرب كان هناك 24 مستشفى في هذه المنطقة.
وكذلك، أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها بشأن مستشفى كمال عدوان. وكانت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس قد أفادت في 13 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بأنّ الجيش الإسرائيلي أطلق نيرانه على غرف المرضى في المستشفى المحاصر.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل حماس منظمة الصحة العالمية الصحة العالمیة
إقرأ أيضاً:
مستشفى كمال عدوان إخلاء تحت الظلام والنار
«لا أريد سوى إنقاذ طفلي».. بهذه الكلمات الموجعة وصفت أُمٌ في الثلاثين من عمرها حالها من داخل ممرات مستشفى كمال عدوان. احتضنت بين يديها طفلها المولود حديثًا، الذي يحتاج إلى رعاية طبية مستمرة داخل حاضنة، لكنها اضطرت للجلوس في الممرات تحت وابل من النيران والقصف، خوفًا من انهيار السقف فوق رأسها ورأس صغيرها.
حصار وتجويع
منذ مساء السبت، 21 ديسمبر، وحتى لحظة كتابة هذه السطور، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي هجومها العنيف على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة. الطائرات المسيرة، والقذائف المدفعية، والغارات الجوية لم تتوقف عن استهداف هذا الحصن الطبي الأخير، في محاولة لإخلائه بالقوة، رغم خطورة ذلك على حياة مئات المرضى والجرحى.
منذ الساعات الأولى للهجوم، لجأ المرضى والطواقم الطبية إلى ممرات مستشفى كمال عدوان ومرافقها الضيقة. تُركت الغرف والأقسام فارغة بينما بات الخوف هو سيد الموقف. مدير المستشفى، الدكتور حسام أبو صفية، وصف الوضع بعبارات مروعة: «نحن نموت، ولا أحد يبحث عنا». مشيرًا إلى منع الاحتلال الطعام والشراب عنهم.
غارقون في الظلام والنار
الدكتور حسام أبو صفية أوضح أن المستشفى يتعرض لقصف مكثف ومباشر، مؤكدًا أن المولدات الكهربائية قد استُهدفت، مما تسبب في تدمير أحدها واشتعال النيران ففيه
وأضاف لـ«عُمان»: «حاول الاحتلال استهداف خزان الوقود، وهو ممتلئ، مما يهدد بكارثة محققة إذا اشتعل. هذا المستشفى يقدم خدمات أساسية للأطفال والنساء والجرحى. لا توجد مرافق بديلة شمال القطاع».
وفي شهادة أخرى، قال ممرض: «نحن محاصرون. غارقون في الظلام بعد انقطاع الكهرباء، ولا نعرف بعضنا إلا من خلال أصواتنا. نفدت مقومات الحياة الأساسية تمامًا»، وأضاف أن عددًا من المرضى استشهدوا، ولا يستطيع أحد دفنهم خشية القصف المستمر.
مستشفى كمال عدوان يُعد الحصن الطبي الأخير الذي يقدم الخدمات العلاجية لأكثر من 190 مريضًا وجريحًا وطواقم طبية.
هذا الوضع دفع مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أمجد الشوا، إلى وصفه بأنه جريمة إبادة جماعية تهدف لإخلاء شمال القطاع بالكامل من مظاهر الحياة.
وأوضح أن «إخلاء المستشفى دون توفير سيارات إسعاف مجهزة لنقل مرضى العناية المركزة والأطفال حديثي الولادة يعرض حياتهم للخطر الفوري»، واستطرد: «حتى الفرق الطبية تواجه الاستهداف أثناء محاولتها نقل المصابين ودفن الشهداء».
مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة ناشد منظمة الصحة العالمية التعجل في إرسال وفد دولي إلى شمال القطاع ومستشفى كمال عدوان، لمتابعة ما يجري هناك على الطبيعة، والتوصل إلى تهدئة مع الاحتلال تسمح بنقل المرضى دون تعريض حياتهم للخطر.
صمود ولا مجيب
رغم نداءات الاستغاثة المتكررة إلى المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية، لم تتوقف الهجمات. العالم يشاهد بصمت فيما تسعى قوات الاحتلال إلى فرض إخلاء قسري دون أي اعتبار للقوانين الدولية التي تحظر استهداف المنشآت الطبية أثناء النزاعات.
الدكتور محمد الشريف، أحد الأطباء العاملين في المستشفى، قال إن الطواقم الطبية لن تسمح بإخلاء المستشفى وتعريض حياة المواطنين للخطر.
وأكد عزمهم «مواصلة تقديم الخدمة الطبية لأهالي شمال قطاع غزة بما يملكون من إمكانيات بسيطة، رغم الظروف المستحيلة».
نحو إبادة جماعية للشمال
مع قصف المولدات الكهربائية ط، بات المستشفى غارقًا في الظلام، مما زاد من معاناة المرضى والطواقم الطبية. الطفل حديث الولادة الذي يحتاج إلى حاضنة قد لا ينجو في ظل هذه الظروف القاسية.
استهداف مستشفى كمال عدوان ومحيطه بالقصف المستمر يُظهر نية الاحتلال المبيتة لارتكاب جريمة إبادة جماعية. هذه المنشأة ليست فقط ملاذًا للجرحى والمرضى، لكنها تمثل رمزًا للصمود الإنساني والطبي في شمال القطاع.
مدير المستشفى، د. حسام أبو صفية، ختم حديثه بنداء مؤلم: «نطالب بتحييد المستشفى فورًا والسماح لنا بالعمل دون تهديد. هذا هو نداءنا الأخير إلى العالم».
وفي ظل هذا الوضع الكارثي، يتعين على المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته والضغط على قوات الاحتلال لوقف استهداف المنشآت الطبية، وضمان دخول الإمدادات الإنسانية. مستشفى كمال عدوان ليس مجرد بناء، بل هو حياة مئات الأرواح التي تنبض بالأمل رغم الحصار.
«طفلي لا يعرف العالم بعد، لكنه الآن يعرف الخوف». بهذه الكلمات أنهت الأم حديثها، وهي تحتضن صغيرها. بين هذه الجدران المهددة، يبقى الأمل هو السلاح الأخير في مواجهة بطش الاحتلال، الذي لا ينفك عن محاولات نزع الحياة في قطاع غزة من المهد إلى اللحد.