خبيرات في الأزياء: الرجل مازال محتفظًا بزيه بعكس المرأة
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
بيّن خبيرات في الأزياء السعودية أن الرجل مازال محتفظًا بزيه الوطني الذي توارثه أبًا عن جد، بعكس المرأة التي هجرت زيها من بعد النهضة النفطية.
جاء ذلك في الندوة الحوارية التي نظمها معرض جدة للكتاب 2023 بعنوان “الأزياء السعودية إرث وحضارة”، والتي استضاف فيها كل من خبيرة التراث الدكتورة ليلى البسام والمصممة ريم عسلان، فيما أدار حديثها المصممة ريم فيصل.
وأوضحت البسام أن الأزياء السعودية اكتسبت فخامتها نظير تميزها بالزخرفة والتطريز الذي يضاف إلى الأقمشة وفي أماكن عدة، معددة أنواع الثياب وما أضيف إليها من خامات فخمة.
وقالت البسام: ” يسعى المصممون إلى الاعتماد على خطوط مستمدة من القديم والسير عليها وعلى ما تتسم به، وكان من مآثر هذا السير أن أضحى محل تميز، وهذا ما لمسناها، وعلى سبيل المثال في نجد هناك قبائل لها زيها المميز”.
وسلطت البسام الضوء على ثوب الزفاف واكتسابه للاستدامة والبقاء، موضحة أنه يبدأ العمل عليه قبل الزفاف، ثم تحتفل به العروس، وبالتالي تحافظ عليه، ليصبح وسيلة لحفظ المال بإمكانية بيعه في حالة الحاجة إلى النقود، مضيفة أنه كان من عادات أهل الحجاز تأجير ثوب الزفاف.
بدورها رأت عسلان أن “أزياءنا تعكس هويتنا وجذورنا وتمثل عاداتنا وتقاليدنا وتعكس مناطقنا، كونها مصنوعة بحب وتوارثناها أبًا عن جد”، وتابعت “التطريز يحمل قصصًا وحكايا ومشاعر، وتعبيرًا عن الحالة النفسية حينها، فيما تختلف الزخرفة بحسب اختلاف المنطقة وما تتصف به”، مضيفة: “أن بعض الأزياء ترتبط بفعاليات معينة وعادات وتقاليد، وقد اندثرت مع اندثارها”.
وتطرقت عسيلان إلى العمل اليدوي للأزياء ومدى ما يتصف به من دقة وحرفية وكونه يحافظ على روح الصنعة، داعيةً إلى اغتنام الظروف الحالية ومحاولة توثيق الأزياء التراثية والحرص على بقائها واستدامتها.
ويختتم معرض جدة للكتاب 2023 فعالياته، اليوم (السبت)، بعد عشرة أيام عاشها زواره من محبي القراءة والمهتمين بالكتب، تخللها برنامج ثقافي منوع تضمن ندوات حوارية وأمسيات شعرية وورش عمل أحيتها نخبة من الأسماء السعودية والعربية والعالمية، التي كانت محل حفاوة زوار المعرض، الذي اختار “مرافئ الثقافة” شعارًا لنسخته الحالية ٢٠٢٣.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية
إقرأ أيضاً:
الحمار الذى سقط فى البئر
ترجمة: أسماء موسى عثمان
كان يا مكان، فى سالف الزمان، رجل مسن وحمار عجوز. فى أحد الأيام، سقط الحمار فى بئر جاف لكنه عميق. صرخ الحمار المسكين طوال النهار، بينما كان الرجل يجتهد فى البحث عن وسيلة لإنقاذه. وفى نهاية المطاف، قرر الرجل أن الحمار قد شاخ وضعف، وأنه كان قد عزم منذ زمن طويل على ملء هذه البئر الجافة بالتراب. طلب من جيرانه المساعدة، فهرع الجميع بمجارفهم ليدفنوا الحمار فى البئر. ظل الحمار ينهق بكل ما أوتى من قوة. لكن، وبعد فترة من الجهد، ولدهشة الجميع، ساد الصمت فى البئر. نظر صاحب الحمار إلى الداخل، متوقعًا أن الحمار قد استسلم، لكنه شهد مشهدًا مذهلاً: كلما سقطت حفنة من التراب فى البئر، كان الحمار يستخدم حوافره لدفع التراب إلى أسفل. استمر صاحب الحمار والجيران فى إلقاء التراب، بينما كان الحمار يواصل ضغطه، مُشكّلًا تلة ترتفع تدريجيًا، حتى تمكن فى النهاية من القفز والظهور خارج البئر، مستعيدًا حريته.
درس مستفاد
لن تتوقف الحياة عن إلقاء التراب علينا، ولكن إذا تعلمنا كيف نواجه كل محنة بشجاعة وإصرار، فإننا سنتمكن من الخروج من كل بئر نجد أنفسنا فيها. كل تحدٍّ يمنحنا فرصة للتقدم خطوة جديدة نحو الأمام. عندما نكون فى قعر بئر، يكمن السر فى أن نتخلص من التراب الذى يثقلنا، وأن نستخدمه كوسيلة للارتقاء، ملامسين القمة، ومحققين انتصارنا على الصعاب.
برونو فيريرو هو كاتب إيطالى معاصر، اشتهر بكتابة القصص القصيرة والنصوص الأدبية التى تتناول موضوعات إنسانية وفلسفية. وُلد فى عام 1946 فى إيطاليا، وحقق شهرة واسعة بفضل أسلوبه السردى البسيط والعميق فى الوقت نفسه.
بقلم : برونو فيريرو