لبنان ٢٤:
2025-04-28@13:10:16 GMT

الرئاسة مؤجلة.. الخلافات تزداد بين الافرقاء

تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT

الرئاسة مؤجلة.. الخلافات تزداد بين الافرقاء

لم تستطع القوى السياسية المؤيدة لوصول قائد الجيش العماد جوزيف عون الى رئاسة الجمهورية، إستغلال جلسة التمديد له في المجلس النيابي وجعلها بمثابة إستفتاء نيابي وبروفا لمعرفة التوازنات في حال طرح اسمه بشكل اكثر جدية للرئاسة، اذ جعل بري والمجلس النيابي فكرة تأجيل سن التقاعد شاملة ولم يتم حصرها بعون وحده، وهذا بحد ذاته فك ارتباط التمديد بالمعركة الرئاسية الى حد ما.



من الواضح ان الرئاسة ستبقى مؤجلة، فمعركة غزة لا تزال مستمرة والافق السياسي للحل، وان توقفت المعارك او خفت وتيرتها، غير واضح والتسوية الاقليمية باتت مؤجلة لتكون جزءاً من الحل الذي سيشمل فلسطين، او هكذا يظن الافرقاء. بناء عليه فان تمديد الازمة في لبنان بات متصلاً بشبكة واسعة من الازمات الاقليمية التي لا حل قريب لها، الا في حال قررت القوى السياسية خوض تجربة ديمقراطية حقيقية داخل المؤسسات الدستورية.

تدريجيا، ومع تراجع اهمية المعارك الحاصلة، ستعود المعركة الرئاسية الى الواجهة خصوصا وأن المعطيات الجديدة مرتبطة بشعور ضمني لدى حلفاء "حزب الله" ان مساهمته في الحرب ضد اسرائيل ستجعله اكثر قدرة على فرض شروطه داخليا، او اقله سيكون من الصعب اكثر الذهاب الى رئيس لا ترضى عنه حارة حريك، وهذا تقدم بالنقاط على الفريق الاخر.

في الوقت نفسه، يمكن اعتبار عدم توسيع الحزب للمعركة في الجنوب فرصة لأخذ الثمن السياسي من الاميركيين، فهو، وعلى الرغم من رفضه اعطاء ضمانات، الا انه لم يساهم في توريط الولايات المتحدة الاميركية في حرب كبرى في الشرق الاوسط وهذا قد يؤدي الى ليونة اميركية في بعض الملفات، علما ان اغراءات جدية عرضت على الحزب في حال توقف عن القتال وطبق القرار 1701.

الازمة الحقيقية اليوم في الداخل اللبناني هي ازمة رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل الذي عاد شبح تقدم اسهم العماد جوزيف عون يلاحقه، خصوصا وان حليفه "حزب الله" يريد ان يبقي فرضية وصول قائد الجيش الى بعبدا على الطاولة لاخذ تنازلات عملية لصالح مرشحه رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، وعليه فإن باسيل عاد ليكون بين خيارين احلاهما مر بالنسبة له.

لذلك فإن تعديل التوازنات الداخلية قد يكون الحل الوحيد في الافق، فإنتقال الاطراف من جبهة الى اخرى بعد انتهاء الحرب او توسعها سيكون المخرج من انسداد الافق، وسيؤدي الى انتخاب رئيس جديد في المدى المتوسط والعين لذلك على كل من "التيار الوطني الحر" والحزب "التقدمي الاشتراكي".. 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

إبراهيم شقلاوي يكتب: قَدَر البرهان وعفوية حماد عبد الله

في مشهد بدا عفويًا، التقى رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، خلال زيارته أمس لمنطقة الدندر، بالمواطن “حماد عبد الله حماد” الذي اشتهر قبل أشهر بمقطع متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عقب ظهوره بشكل عفوي أمام كاميرا تلفزيون السودان بعد اندلاع الحرب. الرجل بدأ حديثه حينها بتمجيد الجيش السوداني، لكنه سرعان ما أطلق عبارة مباشرة، وغير محتشمة تجاه مليشيا الدعم السريع، أربكت المذيع، ومنعها لاحقًا الإعلام الرسمي من البث، لكنها انتشرت مجتزأة وأصبحت مادة واسعة التداول بين جمهور منصات التواصل الاجتماعي.

تلك الواقعة تعود إلى لحظة صادقة انفجرت من وجدان مواطن سوداني بسيط، عايش بمرارة فظائع هذه الحرب، وذاق، كما غيره من السودانيين، مرارة الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع بحق المدنيين والبنى التحتية، في تعدٍّ لا يُمكن وصفه إلا بأنه ممنهج وبعيد عن كل قواعد القانون الدولي والإنساني.

زيارة البرهان للدندر، ولقاؤه بحماد عبد الله، وإن أثارت الكثير من التفاعل، يجب أن تُقرأ في سياقها الإنساني أكثر من كونها موقفًا سياسيًا. فالمنطقة، كغيرها من بقاع السودان، لم تكن بمعزل عن تداعيات الحرب، ومواطنوها، الذين عانوا من التهجير والانتهاكات، ربما وجدوا في ذلك اللقاء رسالة تضامن، أو اعترافًا ضمنيًا بما عاشوه من أهوال.. وكان من الطبيعي أن تكون القيادة قريبة من شعبها في هذه اللحظات الفارقة.

لكن تبقى هناك حساسية رمزية لا يمكن إغفالها، إذ إن اللقاء، دون ضبط لسياقه الإعلامي أو توضيح لمقاصده، منح صدىً متجددًا لخطاب شعبي عُرف بفجاجة مفرداته، التي حاول البعض اتخاذها تجريمًا للموقف. وهنا يبرز التحدي الحقيقي: كيف نوازن بين التعبير الشعبي المشروع، والارتقاء بخطاب الدولة، دون أن نُسقط من حسابنا الجراح التي ما زالت تنزف؟

وفي هذا السياق، تبرز دلالة الآية الكريمة من سورة النساء، حيث يقول تعالى: ﴿لَا يُحِبُّ ٱللَّهُ ٱلْجَهْرَ بِٱلسُّوٓءِ مِنَ ٱلْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا﴾ (الآية: 148).
وهي آية عظيمة تُرشد إلى أن الجهر بالسوء – وإن كان مكروهًا – فقد يُباح للمظلوم، دون أن يتجاوز. فالظلم لا يُعطي الإنسان تفويضًا مفتوحًا في القول، بل مساحة من التعبير المشروط بالعدل وضبط اللسان، لأن الله سميع لما يُقال، عليم بما تُخفي الصدور.. وإن صبر فهو خير له.

لذلك ليس من العدل تحميل رئيس مجلس السيادة وزر كل انفعال شعبي، خصوصًا في ظل الفظائع المتكررة التي ارتكبتها المليشيا بحق الوطن والمواطن، لكن من حقنا، في المقابل، أن نتساءل عن ملامح الخطاب العام الذي يُبنى في هذه المرحلة المفصلية. فالحرب ليست فقط معركة على الأرض، بل معركة في المعنى واللغة والمستقبل.

السودان اليوم لا يحتاج إلى بطولات لفظية، بل إلى خطاب رصين يُواسي المنكوبين، ويؤسس لمشروع وطني جامع. أما الذين صنعتهم الصدف الإعلامية، فمكانهم ربما في ذاكرة الطُرفة والمزاح العفوي ، لا على منابر القرار أو رمزية المشهد الوطني.

دمتم بخير وعافية..

إبراهيم شقلاوي
الوان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • خلال اجتماع السيسي والبرهان.. رفض مصري - سوداني لإجراءات إثيوبيا الأحادية على النيل
  • رئيس لبنان: من غير المسموح العودة إلى لغة الحرب
  • ملتزمون باستمرار دورنا - قطر: ملفات كإعادة إعمار غزة أصبحت للأسف أحلاما مؤجلة
  • خبير عسكري: المقاومة بغزة تزداد احترافية ومفاجآتها الميدانية مستمرة
  • الزمالك يقرر عدم تفعيل عقد شراء محمد حمدي
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: قَدَر البرهان وعفوية حماد عبد الله
  • رئيس أفريقية النواب يكشف موعد انتهاء الحرب بالسودان بعد استعادة الخرطوم
  • اتساع رقعة الخلافات في إسرائيل إلى أذرع الجيش / فيديو
  • اتساع رقعة الخلافات في إسرائيل إلى أذرع الجيش
  • الرئاسة الروسية تعلّق على محادثات بوتين ومبعوث ترامب