الرئاسة مؤجلة.. الخلافات تزداد بين الافرقاء
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
لم تستطع القوى السياسية المؤيدة لوصول قائد الجيش العماد جوزيف عون الى رئاسة الجمهورية، إستغلال جلسة التمديد له في المجلس النيابي وجعلها بمثابة إستفتاء نيابي وبروفا لمعرفة التوازنات في حال طرح اسمه بشكل اكثر جدية للرئاسة، اذ جعل بري والمجلس النيابي فكرة تأجيل سن التقاعد شاملة ولم يتم حصرها بعون وحده، وهذا بحد ذاته فك ارتباط التمديد بالمعركة الرئاسية الى حد ما.
من الواضح ان الرئاسة ستبقى مؤجلة، فمعركة غزة لا تزال مستمرة والافق السياسي للحل، وان توقفت المعارك او خفت وتيرتها، غير واضح والتسوية الاقليمية باتت مؤجلة لتكون جزءاً من الحل الذي سيشمل فلسطين، او هكذا يظن الافرقاء. بناء عليه فان تمديد الازمة في لبنان بات متصلاً بشبكة واسعة من الازمات الاقليمية التي لا حل قريب لها، الا في حال قررت القوى السياسية خوض تجربة ديمقراطية حقيقية داخل المؤسسات الدستورية.
تدريجيا، ومع تراجع اهمية المعارك الحاصلة، ستعود المعركة الرئاسية الى الواجهة خصوصا وأن المعطيات الجديدة مرتبطة بشعور ضمني لدى حلفاء "حزب الله" ان مساهمته في الحرب ضد اسرائيل ستجعله اكثر قدرة على فرض شروطه داخليا، او اقله سيكون من الصعب اكثر الذهاب الى رئيس لا ترضى عنه حارة حريك، وهذا تقدم بالنقاط على الفريق الاخر.
في الوقت نفسه، يمكن اعتبار عدم توسيع الحزب للمعركة في الجنوب فرصة لأخذ الثمن السياسي من الاميركيين، فهو، وعلى الرغم من رفضه اعطاء ضمانات، الا انه لم يساهم في توريط الولايات المتحدة الاميركية في حرب كبرى في الشرق الاوسط وهذا قد يؤدي الى ليونة اميركية في بعض الملفات، علما ان اغراءات جدية عرضت على الحزب في حال توقف عن القتال وطبق القرار 1701.
الازمة الحقيقية اليوم في الداخل اللبناني هي ازمة رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل الذي عاد شبح تقدم اسهم العماد جوزيف عون يلاحقه، خصوصا وان حليفه "حزب الله" يريد ان يبقي فرضية وصول قائد الجيش الى بعبدا على الطاولة لاخذ تنازلات عملية لصالح مرشحه رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، وعليه فإن باسيل عاد ليكون بين خيارين احلاهما مر بالنسبة له.
لذلك فإن تعديل التوازنات الداخلية قد يكون الحل الوحيد في الافق، فإنتقال الاطراف من جبهة الى اخرى بعد انتهاء الحرب او توسعها سيكون المخرج من انسداد الافق، وسيؤدي الى انتخاب رئيس جديد في المدى المتوسط والعين لذلك على كل من "التيار الوطني الحر" والحزب "التقدمي الاشتراكي"..
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
بعد انتهاء الحرب.. مسؤول يكشف ما يفعله حزب الله
أكد مسؤول ملف الموارد والحدود في حزب الله، نواف الموسوي، أنّ الحزب "يجري تحقيقاً داخلياً، حول كل ما جرى، أمنياً وعسكرياً"، خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان. وفي حديث إلى الميادين، الاثنين، أشار الموسوي إلى أنّ حزب الله "تعرّض لضربات قاسية، لكنه لم ينتهِ، وكذلك جبهة المقاومة"، مشدداً على أنّ المقاومة كبّدت الاحتلال الإسرائيلي خسائر كبيرةً "في عزّ الحرب"، وأنّها "حققت إنجازات خلالها"، ومثال على ذلك عملية قيسارية، التي وصلت فيها مسيّرة لحزب الله إلى منزل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وأوضح الموسوي أنّ الحزب "قادر على تعريض الاحتلال الإسرائيلي لضربات، إذا عوّض القصور وأنهى التقصير وحل الاختراقات التقنية والبشرية"، مشيراً إلى أنّ "كمية القصور والثغرات كبيرة". كذلك، شدد المسؤول في حزب الله على أنّ الولايات المتحدة "شاركت بالكامل في الحرب على لبنان، على مستوى القرار السياسي والأداء الميداني، بل إنّها كانت صاحبة القرار"، وهي "شريكة في قرار وتنفيذ استهداف" الشهيد السيد حسن نصر الله.
وتابع مؤكداً أنّ نوع الصواريخ، التي قُصف بها مقرّ الشهيد السيد نصر الله، "لم تكن موجودةً في الترسانة الإسرائيلية، وجيء بها بشكل خاص للاستخدام في هذا الاستهداف". وأوضح الموسوي أنّ العمل الاستخباري الأميركي ضدّ حزب الله "هو بمقدار 10 أضعاف العمل الإسرائيلي، منذ عام 2000"، وأنّ البرنامج الاستخباري الأميركي هو في خدمة المصالح الإسرائيلية. إلى جانب ذلك، أشار الموسوي إلى أنّ الشهيد القائد، عماد مغنية، "فخّخ من قبل أجهزة بيجر ووسائل اتصال". وإزاء ذلك، رأى الموسوي أنّه "لا يمكن عدّ ما قام به الاحتلال إنجازاً عظيماً".
وبالعودة إلى ما تلا مجزرة البيجر وأجهزة اللاسلكي التي ارتكبها الاحتلال، في أيلول الماضي، قال الموسوي إنّ الشهيد السيد نصر الله "أدرك أنّ ثمة خطأً وخرقاً تقنياً". أما لناحية الخرق البشري، فإنّ الأجهزة المختصة في حزب الله تتابع الأمر حتى الآن، بحسب ما تابع.
وأضاف أنّ "غياب شخصيات من الكادرات التاريخية للمقاومة، مثل الشهيد مغنية، أمر كان له ثمنه"، وأنّ الاحتلال الإسرائيلي يعدُّ "أنّه حقق إنجازات، إلا أنّ كل إنجازاته ضدنا لا تتسم بالذكاء، إنّما هي ناجمة عن قصور لدينا، وأحياناً تقصير".
في سياق متصل، أعرب المسؤول في حزب الله عن استغرابه لبقاء الشهيد السيد نصر الله في مكان استشهاده في الضاحية الجنوبية لبيروت، معتبراً أنّه كان "ينبغي ألا يكون في أي مكان يمكن تشخيصه"، ولاسيما أنّ الضاحية بأكملها "تحت المجهر الأميركي - الإسرائيلي".