رعد: ما زلنا في بداية الطريق.. ولم نستخدم ما جهزناه لحربنا ضدّ العدوّ
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
اعتبر رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن "ما صنعته إسرائيل عبر عدوانها المتوحش الهمجي على غزة وما ارتكبته من جرائم حرب وجرائم إنسانية وقتل للنساء والأطفال وإبادة للمدنيين وتدمير للبيوت والمدارس والمستشفيات، ولو أردنا أن ندفع مليارات الدولارات على مدى سنوات، لما استطعنا ان نبين للرأي العام العالمي هذه الحقيقة المتوحشة للإسرائيلي الذي كنا ننبه من خطره على العالم والبشرية جمعاء".
وقال: "لم يحدد الاسرائيلي سقفاً لعدوانه وهو يخوض حرباً طويلة الأمد يُعلًي سقفه السياسي حتى إبادة حماس وسحقها وهو يدرك أن سحق حماس هو سحق الشعب الفلسطيني، وثمة حكام وأنظمة في منطقتنا لا تزال تتردد في إعلان موقف إدانة ضد هذا العدو المتغطرس. الجيش الإسرائيلي في نظر كل دول العالم التي لديها جيوش منظمة تلتزم بالقوانين الدولية، جيش لا يقهر لكن هذه العدوانية الإسرائيلية في هذه الجولة أكدت على أن جيش الصهاينة هو جيش قاتل وليس جيشا مقاتلاً. ما يُستلزم عبر الأمم المتحدة هو طرد الكيان الصهيوني من عضويتها، وإذا كان ثمة شرف لحكام ودول في منطقتنا أول ما يجب عليها وما يفرضه هذا الشرف أن يقطعوا علاقاتهم ولو موقتا مع الكيان الصهيوني، لكن للأسف أن ثمة ركوبا للتطبيع وللتسامح مع جرائم الكيان الصهيوني وإصرارا على الجهل وعلى النقوص والسقوط الأخلاقي والسياسي فضلا عن السقوط الشعبي والجماهيري".
أضاف خلال الاحتفال التكريمي الذي نظمه "حزب الله" في حسينية بلدة عرمتى الجنوبية لـ"الشهيد على طريق القدس" علي ادريس سلمان: "نحن نرى جنون العدو الصهيوني الذي يمارس في غزة، نحذر ونتيقّظ ونبادر إنتصاراً لمظلومية أهل غزة ودفاعاً عن سيادتنا وإثارة انتباه العدو ان هناك خطوطاً حمر يجب ان يلتزم بها. وندفع ثمن هذا الموقف من تضحيات وشهداء لكن ما ندفعه هو اقل بكثير جداً مما لو سُمح للعدو من أن يتمادى في جنونه ضد لبنان ونحن ندافع عن كل لبنان ونحمي السيادة الوطنية والامن الوطني". وتابع: "ما زلنا في بداية الطريق ولم نستخدم ما جهزناه لحربنا ضد العدو الإسرائيلي ولا يرهبنا تهويله ولا شعاراته التي يطلقها عبر سماسرة دوليين من أجل أن يحيد شعبنا عن منطقة من مناطقنا في الجنوب. من حقنا أن نمارس حق الدفاع عن وطننا ونحن نُشخّص طريقة الدفاع وكل ما يحلم به العدو هو أضغاث احلام لن نستدرج للبحث في تفاصيل اوهامه وغطرساته. نحن أهل الميدان وأهل البأس الشديد ولم نذق العدو بعد كل بأسنا، ومن يتوهم أنه يستطيع أن ينتهز هذا التوحش الصهيوني ليحيك مؤامرة بالسياسة او عبر مؤسسات دولية او ما شاكل ذلك "فليخيط بغير هذه المسلة". وقال: "نحن نعرف ماذا نريد ونعرف أن هذا العدو قد غرق في وحل غزة ولن تستنقظه كل دول العالم هو نجح في التدمير لكن لن ينجح في تحقيق انتصار على الإطلاق وسيخرج منكوس الرأس من عدوانه. نحن لا نستعجل الأمور لكن نقدم رؤيتنا ونرى أن الصهيونية تمثل خطراً بشعاً إجرامياً متوحشا يهدد امن واستقرار المجتمعات والدول والشعوب على الاطلاق، ونحن نقدم للعالم رؤيتنا من أجل حفظ الأمن والاستقرار في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق وكل دول العالم ليلتزم العالم بمؤسساته الدولية لكن غير المنحازة للدول الإستكبارية، ليلتزم العالم بمعيار واحد مكيال الحق والعدل والمساواة".
وختم: "ولى الزمن الذي يفرض على شعوبنا خيارات لا يؤمنون بها وأنظمة لا يقرون بشرعيتها ومصالح لا تخدم أجيالنا، فنحن في زمن نفتح فيه الآفاق أمام استقلالية قرارنا وسيادتنا في أوطاننا".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
المشروعُ القرآني في مُواجهة المشروع الصهيوني
أحمد المتوكل
الإبادة الجماعية والاستهداف الشامل لكل مقومات الحياة، ومنع دخول الماء والغذاء والدواء هو ما يقوم به العدوّ الإسرائيلي اليهودي بحق الفلسطينيين واللبنانيين في قطاع غزه ولبنان وبمساعدة ودعم من أمريكا والأنظمة العربية المتصهينة.
لم يكن (طُوفَان الأقصى) في السابع من أُكتوبر وشماعة استعادة الأسرى هو الدافع الإسرائيلي لاستهداف غزه ولبنان، بل هو امتداد لسلسلة جرائمه الصهيونية على مدى خمسة وسبعين عامًا من احتلاله لفلسطين وتنفيذًا لمخطّطه الإجرامي الخبيث في السعي لإنشاء دولته المزعومة والتي يسميها بدولة “إسرائيل الكبرى”، والتي تمتد من النيل في مصر إلى الفرات في العراق، وتضم جزءًا من مصر وثلثَي السعوديّة وتشمل مكة والمدينة ودول الشام والعراق.
كان لا بُـدَّ للعدو الإسرائيلي لتحقيق هدفه وإنشاء دولته المزعومة أن يقوم بتغييرات جيوسياسية في المنطقة العربية، وإشعال الثورات والحروب الأهلية لتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ، وتهيئة الأنظمة العربية للتطبيع، وصناعة القاعدة وداعش والجماعات التكفيرية لتهيئة البلدان للاحتلال الأمريكي والإسرائيلي.
الجدير بالذكر أن النظام السعوديّ هو النظام السبَّاق في قتل المسلمين قبل العدوّ الإسرائيلي، فقد قتل أكثر من ثلاثة آلاف حاج يمني فيما تُعرف بمجزرة تنومة، وذلك قبل احتلال اليهود لفلسطين، وهو أول من سارع في إهداء فلسطين لليهود وسمَّاهم بالمساكين، وهو من شنَّ عدوانه لأكثر من عشر سنوات على اليمن؛ بهَدفِ إفشال ثورة الواحد والعشرون من سبتمبر وإعادة اليمن لحضن التطبيع ومنع سيطرة أنصار الله لمضيق باب المندب وكل ذلك يصب في حماية العدوّ الإسرائيلي ومساعدته في إنشاء دولته المزعومة، ولم يكتفِ النظام السعوديّ عند هذا الحد، بل قام بدعم الجماعات التكفيرية في سوريا والعراق، وإشعال الاقتتال في السودان بمساندة من شريكه الإماراتي.
سواءٌ أكان هناك محور مقاومة أَو لم يكن، فالعدوّ الإسرائيلي بمساندة من صهاينة العرب ماضٍ في مشروع إقامة دولته المزعومة، لكن هيهات له ذلك، فهناك محور مقاومة لديه مشروع قرآني يتحقّق على يديه الوعد الإلـٰهي، ومهما تغير رؤساء أمريكا لن تتغير سياستها الشيطانية تجاه العالم، ولن تتغير مواقف الأحرار من هذه الأُمَّــة في الدفاع عن أراضيها ومقدساتها حتى يأتيَ وعد الآخرة ليسوءوا وجوه اليهود الصهاينة ومن معهم من صهاينة العرب، وكان وعدُ ربي حقًّا.