هل هناك استراتيجية قابلة للتنفيذ لإنهاء الحرب في أوكرانيا؟
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
ترى رئيسة تحرير صحيفة "زابورونا ميديا" الأوكرانية، كاترينا سيرجاتسكوفا، أن سلامة أوكرانيا أمر حيوي بالنسبة للسلام والأمن الأوروبي الأطلسي. وكلما طال أمد أي حرب واسعة النطاق كلما إزداد عمق المشكلات، وليس فقط في مجالي الأخطار العسكرية والأمن.
وأوضحت أن الأزمة السياسية، والاقتصادية، والبيئية المتزيدة في المنطقة أسفرت عن مشكلات منفصلة، لكنها ذات صلة ببعضها البعض.
وتقول سيرجاتسكوفا في تقرير نشره مركز ويلسون الأمريكي، إنه تم طرح مقترحات واستراتيجيات مختلفة على الطاولة. فهل أي منها قابل للتنفيذ؟ وماهي العوائق أمام التنفيذ.
الاستراتيجية الرسمية لأوكرانيالقد تم إعلان الاستراتيجية الرسمية لكييف فيما يتعلق بإتهاء الحرب في سبتمبر (أيلول) 2022، أثناء ذروة عملية الهجوم المضاد في جنوب أوكرانيا. وتعتبر تلك الاستراتيحية هي اتفاق كييف الأمني المدمج، الذي أعده نيابة عن الرئيس زيلينسكي، أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، وأندريه فوج رلسموسين، القائد السابق لحلف شمال الأطلسي(ناتو).
ويدعو مشروع الاتفاق العالم إلى التزام لسنوات من الاستثمار المستمر في القاعدة الصناعية العسكرية لأوكرانيا، ونقل أسلحة على نطاق واسع، والمساعدات المخابراتية، ومهام التدريب المكثقة تحت إشراف الاتحاد الأوروبي والناتو. كما يدعو الاتفاق إلى الحاجة إلى عقوبات شديدة طويلة المدى ضد روسيا وبيلاروسيا. ويبدو أنه يتوقع حرباً طويلة الأمد، ستحتاج أوكرانيا خلالها إلى دعم دائم موثوق به.
صيغة زيلينسكي للسلاموفي الوقت الحالي، يتحدث مكتب الرئيس الأوكراني وكبار المسؤولين في الدوائر الدبلوماسية بصورة متزايدة عن شيء آخر هو "صيغة السلام" التي قدمها زيلينسكي خلال قمة قادة مجموعة الـ 20 في إندونيسيا في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) 2022.
وهذه الصيغة توضح أفكار زيلينسكي بشأن الكيفية التي يمكن أن يواجه بها الشركاء الأزمة. وتتمثل النقاط الرئيسية للصيغة في إجراء تبادل شامل للأسرى، وعودة الأطفال الذين تم ترحيلهم. واعتراف روسيا بوحدة أراضي أوكرانيا، واستعادة السيطرة الأوكرانية على كل الأراضي، وانسحاب القوات الروسية.
وتوصي الصيغة بضرورة قيام شركاء أوكرانيا بدعم جهودها في أرض المعركة، والمساعدة بتزويدها بأسلحة حديثة وباستثمارات في الصناعات العسكرية الأوكرانية، وتقديم المزيد من المساعدات العسكرية والإنسانية. وفي الوقت نفسه، يتعين عليهم تنشيط المزيد من الآليات الدبلوماسية والاقتصادية لزيادة إضعاف روسيا.
وتدعم الأغلبية العظمى من الأوكرانيين كل ما ورد في تلك الصيغة، إلا أن الكثير من المراقبين خارج أوكرانيا يعتبرون مثل هذه الصيغة غير واقعية. ولا يمكن أن تكون أساساً لمفاوضات محتملة بشأن وقف إطلاق النار، ناهيك عن التوصل لاتفاقية سلام.
وتقول سيرجاتسكوفا إن "العالم في عام 2024 سوف يكون عاصفاً على نحو أكثر من أي وقت. فالانتنخابات على وشك البدء بالفعل في معظم دول الناتو، التي تعتبر أصواتها حاسمة في صياغة السياسات الدولية وفي تقديم المساعدات الإنسانية. وبالإضافة إلى الولايات المتحدة، ستجرى الانتخابات في المملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا- وهي الدول الأكثر دعماً لأوكرانيا في الوقت الحالي- وكذلك في روسيا وبيلاروسيا. ومن المرجح أن يكون استمرار دعم وتمويل أوكرانيا في حرب لم تسع إليها قضية رئيسية للسياسيين، خاصة أولئك الذين ينتمون لليمين الراديكالي والأحزاب الشعبوية".
خطة روسية جديدة لحرب طويلة في أوكرانيا https://t.co/fKniQMwNeD pic.twitter.com/agskLDUZrN
— 24.ae (@20fourMedia) December 17, 2023 موسم الانتخاباتوربما سيكون الاستغلال للمشاعر أثناء الانتخابات مصحوباً بإجراءات حقيقية، مثل خفض المساعدات العسكرية أو الدعم المالي أو سحبهما تماماً. وسوف يؤثر كل ذلك على مواطني أوكرانيا وربما ينتهي الأمر بـ" فرض السلام"، الذي قد يعني ترك الأراضي المحتلة لروسيا وتجميد الحرب. وستكون قضية بقاء أوكرانيا في سيناريوهات أسوأ الأحوال هي القضية الأولى في عام 2024.
وفي مثل هذا الموقف، تصبح رؤية إنهاء الحرب أكثر أهمية.ومن الممكن أن تؤدي أي استراتيجية غير واقعية إلى فقدان دعم الشركاء والإحباط العالمي. ومع ذلك، لا يعني هذا أنه يتعين على أوكرانيا التخلي عن صيغة زيلينسكي للسلام. وتوضح ممثلة الرئيس الأوكراني في شبه جزيرة القرم، تاميلا تاشيفا، أنه "من الخطأ الاعتقاد بأن تسوية شبه حزيرة القرم التي سوف تتيح لشبه جزيرة القرم البقاء رسمياً في أيدي الروس، سوف تحقق السلام، لأن روسيا قامت بعسكرة شبه الجزيرة وكذلك البحر المجاور بشكل مكثف".
وتقول إن "تحرير شبه جزيرة القرم أمر أساسي للأمن في منطقة البحر الأسود"، وأضافت "في الوقت نفسه، ندرك أن هذه الحرب سوف تنتهي في الغالب الأعم بالتوصل لمعاهدة سلام. وسوف تكون أية آلية قانونية لإنهاء الحرب اتفاقاً متعدد الأطراف. لا يشمل أوكرانيا وروسيا فقط ولكن أيضاً ضماناً للأمن في المنطقة، مع التصديق على الاتفاقات على مستويات برلماناتهما".
واختتمت سيرجاتسكوفا تقريرها بالقول "إن أوكرانيا في حاجة الآن إلى رؤية جديدة واستراتيجية جديدة لإنهاء الحرب من أجل تجنب سيناريو أسوأ الحالات في المستقبل القريب. ويتعين على شركائها التقدم بمقترحات ملموسة وضمانات للدعم الاقتصادي، والسياسي، والأمني. ويتبغي أن تكون هذه المهمة قد تمت بالفعل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية روسيا أوروبا لإنهاء الحرب أوکرانیا فی فی الوقت
إقرأ أيضاً:
ترامب يتهم زيلينسكي بتقويض مفاوضات السلام مع روسيا
اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بإفشال جهود السلام بين أوكرانيا وروسيا، وذلك بعد رفضه الاعتراف بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم، ما أدي إلى إبطاء مساعي التوصل إلى اتفاق نهائي لإنهاء الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ عام 2022.
وكتب ترامب على منصته الخاصة "تروث سوشيال" أن المحادثات بين روسيا وأوكرانيا كانت قد اقتربت من التوصل إلى اتفاقية، ولكن موقف زيلينسكي من قضية القرم أوقف هذه الجهود.
وقال ترامب إن أوكرانيا كان بإمكانها الحصول على "سلام قريب" إلا أن رفض زيلينسكي المساومة حول القرم سيؤدي إلى استمرار النزاع.
من جانبها، أكدت أوكرانيا مراراً أنها لن تتنازل عن القرم، التي ضمتها روسيا في عام 2014 في خطوة أدانها المجتمع الدولي باعتبارها انتهاكا صارخا للقانون الدولي، حيث كانت مسرحا للمواجهة الدبلوماسية منذ احتلالها من قبل روسيا، ويعتبرها الأوكرانيون جزءا من أراضيهم.
وأكد زيلينسكي أن القبول بأي حل يعترف بالسيطرة الروسية على القرم، يعد مخالف لدستور أوكرانيا"، في ظل تهديدات نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، بالانسحاب من المفاوضات إلا أن الرئيس الأوكراني تمسك بموقفه الرافض لأي تنازل عن القرم.
وأشار فانس إلى أن الولايات المتحدة قد تنسحب من المفاوضات إذا لم تلتزم أوكرانيا بشروط التفاوض التي تشمل الاعتراف بالوضع الحالي للقرم، وفي وقت لاحق، صرح مسؤولون أمريكيون بأن البيت الأبيض لم يتخذ بعد قرارا نهائيا بشأن التنازلات الجغرافية التي ستعرض على الجانبين، إلا أن المواقف كانت تشير إلى تزايد الضغوط على أوكرانيا لقبول تنازلات.
وكانت العلاقات بين ترامب وزيلينسكي قد شهدت توترا سابقا في الاجتماعات الثنائية، حيث انتقد ترامب سياسة الرئيس الأوكراني في التعامل مع روسيا، وفي شباط / فبراير الماضي، حدث مشادة كلامية أمام الكاميرات خلال اجتماع عقد في البيت الأبيض وسط أجواء مشحونة.
على الرغم من الجهود الدبلوماسية الأمريكية، فإن الوضع العسكري على الأرض ظل متأزمًا وحضر مبعوث ترامب إلى أوكرانيا الجنرال كيث كيلوج المحادثات في لندن، ومن المقرر أن يتوجه ويتكوف إلى روسيا للقاء الرئيس فلاديمير بوتن للمرة الرابعة.
وأشارت الخارجية الأمريكية إلى أسباب لوجستية، لكنْ كان واضحاً أن القرار اتُّخِذ في اللحظة الأخيرة وترك الخارجية البريطانية في موقف صعب.
وفي الوقت ذاته وكثفت روسيا هجماتها على أوكرانيا يوم الأربعاء الماضي، بعد هدوء لفترة وجيزة خلال عيد الفصح؛ إذ قللت روسيا من هجماتها الجوية.