بحلول 2024.. إسرائيل تمهد للانسحاب البري قبل تدمير حماس
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
وصف الإعلام الإسرائيلي الوضع في قطاع غزة بأنّه "ضيق ومليء بالكمائن"، حيث يواجه الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة في الجنود والعتاد، وهي الأكبر منذ الاجتياح البري الأخير.
جيش الاحتلال يكثف ضرباته على مواقع متفرقة من قطاع غزة مقتل 11 شخصا في قصف إسرائيلي لمنزل إحدى العائلات في جباليا شمالي قطاع غزة أستاذ علوم سياسية: مصر فرضت رؤيتها لإدخال المساعدات إلى قطاع غزةيشير تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية في الأيام الأخيرة إلى استعداد الجيش لانسحاب قواته البرية من قطاع غزة، والاكتفاء بالقصف الجوي، بعد فشل التدخل البري في تحقيق أهدافه، خاصةً فيما يتعلق بتحرير الرهائن وتدمير قدرات حركة حماس.
في سياق موازٍ، تُظهر تلميحات تل أبيب إلى استعدادها لبدء جولة جديدة من المفاوضات مع حماس حول صفقة جديدة لتبادل الأسرى. وأفادت موقع "أكسيوس" الأميركي بأنّ مدير وكالة الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد"، ديفيد بارنياع، سيجتمع مع رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في أوروبا نهاية الأسبوع، وهو مؤشر على استعداد للبدء في مفاوضات جديدة.
استاناف المفاوضات بين حماس وإسرائيل
ذكرت مصادر مطلعة أن الطرفين يستعدان لاستئناف المفاوضات بعد تعثر صفقة جديدة، بعد رفض "حماس" طلب تحرير نساء إسرائيليات، مزعمة أنهن جنديات في الجيش الإسرائيلي، يأتي ذلك بعد نهاية هدنة استمرت أسبوعين بين إسرائيل و"حماس"، شهدت تبادلًا للأسرى والرهائن.
وأشار تقرير تحليلي نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية إلى صعوبات واجهها الجيش الإسرائيلي في تحقيق أهدافه داخل قطاع غزة.
يظهر تقرير الصحيفة عدة تحديات أمام الجيش، بما في ذلك اختباء عناصر "حماس" في الأنفاق والصعوبات في القتال في المسافة القريبة وصعوبة استهداف المنشآت والقواعد في المنطقة المكتظة بالسكان.
يُشير التقرير إلى أن الجيش يدرك عدم قدرته على القضاء الكامل على "حماس" من الجو بسبب الأعداد الكبيرة داخل القطاع، ويشدد على أهمية مواصلة القتال بشكل محدود لمنع "حماس" من إعادة بناء نفسها بعد نهاية الحرب المتوقعة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: حماس اسرائيل قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
أمريكا تعترف بحماس بعد اعتراف الجيش الإسرائيلي بالهزيمة
لا يمكن الفصل بين لقاء الموفد الأمريكي لمفاوضات وقف إطلاق النار مع وفد حركة حماس، وبين اعتراف الجيش الإسرائيلي بالهزيمة في السابع من أكتوبر، ففي عالم السياسة تصير الوقائع الميدانية هي صاحبة القرار، وهي التي تفرض الحقائق السياسية، فجاء القرار الأمريكي بلقاء قادة حركة حماس في الدوحة تتويجاً لمرحلة طويلة من المواجهات الميدانية، وحروب الإبادة التي أسفرت عن معطيات ميدانية تؤكد استحالة القضاء على المقاومة الفلسطينية، واستحالة التخلص من الفكرة التي قامت عليها حركة حماس، وغيرها من حركات المقاومة.
لقاء المبعوث الأمريكي بوفد حركة حماس استسلام أمريكي لواقع غزة التي ترفض الهزيمة، وترفض التهجير، وترفض الموت على فراش المذلة والانكسار، إنه الخضوع الأمريكي للواقع، ولإرادة الشعوب الحرة، وهذا ليس بالجديد على السياسة الأمريكية الواقعية، والتي ترى مصالحها الاستراتيجية من خلال المعطيات الميدانية، وهي كالأفعى تؤمن بنظرية الدوران 180 درجة سياسية بغرض اللدغ، وتحقيق الهدف، وهدف أمريكا في هذه المرحلة، ولاسيما بعد العناد الذي أبدته قيادة حركة حماس، وبعد الصمود الذي أظهره الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، هدف أمريكا هو التهدئة في المنطقة العربية المتفجرة، من خلال تهدئة الأوضاع في قطاع غزة، وهذه السياسة الواقعية تتعارض مع مجمل تهديدات الرئيس الأمريكي بصب الجحيم على رأس أهل غزة، وتهجيرهم من بلادهم، والتي تكشف زيفها، وبانت كتهديدات عرضية، الهدف منها الضغط على الأنظمة العربية، وابتزاز المفاوض الفلسطيني.
هذه السياسة الأمريكية الواقعية نجحت قبل عشرات السنين مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، التي كانت تمثل الإرهاب من وجهة نظر أمريكا وإسرائيل، وكانت منبوذة دولياً، وكانت محاربة من أمريكا قبل أن تحاربها إسرائيل، حتى إذا جاءت انتفاضة الحجارة 1978م، وركبت قيادة منظمة التحرير على ظهرها، وأوصلت قناعتها إلى السياسة الأمريكية والإسرائيلية، بأن قيادة المنظمة التحرير الفلسطينية هي الوحيدة القادرة على ضبط الشارع الفلسطيني، وهي الممثل القادر على التساوق مع السياسة الأمريكية، والقادر على تمرير الاتفاقيات التي تستجيب للشروط الإسرائيلية.
وتم التوقيع على اتفاقية أوسلو 1993م في ساحة البيت الأبيض، وصار اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بدولة إسرائيل على حدود 1948م، مقابل الاعتراف الإسرائيلي والأمريكي بمنظمة التحرير ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني، وعلى هذا الأساس جاء قادة منظمة التحرير ومن رضوا عنه إلى الأراضي المحتلة، جاءوا حكاماً وأسياداً ومسيطرين ومنتفعين من مميزات الحكم، حتى وصل بهم الأمر، وبعد أكثر من ثلاثين سنة على اتفاقية أوسلو أن ارتضوا بمهمة المحلل الشرعي للاحتلال، والوكيل الحصري لأمن المستوطنين، وهذا ما يتوجب على حركات المقاومة الفلسطينية أن تنتبه إليه، وأن تأخذه بعين الحذر والانتباه، فأمريكا لا تعطي لقاءات مع حركة تحرر مجاناً، ولا تعترف بمنظمة تصفها بالإرهاب قبل أن تجبي منها الثمن، وأمريكا هي راعية التدجين والترويض في المنطقة، ولا تمد أمريكا بساطها الأخضر مجاناً.
كاتب ومحلل سياسي فلسطيني