البقاع.. لا خطة طوارئ والعين على تكرار تجربة حرب تموز 2006
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
لطالما تتركز الأنظار نحو جنوب لبنان، في كل مواجهة تندلع مع إسرائيل، ولو أنه أمر بديهي ومعروف لدى الجميع، وبالتزامن مع الصرخات التي أطلقت لتحييد لبنان عن الحرب. في المقابل غُيبت الأنظار عن الجحيم الذي سيواجه البقاع الشمالي، في ظل المأسي المتتالية التي طالته، أكان من جهة الخطر الداهم الذي يُحدق بالمنطقة التّي كانت بالفعل عُرضةً للاستهداف سابقًا، وقاست ما قاسته من "القلاقل الأمنيّة"، بحكم قربها الجغرافيّ من الحرب السّوريّة، فضلًا عن فوضاها الداخلية والفقر والتهميش.
ومع بدء المعارك في الجنوب بعد السابع من تشرين الأول، ودخول جنوب لبنان خط المواجهات مع إسرائيل، يتابع أهالي البقاع بترقب وخوف ما سيحدث من سيناريوهات قد تطال مناطقهم، مستذكرين عملية الإنزال الإسرائيلي في حرب 2006 على مشفى "دار الحكمة" ومحلّة "تلة الأبيض، واشتداد القصف العشوائي على المنازل والقرى البقاعية، حيث كانت الحدود السورية مفتوحة للتوجه نحو سوريا هرباً من القصف أما اليوم فباتت سوريا مختلفة عن قبل.
وبينما تتجه الأنظار لوضع سيناريوهات متعددة في حال اندلعت شرارة الحرب، يبقى البقاع حتى في هذه الأحاديث مهمشاً، حتى دون الاكتراث لوضع خطة طوارئ لإيواء النازحين والأهالي، إذ يُعتبر البقاع خزان النزوح السوري، عبر معابره المتداخلة مع سوريا، التي نشط التهريب من خلالها في الآونة الأخيرة، حيث بلغ العدد التقديري للنازحين السوريين في لبنان مليونين و100 ألف، أي ما يشكل 43 في المائة من عدد المقيمين في لبنان، بحسب تقديرات مدير عام الأمن العام بالوكالة اللواء الياس البيسري.
خطة شعبية
خلال متابعة الأوضاع في مناطق البقاع، بدت الحركة اعتيادية مع الحذر من أي نشاط اقتصادي، الناس تتجه لشراء الأساسيات من المواد الاستهلاكية "أرز، سكر، عدس" التي يسهل تموينها في حالة الحرب. كما تجري تحضيرات للشتاء مع ترقب أمني حول ما سيحدث مستقبلاً، فضلاً عن تكثيف الاحتياطات الأمنيّة داخل القرى في ظل الأحداث الجارية في الجنوب استعداداً لما هو طارئ.
الناشط عمر مهدي في مدينة البقاع يتحدث لــ "لبنان24" عن خطة طوارئ اعتمدها أبناء البقاع بعد أول خطاب للسيد حسن نصر الله، حيث ترقب الناس بخوف قبل بدء الخطاب واتجهوا نحو تموين المواد الغذائية إضافة إلى المازوت وغيرها تحضيراً للشتاء متوقعين في أي لحظة موعد إعلان الحرب".
"إذن لا يوجد أي استعدادات استباقية في البقاع، سوى الابتعاد عن المناطق الحيوية كما حدث في حرب 2006، والمناطق الحيوية في البقاع هي محطات البنزين، وشركات الغاز والأدوية والساحات العامة، التي يمكن أن تحدث كوارث في حال تم استهدافها من قبل الطيران الإسرائيلي، في حين تلتزم الناس بيوتها وتعتمد على ما مونته في الأيام السابقة"، يضيف عمر مهدي في حديثه.
ويرتبط مصير الناس في البقاع حيال خططهم الشعبية مع الخطابات الأمنية في الحالة التي يمر بها لبنان، خصوصاً من تصعيد في الجنوب، يتابع مهدي حديثه عن الحالة الاستيعابية في المستشفيات ويقول: "أما المستشفيات فحالها كالسيناريو الذي حدث في وباء كورونا، كباقي المناطق اللبنانية، إذ لا يوجد أي قدرة استيعابية لها، من حيث نقص عدد سيارات الإسعاف وقدرتها الاستيعابية في حالة دخلنا في حرب شاملة".
خطة طوارئ
في ظل انعدام الموارد لا توجد خطة استباقية بل فقط إنشاء خليات أزمة وغرف طوارئ بالتعاون مع المحافظات والبلديات والمجتمع المحلي، وإعادة تجربة ما سبق في حرب تموز لعدة أسباب منها انعدام التّمويل ونقص تغطية المواد الغذائية، فخطة الطوارئ الشاملة، التّي وضعتها الحكومة والتّي خصت البقاع بعدّة مشاريع وخطوات استباقيّة جرى التّباحث بها وحسب، خلال اجتماع المحافظ مع المنظمات والهيئات الإنسانيّة والإغاثيّة والحزبيّة، في 26 تشرين الأول الماضي، أما ما يمكن تطبيقه، فهو عبر استعدادات شرطة البلدية والدفاع المدني والفعاليات بحسب قاله رئيس بليدة مجدل عنجر سعيد ياسين لـ"لبنان24".
وأضاف: "تم تجهيز البيوت للإيجار وإيواء النازحين في المدارس، لكن هناك مشكلة كبيرة في المواد الغذائية أما المجتمع المحلي والسلطات والنوادي فهي مستعدة لتقديم ما يمكن من خدمات.
وعن موضوع المستشفيات، يقول: "هذا أمر صعب إذ لا يوجد تمويل، لا الدولة قادرة ولا المجتمع المحلي قادر، والمحافظات رصدت أموال بخصوص هذا الأمر ولكنها غير كافية، و الوضع اليوم مختلف عن حرب تموز 2006، حيث كانت الدول العربية تساعد لبنان في إعماره وقدمت له مساعدات طبية ومواد غذائية ولم يكن هناك صعوبة في الصمود أمام هذه الحرب، أما اليوم فالوضع اختلف مع حرب غزة".
وأضاف ياسين: "هناك تنسيق بين المحافظات عبر وزارة الداخلية ثم الحكومة، حتى إنه تم إبلاغنا من رؤساء المحافظات، وطُلب منّا تأمين ووضع خطة لاستيعاب النازحين سواء كان من السوريين الموجودين في مناطقنا أو من يأتي من الجنوب، إضافةً إلى إفادة المحافظات بمراكز الإيواء من مدارس ومنازل، ونحن رفعنا كباقي المحافظات أسماء المدارس مع النوادي والجمعيات لتجهيزها".
وبين أزمة اللجوء السوري من جهة وحالة الانعدام الاقتصادي من جهة أخرى، يبقى شبح الحرب هاجساً لدى البقاعيين، وما سيحصل في حال امتدت نيران الحرب وطالت بيوتهم، على غرار سيناريو حرب تموز 2006، لكن بوضع أسوأ. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: خطة طوارئ حرب تموز فی حرب
إقرأ أيضاً:
حكم تكرار أداء صلاة الجمعة في المسجد الواحد لعذر
أوضحت دار الإفتاء المصرية أنه يجوز تكرار صلاة الجمعة في المسجد الواحد في الوقت المحدَّد لأدائها، وذلك بمُصَلِّين مُختَلِفِين وبإمامٍ مُختَلِف، حتى يصلِّيَها مَن لم يُصَلِّها مِن المسلمين، بشرط أن يكون التعدُّد بقدر الضرورة والحاجة فقط ولا يتجاوزها.
حكم تكرار أداء صلاة الجمعةوقالت الإفتاء إن المقصود من إقامة صلاة الجمعة في الشريعة الإسلامية ، إظهار شعار الاجتماع واتفاق الكلمة، ولذا اشترط جمهور العلماء لصحة صلاة الجمعة أن لا يسبقها ولا يقارنها جمعة أخرى في بلدتها إلا إذا كبرت البلدة وعسر اجتماع الناس في مكان واحد؛ فيجوز التعدد بحسب الحاجة.
واضافت الإفتاء أن هناك قولان للشافعية في ذلك، وهما :أظهرهما -وهو المعتمد- أنه يجوز التعدد بحسب الحاجة.
وقيل: لا يجوز التعدد ولو لحاجة، وفرعوا على ذلك مراعاة لخلاف الأظهر أنه يستحب لمن صلى الجمعة مع التعدد بحسب الحاجة، ولم يعلم أن جمعته سبقت غيرها أن يعيدها ظهرًا احتياطًا خروجًا من الخلاف.
ولكن أجازوا الحنفية أن تؤدى الجمعة في مصلى واحد بمواضع كثيرة؛ حيث ذكر الإمام السرخسي أن هذا هو الصحيح من مذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى، فتحرر من ذلك ما يأتي:
- أن من شرط صحة صلاة الجمعة عند جمهور العلماء عدم سبقها أو مقارنتها بجمعة أخرى في نفس البلدة إلا لحاجة.
- أنه يجوز عند طائفة من العلماء تعدد الجمعة إذا كانت هناك حاجة لذلك؛ كضيق مكان أو عسر اجتماع.
- أنه يستحب احتياطًا وخروجًا من خلاف من لم يجز تعدد صلاة الجمعة ولو لحاجة إعادتها ظهرًا إذا لم يتيقن من صلى الجمعة أن جمعته هي السابقة وأنها لم تقارنها جمعة أخرى، وهذا الاحتياط مشروع على سبيل الندب والاستحباب لا على جهة الحتم والإيجاب.
أداء صلاة الجمعة
- أن هناك من العلماء من يجيز تعدد صلاة الجمعة في المصر الواحد مطلقًا ولو لغير حاجة وذلك في المساجد التي يأذن ولي الأمر بإقامة صلاة الجمعة فيها.
دعاء يوم الجمعة
- اللهم بحق يوم الجمعة والذى وعدت عبادك بقبول دعواتهم فيه، أن ترزقنا ما نريد، وارزق قلوبنا ما تريد واجعلنا لك كما تريد، اللهم قدّر لنا ذلك قبل أن تأذن شمس الجمعة بالمغيب.
- أسالك اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وأسالك برحمتك إن كان رزقى بعيدًا فقربه، وإن كان قريبًا فيسره، وإن كان قليلًا فكثره، وإن كان كثيرًا فبارك لي فيه.
- اللهم يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، أسألك باسمك الأعظم أن ترزقني رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا، برحمتك يا أرحم الراحمين.
- اللهم يا رازق السائلين، ويا ذا القوة المتين، يا غياث المستغيثين، أسألك رزقًا واسعًا طيبًا من رزقك.
- اللهم يا حى يا قيوم، يا ربنا هبّ لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، واجعلنا للمتقين إماما.