تسعى إسرائيل على ما يبدو إلى مفاوضات جديدة لاستعادة أسراها في غزة، بعد أن قال مصدر إن مدير الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) ديفيد بارنياع، اجتمع مع رئيس وزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في النرويج، وسط تأكيدات من المقاومة الفلسطينية أن لا صفقة حول تبادل أسرى بدون وقف إطلاق النار.

ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي السبت، الصراع في غزة بأنه "حرب وجودية، يجب خوضها حتى النصر"، على الرغم من الضغوط والتكاليف.

وقال إن القطاع سيكون منطقة منزوعة السلاح وتحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية.

وأضاف أن الهجوم الإسرائيلي على غزة ساعد في التوصل إلى اتفاق جزئي لإطلاق سراح أسرى في نوفمبر/تشرين الثاني، وتعهد بمواصلة الضغط العسكري المكثف على "حماس" وتدميرها.

وتابع: "التعليمات التي أعطيها لفريق التفاوض مبنية على هذا الضغط الذي بدونه ليس لدينا شيء".

ونقلت وكالة "رويترز"، عن مصدر إسرائيلي مطلع، القول إن برنياع التقى مع بن عبدالرحمن في النرويج، الجمعة، مع تحول الاهتمام إلى هدنة جديدة محتملة في غزة واتفاق لتبادل محتجزين وسجناء.

اقرأ أيضاً

طالبوا نتنياهو بالاستقالة.. ذوو الأسرى الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب

وهذا الاجتماع، هو الأول على الأرجح بين مسؤولين كبار من إسرائيل وقطر التي تتوسط بين الجانبين منذ انهيار وقف إطلاق النار الذي استمر لمدة 7 أيام في أواخر/نوفمبر تشرين الثاني، حيث تضمنت هذه الفترة تبادلا للأسرى بين الجانين، مع إدخال مساعدات إلى مناطق قطاع غزة في ذروة الحرب البرية.

وستكون قطر محطة في جولة أعلنها وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، تشمل إسرائيل والبحرين وقطر للتأكيد على "التزامات واشنطن بتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين".

ووصفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، اللقاء بأنه يأتي في إطار ضمن محادثات إسرائيلية "استكشافية"، كاشفا أنه من المرجح أيضًا أن يجتمع برنياع مع مسؤولين مصريين.

وتجنب نتنياهو خلال المؤتمر الصحفي الرد على سؤال حول الاجتماع لكنه أكد أنه أعطى تعليمات لفريق التفاوض.

وقال: "لدينا انتقادات جدية لقطر" في إشارة إلى علاقات الدولة الخليجية الغنية بالغاز مع حماس وإيران العدو اللدود لإسرائيل، مضيفا: "لكننا نحاول الآن استكمال عملية استعادة رهائننا".

ووفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، اقترحت قطر ومصر أفكارا جديدة على حماس لمحاولة إطلاق سراح المزيد من الأسرى، بالإضافة إلى ما تبقى من النساء والأطفال المحتجزين.

ومن بين تلك الأفكار إطلاق سراح كبار السن والمدنيين مقابل بعض كبار السجناء الفلسطينيين، بحسب مسؤولين مصريين.

اقرأ أيضاً

أنباء متواترة عن مباحثات قطرية-إسرائيلية بشأن هدنة وصفقة تبادل أسرى 

وتشمل الأفكار الأخرى صفقة يمكن أن تشمل إطلاق سراح ثلاثة ضباط إسرائيليين كبار مقابل إطلاق سراح 10 سجناء فلسطينيين قدامى، بمن فيهم مروان البرغوثي، القيادي في حركة "فتح".

وتشير المعطيات الحالية إلى عقبات كبيرة تعترض استئناف المفاوضات بشأن إبرام صفقة تبادل جديدة، إذ تشترط حركة "حماس" وقفاً شاملاً للحرب وانسحاباً كاملاً من قطاع غزة قبل بدء أية مفاوضات جديدة.

وقالت الحركة في بيان السبت، إنه لا تبادل للأسرى قبل وقف العدوان، وقبول شروط المقاومة.

وأعلنت "حماس"، أنها أبلغت الوسطاء شروطها لاستئناف التفاوض وهي وقف إطلاق نار شامل ومتبادل.

في حين تطلب حكومة الاحتلال إطلاق سراح النساء الإسرائيليات اللواتي تبقين في غزة قبل بدء محادثات حول صفقة جديدة.

وسبق أن ذكرت مصادر في المقاومة الفلسطينية أن النساء اللواتي بقين محتجزات هن مجندات في جيش الاحتلال.

وأدى قتل ثلاثة أسرى، بنيران القوات الإسرائيلية بطريق الخطأ، إلى زيادة الضغط على نتنياهو لإيجاد سبيل للإفراج عن الأسرى لدى حماس.

اقرأ أيضاً

أنباء متواترة عن مباحثات قطرية-إسرائيلية بشأن هدنة وصفقة تبادل أسرى 

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الجمعة أن قواته قتلت 3 أسرى "عن طريق الخطأ" في حي الشجاعية بمدينة غزة بعدما اعتقدت أنهم يشكلون "تهديدا"، ما أثار احتجاجات في تل أبيب.

وفي تحقيقه الأولي، أكد الجيش أن الثلاثة وهم رجال في العشرينات من العمر لوّحوا براية بيضاء وتحدثوا بالعبرية.

وكان هؤلاء ضمن نحو 250 شخصا تقدّر السلطات الإسرائيلية أنهم خطفوا في الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حماس، وأسفر عن مقتل نحو 1140 شخصا غالبيتهم من المدنيين قضى معظمهم في اليوم الأول، وفق أرقام السلطات.

وبينما كان نتنياهو يتحدث، نظم عدة مئات من الأشخاص احتجاجا في تل أبيب، وحمل بعضهم لافتات كتب على إحداها "أخرجوهم من الجحيم"، وصاح أحد المتحدثين "أعيدوهم إلى ديارهم الآن!".

واتهم "تجمّع عائلات الأسرى في غزة"، الحكومة الإسرائيلية بـ"عدم الاهتمام بمصير أبنائهم في ظل العملية العسكرية".

وقالت نوام بيري ابنة الأسيرة حاييم بيري: "لا نتلقى سوى الجثث، نريد منكم وقف القتال وبدء مفاوضات".

اقرأ أيضاً

أكسيوس: إسرائيل تجدد محادثاتها مع قطر لاستئناف صفقة تبادل الأسرى مع حماس

ووفق أرقام السلطات الإسرائيلية، ما زال 129 شخصا محتجزين في القطاع.

ورغم ذلك أكد نتنياهو السبت مضيه في الضغط العسكري على حماس.

وقال: "رغم كل الحزن العميق (بشأن الأسرى الثلاثة)، أريد أن أوضح أمرا أن الضغط العسكري ضروري لإعادة الأسرى، وضمان النصر على أعدائنا".

ومع حلول ليل السبت، أفاد سكان باشتداد حدة القتال في وسط مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة، وسط قصف للطائرات والدبابات الإسرائيلية، تخلله صوت قنابل يدوية أطلقها مقاتلو حماس على ما يبدو.

وقالت سميرة (40 عاما) وهي أم لأربعة أبناء ونزحت إلى رفح المتاخمة لمصر: "كل يوم الوضع بيصير أسوأ من اللي قبله، الأكل بيقل والميه بتصير أسوأ، بس الموت والدمار هم اللي بيزيدوا".

وتقول منظمات الإغاثة إن الدمار الذي لحق بغزة ونزوح معظم سكانها البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، يعيش الكثير منهم في خيام وملاجئ مؤقتة دون طعام أو مياه نظيفة، يمثل أزمة إنسانية.

ولفتت الأمم المتحدة، هذا الأسبوع إلى أن الجوع واليأس يدفعان الناس للاستيلاء على المساعدات التي تدخل إلى غزة، محذرة من "انهيار النظام العام".

وأفاد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني: "لن أتفاجأ إذا بدأ الناس يموتون من الجوع، أو جراء مزيج من الجوع والمرض وضعف المناعة".

اقرأ أيضاً

نتنياهو يفوض رئيس الموساد للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى جديدة مع حماس

وعلى رغم الدعوات لحماية المدنيين، تؤكد أطراف عدة داعمة لإسرائيل معارضتها وقف إطلاق النار حاليا.

وفي مقال مشترك في صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية السبت، أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك "الحاجة العاجلة" لتحقيق "وقف دائم لإطلاق النار" في غزة.

لكنهما قالا إنهما "لا يعتقدان أن الدعوة الآن إلى وقف عام وفوري لإطلاق النار.. هو السبيل للمضي قدما"، لأن ذلك "يتجاهل سبب اضطرار إسرائيل للدفاع عن نفسها: حماس هاجمت إسرائيل بوحشية وما زالت تطلق الصواريخ لقتل المواطنين الإسرائيليين كل يوم. يجب على حماس أن تلقي سلاحها".

وكانت إسرائيل أعلنت الجمعة، أنها ستسمح "موقتا" بإدخال المساعدات إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي بين أراضيها وقطاع غزة المحاصر، من دون تحديد موعد محدد.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد مقتل اثنين من عناصره، ما يرفع الى 121 عدد قتلاه منذ بدء العمليات البرية أواخر أكتوبر/تشرين الأول.

وفي علامات على اتساع نطاق تداعيات الصراع، قالت جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران إنها هاجمت مدينة إيلات الإسرائيلية المطلة على البحر الأحمر بطائرات مسيرة، وهو هجوم من بين عدة وقائع أفادت تقارير باستخدام طائرات مسيرة فيها بالمنطقة، السبت.

وقالت اثنتان من شركات الشحن الكبرى، إنهما ستتوقفان عن استخدام قناة السويس بعدما كثفت جماعة الحوثي اليمنية هجماتها على السفن التجارية في البحر الأحمر.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى الجمعة نحو 19 ألف شهيد و51 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.

اقرأ أيضاً

الحرب على غزة.. قطر: على كل من يقف عقبة أمام السلام أن يتنحى

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: قطر الأسرى وساطة قطرية إسرائيل المقاومة حماس مفاوضات تبادل أسرى إطلاق النار تبادل أسرى إطلاق سراح صفقة تبادل وقف إطلاق اقرأ أیضا فی غزة

إقرأ أيضاً:

إعلام عبري يكشف تفاصيل جديدة بشأن وقف إطلاق النار بغزة

سرايا - أفادت هيئة البث العبرية، نقلا عن مصادر في تل أبيب، بأن واشنطن تحاول سد الفجوات بين حماس وتل أبيب، بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.

وذكرت هيئة البث العبرية أن واشنطن تسعى لحل الخلاف بشأن الانتقال من المرحلة الأولى للصفقة للمرحلة الثانية.

وكان إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، لتفاصيل مقترح تل أبيب للهدنة في قطاع غزة والتي تشمل عدة مراحل بين تبادل الأسرى وإعادة الإعمار، تعمد الحديث عن وقف الأعمال العدائية، ولم يذكر إنهاء الحرب، والذي يعد شرطا أساسيا بالنسبة لحركة حماس، والذي جاء في المقترح السابق الموافق عليه من قبل الحركة في السادس من أيار/ مايو الجاري.

وكانت حركة حماس وافقت على مقترح لوقف إطلاق النار وأبلغت الوسطاء بذلك، بينما لم توافق تل أبيب واعتبرت موافقة حماس مفاجئة وأن المقترح الذي وافقت عليه الحركة غير الذي عرض على المفاوضين في تل أبيب.

وتضمن المقترح الذي وافقت عليه حماس 3 مراحل ويشمل انسحابا كاملا لقوات الاحتلال من غزة وعودة النازحين وتبادلا للأسرى، ومقارنة مع مقترح تل أبيب الذي أعلنه بايدن فإن مقترح حماس أكد وقف الحرب نهائيا بينما حديث بايدن يبين وقف الأعمال العدائية وليس وقفا للحرب.

المرحلة الأولى

المرحلة الأولى من المقترح الموافق عليه من حماس، كانت من المفترض أنها ستشهد مفاوضات غير مباشرة على مفاتيح تبادل الأسرى عبر الوساطة القطرية والمصرية، بينما المرحلة الأولى في مقترح تل أبيب يتضمن وقفا للأعمال القتالية لستة أسابيع ويسمح لتل أبيب بالاندماج في المنطقة والتوصل لاتفاق تطبيع تاريخي مع السعودية، وانسحاب القوات “الإسرائيلية” من المناطق السكنية، الأمر الذي يخالف مقترح حماس والتي تؤكد على انسحاب كامل لجيش الاحتلال من القطاع.

المرحلة الثانية

عودة النازحين إلى منازلهم خصوصا في شمال قطاع غزة، هذا ما أكدته حماس في المقترح السابق في المرحلة الثانية، بينما جاء في المرحلة الثانية لمقترح تل أبيب تبادل جميع الأسرى الأحياء بما في ذلك الجنود “الإسرائيليون”.

المرحلة الثالثة

وفي المرحلة الثالثة في المقترح السابق يتم تبادل الأسرى، فيما تتضمن المرحلة الثالثة من مقترح تل أبيب خطة إعمار كبيرة لقطاع غزة.

وقال متابعون، إن المقترح الذي تحدث عنه بايدن شبيه لما ما تم الاتفاق عليه بين حماس وتل أبيب في حروب 2021 و2018 و2014، والتي تفيد بوقف متبادل لإطلاق النار لكنه غير مستدام.

واعتبر الرئيس الأمريكي أن مقترح تل أبيب هو خارطة طريق لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين، وتم نقله من قطر إلى حماس.

وقال بايدن إنه خلال المرحلة الأولى تتفاوض تل أبيب مع حماس للوصول لمرحلة ثانية تضع نهاية مستدامة للقتال، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى تتضمن وقفا شاملا لإطلاق النار لـ6 أسابيع وانسحاب القوات “الإسرائيلية” من المناطق السكنية.


مقالات مشابهة

  • نتنياهو يزور فرقة غزة: اقتربنا من القضاء على قدرات حماس العسكرية
  • نتنياهو: إسرائيل تتقدم إلى نهاية مرحلة القضاء على جيش حماس في غزة
  • نتنياهو: إسرائيل تقترب من القضاء على قدرات حماس العسكرية
  • تسونامى «الحريديم» يهز عرش «نتنياهو»
  • نتنياهو: نتجه نحو نهاية مرحلة القضاء على جيش حماس
  • نتنياهو: لن ننهي الحرب في غزة حتى نحقق كل أهدافنا
  • “أكسيوس”: واشنطن قدمت صياغة جديدة لأجزاء من مقترح وقف إطلاق النار في غزة
  • إعلام عبري يكشف تفاصيل جديدة بشأن وقف إطلاق النار بغزة
  • مسؤول أمريكي: الولايات المتحدة اقترحت لغة جديدة بشأن مقترح الرهائن ووقف إطلاق النار بغزة
  • صياغة جديدة لمقترح «بايدن».. محاولات أمريكية لإتمام اتفاق بين إسرائيل وحماس (فيديو)