التعليم العالي: يجب تحويل الأفكار العلمية لمشاريع تجارية ناجحة داخل الجامعات
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
تنفيذًا لتوجيهات الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بأهمية تحفيز ودعم المبتكرين ورواد الأعمال، والعمل على اكتشاف شباب المبتكرين فى الجامعات والمراكز البحثية، وتوجيه الأبحاث العلمية لخدمة المجتمع، أعلن صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ عن انطلاق المرحلة الأولى من الدورة الثالثة لبرنامج تأهيل الباحثين لريادة الأعمال (R2E) بالجامعات والمراكز والمعاهد والهيئات البحثية المصرية.
ومن جانبه، أكد د.ضياء خليل المدير التنفيذي للصندوق أن البرنامج في دورته الثالثة يستهدف الباحثين من المعيدين، والمدرسين المساعدين، والمدرسين في الجامعات والمراكز والهيئات والمعاهد البحثية المصرية، ممن لديهم ابتكار، ويرغبون في أن يصبحوا رواد أعمال.
وأشار د.ضياء خليل إلى أن هذا البرنامج فرصة مميزة للباحثين؛ للتعرف على المهارات اللازمة لتحويل أبحاثهم العلمية المبتكرة إلى شركات ناشئة أو منتجات ذات جدوى اقتصادية، وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال في المجتمع المصري، ودعم الاقتصاد الوطني، وفقًا لرؤية مصر 2030 من خلال تقديم عدد من ورش العمل التدريبية عن بعد (online).
وأكد د.ماجد غنيمة مدير الشراكات والتسويق بالصندوق أن هذا البرنامج يأتي في إطار خطة الصندوق لنشر الوعي التثقيفي بالابتكار وريادة الأعمال، واكتشاف شباب المبتكرين في الجامعات والهيئات والمراكز والمعاهد البحثية المصرية، والعمل على ربط الابتكارات باحتياجات المجتمع، وتحويل الأفكار المبتكرة إلى أفكار ذات جدوى اقتصادية، تسهم في تنمية الاقتصاد المصري، وتحقيق الاستدامة؛ تنفيذًا للإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي 2030.
ومن جانبها، أشارت د.غادة خضري مدير البرنامج بالصندوق إلى انطلاق المرحلة الأولى (Base Camp) للبرنامج، والتي تستمر على مدار أسبوعين، بمشاركة 41 باحثًا من 20 جامعة ومعهدًا وهيئة ومركزًا بحثيًّا (عين شمس، الإسكندرية، أسوان، المنصورة، الزقازيق، سوهاج، السويس، أسيوط، بني سويف، سيناء، سمنود التكنولوجية، الدلتا للعلوم والتكنولوجيا، مدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية، بحوث الصحراء، بحوث البترول المصري، التخطيط القومي، دعم البحث العلمي بوزارة الصحة، البحوث الزراعية، القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء).
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: وزير التعليم العالى الاقتصاد المصري الجامعات المصرية رؤية مصر 2030 التعليم العالي والبحث العلمي وزير التعليم العالي والبحث العلمي بحوث البترول صندوق رعاية المبتكرين تنمية الاقتصاد المصري صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ
إقرأ أيضاً:
دعم القطاع الخاص للبحوث والدراسات العلمية
من الأخبار السارة التي قرأتها خلال الأسبوع الماضي، إعلان جامعة أم القرى بمكة المكرمة عن تلقيها منحة بمبلغ 39 مليون ريال من هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار ضمن دعمها للمبادرات والمشاريع البحثية لتعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال، وتشجيع الكفاءات الوطنية على المشاركة في تطوير الاقتصاد الوطني.
وإعلان الجامعة عن إطلاق 13 مشروعًا بحثيًا بالشراكة مع الهيئة، شملت المجال الصحي وأبحاث الذكاء الصناعي وأبحاث إدارة الحشود والنقل وإعادة تفعيل المعامل البحثية.
وأشارت الجامعة إلى إن هذه المشاريع البحثية، جاءت لمواكبة المهارات والمتغيرات السريعة التي يحتاجها المجتمع بكوادر ريادية مؤهلة تسهم في التنمية الوطنية، بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030 التي أولت قطاع الابتكار والبحث والتطوير دورًا محوريًا في التنمية.
ولاشك أن الدعم المالي للجامعات والمراكز العلمية والتبرع لها، يلعب دوراً محورياً فى تمويل الأبحاث والدراسات العلمية التي غالباً ما تتطلب ميزانيات ضخمة، وتكمل هذه التبرعات التمويل الحكومى للجامعات التي تبذل جهودا كبيرة في مجالات البحث العلمي والابتكار ومجالات التكنولوجيا المختلفة وتوفير التمويل المالي للمشاريع وتطوير تقنيات جديدة، وتوفير منح دراسية وفرص تعليمية للطلاب والباحثين فى مراحل مبكرة من حياتهم المهنية، ممّا يساعد فى إعداد الجيل القادم من العلماء والأطباء.والعمل على بناء مراكز أبحاث متخصصة مزودة بأحدث التقنيات، ممّا يسهم فى تطوير الأبحاث بشكل أسرع وأفضل.
ولعلنا نتذكر الخبر الذي ضجت به وسائل الإعلام الامريكية خلال العام الماضي، والذي أعلنت فيه الدكتورة روث جونسمان بتبرعها بمبلغ مليار دولار لطلاب كلية أينشتاين الأمريكية التى عاشت معظم حياتها تعمل فيها كاستاذة لطب للأطفال، ولم تكن الدكتوره روث تفكر فى أن تتبرع لكليتها بشىء، فضلًا عن أن يكون التبرع بهذا الحجم الهائل، ولكن الذي حدث أن زوجها رجل الأعمال الذى رحل فى 2022 م عن 96 عاما ترك لها حرية التصرف فى ثروته الضخمة، فلم تجد الدكتورة روث أفضل من أن تخصص لكلية أينشتين وقفا بهذا المبلغ غير المسبوق فى تاريخ التبرع للجامعات.
وهذا التبرع، هو واحد من أمثلة كثيرة لمنح وتمويل بارزة يقوم بها رجال أعمال ومؤسسات وشركات في أمريكا وأوروبا وغيرها من الدول للمساعدة في تمويل الأبحاث الرائدة في الجامعات والمعاهد العليا.
وتضم الولايات المتحدة الأميركية أكبر عدد من الجامعات الوقفية في العالم التي تغطي عائداتها من الأوقاف ما يقارب ثلث نفقات تشغيل الجامعة، وهو ما يعني متوسط أكثر من 1.1 مليار دولار لكل جامعة. وفي المقابل فاننا نجد أن أغلب الجامعات في الوطن العربي تعتمد بشكل شبه كلي على الموازنات الحكومية، ويستند القليل منها على أوقاف وتبرعات بسيطة. وفي حال تواجد هذه ألاوقاف والتبرعات، فإنه لا تتوافر بيانات متاحة عن حجمها على وجه الدقة. ولعلنا نشير هنا إلى توجه العديد من الجامعات السعوديه نحو استقطاب اموال المانحين لبرامجها التعليمية المختلفة ويأتي برنامج وقف جامعة الملك سعود بالرياض في مقدمة النماذج الوقفية الناجحه في الوطن العربي، حيث يقدر حجم اوقافها بملايين الدولارات على شكل مجمعات صناعية وفنادق بمشاركة من القطاع الخاص وبعض الشخصيات العامة والدارسين القدامى.
إننا إذ نأمل أن تزداد مساهمات ألشركات والمؤسسات والهيئات ورجال الأعمال في بلادنا في دعم الجامعات والمعاهد العليا وجهودها في شتّى مجالات البحث العلمى، الذي يتطلب ميزانيات ضخمة ودعماً طويل الأمد.
نختم بالاشارة إلى أن [الوقف]، كان أكبر رافد للنهضة الحضارية التي عاشتها المجتمعات الإسلامية على مرّ العصور.ولعلنا نشير بكثير من التقدير والاحترام الى ماقام به الحاج محمد علي زينل رحمه الله الذي مهد الطريق بتبرعه السخي لتأسيس مدرسة الفلاح في مدينة جدة عام 1905م لتكون نواة للتعليم النظامي بالجزيرة العربية. وأسس لها فرعاً آخر في مكة المكرمة ثم في البحرين وبومباي ودبي وحضرموت، غير أن هذه الفروع لم تستمر كما استمر فرعا مدرسة الفلاح في جدة ومكة المكرمة و كان لهما السبق في تخّريج جيل الروّاد من العلماء والأدباء والمفكرين وكبار موظفي الدولة.