هل يجوز للزوجة إعطاء زكاتها لزوجها الفقير؟
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
يجوز للزوجة إعطاء زكاتها لزوجها الفقير، وذلك وفقًا لرأي جمهور الفقهاء، حيث استدلوا على ذلك بما رواه الشيخان البخاري ومسلم من قصة زينب امرأة الصحابي الجليل سيدنا عبد الله بن مسعود حينما استفتت الرسول صلى الله عليه وسلم ﷺ عن حكم صدقتها على زوجها عبد الله بن مسعود قال ﷺ: «نعم لها أجران: أجر القرابة وأجر الصدقة».
أما أصحاب الرأي الثاني بعدم جواز زكاة الزوجة على زوجها، فقد استدلوا على ذلك من قوله تعالى { ووجدك عائلا فأغنى }، أي أغنى الله سيدنا محمد ﷺ بمال زوجته السيدة خديجة، مما يدل على أن المالين واحد، وإذا كان الأمر كذلك فإن دفع الزوجة لزوجها من زكاتها كأنه دفع لنفسها وذلك لا يجوز.
ولكن هذا الرأي غير مقبول، حيث أنه يستند إلى تفسير مجازي لقوله تعالى { ووجدك عائلا فأغنى }، أما التفسير الحقيقي فهو أن الله تعالى أغنى سيدنا محمد ﷺ بالرزق والهداية، وليس بالمال فقط.
وبناءً على ما سبق، فإنه يجوز للزوجة إعطاء زكاتها لزوجها الفقير، وذلك لما يلي:
-مقاساة الزوج الفقير، وسد حاجته.
-حسن العلاقة الزوجية، وزيادة المودة بين الزوجين.
وهذا ما رجحه الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه جامعة الأزهر، حيث قال: "إننا نرجح الرأي القائل بجواز أخذ الزوج من زكاة زوجته، للمرجحات الآتية: يقاس جواز إعطاء المرأة من زكاة مالها لزوجها على جواز إعطاء القريب قريبه من الزكاة خاصة إذا كان المزكي ليس ملزما بالنفقة على المزكى عليه بجامع عدم وجوب النفقة، حسن العلاقة والعشرة بين الزوجين تقتضي القول بالجواز فذلك مما يلين العشرة بينهما".
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
بالفيديو| هل يجوز صيام المريض العاجز؟.. مفتي الجمهورية يوضح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الفرح بما جاء به النبي، والغيرة على دينه وسنته، من علامات المحبة الصادقة، مؤكدًا أن "المرء يُحشر مع من أحب"، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حين بشَّر رجلًا قال إنه لم يُعِدَّ للآخرة كثير صلاة أو صيام، لكنه يُحب الله ورسوله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أنت مع من أحببت».
وأضاف مفتي الجمهورية، خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج "اسأل المفتي" الذي يذاع على قناة صدى البلد، أن أن الإسلام دين يسر ورحمة، وأنه لا يكلف الإنسان فوق طاقته، مستشهدًا بقوله تعالى: {مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78]. وأكد أن المريض العاجز عن الصيام، الذي لا يُرجى شفاؤه، وليس لديه القدرة على دفع الفدية، يُرفع عنه الحرج، وليس عليه إثم.
وأشار إلى قصة الرجل الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشتكي أنه أتى أهله في نهار رمضان، فأمره النبي بالكفارة، لكنه لم يكن قادرًا عليها، فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم صاعًا من تمر ليتصدق به، فلما أخبره الرجل أنه أفقر أهل المدينة، سمح له النبي بأخذه. وأكد فضيلته أن هذه القصة تدل على سعة رحمة الإسلام وتيسيره على المسلمين.
واختتم المفتي حديثه بالدعوة إلى التحلي بروح الشريعة الإسلامية التي تقوم على الرحمة والتيسير، والتأكيد على ضرورة الالتزام بالأحكام الشرعية بروح المحبة والاتباع، مع الاستفادة من التوجيهات النبوية في تحقيق السعادة والطمأنينة في الدنيا والآخرة.