17 ديسمبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث: يأمل العراقيون من جديد في أن الانتخابات المحلية سوف تهمش بشكل نهائي النعرات القبلية والطائفية والعرقية وتبرز الوطنية الجامعة بعدما هيمنت المحاصصات المختلفة على الدولة منذ العام ٢٠٠٣،  فيما تبرز محاولات لتقسيم الشعب العراقي بين القومية والطائفية، وهي الثنائيات التي تؤدي إلى صراعات ونزاعات لا تنتهي، وتمنع العراق من تحقيق الوحدة والازدهار.

لكن بعض الحملات الانتخابية حاولت ابراز الهويات الفرعية مثل تصريح رئيس تحالف السيادة خميس الخنجر،الذي اعتبر الموصل مدينة خاصة بالمكون السني فقط، وهو تصريح جوبه بالرفض العارم.

كما برزت في بعض المناطق المتعدّدة عرقيا وطائفيا، دعايات انتخابية تضرب على وتر الطائفية والمناطقية.

وفي محافظة مثل كركوك، برزت اهداف للمرشحين للانتخابات في السيطرة على الحكومة المحلية عبر التمثيل القومي والطائفي.

وفي الانتخابات العراقية، ركز بعض المرشحين على تسويق دعاياتهم الانتخابية على أساس قومي وطائفي. فقد ركز المرشحون الأكراد على الهوية الكردية، والمرشحون السنة على الهوية السنية، والمرشحون الشيعة على الهوية الشيعية.

وهذا التوجه يعكس استمرار الصراعات بين القوميات والطائفيات في العراق. فمنذ  العام 2003، لم يتمكن العراقيون من تجاوز الخلافات القومية والطائفية.

ويمكن تفسير هذا التوجه أن العراق بلد متعدد القوميات والطائفيات، وقد شهد تاريخًا طويلًا من الصراعات بين هذه القوميات والطائفيات، وقد فشلت الحكومات العراقية في خلق هوية وطنية جامعة تتجاوز الخلافات القومية والطائفية، كما استغلت القوى السياسية القومية والطائفية هذه الخلافات لتحقيق مكاسبها السياسية، مما ساهم في استمرارها.

ولكي يتجاوز العراق هذه الاشكالية، لا بد من العمل على تحقيق الوحدة الوطنية. وهذا يتطلب من جميع العراقيين، بغض النظر عن قوميتهم أو طائفتهم، أن يتعاونوا ويتجاوزوا الخلافات التي تفرقهم.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

المشهداني يرد على فكرة الإقليم الشيعي بورقة المياه

18 مارس، 2025

بغداد/المسلة:‏  أطلق رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني تصريحاً مثيراً للجدل، حيث هدد بقطع مياه نهري دجلة والفرات عن مناطق الوسط والجنوب، رداً على طرح فكرة إنشاء إقليم شيعي، قائلاً: “من يطرح فكرة إنشاء إقليم شيعي يجب أن يكون على دراية بمسار نهري دجلة والفرات”. يأتي هذا التصريح من موقع رئيس أعلى سلطة تشريعية في البلاد، ما يضفي عليه طابعاً استثنائياً ويعكس توتراً سياسياً متصاعداً في العراق.

يبرز التصريح في سياق يعج بالاستقطاب الطائفي، حيث يرى مراقبون أن حديث المشهداني يعكس رد فعل على استفزازات سابقة من جهات شيعية. وتشير تدوينات حديثة على منصة “إكس”، مثل تلك التي نشرها حساب @Iraqfree0 بتاريخ 17 مارس 2025، إلى أن شخصيات مثل نوري المالكي وحنان الفتلاوي وحسين مؤنس تحدثوا عن إمكانية إقامة إقليم شيعي في الجنوب، ما قد يكون دفع المشهداني للرد بهذا الأسلوب الحاد.

وتشير آراء الى أن هذه التصريحات الشيعية تهدف إلى الدفاع عن مصالح النفط في البصرة، التي تشكل مصدراً رئيسياً للإيرادات الوطنية، والتي قد تُستخدم كورقة ضغط ضد المناطق السنية.

يثير هذا الخطاب مخاوف من استنهاض الطائفية مجدداً، إذ يعيد إلى الأذهان أصواتاً قديمة دعت لتقسيم العراق على أسس مذهبية. ويؤكد المشهد السياسي الحالي أن الحدث السوري، بتداعياته الإقليمية، قد عمّق الشرخ الطائفي في العراق، مع تصاعد النبرة السنية مقابل شعور القوى الشيعية بالحصار.

ويرى محللون أن تصريح المشهداني قد يكون محاولة لاستعادة موازين القوى لصالح القوى السنية، التي بات صوتها أعلى في البرلمان والشارع بعد سنوات من الهيمنة الشيعية على المشهد السياسي.

ووصفت تدوينات تابعتها المسلة تصريحات المشهداني بـ”الطائفية المعتوهة”، متسائلاً عما إذا كان المشهداني ينوي معاقبة شعب الوسط والجنوب بقطع المياه.

يضع هذا التصريح العراق أمام مفترق طرق خطير، حيث تتجدد المخاوف من تقسيم البلاد وسط غياب إحصاءات رسمية حديثة توضح توزيع الموارد كالمياه والنفط بين المحافظات. لكن تقارير سابقة، مثل تلك الصادرة عن مركز “TRENDS Research & Advisory”  أشارت إلى أن الصراع يحمل بذور التقسيم، وهو ما يبدو أنه يتكرر اليوم بأشكال جديدة. ويحذر خبراء من أن استمرار مثل هذه الخطابات قد يدفع نحو نزاع داخلي، خاصة مع اعتماد الجنوب على المياه من الشمال، والشمال على النفط من الجنوب.

تصريح المشهداني ليس مجرد تهديد عابر، بل محاولة لرسم خطوط حمراء سياسية في مواجهة مشروع الإقليم الشيعي، الذي يبدو أنه يكتسب زخماً بين بعض القوى الشيعية المحسوبة على إيران.

و خطورة هذا الخطاب تكمن في قدرته على تحويل الخلاف السياسي إلى أزمة وجودية، تهدد وحدة العراق في وقت تواجه فيه البلاد تحديات اقتصادية وأمنية متفاقمة.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • العراق يدرس عقبات استرداد الأموال وتسليم المطلوبين
  • وزير الخارجية والهجرة يتوجه إلى تنزانيا في زيارة ثنائية
  • المشهداني يرد على فكرة الإقليم الشيعي بورقة المياه
  • السايح يبحث مع سفير العراق تبادل الخبرات وتطوير قدرات الكوادر الانتخابية 
  • رجل دين عراقي يدعو إلى تاجيل مباراة العراق والكويت
  • شقشقة: كيف خدع الشيعة أنفسهم؟
  • العراق على خط النار بين التوترات الأمريكية الإيرانية
  • الأقاليم في العراق.. جدل قديم بوجوه جديدة
  • الانتخابات 2025: النفوذ العشائري يوجّه قواعد اللعبة
  • حزب الدعوة: على الشعب أن لا يسمح بالانقلاب على السلطة