ببغاء في قفص النتن ياهو
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
كلما يطلق النتن ياهو كلمة من كلماته الوقحة، التي يتهجم فيها على المقاومة الفلسطينية في غزة ويتوعدهم بالانتقام، يرددها محمود عباس قولاً ولفظاً وفعلاً وبنفس الأسلوب المبتذل. فما ينطقه النتن باللغة العبرية يترجمه عباس إلى العربية، ثم يردده في لقاءاته اليومية وأحاديثه المملة، تشعر انه تحول إلى ببغاء صهيوني من النوع الذي يتقن الكلام، ويمتلك ذاكرة مشفرة ومدربة تجيد التكرار.
هل تتذكرون كيف كان يلطم ويبكي بحرقه حزناً وألماً على رحيل زعيمه الروحي أرئيل شارون. حتى أولاد شارون وأسرته لم يستطيعوا مجاراة عباس في البكاء والعويل والنواح، فقال فيه الشاعر عبد المجيد الجميلي قصيدته التي استهلّها بهذا البيت:
عباس قل لي ما الذي أبكاكا
أَبَكيتَ أم حاولت أن تتباكى
لم يكن عباس عميلا لهم وحسب، وإنما عبداً ذليلا من عبيدهم. وخادماً مطيعاً من خدامهم المخصيين. .
فلا تستغربوا من تصرفاته، وهجومه بلا مبرر على قادة المقاومة، وتحميلهم المسؤولية عما يجري، ولا تندهشوا من مساعيه الحثيثة لإنقاذ اسرائيل من ورطتها. .
ولو بحثتم قليلا في جذوره وماضيه لوجدتموه غير عربي، وغير مسلم، وهذه هي المفارقة التي لا يعرفها معظم الناس، ولكن لا يمكن تغطيتها بغربال التضليل بعد الآن، فالرجل تمت زراعته في قلب منظمة فتح من قبل اسرائيل، وهو عميل لهم منذ التحاقه بالمنظمة، وها هو اليوم يجاهر بعداوته للمقاومة، ويقف في السر والعلن ضد تطلعات الشعب الفلسطيني، ولا يمكن التحرر من ظلم اسرائيل إلا بالتحرر من عباس وعصابته الذين يجسدون الخيانة العظمى بأرذل صورها. حتى تحولت المنظمة إلى مؤسسة نفعية استثمارية تعني بالتنسيق الأمني مع إسرائيل، وتكرس وقتها للتجسس على المقاومة وتشويه صورتها. .
وبالتالي فان عباس هو المتآمر الاول على فلسطين، وهو اكبر مصائبها، ويجب محاكمته بتهمة الخيانة. وتهمة الفساد. وتهمة التواطؤ مع العدو. .
هل لا حظتم سلوكه العدائي هذه الايام، ذلك لأن الخائن يتمادى في عداءه لقومه، ويرغب بالقضاء عليهم كلهم، ويتمنى لو فقدوا أبصارهم، حتى لا ينظرون اليه بإزدراء، وحتى لا يبصقوا بوجهه. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
فرحات عباس من إنكار الأمة الجزائرية إلى الثورة (بورتريه)
عرف بانفتاحه السياسي والفكري، حيث تحول خلال حياته السياسية التي تمتد على أكثر من 30 عاما من فكرة "الاندماج" إلى "الاستقلالية"، ومن "الإصلاحية" إلى "الثورية".
كان من النخبة ذات الثقافة الفرنسية التي لم تتحدث العربية قط.
لم تكن له قاعدة ثابتة من المعتقدات أو المواليين له، إلا أن تكيفه مع المتغيرات جعلت منه قوة لا يمكن تجاهلها عند الحديث عن الثورة الجزائرية.
ولد فرحات عباس في عام 1899 بمنطقة بني عافر الجبلية، وهي منطقة فقيرة ومعزولة، تابعة إداريا لبلدية الطاهير المختلطة بولاية جيجل بالجزائر، لأسرة كثيرة العدد وممتدة ومحافظة من وسط فلاحي متوسط الحال.
كان والده يشغل منصب "قايد" لدى الإدارة الفرنسية، بدوار بني عافر، وهي وظيفة تؤهله تمثيل السلطات الفرنسية لدى أهالي القرية، أما جده فقد كان أحد قادة الثورات الشعبية التي اندلعت في أواخر القرن التاسع عشر.
التحق فرحات عباس بالخدمة العسكرية في صفوف الجيش الفرنسي بعنابة، بين عامي 1921 و1923 وخرج منها برتبة رقيب، ثم انتقل للعاصمة لإكمال تعليمه الجامعي وتخرج بشهادة عليا في الصيدلة عام 1931، فافتتح صيدلية في سطيف، باعتباره أول جزائري يدرس التخصص، لكنه لم يغفل دراسة العلوم الإنسانية والتاريخ.
وأثناء دراسته الطلابية ترأس "جمعية طلبة شمال أفريقيا المسلمين بالجزائر"، وفي عام 1930 أصدر مجموعة مقالاته الصحفية في كتيب عنوانه "الشاب الجزائري" وعبر فيه عن أفكاره الإصلاحية والتجديدية.
وكان قبل ذلك قد انضم إلى "فيدرالية النواب المسلمين الجزائريين" التي أسسها بن جلول عام 1930 والتي كانت تهدف إلى جعل الجزائر مقاطعة فرنسية.
تزامن نشاط فرحات عباس السياسي مع بروز الحركة الوطنية، فصار أحد أقطابها، فكان مصالي الحاج يحمل شعار الاستقلال، والشيخ عبد الحميد بن باديس ممثل "جمعية العلماء المسلمين" يحمل شعار الإصلاح، أما فرحات عباس فكان يحمل لواء المساواة، قبل أن يتطور فكره إلى إدماج الجزائريين مع الفرنسيين.
ففي عام 1936 كتب في صحيفة "الوفاق" الفرنسية مقالا شهيرا تحت عنوان "فرنسا هي أنا"، أكد فيه دعوته إلى الاندماج مع فرنسا، مستنكرا وجود "الأمة الجزائرية"، حيث قال: "لو كنت قد اكتشفت أمة جزائرية لكنت وطنيا ولم أخجل من جريمتي، فلن أموت من أجل الوطن الجزائري، لأن هذا الوطن غير موجود، لقد بحثت عنه في التاريخ فلم أجده وسألت عنه الأحياء والأموات وزرت المقابر دون جدوى".
استفزت تلك العبارة، بن باديس، الذي رد عليه بمقال في صحيفة "الشهاب" قال فيه: "إن هذه الأمة الجزائرية الإسلامية ليست هي فرنسا، ولا يمكن أن تكون فرنسا، ولا تريد أن تصير فرنسا، ولا تستطيع أن تصير فرنسا ولو أرادت. بل هي أمة بعيدة عن فرنسا كل البعد في لغتها وفي أخلاقها وفي عنصرها وفي دينها".
وفيما بعد سيطور تفكيره في رسالة إلى السلطات الفرنسية وإلى الحلفاء طالب فيها بإدخال إصلاحات جذرية على الأوضاع العامة التي يعيشها الشعب الجزائري، وصياغة دستور جديد للجزائر، ضمن الاتحاد الفرنسي.
ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939، تطوع في الجيش الفرنسي من أجل الدفاع عن "الأمة الفرنسية" في حربها ضد النازية، ويشارك في معارك الدفاع عن باريس، قبل أن يسرح بعد سقوطها بيد الجيش الفرنسي.
وشهد عام 1943 تحولا متدرجا في تفكير فرحات عباس حين تبنى فكرة " الأمة الجزائرية"، وقال:
"الوطن الجزائري الذي لم أجده عام 1936 في أوساط العامة من المسلمين، وجدته اليوم"، فقام بتأسيس "أصدقاء البيان والحرية" التي كانت تهدف إلى القيام بالدعاية لفكرة الأمة الجزائرية، وكان يدعو إلى قيام جمهورية جزائرية مستقلة ذاتيا ومتحدة مع فرنسا.
كانت مجازر عام 1945 حيث ارتكب الاستعمار الفرنسي مجزرة بشعة بالجزائر، حين استشهد 45 ألف جزائري في غضون أسبوعين، وبقدر ما كانت آثار تلك المجزرة على الجزائريين كبيرة، فإنها مهدت لمرحلة جديدة في النضال الجزائري من أجل الاستقلال.
وكان فرحات عباس من النخبة الجزائرية التي تأثرت بالمجزرة، وقامت بمراجعة تفكيرها ووسائلها النضالية، ونتيجة لذلك ألقي القبض عليه، وأطلق سراحه في العام التالي بعد صدور قانون العفو العام على المساجين السياسيين، فأسس بعد ذلك حزب "الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري"، وأصدر نداء أدان فيه بشدة ما اقترفته فرنسا من مجازر وعبر فيه عن أهداف ومبادئ حزبه التي لخصها في "تكوين دولة جزائرية مستقلة داخل الاتحاد".
وبعد أن اندلعت الثورة الجزائرية في عام 1954، أعلن فرحات عباس "أن موقفنا واضح ومن دون أي التباس. إننا سنبقي مقتنعين بأن العنف لا يساوي شيئا"، ولكنه ما لبث أن غير موقفه تماما، إذ قام في عام 1956 بحل حزبه وانضم إلى صفوف حزب "جبهة التحرير الوطني" وكان قبل ذلك قد توجه إلى القاهرة ليلتقي بقادة الثورة ومن بينهم أحمد بن بلة، وقام بجولة دعائية للثورة الجزائرية في أقطار أمريكا اللاتينية كما زار عدة عواصم عالمية أخرى، من بينها بيكين وموسكو.
عين عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية، وقاد وفد الجزائر في مؤتمر طنجة المنعقد عام 1958 الذي حضرته القيادات المغاربية، ثم عين رئيسا للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في نفس العام، واستمر على رأسها إلى عام 1961 ليحل محله بن يوسف بن خدة، بعد أن اشتدت خلافاته مع القيادة العامة لجيش التحرير الجزائري.
وبعد حصول الجزائر على استقلالها في عام 1962، انتخب فرحات عباس لعضوية المجلس الوطني، وانتخب رئيسا للمجلس، غير أنه ما لبث أن قدم استقالته بعد نحو عام مع عودة بن بلا الذي أصبح رئيسا للجزائر.
وأعلن عباس عن معارضته للدستور الجزائري الذي اقترحته "جبهة التحرير الوطني " حينها، وفتحت معارضته تلك النار عليه، لينقلب عليه رفيقه في النضال أحمد بن بلة فأخرج من "جبهة التحرير الوطني" وسجن بأدرار بالجنوب الجزائري، ولم يطلق سراحه إلا في عام 1965.
وسينسحب لاحقا من الحياة السياسية لفترة وجيزة ليعلن لاحقا عن معارضته للرئيس الجزائري هواري بومدين، فأصدر في عام 1976 "نداء إلى الشعب الجزائري" منددا بالحكم الفردي وبالميثاق الوطني الذي صاغه بومدين.
ومرة ثانية وضعه الرفاق تحت الإقامة الجبرية حتى عام 1978.
وفي عهد الرئيس الشاذلي بن جديد، أعيد الاعتبار إلى فرحات عباس، بعد أن قلد وسام المقاومة في عام 1984.
وما لبث بعد عام من التكريم أن أعلن عن وفاته ودفن بمقبرة العالية بمربع الشهداء الخاصة بكبار الشخصيات والمقاومين الجزائريين.
كان عباس فرحات شخصية مستقلة ومباشرة شهدت تحولات فكرية ونضالية متعددة، لم يكن يؤمن بالعنف لذلك كان يكتفي بالانزواء جانبا، معلنا عن مواقفه الصريحة التي لم تكن أحيانا على وفاق مع رفاقه في النضال الجزائري.
لكنه حتى في نبذه للعنف كان يبحث عن مصلحة الشعب الجزائري ضمن فهمه لظروف تلك المرحلة.