هل تسير إسرائيل والولايات المتحدة على مسار تصادمي؟.. حمل الكاتب الأمريكي دانيال برومبرج، الزميل في "المركز العربي واشنطن دي سي"، والمستشار السابق في معهد السلام الأمريكي هذا السؤال، قائلا إن هناك احتمالات تتزايد بحدوث أزمة كبرى في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، بسبب تداعيات حرب غزة وملفات "اليوم التالي" لما بعد الحرب.

ومن المرجح أن يكون المسؤولون الأمريكيون قد خلصوا إلى أن إسرائيل غير قادرة على مواصلة حملتها في غزة دون قتل المزيد من المدنيين الفلسطينيين، أو أنها ليست مستعدة للقيام بذلك.

ومع تزايد خطر المرض والمجاعة مع فرار سكان غزة إلى الجنوب بحثاً يكاد يكون ميئوساً منه عن الأمان، تتزايد احتمالات حدوث تلك الأزمة بين بايدن ونتنياهو.

الأزمة الكبرى، بحسب الكاتب، هو أن إدارة بايدن تدعم نهجًا سياسيًا ودبلوماسيًا أوسع ترفضه حكومة إسرائيل الحالية - كما صرح نتنياهو – تمامًا، حيث يبدو الرئيس الأمريكي أكثر حرصا على مسألة التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينين نحو "حل الدولتين"، وإعادة السلطة الفلسطينية للإشراف على قطاع غزة، وهو ما يرفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي.

اقرأ أيضاً

نتنياهو: سنسيطر على غزة ولن نكرر خطأ أوسلو

إشارات متناقضة

ويقول الكاتب إن الفجوة  بين مواقف الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن أزمة غزة ترجع جزئياً إلى الإشارات المتناقضة التي أرسلها البيت الأبيض إلى تل أبيب في الأسابيع الأولى التي أعقبت هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وبالإضافة إلى "عناق بايدن" لنتنياهو - الزعيم الذي لا يحبه كثيراً - أشار المسؤولون الأمريكيون، بما في ذلك الرئيس، إلى نوع من التناقض المشوش عندما يتعلق الأمر بالضغط على إسرائيل للحد من ضراوة حملة القصف.

ما بعد الحرب

والأزمة الأكبر، كما يقول برومبرج، تتمثل في فشل البيت الأبيض حتى الآن في تأمين موافقة إسرائيلية على خطة ما بعد الحرب في غزة والتي تشمل السلطة الفلسطينية.

وبالنسبة لواشنطن، فإن تركيز نتنياهو المستمر والمستمر على التكتيكات العسكرية يمثل كابوسًا استراتيجيًا.

أيضا، فإن مسألة طرد سكان غزة لا تزال حاضرة في مخيلة القادة الإسرائيليين الذين يتطلعون إلى نكبة ثانية، رغم نفي نتنياهو الأمر، لكن شواهده على الأرض مقلقة.

اقرأ أيضاً

الجارديان: لهذه الأسباب.. على بايدن أن يجبر نتنياهو على التنحي

ويرى الكاتب أن  تحذير نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس من أن الولايات المتحدة لن تتسامح "تحت أي ظرف من الظروف" مع النقل القسري للفلسطينيين من غزة، يشير إلى أن إدارة بايدن تحمل قلقا من الأمر.

وعلى الرغم من هذه الرؤى المتضاربة، أو ربما بسببها، يبدو أن مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي قد خلص إلى أن الوقت قد حان للبدء في صياغة نوع ما من الإستراتيجية الدبلوماسية السياسية.

وتعليقًا على هذا الموضوع، أشار أحد المحللين الإسرائيليين إلى أنه في حين قام نتنياهو مؤخرًا بتشكيل لجنة لاتخاذ قرار بشأن استراتيجيات غزة ما بعد الحرب، فإن "وضع خطة عملية يمكن أن تحظى بالقبول في هذه الحكومة الحالية سيكون تحديًا كبيرًا".

 وبالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة والمنطقة، فإن "اليوم التالي" الآخر المهم قد يكون في الصباح التالي للانتخابات الجديدة والتشكيل اللاحق لحكومة إسرائيلية جديدة.

ولكن الهزات الأخيرة التي حدثت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول قد تؤدي إلى تشكيل حكومة يمينية متطرفة مثل الحكومة الحالية.

وبغض النظر عن موعد حدوث ذلك اليوم التالي، فمن الواضح أن الولايات المتحدة وإسرائيل على خلاف.

اقرأ أيضاً

تحليل: مماطلة نتنياهو مع الأمريكيين حول ما بعد حرب غزة سيضر بإسرائيل

تمرد "حماس"

ويقول الكاتب إنه حتى لو استطاع جيش الاحتلال الإسرائيلي تفكيك بنية "حماس" في غزة، يبقى هناك احتمال لبدء الحركة الفلسطينية تمردا واسعا قد يستمر لأشهر أو سنوات.

ويضيف: من الصعب، حينها، أن نتصور كيف يمكن التوفيق بين هذا التوقع وأي استراتيجية جادة لمعالجة المستقبل السياسي لغزة.

تطبيع السعودية كعلاج لإسرائيل

وبالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها العرب، فإن احتمال حدوث هذا السيناريو غير المبرر حقيقي بقدر ما هو غير مقبول.

ولتجنب ذلك، يقول الكاتب، إن إدارة بايدن قد تحاول صياغة إنجاز دبلوماسي، ربما من خلال التوسط في تحقيق انفراجة في العلاقات الإسرائيلية السعودية.

ويضيف: ربما يؤدي احتمال تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية إلى هز النظام السياسي الإسرائيلي المصاب بالصدمة بطرق تفتح الباب أمام هذا النوع من الحلول التي لا تلوح في الأفق حاليًا.

المصدر | دانيال برومبرج / المركز العربي واشنطن دي سي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العلاقات الأمريكية الإسرائيلية غزة حماس ما بعد الحرب حل الدولتين تطبيع السعودية ما بعد الحرب إلى أن

إقرأ أيضاً:

هكذا نجا السنوار من ملاحقة إسرائيل .. تعرف على النظام البدائي الذي هزم واشنطن وتل أبيب

 

نظام بدائي ومعقد في آن للاتصالات، كان بمثابة طوق النجاة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، في ظل محاولات إسرائيل الوصول إليه دون جدوى.

ذلك النظام الذي يعتمد على رسائل مكتوبة ورسل، مكن السنوار من مواجهة أخطر ملاحقة استخباراتية، مما ساعده في البقاء على قيد الحياة، طيلة الفترة الماضية.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، عن وسطاء عرب شاركوا في محادثات وقف إطلاق النار، قولهم إن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يستخدم نظاما بدائيا للرسائل المشفرة،

 

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإنه «لولا نظام الاتصالات منخفض القدرات التقنية الذي يحميه من تعقب الاستخبارات الإسرائيلية، لكان السنوار في عداد الموتى اليوم»، مشيرة إلى أنه يتحاشى إجراء المكالمات الهاتفية واستخدام الرسائل النصية وغيرها من الاتصالات الإلكترونية التي يمكن لإسرائيل تعقبها، والتي أدت إلى مقتل نشطاء آخرين.

وبدلا من ذلك، «يستخدم نظاما معقدا من الرسل والرموز والملاحظات المكتوبة بخط اليد التي تسمح له بتوجيه عمليات حماس، حتى أثناء الاختباء في الأنفاق»، تضيف الصحيفة الأمريكية.

 

ووفقا للتقرير، فإن السنوار يكتب الملاحظات بخط اليد ثم يتم تمريرها أولا إلى عنصر موثوق به في الحركة، لتتنقل الرسائل التي غالبا ما تكون مشفرة، بين «سلسلة من الرسل»، وهم عبارة عن أشخاص مختلفين في ظروف وأوقات مختلفة.

وقال الوسطاء إن الملاحظات قد تصل بعد ذلك إلى وسيط عربي دخل غزة أو عنصر آخر لحماس يستخدم هاتفا، أو طريقة أخرى لإرسالها إلى أعضاء الجماعة في الخارج.

 

ومع تمكن إسرائيل من قتل قياديين آخرين، باتت وسائل الاتصال التي يستخدمها السنوار «أكثر حذرا وتعقيدا»، بحسب الصحيفة الأمريكية، التي قالت إنه بعد مقتل القيادي البارز في حركة حماس، صالح العاروري، تحول السنوار بالكامل تقريبا إلى الملاحظات المكتوبة بخط اليد والاتصالات الشفوية، وفي بعض الأحيان كان ينقل التسجيلات الصوتية عبر دائرة صغيرة من المساعدين، وفقا للوسطاء العرب.

هل انعكست تلك الطريقة سلبا على المفاوضات؟

نهج السنوار الحذر أدى في بعض الأحيان إلى إبطاء المفاوضات لإنهاء الحرب، تقول وول ستريت جورنال.

 

وابتكر السنوار هذا النظام عام 1988، أثناء اعتقاله في السجون الإسرائيلية، ويقوم على نقل الرسائل عبر سلسلة من الرسل، بعضهم مدنيون، ويتم تشفير الرسائل برموز مختلفة.

هذه الطريقة الفعالة جعلت من الصعب على إسرائيل تحديد موقعه، رغم أنها تمتلك واحدة من أكثر شبكات الاستخبارات تطوراً في العالم.

 

وفي نظام الاتصال البدائي الذي اعتمده السنوار داخل السجون الإسرائيلية، كانت الرسائل تُخفى بطريقة ذكية ومبتكرة، فكان أعضاء حماس يصنعون كرات صغيرة من الخبز الأبيض، ويضعون بداخلها الرسائل المكتوبة بخط اليد، بعد ذلك تُجفف هذه الكرات لتصبح صلبة بما يكفي ليتم رميها عبر أقسام السجن

 

مقالات مشابهة

  • كاتب صحفي: نتنياهو ينقل العدوان على جنوب لبنان بعد فشله في غزة
  • الحوثيون: هجوم أمريكي بريطاني على محافظة الحديدة
  • فنزويلا.. توقيف أمريكي بتهمة التآمر ضد مادورو
  • أول تعليق أمريكي على تفجيرات البيجر.. واشنطن "غير ضالعة"
  • متى اتخذ نتنياهو قرار تفجير البيجر؟ تقريرٌ أمريكي يكشف!
  • «القاهرة الإخبارية»: نتنياهو وجالانت يجتمعان في مقر وزارة الأمن بتل أبيب
  • ما تفاصيل تصاعد التوتر بين واشنطن وتل أبيب؟
  • هكذا نجا السنوار من ملاحقة إسرائيل .. تعرف على النظام البدائي الذي هزم واشنطن وتل أبيب
  • أول تحرك عسكري أمريكي إسرائيلي مشترك ضد الحوثيين بعد الهجوم بالصاروخ الباليستي على تل أبيب
  • عاجل.. ترامب: بايدن ونائبته هاريس السبب في محاولة اغتيالي.. وإعلام أمريكي يكشف ما فعله المتهم داخل المحكمة