كشفت استطلاع جديد أجراه باحثون من جامعة هارفارد وشركة هاريس بول لاستطلاعات الرأي في الولايات المتحدة الأمريكية، أن 51% من الشباب الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً يعتقدون أن حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو نهاية دولة إسرائيل وتسليمها إلى حماس والفلسطينيين.

وفي استطلاع سابق أجري مباشرة بعد الهجوم 7 أكتوبر الذي نفذته حركة حماس، كان 26% فقط من الشباب يشغلون هذا الموقف، وفقا لما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت".

ووفقا للاستطلاع قال 32% من الشباب الذين شملهم الاستطلاع أنهم يؤمنون بحل الدولتين، و17% يعتقدون أنه ينبغي الطلب من الدول العربية استيعاب السكان الفلسطينيين. وهذا على النقيض من الفئات العمرية الأخرى التي شملها الاستطلاع، والتي فضلت بوضوح حل الدولتين.

ويعتقد 4% فقط من الأمريكيين الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر أنه يجب وضع حد لدولة إسرائيل.

وعندما سئلوا من تؤيدون في الصراع، أجاب نصف الشباب - لصالح حماس. وفي الفئات العمرية الأخرى هناك تأييد لإسرائيل، ومن بين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما فما فوق فإن 96% يؤيدون إسرائيل مقارنة بـ 4% لحماس.

الأغلبية المطلقة من الشباب في الولايات المتحدة (60%) تعتقد أن الهجوم الذي نفذته حماس كان عملا مبررا، نتج عن المحنة التي يعيشها الفلسطينيون وأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضدهم. بل إن نسبة أكبر (67%) من الشباب تعتقد أن اليهود ظالمون.

كما أن مستوى الأهمية التي يوليها الأمريكيون للصراع آخذ في التناقص، وفي الاستطلاع السابق، قال 12% من المشاركين أن هذه هي القضية الأكثر أهمية التي تواجه الولايات المتحدة اليوم، ولكن في الاستطلاع الحالي، ذكر 7% فقط ذلك.

وبحسب الصحيفة العبرية فأن المسألة بالنسبة لهم لا تقل أهمية عن السلامة المدرسية، وتشغلهم قليلاً أكثر من فيروس كورونا. وعلى رأس قائمة القضايا التي تشغل الرأي العام في الولايات المتحدة: التضخم وارتفاع الأسعار (33%)، والهجرة (28%)، والتوظيف (23%)، والجريمة والمخدرات (18%).

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: استطلاع جامعة هارفارد الولايات المتحدة الامريكية الشباب الأميركيين إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حماس الولایات المتحدة من الشباب

إقرأ أيضاً:

خطاب الرئيس في ذكرى الصمود

 

 

في سياق الصراع المستمر بين المركز الإمبريالي والأطراف الواقعة تحت سطوته، يبرز خطاب الرئيس مهدي المشاط، بوصفه تحدياً مباشراً للهيمنة الأمريكية في المنطقة. هذه المواجهة ليست مجرد ردّ فعل على قرارات سياسية ظرفية، بل هي انعكاس لبنية الصراع الطبقي على المستوى العالمي، حيث تمارس الإمبريالية آلياتها القمعية لفرض التبعية، بينما تتشكل حركات المقاومة كردّ موضوعي على هذا القمع.
لا يمكن النظر إلى قرارات الإدارة الأمريكية تجاه اليمن بمعزل عن موقع الولايات المتحدة كقوة إمبريالية تسعى إلى إعادة إنتاج سيطرتها على النظام العالمي. العقوبات التي تفرضها واشنطن ليست سوى أداة من أدوات الحرب الاقتصادية التي تهدف إلى عرقلة القوى التي تخرج عن نطاق سيطرتها. وكما هو الحال مع العقوبات المفروضة على كوبا، فنزويلا، وإيران، فإنّ الهدف النهائي هو تدمير أي نموذج مقاوم للهيمنة الأمريكية، سواء كان عسكرياً، اقتصادياً، أو حتى رمزياً.
الخطاب السياسي الصادر عن صنعاء يقرأ هذه الحقيقة بوضوح، إذ يربط بين العقوبات المفروضة عليها وبين محاولات واشنطن لحماية الكيان الصهيوني، باعتباره وكيلها الاستعماري في المنطقة.
العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة ليست فقط تحالفاً استراتيجياً، بل هي علاقة بين قوة إمبريالية عالمية وقاعدة متقدمة لها داخل الشرق الأوسط، تستمد شرعيتها من استمرار العدوان الاستيطاني على الأرض الفلسطينية ومنع أي تهديد محتمل لهذه الهيمنة.
إنّ خطاب المشاط لا يتحدث فقط عن العقوبات كإجراء قانوني، بل يفكك البنية الكاملة للمنظومة الإمبريالية، موضحاً كيف أنّ الولايات المتحدة لا تتوانى عن التضحية بمصالح الشعوب الأخرى خدمةً لمصالحها الإمبريالية. يشير المشاط إلى أن اليمن ينسق مع “جهات تعتمد على الصادرات الأمريكية” للتخفيف من آثار العقوبات، فهو بذلك يشير إلى محاولة استخدام الاقتصاد كأداة مقاومة، مما يعكس وعياً بأهمية فك الارتباط بالنظام الاقتصادي الرأسمالي المهيمن، أو على الأقل تقليل الاعتماد عليه.
وهذا يتماشى مع فكرة “التنمية المستقلة” التي نظّر لها اقتصاديون ماركسيون مثل سمير أمين، حيث لا يمكن لأي دولة أو حركة مقاومة أن تتحرر سياسياً دون أن تمتلك الحدّ الأدنى من الاستقلال الاقتصادي. السياسة الأمريكية تجاه صنعاء هي امتداد لنفس النموذج الذي طُبّق ضد التجارب الاشتراكية في القرن العشرين، حيث يتم تجويع الشعوب الثائرة، وفرض الحصار عليها، لخلق حالة من الانهيار الداخلي تدفعها إما إلى الخضوع، أو إلى مواجهة شاملة لا تستطيع الاستمرار فيها على المدى البعيد.
من أبرز النقاط في خطاب المشاط هو استدعاء التاريخ كمصدر للشرعية السياسية. إذ يذكّر واشنطن بأنّ اليمن “كان ميدان الركلات الأخيرة للإمبراطوريات المتجبرة”، وهو استدعاء يحمل بُعداً أيديولوجياً يعكس فهم الصراع كجزء من استمرارية تاريخية.
في الفكر الماركسي، لا يعتبر التاريخ مجرد سجلّ للأحداث، بل هو سجلّ لصراعات القوى الاجتماعية، وهو ما يبدو حاضراً في هذا الخطاب الذي يضع المواجهة مع الولايات المتحدة ضمن سياق تاريخي طويل من مقاومة اليمن للهيمنة الخارجية.
هذا الاستدعاء للتاريخ هو أيضاً محاولة لإنتاج وعي طبقي ووطني في آنٍ واحد، حيث يتم تقديم الصراع ليس فقط على أنّه صراع بين دولتين، بل بين مشروع تحرري ومشروع استعماري عالمي. وهذا يعكس وعياً بأهمية الأيديولوجيا في الحروب الحديثة، حيث لم يعد الصراع يقتصر على المواجهة العسكرية، بل يمتد إلى الفضاء الرمزي والثقافي، وهو ما يتجلى في محاولة واشنطن فرض روايتها على العالم عبر أدواتها الإعلامية.
لم يقتصر خطاب المشاط على مهاجمة الولايات المتحدة، بل تضمّن أيضاً تحذيراً لمن أسماهم “المبتلين بمرض المسارعة”، في إشارة إلى الأنظمة العربية التي تسير في رَكْب التطبيع والتبعية.
ويمكن فهم هذا التحذير كجزء من صراع الطبقات الحاكمة ضد القوى المناهضة لها، حيث تعتمد الأنظمة الرجعية على الولاء للإمبريالية للحفاظ على مصالحها، مما يجعل أي حركة مقاومة تهديداً مباشراً لها.
يقدّم خطاب صنعاء نموذجاً لخطاب مقاومة يتجاوز كونه مجرّد ردّ فعل سياسي، ليصبح بياناً أيديولوجياً في وجه الإمبريالية العالمية. هذا الخطاب يعكس وعياً بأنّ المواجهة ليست مجرد صراع سياسي بين طرفين، بل هي جزء من الصراع العالمي بين الهيمنة الرأسمالية والقوى التي تسعى إلى التحرر منها.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل ومعركة الوعي
  • خطاب الرئيس في ذكرى الصمود
  • معهد إيفو: ثقة الشركات الألمانية تحسنت في مارس
  • مفاوض روسي حول اجتماع الرياض مع الأمريكيين: لم نتوصل إلى حلول لكل شيء
  • كارني يذكّر الأمريكيين بموقف كندا في هجمات 11 سبتمبر فهل يفهم ترامب الرسالة؟
  • بالأسماء: أبرز قادة حماس الذين قتلتهم إسرائيل في تصعيد الحرب الأخير
  • مقترح جديد للهدنة بموافقة الولايات المتحدة وحماس
  • طرح 23 مشروعًا عبر منصة “استطلاع” لأخذ المرئيات بشأنها
  • خبير: إسرائيل تعتمد على تدوير الصراع لإبقاء المنطقة في حالة توتر
  • كيف حوّلت الحيوانات الصراع مع إسرائيل إلى حرب رمزية على السوشيال ميديا؟