بوليتيكو: إدانة ترامب لن ترفع حظوظ بايدن
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
إنها اللازمة التي يلجأ إليها الديموقراطيون وهم يشاهدون الرئيس جو بايدن يتخلف عن سلفه دونالد ترامب في استطلاعات الرأي: انتظِروا حتى تتم إدانة ترامب.
لا يمكن للديموقراطيين الاعتماد على تأرجح صغير
يعترف هؤلاء بأن شعبية بايدن منخفضة بشكل تاريخي وبأن وجهات النظر حول أدائه الوظيفي سلبية بشكل متزايد. لكن إذا أدانته هيئة محلفين في مانهاتن أو جنوب فلوريدا أو أتلانتا أو واشنطن قبل يوم الانتخابات، فإن ذلك سيكون له تأثير كبير على السباق الانتخابي، كما يقولون.تعليقاً على آمال الديموقراطيين، يرى ستيفن شيبارد في مجلة "بوليتيكو" أنهم مخطئون على الأرجح. تشير الأدلة حتى الآن إلى أن السباق قد يتغير قليلاً فقط، ببضع نقاط. قد يكون ذلك مهماً في انتخابات متقاربة أخرى، لكنه ليس ذلك النوع من الانهيار الترامبي الذي قد يأمله الديموقراطيون أو الذي قد يحتاج إليه بايدن إذا لم تتحسن أرقامه. حدس
إن المخاطر القانونية التي يواجهها ترامب غير مسبوقة والشعور بأن إدانة جنائية يمكن أن تكون جرحاً قاتلاً لترشيحه يحركه في الأغلب الحدس السياسي حالياً. لكن المزيد من البيانات حول كيفية تأثير الإدانة على فرص ترامب أصبح متاحاً، وذلك بفضل منظمي استطلاعات الرأي الذين سألوا الناخبين عما سيفعلونه إذا وجدت هيئة محلفين أن ترامب مذنب.
Why a Trump conviction might not save Biden’s reelection https://t.co/VGrC5qLlQ8
— POLITICO (@politico) December 16, 2023
صدرت على سبيل المثال نتيجة استطلاع رأي لوول ستريت جورنال الأسبوع الماضي. تقدم ترامب على بايدن بأربع نقاط مئوية في مواجهة مباشرة، 47 في المئة مقابل 43 في المئة. لم يتحول السباق إلا بشكل طفيف ليتقدم بايدن بفارق نقطة واحدة بين المشاركين الذين سُئلوا أيضاً عما سيفعلونه إذا أدين ترامب في أي من القضيتين الفيديراليتين، حيازة وثائق سرية بشكل غير قانوني أو التآمر لقلب نتائج انتخابات 2020.
وبما أن نحو نصف المشاركين فقط سُئلوا عن إدانة افتراضية لترامب، لا يمكن مقارنة النتيجتين بشكل مباشر وفق الكاتب. لكنهما تشيران إلى أن حدوث تحول كبير ضد ترامب أمر غير مرجح. والهوامش صغيرة: مع تقدمهم بنقطة واحدة فقط في سيناريو إدانة ترامب الافتراضي، لا يمكن للديموقراطيين الاعتماد على تأرجح صغير بعد الإدانة لقلب السباق.
The evidence so far suggests that a conviction might shift the race only by a few points
That could be important in another close election, but it’s not the kind of Trump collapse that Democrats hope for — or Biden may need if his numbers don’t improve https://t.co/lMjSVRE3WC
وهذا إذا تمت إدانته قبل الانتخابات. بالرغم من أن تقويم ترامب لسنة 2024 مليء بتواريخ المحاكمات المخطط لها في جميع أنحاء الساحل الشرقي، ليس هناك ما يضمن عدم تأجيل هذه القضايا إلى ما بعد يوم الانتخابات.
بطبيعة الحال، انخفضت أرقام ترامب في استطلاعات الرأي – بشكل موقت – في أعقاب تلك الأحداث. لكنه تعافى في الوقت المناسب ليهزم هيلاري كلينتون بعد أقل من شهر على نشر الشريط، وفي وقت سابق من هذه السنة، ليصبح المرشح الجمهوري الأوفر حظاً للترشيح. قد يكون للإدانة الجنائية تأثير مماثل. 5 نقاط أجرت صحيفة نيويورك تايمز بالتعاون مع كلية سيينا الشهر الماضي استطلاع رأي في ست ولايات متأرجحة كسبها بايدن. سأل الاستطلاع ناخبين محتملين قالوا إنهم لا يدعمونه، وهم مجموعة من ناخبي ترامب وآخرين قالوا إنهم مترددون، عما سيفعلونه إذا "أُدين ترامب وحكم عليه بالسجن لكنه ظل المرشح الجمهوري". سيصوت معظمهم لصالح ترامب، باستثناء 5 في المئة من الناخبين المحتملين في تلك الولايات المتأرجحة قالوا إنهم سيصوتون لصالح بايدن في ظل تلك الظروف. من المحتمل أن يكون هذا كافياً لترجيح كفة السباق لصالح المرشح الديموقراطي الحالي، لكنه غير مضمون، خصوصاً مع استمرار تراجع بايدن.
جاء معظم هذا التحول المكون من خمس نقاط من الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم أو فضلوا مرشحاً آخر في المنافسة بين بايدن وترامب. وتقترح الجداول المرجعية التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز وسيينا أيضاً أن الناخبين الشباب والمستقلين الذين لم ينتخبوا بايدن من قبل كانوا أكثر ميلاً بقليل للقول إنهم سيصوتون له إذا أدين ترامب. دفعة متواضعة بالمثل، تابع الكاتب، وجدت استطلاعات رأي أخرى أن الابتعاد عن ترامب في حالة إدانة جنائية يمكن أن يوفر دفعة يحتاجها بايدن بشدة – ولكن دفعة متواضعة فقط. طُلب من نصف المشاركين في استطلاع للرأي أجرته جامعة فاندربيلت في تينيسي هذا الشهر أن يدرسوا وجود منافسة مباشرة بين بايدن وترامب وروبرت إف كينيدي جونيور؛ تقدم ترامب بفارق 19 نقطة. لكن سُئل النصف الآخر لمن سيصوت إذا كان ترامب قد "أدين بجريمة واحدة أو أكثر من قبل هيئة محلفين". تقلص تقدم ترامب إلى 13 نقطة، بالرغم من أن معظم الانشقاقات ذهبت إلى كينيدي ومرشح "آخر" لم يذكر اسمه.
حتى استطلاعات الرأي التي أجرتها أحزاب ذات مصلحة ذاتية تظهر أن إدانة ترامب ليس لها سوى تأثير طفيف على الانتخابات. أصدرت دبليو بي أي إنتليجنس وهي شركة استطلاعات تعمل لمجموعة مؤيدة لحاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس نتيجة استطلاع في سبتمبر (أيلول) وجد أن بايدن يتقدم على ترامب بفارق ضئيل بلغ 2 في المئة. وكانت الشركة صارمة في تصوير ترامب على أنه نذير شؤم انتخابي على الحزب. لكن حتى استطلاعها لم يجد سوى تحول بسيط تجاه بايدن الذي انتقل من تقدمه بنقطتين إلى 6 نقاط في حالة إدانة ترامب. أخذوا الأمر بالحسبان ثمة عدد قليل من استطلاعات الرأي التي تشير إلى أن إدانة ترامب قد تكون أكثر أهمية، لكنها في الغالب تتجاهل الاستقطاب بين الناخبين. في استطلاع أجرته رويترز/إيبسوس هذا الشهر، قال 64 في المئة من الأمريكيين إنهم سيوافقون إلى حد ما على الأقل على العبارة القائلة إن ترامب "لا ينبغي أن يترشح للرئاسة" إذا أدين بارتكاب جريمة. لكن قول إنه لا ينبغي له الترشح هو أمر بعيد كل البعد عن قول إنهم لن يصوتوا له، مع وجود عدد محدود فقط من الخيارات في بطاقة الاقتراع وفق الكاتب.
وقام زملاء ستيبارت في مجلة بوليتيكو بإجراء استطلاع رأي خاص بهم مع شركة إيبسوس في أغسطس (آب) الماضي. قال ما يقرب من ثلث المشاركين، 32 في المئة، إن الإدانة ستجعلهم أقل ميلاً للتصويت لصالح ترامب وهذا بعيد عن الإجماع.
أشار الكاتب في الختام إلى أن معظم الأمريكيين لا يريدون أساساً أن يترشح ترامب أو بايدن، بالرغم من الاحتمال الساحق لأن يكونا المرشحين. إذا كانت انتخابات 2024 بمثابة إعادة لانتخابات 2020، فستكون منافسة بين مرشحين لا تريدهما البلاد على نحو خاص. ويبدو أن الناخبين سبق أن أخذوا في الحسبان المشاكل القانونية التي يواجهها ترامب.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة ترامب استطلاعات الرأی إدانة ترامب فی استطلاع فی المئة ترامب فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
«بوليتيكو» الأمريكية: سيناريوهات الحكم المحتملة بين بقاء حماس والعودة إلى السلطة الفلسطينية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
على مدار ١٦ شهرًا من الحرب الدامية فى قطاع غزة، لا تزال التساؤلات حول مستقبل الحكم فى القطاع بعد نهاية العمليات العسكرية تشغل بال السياسيين والمحللين، دون أن تتبلور حتى الآن رؤية واضحة تحسم مصير السلطة فى المنطقة.
كشفت صحيفة نيويورك تايمز فى خضم هذا الغموض أربعة سيناريوهات محتملة لإدارة غزة، تتراوح بين استمرار سيطرة حركة حماس، أو توسيع نطاق الاحتلال الإسرائيلي، أو إشراف أمنى دولي، أو عودة السلطة الفلسطينية، فيما تظل الموازين الإقليمية والدولية عاملًا حاسمًا فى تحديد أى منها سيسود.
السيناريو الأول.. استمرار حماس فى السلطة
رغم التحديات الكبرى قد تحتفظ حماس بزمام الأمور فى القطاع، لكن إعادة الإعمار ستواجه عقبات جسيمة بسبب رفض المانحين الدوليين تمويل مشاريع تحت حكم الحركة.
وقد تضطر حماس إلى التنازل عن إدارة القطاع لقيادة فلسطينية بديلة، ربما عبر لجنة تكنوقراط، مع الإبقاء على جناحها العسكري.
السيناريو الثانى.. توسيع نطاق الاحتلال الإسرائيلى
لا تستبعد بعض التكهنات احتفاظ الاحتلال الإسرائيلى بمنطقة عازلة داخل غزة، خاصة مع معارضة أطراف فى الائتلاف الحاكم لانسحاب كامل.
وقد يلجأ رئيس الوزراء لدولة الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إلى هذا الخيار لتجنب انهيار حكومته، لكنه سيحتاج إلى دعم واشنطن التى قد تُطالب بتمديد الهدنة لضمان إطلاق سراح المزيد من الرهائن.
السيناريو الثالث.. إشراف أمنى دولى
بدأت ملامح هذا النموذج تظهر عبر تواجد متعاقدين أمنيين أجانب بقيادة حراس مصريين عند نقاط تفتيش شمالى القطاع، بدعوة إسرائيلية لمراقبة دخول السيارات ومنع تهريب الأسلحة.
ويرى مسؤولون إسرائيليون أن هذا النموذج قد يتوسع بدعم مالى وعربي، لكن مشاركة دول عربية رسميًا قد تتطلب موافقة السلطة الفلسطينية.
السيناريو الرابع.. عودة السلطة الفلسطينية
تشير تحركات هادئة إلى بدء السلطة الفلسطينية فى إعداد نفسها لإدارة معبر رفح بالتعاون مع مسؤولين أوروبيين، فى خطوة قد تعكس قبولًا إسرائيليًا غير مُعلن، خاصة مع ضغوط محتملة من إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والدول الخليجية، وقد يرافق هذا السيناريو نشر قوات حفظ سلام أو متعاقدين أمنيين دوليين.
العوامل الحاسمة؟
لا يزال المشهد السياسى غارقًا فى التعقيد، حيث ترتهن النتيجة النهائية لتفاعل عدة أطراف؛ فموقف واشنطن التى تبحث القضية مع نتنياهو ودول مثل السعودية، التى قد تشترط موافقة على صفقة غزة مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، سيشكلان محوريًا خارطة الطريق.
من جهة أخرى؛ قد يجبر تصاعد الضغوط الدولية نتنياهو على قبول حلول كان يرفضها سابقًا، بينما تواجه حماس معضلة البقاء فى السلطة دون موارد لإعادة الإعمار.
وفى خلفية المشهد، تظل الإرادة الفلسطينية عاملا يحتّم على أى نموذج أن يراعى شرطًا أساسيًا: عدم تجاهل تطلعات السكان نحو حكم مستقل.
بين كل هذه المتغيرات، تبدو غزة عالقة فى انتظار قرارات مصيرية ستكتب خارج حدودها، فى عواصم إقليمية ودولية، حيث تُحدد الأجندات الخفية مصير مليونى فلسطيني.