من يقف وراء استهداف طائرة روسية في قاعدة تابعة لحفتر شرق ليبيا؟
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
أثارت الأنباء التي كشفتها الصحافة الإيطالية عن تدمير طائرة روسية بعد هبوطها في قاعدة جوية تابعة للواء الليبي، خليفة حفتر بعض الأسئلة والتكهنات عن دلالة الحادث ومن يقف وراءه وعلاقته بخطوة موسكو إنشاء قواعد عسكرية في شرق ليبيا.
ونقلت وكالة "نوفا" الإيطالية عمن أسمته مصدر ليبي مطلع أن "طائرة روسية عسكرية نوع "اليوشن" تحمل رقم "76" تدمرت بعد هبوطها في قاعدة الجفرة الجوية التي تسيطر عليها قوات حفتر في وسط البلاد، وأن الطائرة كانت قادمة من القاعدة الروسية في اللاذقية بسوريا.
وأوضح المصدر، الذي يبدو من معلوماته أنه عسكري في قوات حفتر أن "الطائرة العسكرية كانت تحمل أجهزة إلكترونية مصممة للتشويش على أجهزة الاستقبال وأنها كانت معدة لدعم خطوة إنشاء فيلق عسكري روسي جديد يتم تدريبه في أفريقيا، وأن الشحنة كانت متجهة جزئيا إلى ليبيا وجزئيا إلى السودان أيضا عبر قاعدة "أم الجرس" في تشاد"، وفق المصدر.
"يد أمريكية"
وتوقع المصدر الليبي أن "يكون تفجير الطائرة الروسية تم عبر خطة أميركية أو طائرة بدون طيار كون الحادث جاء بعد هجوم وغارة شنتها قوات "دولية" (دون ذكر جنسيتها) بالقرب من بلدة زلة، على بعد حوالي 200 كيلومتر شرق الجفرة، بالقرب من الهلال النفطي الذي يقع تحت سيطرة قوات الجنرال حفتر"، وفق الوكالة.
ولم يصدر أي تعليق من قبل قوات حفتر حول هذه المعلومات حتى الآن، لكن القوات التابعة لحفتر في منطقة سرت والجفرة قامت بتكثيف تمركزاتها وأجرت مناورة عسكرية حضرها قادة كبار في جيش حفتر على رأسهم نجله اللواء: صدام خليفة حفتر الذي يترأس العمليات في القوات البرية حاليا.
فمن يقف وراء استهداف الطائرات الروسية في شرق ليبيا؟ وهل بدأت "واشنطن" فعليا استهداف التواجد الروسي في ليبيا؟
"نقطة ارتكاز"
الضابط الليبي السابق وعضو المجلس الأعلى للدولة، إبراهيم صهد رأى من جانبه أنه "ليس ثمة ما يثبت أن حتى الآن استهداف وتدمير الطائرة الروسية في قاعدة الجفرة تم عبر عملية أميركية، لكن إذا كانت "واشنطن" قد قامت فعلا بتدمير هذه الطائرة فلابد من الاستغراب لعدم قيام روسيا بأية ردة فعل حتى الآن".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أنه "في جميع الأحوال قد تأخرت أميركا كثيرا بل تجاهلت لوقت طويل تأثيرات وجود مرتزقة "فاغنر" الروس سواء على المشهد الليبي أو بحقيقة ما مثله هذا الوجود كنقطة ارتكاز لتوسيع رقعة الوجود العسكري الروسي إلى بلدان الساحل وإلى ما وراءها"، وفق قوله.
"فرض سيطرة وإعادة تموضع"
في حين أكد الباحث التونسي في العلاقات الدولية، بشير الجويني أن "التنافس الروسي الأميركي الآن على أشده وزادته الحرب في أوكرانيا والتطورات في الشرق الأوسط، لكن يبقى السؤال إلى أية درجة ستكون المرحلة المقبلة محددة في استراتيجيات كل منهما".
وأشار في تصريحه لـ"عربي21" إلى أنه "مع اختلاف الرؤى حول المرحلة المقبلة بين البلدين إلا أن هناك 3 مرتكزات يجب وضعها في الاعتبار:الأولى أن وجود روسيا على سواحل جنوب المتوسط أمر مرفوض وهو بمثابة العرف المستقر حتى الآن، ثانيا: تدفع أميركا ثم تقهقر وجودها في إفريقيا ككل وشمالها على وجه الخصوص وهي تعمل على تدارك الأمر بحضورها المباشر وبالعمل مع وكلاء من المنطقة والإقليم"، حسب رأيه.
وتابع: "القاعدة الثالثة: تنبؤ التطورات الأخيرة أن أميركا تحاول إيصال رسائل مباشرة للحلفاء أنها قادرة على إدارة ما سيقدم وللخصوم أن وقت الهدوء قد ولى، فهل سيكون ذلك عمليا مرحلة نزاع ميداني مسلح أم أن توازن الرعب هو الذي سيطبع المرحلة؟"، كما تساءل.
"تغذية الصراع الأفريقي"
وقال الباحث السوداني المتخصص في الملف الليبي، عباس محمد صالح أن "قاعدتا الجفرة الليبية وأم جرس التشادية أصبحتا مؤخرا مصدر قلق حقيقي بشأن احتمالات تغذية الصراعات في المنطقة وزعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي أيضا".
وبخصوص الطائرة الروسية وتدميرها في قاعدة الجفرة، توقع أن "تكون الدول الكبرى هي التي تقف وراء هذه العملية رغم أن دول المنطقة، رغم افتقارها للقدرات العسكرية للقيام بمثل هذه العملية المتطورة، هي صاحبة المصلحة في تعطيل هذه القواعد العسكرية التي تهدد أمنها"، وفق تقديره.
وأضاف لـ"عربي21": "لكن واشنطن على وجه التحديد هي المعنية باحتواء النفوذ الروسي في القارة الأفريقية وتحديدا أنشطة مجموعة "فاغنر"، فهي تسعى لاحتواء المخاطر جراء عمليات نقل الأسلحة إلى مجموعات محلية وتهديد الأوضاع الهشة في بلدان المنطقة التي تعاني من عدم الاستقرار والاضطرابات".
"استغلال أحداث غزة"
ورأى المحلل السياسي الليبي وخبير استراتيجيات دولية، أسامة كعبار أن "روسيا تحاول استغلال الانشغال الأميركي بالحرب الدائرة في غزة، وأن تنفذ مشروعاتها التوسعية في القارة الإفريقية من خلال البوابة الليبية، فأصبحت ليبيا اليوم رقعة شطرنج يحاول عدة لاعبين اتخاذ تموضعات جيواستراتيجية من خلالها".
وأشار إلى أن "روسيا حققت اختراقات كبيرة في القارة الإفريقية وتحديدا منطقة الساحل والصحراء من خلال البوابة الليبية على حساب فرنسا، وفشلت فرنسا في قراءة التعاون بين روسيا وحليفها حفتر، كما تتموضع تركيا بشكل ذكي بين الفرقاء الآخرين".
واستدرك قائلا: "لربما غضت أمريكا الطرف عن روسيا من خلال تهديدها مصالح فرنسا ووجودها في منطقة حزام ليبيا الجنوبي، لكن أي تموضعات جديدة لروسيا ستكون تهديد مباشر للمصالح الأميركية ولن تسمح واشنطن بحدوث ذلك"، حسب تصريحه لـ"عربي21".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية طائرة روسية حفتر ليبيا ليبيا حفتر طائرة روسية الفاغنر يد امريكية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی قاعدة حتى الآن
إقرأ أيضاً:
فيديو.. رعب على متن طائرة بسبب مطبات جوية عنيفة
أظهر مقطع فيديو مرعب لحظة تعرض طائرة ركاب لاضطرابات جوية شديدة، مما أدى إلى اصطدام بعض الركاب بسقف الطائرة، وذلك على متن رحلة متجهة إلى ميامي، اضطرت بعد ذلك إلى العودة أدراجها إلى أوروبا.
وكانت رحلة الخطوط الجوية الإسكندنافية القادمة من ستوكهولم، والتي كان من المفترض أن تستغرق أكثر من 9 ساعات، قد وصلت تقريبًا إلى وجهتها عندما اضطرت إلى الدوران والعودة بالكامل، بعد الموقف المثير للقلق يوم الخميس، وفق "ديلي ميل".وبعد تجربة الاضطرابات فوق غرينلاند، عادت الطائرة المكتظة إلى قاعدة في كوبنهاغن للخضوع للفحوصات، بسبب المخاوف حول مشكلات فنية.
ونشر أحد الركاب على متن الرحلة، الذي كان مسافرًا مع زوجته، لقطات تظهر ركابًا يصرخون بينما كانت الطائرة تهتز بسبب الاضطرابات الجوية، وكتب: "اعتقدت أننا سنموت"، وتظهر قدم امرأة في الهواء، بينما كان الناس يهتزون حول مقصورة الطائرة بسبب الاضطرابات الشديدة.
ويُرى الركاب وهم يمسكون بظهور المقاعد، بينما كانت الطائرة تهتز بعنف وسط صراخ عال.
وأقلعت رحلة الخطوط الجوية الإسكندنافية من ستوكهولم في الساعة 12.55 ظهرًا، وكان من المقرر أن تهبط في ميامي في الساعة 5.45 مساءً بالتوقيت المحلي، لكنها قررت العودة إلى أوروبا، عندما وصلت إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
ووفقًا للخطوط الجوية الإسكندنافية، كان على متن الطائرة 254 راكبًا وطفل واحد، وقال أحد الركاب الذين كانوا على متن الطائرة إنهم شهدوا إصابة شخص واحد على الأقل، لكن متحدثًا باسم شركة الطيران قال إنه لم يتم الإبلاغ عن إصابات خطيرة، وأشاروا إلى أن الطائرة اضطرت إلى العودة، لأنها لم تكن تحتوي على المعدات المطلوبة في ميامي لإجراء الفحوصات.
ووفقًا لشركة الطيران، تم تقديم غرف فندقية للركاب، ومن ثم نقلهم إلى ميامي يوم الجمعة.