إسرائيل تتراجع عن توقعها بنهاية قريبة لحماس
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
أثار الإلحاح الإسرائيلي على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بشأن الحاجة إلى مزيد من الوقت لهزيمة حركة حماس، تساؤلات عن مستوى الضرر الذي لحق بالحركة المتشددة، وما إذا كانت الأخيرة قد أدخلت تغييرات على تكتيكاتها في القتال ضد الجيش الإسرائيلي.
من الخطأ اعتبار حماس كقوة تقليدية سيكون انهيارها مؤكداً ونهائياً
وكتب مراسل صحيفة "غارديان" البريطانية في القدس بيتر بيومونت، أنه في غضون أسبوع قتل فيه تسعة جنود إسرائيليين وعدد آخر من الضباط في كمين معقد واحد في حي الشجاعية بمدينة غزة، بدأ محللون ومعلقون في طرح تساؤلات حيال تقويمات سابقة عن القدرات القتالية لحماس.
وبينما بثت وسائل إعلام إسرائيلية الكثير من الصور لمقاتلين من حماس وهم يستسلمون، وأعلنت القوات الإسرائيلية أنها قتلت بضعة آلاف من مقاتلي الحركة، فإن التصريحات العلنية لبعض الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة باتت أكثر حذراً.
ويعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، واحداً من بين الذين لمحوا إلى الصعوبات في تدمير حماس، في تعليقات أبلغها إلى مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان.
وقال إن "حماس منظمة إرهابية بنت نفسها على مدى عقد من أجل قتال إسرائيل، وقد شيدت بنى تحتية تحت الأرض وفوق الأرض وليس من السهل تدميرها...سأطلب فترة من الوقت-ستمتد لبضعة أشهر، لكننا سنربح وسندمرهم". أشهر إضافية
وتردد صدى تعليقات غالانت في تصريح لمدير الاستخبارات الإسرائيلية آهارون هاليفا قال فيه، إنه يعتقد بأن الحرب ضد حماس ستستغرق أشهراً إضافية.
وأقر غالانت بأن تدمير حماس كان أكثر صعوبة، على رغم أن الإيجازات الصحافية للجيش الإسرائيلي تتحدث عن تقدم الهجوم على الأقل في شمال القطاع، وسيطرة كاملة على مناطق بما فيها جباليا والشجاعية منذ أسبوع.
Israel tempers claims of imminent Hamas defeat as both sides seem set on long war https://t.co/IFxB9wUVyO
— The Guardian (@guardian) December 16, 2023
وبخلاف ذلك، يبدو أن حماس لا تزال منخرطة في قتال قريب وكمائن، بما فيها ذلك الذي نصبته في الشجاعية الأسبوع الماضي، وتنجح في اطلاق صواريخ يومياً.
وبينما تقول إسرائيل إنها قتلت ما يصل إلى 6 آلاف مقاتل من حماس من أصل ما بين 20 ألفاً و30 ألفاً، فإن المقياس الأكثر فائدة، قد يكون الفعالية القتالية لوحدات فردية من حماس تعمل في مناطق جغرافية من غزة وهي على اتصال بالقيادة المركزية للحركة.
واستناداً إلى مسح أجري منذ أسبوع بواسطة معهد دراسات الحرب الأمريكي، وشمل 19 كتيبة لحماس من الشمال ومدينة غزة والوسط على أساس معلومات معلنة، فإن سبعاً من هذه الكتائب قد "تضررت"، بينما أشار إلى أن ست كتائب أخرى موجودة في الجنوب، ولم يشملها المسح، فهي تتعرض لضغط قوي.
وحذر التقرير، مع ذلك، من أنه بينما كانت حماس قد أعدت نفسها في بداية الحرب وفق ما بدا على نطاق واسع، بأنه طريقة عسكرية تقليدية، "فإن الهيكل الفعلي لكتائب عز الدين القسام ربما تغير في الوقت الذي تقدمت فيه القوات الإسرائيلية برياً من أجل تدمير وحدات حماس أو جعلها غير صالحة للقتال".
Because Hamas appears unlike a conventional army that will collapse if the command structure is destroyed, the question again arises about Israel's aim in continuing to fight and whether it justifies the ongoing enormous loss of Palestinian civilian lives. https://t.co/txJ41QuRw5
— Kenneth Roth (@KenRoth) December 16, 2023
ولفت مايكل ميلشتاين من مركز موشى دايان في جامعة تل أبيب، الذي درس ظاهرة حركات المقاومة في الشرق الأوسط، بما فيها الفلسطينية منها، إلى أنه كان من الخطأ اعتبار حماس كقوة تقليدية سيكون انهيارها مؤكداً ونهائياً. وقال إن "القتال شديد. وحتى في مناطق مثل بيت لاهيا لا تزال هناك جيوب تقاتل، لا أعتقد إننا سنصل إلى مرحلة ينتفي فيها الإرهاب أو السلاح نهائياً في غزة". وأضاف: "منذ شهر ونحن نتحدث عن وصول حماس إلى نقطة الانكسار التي يبدأ فيها الانهيار الفعلي. إن هذا مصطلح مفيد عندما تكون في مواجهة جيوش تقليدية، ويمكنك أن تجد مثل هذه النقطة، لكن في ما يتعلق بحماس، فإنها ليست حتى جيشاً صافياً من العصابات...يمكن تسميتها بكيان مرن يمزج مزايا الحزب الحاكم ومنظمة سرية وجمعية خيرية، إنها ليست من النوع الذي في حال قُتل القائد الأعلى، فإن بقية الهيكل سيتقوض...وعوض ذلك، هي منظمة إيديولوجية حيث سيقاتل الكثيرون فيها حتى النهاية. وأعتقد حتى لو قتلت إسرائيل (زعيم حماس في غزة يحيي) السنوار-وهذا ما أتمناه- سيبقى آخرون ليخلفوه. إنه أمر في الخصائص الوراثية لحماس".
وبدا أن استطلاعاً للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية هذا الأسبوع، قد عزز مثل هذه الاعتقادات التي تحيط بإيديولوجيا حماس، بعدما وجد أن 44 في المئة من المستطلعين في الضفة الغربية يدعمون الحركة، صعوداً من 12 في المئة في استطلاع أجري في سبتمبر (أيلول). وفي غزة تمتعت الحركة بتأييد 42 في المئة من في مقابل 38 في المئة قبل ثلاثة أشهر.
ومن غير المعروف حتى الآن، حجم الأنفاق الذي دمر. وقال ميلشتيان إن "من الواضح أن استخبارات الجيش الإسرائيلي ليست متفاجئة بوجود الأنفاق...وكانت تعرف أنها مشروع واسع جداً، لكنها لا تزال أوسع من المتخيل. وهذا يعني أن الجيش الإسرائيلي سيكون في حاجة إلى سيطرة فعلية على ما فوق الأرض إذا ما كان سيتوجه ضد من هم تحتها".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل فی المئة
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: الكر والفر سمة حرب إسرائيل الدموية بشمال غزة
في تبريرها لقصف الأحياء السكنية والمستشفيات والمدارس التي تحولت إلى ملاجئ، ادعت إسرائيل أن مقاتلين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كانوا يختبئون هناك بين المدنيين.
ووصفت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير من القدس المحتلة أن تلك كانت واحدة من أكثر اللحظات دموية في الحرب التي تدور رحاها في القطاع الفلسطيني المحاصر.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل فرنسا ضعيفة أمام إسرائيل؟ ميديا بارت: باريس تدين لكن لا تعاقبlist 2 of 2من أين أتت عبارة "كل الطرق تؤدي إلى روما"؟end of listوأشارت إلى أنه بعد مرور عام من اندلاع الحرب على قطاع غزة، فإن المشاهد نفسها تتكرر مرة أخرى، حيث بات شمال غزة بؤرة الهجمات الفتاكة المتجددة على مدى أكثر من شهر، التي شنها الجيش الإسرائيلي.
"شعب يُباد"وفي محاولة لاجتثاث ما يسميه جيش الاحتلال "عودة" حركة حماس إلى الواجهة، دأب جنوده ودباباته وطائراته المسيرة المسلحة على قصف المنطقة بشكل يومي، مما أدى إلى تشريد الآلاف وقتل أكثر من 2000، وفق إحصائيات الأمم المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن طبيب محلي وبعض الأهالي قولهم إن هناك الكثير من الجثث ملقاة في الشوارع، وقد بدأت الكلاب الضالة تنهشها.
وقال إسلام أحمد (34 عاما)، وهو صحفي مستقل من شمال غزة شارك في دفن جيرانه في مقبرة جماعية، "إذا كان أن أوجز الحياة خلال الأسابيع الأربعة الماضية في عبارة، فهي أن هناك شعبا يُباد".
وحسب نيويورك تايمز، فإن عودة القتال إلى أقصى شمال قطاع غزة يكشف أن النهج الذي تتبعه إسرائيل أشبه ما يكون بدوامة دموية، حيث يطارد الجيش الإسرائيلي مقاتلي حماس بلا طائل، وغالبا ما يقع المدنيون في مرمى النيران.
ونسبت الصحيفة إلى اثنين من مسؤولي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قولهما إن عمليات الجيش هناك تشبه "قص العشب"، مستخدميْن عبارة ظل يرددها مسؤولون إسرائيليون منذ سنوات، من بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
عودة متجددةوزعم المسؤولان أنه "كلما أطلت خلايا حماس من جديد، تعود القوات الإسرائيلية لقطعها".
وترى الصحيفة أن هذا النوع من القتال "الدوري المتكرر" يعكس إستراتيجية إسرائيل "الغامضة" في حرب دخلت الآن شهرها الــ14، ومع ذلك لم تُظهر أي علامة على التراجع.
وأوردت المرات التي غادرت فيها القوات الإسرائيلية المنطقة بعد دكها العام الماضي، ووفقا لمسؤول أمني إسرائيلي كبير -لم تذكر الصحيفة اسمه- فإن الهدف هذه المرة هو عزل مقاتلي حماس في شمال غزة عن رفاقهم في مدينة غزة.
ووصفت نيويورك تايمز الوضع على الأرض بأنه أسوأ مما كان عليه قبل عام طبقا لبعض المقاييس، مضيفة أن البنية التحتية تتداعى، والمساعدات الإنسانية مقيدة بشدة، وقد غادر العديد من عمال الطوارئ ومجموعات الإغاثة المنطقة.
وعرضت الصحيفة الأميركية أدلة على تدهور الأوضاع في شمال غزة، وأفادت بأن الدفاع المدني الفلسطيني، وهو جهاز الطوارئ التابع لحكومة حماس، أفاد بأنه أوقف رسميا عمليات الإنقاذ في المنطقة الشهر الماضي بسبب الأخطار المحدقة.
ومن جانبه، كشف الهلال الأحمر الفلسطيني -وهو إحدى منظمات الإغاثة القليلة التي لا تزال تعمل هناك- أنه لا توجد سيارات إسعاف يمكنها الوصول إلى المناطق الأكثر تضررا في شمال غزة.
مآسٍ إنسانيةوتأكيدا على ذلك، صرح حسام الشريف، 46 عاما، وهو أب لأربعة أطفال في جباليا، للصحيفة أن عمليات الإنقاذ والطوارئ كانت متاحة في بداية الحصار الأخير، "أما الآن، فإن المصابين بجروح طفيفة ينزفون حتى الموت".
كما أن المستشفيات، هي الأخرى، تشهد ترديا في أوضاعها إذ لم تستطع علاج العديد من المرضى حتى ماتوا.
وفي 30 أكتوبر/تشرين الأول، أصدر الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في جباليا، نداء عاجلا، قال فيه إن المستشفى يفتقر إلى الجراحين في ظل اكتظاظه بالعديد من الضحايا الذين يحتاجون إلى جراحة.
وأفاد بأن المستشفى تعرض للقصف 3 مرات على مدار الأيام الخمسة التي تلت إصداره النداء العاجل.
وطبقا للأمم المتحدة، لم يبقَ في شمال غزة سوى 95 ألف شخص، أي خُمس عدد سكانه قبل الحرب.