فر الآلاف من مدينة ود مدني السودان عاصمة ولاية الجزيرة، ثاني أكبر مدن السودان، هربًا من القتال، حيث كانت المنطقة بمثابة ملجئا للفارين من الصراع الدائر في الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل الماضي.

ما أهمية مدينة ود مدني السودان؟

ووصل القتال إلى مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، موطن أكبر مشروع زراعي في إفريقيا، في وسط السودان يوم الجمعة الماضي، وشوهد الناس في الحافلات، بينما كان البعض يسير باتجاه الجنوب.

وهناك أنباء عن نهب وإتلاف البنوك والأسواق الرئيسية في مدينة ود مدني السودان من قبل مجموعات مسلحة ومواطنين. وارتفعت أسعار المواصلات مع ارتفاع أسعار الوقود.

وقال محمد بابكر، وهو طبيب في مدني، إن الناس يختبئون داخل منازلهم بسبب القتال العنيف في الشوارع.

وأضاف: «لقد هرب الكثير من الناس ونحن الذين بقينا محاصرون داخل منازلنا».

منظمات الإغاثة في مدينة ود مدني السودان

وترددت أنباء عن قصف مدفعي ثقيل وطائرات مقاتلة فوق مدينة ود مدني السودان، حيث أغلق الجيش جسرا يربط بين مدينتي الحصاحيصا ورفاع شمال مدني.

وأوقفت العديد من منظمات الإغاثة عملها في مدينة مدني، التي أصبحت مركزا للعمل الإنساني بعد اندلاع الحرب في الخرطوم، في أعقاب التطورات الأخيرة.

وقال ويليام كارتر، المدير القطري للمجلس النرويجي للاجئين: «لقد أوقفنا عملنا مؤقتاً في ود مدني السودان أثناء اندلاع الصراع هناك، وسوف نستأنفه في أقرب وقت ممكن».

وأضاف "إن أعداد النازحين وصلت بالفعل إلى الآلاف، ومن المرجح أن تتزايد مع استمرار القتال. لقد أرسلنا فرق الاستجابة للطوارئ إلى المناطق التي يفر إليها الناس، مثل ولايتي سنار والقضارف".

القتال في ود مدني السودان

واستؤنفت الاشتباكات بين الطرفين المتحاربين في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وهي آخر مدينة لا تزال تحت سيطرة الجيش.

وقال أحد سكان الفاشر لصحيفة الجارديان إنهم لم يشهدوا مثل هذا العنف منذ بداية الحرب في أبريل. وأضافوا أن "معظم القتال دار بالقرب من معسكرات النازحين في أبوجا ونيفشا بالمدفعية الثقيلة، وهو الأعنف".

تحذيرات الأمم المتحدة

وفي بيان أصدرته اليوم الأحد، حثت وزارة الخارجية الأمريكية قوات الدعم السريع على وقف تقدمها فورا في ولاية الجزيرة وسط البلاد، وعدم مهاجمة ود مدني. وقالت إن تقدم الدعم السريع في ود مدني يهدد بتعطيل جهود توصيل المساعدات الإنسانية، لأن المدينة ملاذ آمن للمدنيين النازحين ومركز مهم لجهود الإغاثة.

كما حذرت من أن "استمرار تقدم الدعم السريع يهدد بوقوع خسائر كبيرة بين المدنيين"، مشيرة إلى أن هذا تسبب بالفعل في نزوح أعداد كبيرة من المدنيين من ولاية الجزيرة "ليس لديهم مكان آخر ليذهبوا إليه إضافة إلى إغلاق أسواق في ود مدني التي يعتمد كثيرون عليها".

إلى ذلك، دعت الجيش إلى تجنب الاشتباك مع قوات الدعم في الولاية حتى لا تتعرض حياة المدنيين للخطر.

وقالت الوزارة إن تجدد القتال في بعض المناطق بالسودان يقوض الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الصراع عن طريق التفاوض.

اقرأ أيضاًواشنطن ترحب بنتائج القمة الاستثنائية لـ«إيجاد» نحو إنهاء الصراع في السودان

بلينكن والسوداني يبحثان سبل التعاون لتحديد خطوات وضع الأساس لسلام عادل في غزة

لإنهاء الأزمة السودانية.. البرهان وجبيهو يتفقان على قمة لرؤساء الإيجاد في جيبوتي

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: السودان السودان اليوم السودان عاجل السودان الآن السودان مباشر أحداث السودان مدينة ود مدني السودان ود مدني السودان ود مدني مدینة ود مدنی السودان ولایة الجزیرة الدعم السریع فی ود مدنی فی مدینة

إقرأ أيضاً:

ولاية سنار.. معركة حاسمة في حرب السودان

بورتسودان- الشرق

قبل أن تُحكم قوات الدعم السريع سيطرتها على بقية أجزاء ولاية سنار، أعلن حاكم إقليم النيل الأزرق أحمد العمدة، المجاور للولاية حظر التجوال في الإقليم لمدة 12 ساعة يومياً، في خطوة تشير إلى أن سيطرة "الدعم السريع" على الولاية تدق ناقوس الخطر لولايات الجنوب الشرقي، ووسط السودان، وتهدد بفصلهم جميعاً عن شرق البلاد.

وأعلنت قوات الدعم السريع، سيطرتها على مدينة سنجة (عاصمة ولاية سنار ومركزها الإداري والعسكري)، حيث تضم المدينة أهم المؤسسات الأمنية، والتنفيذية والتي تبدأ بمكاتب والي الولاية، إضافة إلى رئاسة الشرطة، والمخابرات العامة.

وجاءت سنجة ضمن وضع عسكري تدحرج سريعاً نحو المواجهة البرية ما بين قوات الجيش السوداني، و"الدعم السريع"، عقب إعلان الأخير سيطرته على منطقة جبل موية الاستراتيجية، والتي تلتقي عندها شبكة الطرق الرئيسية التابعة لولايات سنار، والجزيرة، والنيل الأبيض.

10 أشهر من المحاولات
وتقدمت قوات من الدعم السريع نحو ولاية سنار في محاولة استمرت لأكثر من 10 أشهر، حاولت خلالها التوغل في سنار عقب سيطرتها على ولاية الجزيرة.

وأدت المحاولة إلى السيطرة على منطقة جبل موية، الشيء الذي أغرى "الدعم السريع" في التقدم نحو سنار المدينة، والتفكير في السيطرة على بقية أجزاء الولاية المهمة.

وتكتسب ولاية سنار أهمية جغرافية حيث تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من السودان، وتجاور ولايات القضارف، والجزيرة، والنيل الأبيض، ومدخلاً لولاية النيل الأزرق، وتعد ولاية مفتاحية ونقطة وصل بين وسط السودان وشرقه، إذ أن موقعها يشكل بوابة رئيسية لشرق السودان والسيطرة عليها تعني الكثير.

منطقة حاكمة
الخبير العسكري فتح الرحمن محي الدين، أوضح في حديثه لـ"الشرق"، أن ولاية سنار تكمن أهميتها في أنها ولاية حدودية مع بلدان مثل إثيوبيا، وجنوب السودان، ومن يسيطر عليها يستطيع أن يفتح خطوط إمداد لقواته، مبيناً أن سيطرة "الدعم السريع" على كامل الولاية يمثل تحولاً كبيراً.

وقال محي الدين إن "القوات التي دخلت مدينة سنجة لم تكن كافية لاحتلال مدينة، إنما تريد نشر الهلع لدى المواطنين إلى جانب زيادة أعداد النازحين"، مبيناً أن هذه الأمر "يخدم أجندة إعلان المجاعة في السودان، ما يسمح بالتدخل الدولي".

فيما يرى الخبير العسكري عمر أرباب في حديثه لـ"الشرق"، أن "الدعم السريع" يعتمد في استراتيجيته على عزل القوات ومحاصرتها ومهاجمتها على شكل موجات، وهو مايحدث دائماً، ويسعى إلى محاولة السيطرة على المناطق الحاكمة، ما يجعل إمكانية هجومه على عدد من المناطق ممكناً.

وبسيطرة "الدعم السريع" على منطقة" جبل موية"، جعل إمكانية الهجوم على "سنجة، سنار، ربك، كوستي" ممكناً، كما تساهم السيطرة على مدينة سنجة في الهجوم على ولاية القضارف، والنيل الأزرق، والنيل الأبيض، وهي واحدة من تكتيكات "الدعم السريع" في استراتيجية عزل القوات عن بعضها البعض، إذ أصبحت قوات "سنار" محاصرة بعد أن كانت في وضعية الهجوم.

وأشار أرباب إلى أن هذا التكتيك يعجز الجيش عن مقاومته حتى الآن، إلّا من خلال الضربات الجوية، والتي لا تحقق القدر الكافي من تحييد قوات الدعم السريع أو القضاء عليها.

مفتاح دخول
فيما اعتبر عضو المكتب الاستشاري لقوات الدعم السريع أيوب نهار في تصريحات لـ"الشرق"، أن "سيطرة الدعم السريع على مدينة سنجة تُعد مفتاح دخول لولاية النيل الأزرق"، مبيناً أن هذه الخطوة "أربكت حسابات الجيش الذي يريد الهجوم على قواتنا في جبل موية".

وقال نهار إن "السيطرة على ولاية سنار تعد تمهيداً لما بعدها، فهي تربط ولايات النيل الأبيض والنيل الأزرق وسنار نفسها بشرق السودان، عقب سيطرة الدعم السريع على طريق ( بورتسودان- ود مدني )، إذ أصبح هذا الطريق هو الوحيد الذي يربط الوسط بشرقه".

وأوضح أن "السيطرة على سنار ستؤثر بصورة مباشرة على منطقة سيطرة الجيش في ولاية الجزيرة (المناقل) والنيل الأزرق والنيل الأبيض، وسيكون التأثير غير المباشر بقطع الطريق الرابط بين غرب السودان بوسطه"، مضيفاً: "سيطرتنا على ولاية سنار ستغيّر كثيراً من موازين القوى لصالحنا، ما يسهل سيطرتنا على ولايتي النيل الأبيض والأزرق".

وعن احتمالية أن تُضعف هذه الخطوة من تركيز "الدعم السريع" وتشتته بين أكثر من موقع، قال نهار: "لن تشتتنا أبداً، لأن قوات الدعم تسيطر على نحو 70% من أجزاء السودان"، حسب زعمه.

وأضاف: "على الرغم من محاولة جرّنا إلى حرب استنزاف في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، وإدخالنا في حرب مجتمعية، لكن ذلك لم يؤثر علينا".

وتابع نهار: "نسيطر على كل مواقعنا والحدود مع ليبيا وتشاد ونحاصر الفاشر، وأي حديث عن أن خطوتنا في السيطرة على ولايات السودان سيضعفنا خاطئ".

مضاعفة أعداد النازحين
ويشير مراقبون إلى ضرورة أن يسعى الجيش لاستعادة مواقعه في ولاية سنار، والتي تعني استمرار خطوط الإمداد من شرق السودان إلى وسطه وغربه كذلك، كما أن فقدانها يعني فقدان وسط السودان، وخنق شرقه والتضييق عليه، وتحوّل كامل الشرق إلى وضعية الدفاع في ظل تمدد "الدعم السريع".

وقبل أن يصل موسم الخريف الى ذروته، تصبح السيطرة على الولايات الحاكمة أمراً مهما لكلا الطرفين، وذلك لوعورة الطرق البرية وانقطاعها بسبب الأمطار ما يجعل استخدام طريق "الأسفلت" في التنقل بين شرق السودان ووسطه أمراً حتمياً.

وتهجير سكان ولاية سنار يعني مضاعفة أعداد النازحين والفارين من الحرب ما يعجل بالكارثة الإنسانية.  

مقالات مشابهة

  • ولاية سنار.. معركة حاسمة في حرب السودان
  • حرب السودان.. تدمير جسر الحلفايا الرابط بين بحري وأم درمان
  • «الدعم السريع» تهاجم قرية «بجيجة» بالحصاحيصا
  • ما حقيقة زيارة قائد الجيش السوداني لجبهات القتال في ولاية سنار؟
  • الجيش السوداني يعلن القتال في سنجة وسط البلاد وسط موجة نزوح
  • الجيش السوداني يعلن القتال في سنجة وسط البلاد وسط موجة نزوح  
  • قتال عنيف في سنجة ونزوح بالآلاف.. ماذا يحدث في السودان؟
  • الدعم السريع ترك خيبته هناك داخل الخرطوم
  • قوات الدعم السريع تعلن سيطرتها على مدينة رئيسية في السودان
  • الدعم السريع يعلن سيطرته على مدينة رئيسية في السودان