خطة روسية جديدة لحرب طويلة في أوكرانيا
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
مع انكفاء الدعم الغربي وتلكؤ الولايات المتحدة في مد حليفتها أوكرانيا بعتاد عسكري يعزز صمودها ويمكن جيشها من تحقيق تقدم ولو بسيط، استطاعت روسيا وضع خطط حربية جديدة تتماشى مع جهودها ورؤيتها.
وتقول تقارير لمعهد دراسات الحرب نقلتها مجلة "نيوزويك" الأمريكية، إن "خطط الحرب الروسية الجديدة والممتدة تتماشى مع جهود البلاد لصراع طويل الأمد مع أوكرانيا".
وأعلنت روسيا خططها الجديدة مع اقتراب الحرب من الدخول في عامها الثاني، بعد أن حققت مكاسب نوعية، وتكبدت خسائر كبيرة، في حين تراجعت قوة أوكرانيا وفقد الهجوم المضاد زخمه وفشلت في أكثر من محاولة لاستعادة السيطرة على مناطق حيوية صارت في قبضة الروس.
وعلى مدى عامين، سجل الجانبان خسائر عسكرية وبشرية واقتصادية كبيرة، وكان الحدث الأبرز في الحرب ما أعلنته روسيا في سبتمبر (أيلول) 2022، بضم أجزاء من ولايات دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزابوروجيا، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
روسيا تتقدموتقول المجلة، في الآونة الأخيرة، حاربت كييف بشدة ضد جهود موسكو لتطويق بلدة أفدييفكا في دونيتسك، ومع ذلك، تتقدم القوات الروسية بشكل أكبر حول المجمع الصناعي الكبير كل يوم تقريباً. كانت روسيا شنت هجومها على البلدة الصناعية في 10 أكتوبر (تشرين الأول)، مما أدى إلى وقوع بعض من أعنف المعارك وأكثرها دموية في الحرب حتى الآن.
احتلال دائموقال معهد دراسات الحرب، وهو مؤسسة بحثية مقرها واشنطن، إن روسيا تخطط لاحتلال دائم للمناطق التي ضمتها في سبتمبر (أيلول) 2022.
وكجزء من خطتها الجديدة، تخطط روسيا لاحتلال إقليمي دونيتسك ولوغانسك بالكامل، والتقدم إلى نهر "أوسكيل" في إقليم خاركيف بحلول نهاية عام 2024.
وكتب معهد دراسات الحرب، إن "خطط روسيا المعلنة للحرب في أوكرانيا حتى عام 2026 تتماشى مع الاستعدادات الروسية المستمرة لجهد حربي طويل الأمد".
وأضاف المعهد، أن "القيادة العسكرية الروسية تواصل جهود إعادة الهيكلة على المدى الطويل لتشكيل احتياطيات مالية استراتيجية بما فيها السندات المالية، لضمان قدرتها على تمويل حرب طويلة".
خطاب توسعيويؤكد معهد دراسة الحرب، أن تلك الخطط الروسية تبدو معقولة، مشيراً إلى "الخطاب التوسعي" الأخير للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حين طالب كييف بسحب قواتها من "الأراضي الروسية المنتزعة من شرق أوكرانيا" كشرط أساسي لوقف الحرب.
ويشدد المعهد على أن خطط روسيا على المديين المتوسط والطويل لاحتلال المناطق الأوكرانية الأربع بشكل كامل ودائم معقولة بالنظر إلى أن المسؤولين الروس، بما في ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد عادوا إلى الخطاب التوسعي مؤخراً، كما تواصل القوات الروسية عملياتها الهجومية لتوسيع نطاق سيطرتها في خاركيف وأوبلاست".
ومؤخراً، انتقلت الحرب إلى مستوى جديد، وأبلغ الطرفان باستمرار على مدار الأسبوع الماضي، عن عشرات المحاولات لشن هجمات بطائرات مسيرة على كل منهما، وبعد ساعات فقط من استخدام المجر حق النقض ضد دعم الاتحاد الأوروبي لكييف بـ50 مليار يورو".
وتوسعت الخطط الحربية الروسية، لضم مناطق أوسع، وبحسب صحيفة "بيلد" الألمانية، فإن الخطوة التالية لموسكو، خلال عامي 2025 و2026، تتمثل في الاستيلاء على أجزاء كبيرة من مناطق زابوروجيا، ودنيبرو، وخاركيف.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا تعلن تدمير 32 مسيرة روسية وزيلينسكي مستعد للتنازل
قالت القوات الجوية الأوكرانية اليوم الأحد إن أنظمة الدفاع الجوي دمرت 32 طائرة مسيرة من أصل 78 أطلقتها روسيا على أوكرانيا الليلة الماضية، في حين أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده للتنازل من أجل إنهاء الحرب.
وأضافت أن الجيش فقد أثر 45 طائرة مسيرة أخرى، نتيجة للتشويش الإلكتروني على الأرجح، مشيرة إلى أن الهجوم كان يستهدف إلى حد كبير أجزاء من شمال أوكرانيا ووسطها.
وفي وقت سابق، قال المسؤول العسكري سيرهي بوبكو إن أنظمة الدفاع الجوي دمرت نحو 12 طائرة مسيرة فوق كييف، مشيرا إلى أنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات بعد سقوط حطام على أحد أحياء المدينة.
وسمع دوي انفجارات في سماء المدينة صباح اليوم الأحد خلال ثاني إنذار بغارة جوية.
وترسل روسيا بانتظام صواريخ وطائرات مسيرة إلى مناطق أوكرانية بعيدة عن خط المواجهة، وذلك منذ بدء حربها على أوكرانيا قبل نحو 3 سنوات.
زيلينسكي مستعد للتنازل
من ناحية أخرى، أعلن زيلينسكي استعداده لقبول ضمانات حماية من حلف شمال الأطلسي (الناتو) تقتصر في البداية على الأراضي التي تسيطر عليها كييف، وذلك من أجل إنهاء ما وصفها بالمرحلة الساخنة من الحرب التي تقودها روسيا.
وألمح زيلينسكي يوم الجمعة إلى أنه مستعد للانتظار قبل استعادة المناطق التي سيطر عليها الجيش الروسي، أي ما يقرب من خُمس مساحة البلاد، إذا كان مثل هذا الاتفاق يمكن أن يوفر الأمن لبقية أوكرانيا ويضع حدا للقتال.
وشدد زيلينسكي على أن أي عرض يتعلق بعضوية الناتو يجب أن يكون لأوكرانيا بكاملها، لكن تصريحاته تشير إلى أنه يمكن أن يقبل بأن تنطبق حماية الحلف (المادة 5 من ميثاق الناتو للدفاع الجماعي) على الأراضي التي تسيطر عليها كييف فقط.
وقال لقناة سكاي نيوز البريطانية "إذا أردنا وقف المرحلة الساخنة من الحرب، يجب أن نضع تحت مظلة الناتو أراضي أوكرانيا التي نسيطر عليها".
وأضاف "هذا ما نحتاج إلى فعله سريعا، وبعد ذلك يمكن لأوكرانيا استعادة الجزء الآخر من أراضيها دبلوماسيا".
واستبعدت كييف حتى الآن التنازل عن أراض مقابل السلام، في حين يطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجيش الأوكراني بالانسحاب من مزيد من الأراضي ويرفض انضمام أوكرانيا إلى الناتو.
وكان بوتين قد دعا كييف في وقت سابق إلى التخلي عن طموحاتها بالانضمام إلى الناتو إذا كانت تريد التوصل إلى اتفاق سلام.
وتسيطر روسيا على نحو 18% من أراضي أوكرانيا المعترف بها دوليا بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، كما ضمت روسيا مناطق دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزاباروجيا، على الرغم من أنها لا تسيطر عليها بالكامل.