بالتزامن مع الحرب الدائرة في قطاع غزة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية والتي دخلت شهرها الثالث، اتهم عدد من المسؤولين الأميركيين إيران بتشجيع وكلائها في العراق وسوريا على استهداف القوات الأميركية في محاولة للضغط على الإدارة الأميركية. كما رأى مسؤول أميركي سابق، أن هدف تلك الهجمات إرغام تلك القوات على الانسحاب من كلا البلدين المجاورين.




أما فيما يتعلق بالمواجهات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، رأى أن طهران لن تضحي بحزب الله لإنقاذ حركة حماس. فهل يمكن أن تنسحب واشنطن بالفعل من العراق وسوريا؟      في هذا السياق، اعتبر ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق في حديث مع"العربية.نت" و "الحدث.نت، أن "إيران شجعت وكلاءها العراقيين مثل الحشد الشعبي على استهداف القوات الأميركية في العراق وسوريا منذ بدء الحرب في غزة، رغم أن القوات الأميركية في العراق على سبيل المثال موجودة بطلب من الحكومة المركزية، في مهمة تدريب وتجهيز لمساعدة بغداد على احتواء خطر تنظيم داعش". وأردف: "حتى الآن، استهدف الحشد الشعبي القوات الأميركية أكثر من 100 مرة"، حسب قوله.


استغلال حرب غزة   كما أضاف الدبلوماسي الأميركي أن "إيران وشركاءها بالوكالة يريدون استغلال فرصة الحرب في غزة لطرد ما يقرب من 800 جندي أميركي من سوريا، في حين تعتقد إيران أن الخسائر الأميركية قد تدفع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الانسحاب، لكن من غير المرجح أن يحدث هذا، ليس فقط لأن مهمة مكافحة داعش هامة، ولكن لأنها ستبعث برسالة رهيبة إلى شركاء الولايات المتحدة المحليين الذين كانوا لبعض الوقت يشعرون بالقلق إزاء التزام الولايات المتحدة الأمني تجاه المنطقة." وقال: "بعد الانسحاب من أفغانستان، لا يعقل أن تغادر إدارة بايدن سوريا، خاصة تحت النيران الإيرانية". لكنه أشار إلى أنه "من أجل البقاء في سوريا، يجب على واشنطن أن تكون استباقية بشكل متزايد في الدفاع عن النفس، وقوية في ردّها على الضربات ضدّ الأهداف الأميركية". واعتبر أنه "لكي تعيد إيران النظر في استراتيجيتها، يجب أن تدفع ثمناً أكبر لاستفزازاتها"، لافتاً إلى أن "الولايات المتحدة تشجع بغداد على ممارسة سيادتها وقد ثبت منذ فترة طويلة أن هذا أمر صعب سيما أن نفوذ وقوة الحشد آخذة في النمو، والعراق بات يشبه لبنان بشكل متزايد". كذلك رأى أن "ما يزيد الأمور تعقيداً بالنسبة لرئيس الوزراء العراقي الحالي محمد شياع السوداني، أن العديد من المجموعات المكونة للحشد المدعوم من إيران شركاء في ائتلاف حكومته." وأشار إلى أنه "للحدّ من نفوذ الحشد، سيتعيّن على السوداني في نهاية المطاف تصعيد موقفه، وبطبيعة الحال، يجب على الولايات المتحدة فرض عقوبات على مؤسسة المهندس – خاتم الأنباء العراقي – ولا ينبغي للحكومة العراقية أن تدعم هذه المنظمة" مضيفاً أن "هذه الخطوة ضرورية ولكنها غير كافية".   حماس وحزب الله   كما أكد المسؤول الأميركي أن "إيران اتخذت بالفعل قراراً بأنها لن تهدر أصولها في حزب الله لإنقاذ حماس، فالحركة رصيد إيراني أقل قيمة بكثير من حزب الله." حسب قوله. وأردف قائلا: "إيران تريد الحفاظ على قدرات حزب الله حتى يمكن نشره على الحدود لردع إسرائيل عن مهاجمة إيران. هذه هي مهمة حزب الله، ولهذا السبب فإن الحزب يمارس ضبط النفس في عملياته ضدّ إسرائيل حتى الآن. ولا يتعيّن على الولايات المتحدة أن تفعل أي شيء لتقييد تدخل حزب الله خلال حرب غزة، إذ تعمل إيران بالفعل على تقييد وكيلها".


في المقابل، لفت شينكر إلى أن "الكثيرين في إسرائيل يعتقون أن الوقت حان لخوض حرب مع حزب الله، ويرون أن الحرب المستقبلية أمر لا مفر منه. فيما تنشط إسرائيل بقوة لإعادة إنشاء نوع من الردع في الشمال، سواء في سوريا أو لبنان". يشار إلى أن فصائل عراقية مسلحة كانت أعلنت الأربعاء الماضي، أنها استهدفت قاعدة القوات الأميركية في منطقة "التنف" السورية رغم كل التحذيرات الأميركية منذ السابع من أكتوبر. كما استهدفت عدة قواعد أميركية في سوريا والعراق عشرات المرات منذ 17 تشرين الاول الماضي. (العربية)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: القوات الأمیرکیة فی الولایات المتحدة حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

إيران تعرض صفقات بمليارات الدولارات على واشنطن مقابل اتفاق نووي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أظهرت وثيقة مسرّبة كانت تُعدّ لكلمة مرتقبة لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن الحكومة الإيرانية كانت تعتزم طرح صفقات ضخمة بقيمة تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات على شركات أمريكية، في حال التوصل إلى تفاهم نووي جديد مع الولايات المتحدة، وذلك بهدف دعم قطاع الطاقة النووية الأمريكي.

الكلمة التي كان من المفترض أن تُقدَّم عبر الإنترنت يوم الإثنين ضمن فعاليات مؤتمر تنظمه مؤسسة "كارنيجي" حول السياسات النووية، تم التراجع عنها بعد اعتراض الجانب الإيراني على شرط المنظمين الذي ينص على السماح بطرح الأسئلة عقب انتهاء الخطاب، ما دفع الوفد الإيراني إلى الانسحاب من الحدث.

ورغم إلغاء المشاركة، قامت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة لاحقًا بتسليم نسخة من الكلمة غير الملقاة إلى مجلة "نيوزويك"، حيث تناولت الوثيقة فرص التعاون الاقتصادي، مشيرة إلى إمكانية فتح المجال لاستثمارات واسعة النطاق مع واشنطن في حال تم التوصل إلى اتفاق نووي شامل.

كشف النص الذي أعده عباس عراقجي، والذي لم يُعرض خلال مؤتمر السياسات النووية الذي نظمته مؤسسة "كارنيجي"، عن رغبة إيران في إقامة شراكات اقتصادية وعلمية واسعة النطاق مع الولايات المتحدة، لولا ما وصفه بسياسات الحكومات الأمريكية السابقة التي خضعت لتأثير جماعات مصالح محددة.

عراقجي ذكر في كلمته أن بلاده تعرض فرصًا استثمارية يمكن أن تصل إلى تريليون دولار، مع تركيز خاص على الشركات الأمريكية العاملة في مجال الطاقة النظيفة.

وأوضح أن طهران تعتزم إنشاء تسعة عشر مفاعلًا نوويًا جديدًا، وهو ما سيفتح المجال أمام اتفاقات تجارية بمبالغ ضخمة قد تساعد في إنعاش قطاع الطاقة النووية في الولايات المتحدة.

وفي الوقت الذي تستمر فيه العلاقات بين طهران وواشنطن في التوتر، أحرز الطرفان تقدمًا في جولتين من المحادثات غير المباشرة تهدف إلى إحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه إدارة دونالد ترامب في عام 2018.

وتزامنت هذه المعلومات مع تصريحات أدلى بها ترامب، عبّر فيها عن تفضيله لتجنب أي تحرك عسكري ضد إيران، مؤكدًا رغبته في رؤية طهران تنعم بالاستقرار شريطة ألا تسعى لامتلاك سلاح نووي، وهو الأمر الذي تكرر نفيه من جانب السلطات الإيرانية.

مقالات مشابهة

  • جولة ثالثة من المباحثات النووية بين إيران والولايات المتحدة اليوم في مسقط
  • إيران: المفاوضات مع الولايات المتحدة تقتصر على القضية النووية
  • تقرير: إيران تُحصّن مواقع نووية مدفونة مع استمرار المحادثات مع أمريكا
  • مسؤول أميركي: القوات الجوية نفذت نحو 750 غارة جوية ضد الحوثيين باليمن
  • روبيو: على إيران وقف تخصيب اليورانيوم بموجب أي اتفاق مع الولايات المتحدة
  • الصين تدعم المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة
  • تقرير: إيران تحصّن مواقع نووية تحت الأرض
  • إيران تعرض صفقات بمليارات الدولارات على واشنطن مقابل اتفاق نووي
  • الصين: ندعم المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة
  • تقرير: إيران تعمل على تحصين مواقع نووية تحت الأرض