ويعد البنك المركزي الياباني آخر البنوك المركزية الكبرى التي ستجتمع الشهر الجاري، وتدور تساؤلات المتداولين والمستثمرين حول ما إذا كان البنك المركزي سيشير إلى عزمه التخلي عن سياسته التيسيرية للغاية.

يشار إلى أن التباين بين الولايات المتحدة والبنوك المركزية الأخرى جعل مؤشر الدولار بالقرب من أكبر خسائره الأسبوعية منذ منتصف يوليو (تموز) الماضي، إذ انخفض بنسبة اثنين في المئة خلال الأسبوع الجاري، وبصدد تسجيل أدنى مستوياته في خمسة أشهر.

وهبط مؤشر الدولار الذي يعبر عن قيمة العملة الأميركية في مقابل ست عملات رئيسة، بنسبة 0.22 في المئة إلى مستوى 101.94 نقطة.

وتتحسب العقود الآجلة الآن بنسبة 75 في المئة لخفض "الفيدرالي" أسعار الفائدة في مارس (آذار) الماضي، بحسب أداة "فيد ووتش" الصادرة عن "سي أم إي"، وكانت تلك النسبة تبلغ 40 في المئة في مستهل ديسمبر (كانون الأول) الجاري.

وتتوقع الأسواق تراجع الفائدة الأميركية بمقدار 150 نقطة أساس بنهاية العام المقبل، أي ضعف توقعات "الفيدرالي" التي تتضمن خفض الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في 2024.

وقال محللون إن توقعات تلك البيئة من الفائدة المنخفضة أثار ارتفاعاً عبر الأصول الخطرة خلال الساعات الـ24 الماضية على حساب الدولار، ولكن من غير المتوقع استمرار ذلك بسبب تباطؤ الاقتصاد الأميركي، في حين أن التضخم لا يزال أعلى مستهدفة.

العملات الرئيسة تواصل الصعود في مقابل الدولار وصعدت العملة الأوروبية الموحدة أمام نظيرتها الأميركية بنسبة 0.20 في المئة إلى نحو 1.0895 دولار، وارتفع الجنيه الاسترليني بنسبة 0.13 في المئة إلى 1.263 دولار، بينما تراجعت العملة الأميركية أمام الين الياباني بنسبة 0.79 في المئة إلى 141.74 ين.

في اجتماعها الأسبوع الجاري قررت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في "الفيدرالي" بالإجماع، تثبيت معدل الفائدة عند نطاقه الحالي بين 5.25 في المئة و5.50 في المئة، لتظل أسعار الفائدة عند أعلى مستوى لها منذ 22 عاماً.

واقترح أعضاء اللجنة خفض الفائدة ثلاث مرات في الأقل في عام 2024 بمقدار ربع نقطة مئوية في المرة الواحدة، وأشاروا في توقعاتهم إلى احتمال خفض الفائدة بنحو أربع مرات أخرى في عام 2025، وثلاث مرات في عام 2026 حتى ينخفض سعر الفائدة إلى نطاق اثنين إلى 2.25 في المئة.

في مذكرة بحثية حديثة، قال كبير محللي الأسواق لدى "سيتي إندكس" مات سيمبسون، إن قرار "الفيدرالي" يعد تطوراً كبيراً بالنسبة إلى الأسواق مع اقتراب العام الجديد، لأنه يوفر مزيداً من الوضوح الذي يحتاج إليه السوق، هذا الوضوح الذي يعني الإقبال على تحمل المخاطرة.

وبالتوازي مع هذه التوقعات، رجح بنك "غولدمان ساكس" اتجاه مجلس الاحتياط نحو خفض الفائدة ثلاث مرات متتالية بمقدار 25 نقطة أساس لكل منها في مارس ومايو (أيار) ويونيو (حزيران) من العام المقبل.

وأوضح اقتصاديو البنك في مذكرة بحثية حديثة أن "الفيدرالي" سيقوم بذلك من أجل إعادة ضبط سعر الفائدة من مستواه الحالي الذي من المرجح أن يراه البنك مرتفعاً للغاية قريباً.

وأشاروا إلى أنهم عدلوا رؤيتهم بالنسبة إلى المسار الذي سيسلكه البنك العام المقبل، متوقعين سلسلة أسرع وأكثر عمقاً من خفض الفائدة، مشيرين إلى تباطؤ مؤشر أسعار المنتجين

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

ارتفاع أسعار الذهب عالميًا وسط تراجع الدولار وتزايد المخاطر الجيوسياسية

ارتفعت أسعار الذهب بالأسواق العالمية خلال تعاملات اليوم الإثنين، وسط تراجع الدولار وتزايد المخاطر الجيوسياسية، لكن تقلص رهانات خفض أسعار الفائدة حد من مكاسب الذهب.

قال المهندس، سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن أسعار الذهب العالمية ارتفعت الأوقية بنحو32 دولارًا لتسجل مستوى 2595 دولارًا.

ووفقًا للتقرير الأسبوعي لمنصة «آي صاغة»، فقد تراجعت أسعار الذهب بالأسواق المحلية بنسبة 5.6 % وبقيمة 205 جنيهات خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 3760 جنيهًا، واختتم التعاملات عند مستوى 3555 جنيهًا، في حين تراجعت أسعار الذهب بالبورصة العالمية، بنسبة 4.5 %، وبقيمة 121 دولارًا، حيث افتتحت الأوقية التعاملات عند مستوى 2684 دولارًا، واختتمت التعاملات عند مستوى 2563 دولارًا.

أوضح، إمبابي، أن تراجع الدولار عالميا وتزايد المخاطر الجيوسياسية بالشرق الأوسط، وبين روسيا وأوكرانيا، يعد المحرك الرئيسي في ارتفاع أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم.

وأضاف، أن تقلص رهانات خفض أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي خلال الفترة المقبلة، حد من مكاسب الذهب.

ولفت، إلى أن الأسواق لا تزل متفائلة بأن السياسات التوسعية التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستعزز التضخم وتحد من نطاق المزيد من خفض أسعار الفائدة، ما يمثل دعمًا للدولار، وعوائد سندات الخزانة الأمريكية.

وسجل سعر الذهب أكبر انخفاض أسبوعي له منذ سبتمبر 2023 وانخفض إلى أدنى مستوى في أكثر من شهرين الأسبوع الماضي وسط ارتفاع الدولار الأمريكي القوي مؤخرًا إلى أعلى مستوى في أكثر من عام.

وتوقعات بتعزيز الطلب على الذهب بالأسواق الدولية 

ولفت، إمبابي، إلى أن التطورات الجيوسياسية ستثمل الرياح المواتية للذهب خلال الفترة المقبلة، وستعزز الطلب على الذهب بالأسواق الدولية بغرض التحوط.

في حين تترقب الأسواق خطط التعريفات الجمركية للرئيس المنتخب دونالد ترامب وتخفيضات الضرائب الممولة بالديون، والتي من شأنها أن تعزز معدلات التضخم، مما قد يؤدي إلى إبطاء دورة تخفيف أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي.

وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الخميس الماضي إنه لا توجد حاجة للتسرع في خفض أسعار الفائدة وسط اقتصاد مرن وسوق عمل قوية والتضخم لا يزال أعلى من هدف 2%.

ترقب أسعار بيانات اقتصادية

وقالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن سوزان كولينز في مقابلة إن خفض أسعار الفائدة مرة أخرى في ديسمبر مطروح على الطاولة، لكنه ليس "صفقة منتهية" وأنه لا يوجد مسار محدد مسبقًا للسياسة النقدية.

وفي سياق متصل، تترقب الأسواق خلال الأسبوع الجاري، بيانات الإسكان، ومطالبات البطالة الأولية، وإصدار مؤشرات مديري المشتريات الفورية العالمية، للحصول على مؤشرات إضافية حول توجهات الفيدرالي الأمريكي بشأن مصير أسعار الفائدة، خلال الفترة المقبلة.

مقالات مشابهة

  • الدولار يرتفع وسط ترقب لسياسات ترامب وقرارات الفيدرالي
  • الدولار يسجل 34.55 ليرة تركية
  • سعر الفائدة على أذون الخزانة يواصل الصعود.. ماذا عن اجتماع البنك المركزي؟
  • تراجع معظم مؤشرات الأسهم الآسيوية
  • الدولار يهبط مع تراجع "زخم ترامب"
  • الذهب يصعد لأعلى مستوى خلال أسبوع مع تراجع الدولار
  • أسعار الذهب تقفز لأعلى مستوى في أسبوع بدعم من تراجع الدولار
  • رئيس البنك المركزي التشيكي يحذر من تقلبات تضخمية عالمية أكبر
  • الذهب يرتفع بعد تراجع الدولار واشتعال التوتر في أوكرانيا
  • ارتفاع أسعار الذهب عالميًا وسط تراجع الدولار وتزايد المخاطر الجيوسياسية