موقع 24:
2025-04-11@02:40:17 GMT

تهجير سكان غزة ليس جديداً

تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT

تهجير سكان غزة ليس جديداً

راهنت مونوريو على حاجة مصر إلى المال في مشروعات التنمية وبالطبع فقد كان هذا الرهان فاشلاً

من يقرأ التاريخ جيداً سوف يكتشف أن ما نظنه خططاً وأفكاراً جديدة قد تم دراسته وتداوله ومحاولة تطبيقه قبل عشرات السنين.


الآن وفي إطار العدوان الإسرائيلي علي غزة، والمستمر منذ 7 أكتوبر الماضي، بدأت تل أبيب تروج بصور متعددة لتهجير سكان الضفة إلى الأردن، وسكان غزة كلهم أو بعضهم إلى مصر، خصوصاً شبه جزيرة سيناء، في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية بصورة نهائية على حساب مصر.


لكن الوثائق التي أفرجت عنها الحكومة البريطانية تقول، إن هذه الحكومة درست خططاً متعددة شملت دمج جزء من سيناء وقطاع غزة وجزيرتي تيران وصنافير وجزء من الأردن لإنشاء منطقة عازلة بين مصر وإسرائيل، في إطار تسوية الصراع بين إسرائيل والعرب، وتأمين تدفق النفط من الشرق الأوسط إلى الغرب.
هذه الخطط تم طرحها ومناقشتها بعد فشل العدوان الثلاثي، البريطاني الفرنسي الإسرائيلي، على مصر في 11 نوفمبر 1956، رداً على تأميم الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر لقناة السويس في 26 يوليو عام 1956، وهي الأزمة العالمية الكبرى التي عرفت بأزمة السويس.
وقتها إسرائيل تلكأت في الانسحاب من سيناء، لكنها اضطرت لمغادرتها بضغط دولي في مارس عام 1957. وللمفارقة فإنه إضافة للإنذار السوفييتي الشهير وقتها فإن الموقف الأمريكي كان حاسماً في ضرورة الانسحاب. والمراقبون وقتها قالوا إن تلك هي اللحظة الحاسمة التي ورثت فيها أمريكا زعامة العالم بديلاً للامبراطورية البريطانية.
وثائق وزارة الخارجية البريطانية التي نشرها بالعربية الإعلامي المصري عامر سلطان، تكشف أن الحكومة تلقت مشروعاً باسم «خطة لسيناء» اقترحتها إليزابيث مونوريو، رئيسة قسم الشرق الأوسط في مؤسسة الإيكونومسيت في 13 ديسمبر عام 1956، أي قبل انسحاب إسرائيل من سيناء بحوالي 3 شهور. كانت مونوريو، في حينها، تتمتع بصلات قوية في الشرق الأوسط، وبسمعة كبيرة بعد تأليفها كتباً عدة عن المنطقة. ومحور الخطة هو استغلال سيطرة إسرائيل على سيناء لإقناع مصر بالتنازل عن جزء منها لإقامة منطقة دولية باسم «قطاع سيناء»، لتحقق أكثر من هدف أهمها «التخلص من اعتماد أوروبا على طريق وحيد من المحيط الهندي، وإتاحة وسيلة إضافية لنقل صادرات نفط الشرق الأوسط».
وبشرت مونوريو بتوطين مئات آلاف الفلسطينيين في «قطاع سيناء»، بما يحقق هدف «إزالة الخطر اليومي المتمثل في انفجار الوضع في فلسطين».
واللافت للنظر أيضاً أن مونوريو طرحت في الخطة فكرة إنشاء قناة ثانية (بديلة لقناة السويس) التي قالت إن «حفرها حلم في الخيال الآن لكي تخفض السلوك الاحتكاري لقناة السويس». والغريب أن هذه الفكرة لا تزال مطروحة حتى الآن.
وتشمل الخطة البريطانية حدود ما أسمته «قطاع سيناء ويشمل قطاع غزة بالكامل وقطاعاً عرضه 20 ميلاً (قرابة 33 كيلومتراً) من سيناء، ويمتد من البحر المتوسط إلى خليج العقبة، ثم جزيرتي تيران وصنافير عند المدخل الجنوبي لخليج العقبة، وبالتالي كسر احتكار مصر في التحكم بالممر المائي الدولي إلى خليج العقبة».
وحسب الوثائق ستكون الإدارة دولية، وتمارسها إحدى وكالات الأمم المتحدة المتخصصة، واقترحت الخطة تشكيل قوة مدنية تتمتع بمساندة الأمم المتحدة، أو بضمانات واسعة لممارسة السلطة في المنطقة. ولا تملك هذه القوة سلاحاً إلا بما يحقق أهدافاً شرطية أو جباية الإيرادات. أما مصادر التمويل فهي قروض يقدمها الدائنون الأساسيون الذين سوف يستفيدون من «قطاع سيناء»، لحين تشغيل المنطقة وتمكنها من الاعتماد على نفسها مالياً.
لكن هل ستقبل مصر بالخطة؟
راهنت مونوريو على حاجة مصر إلى المال في مشروعات التنمية. وبالطبع فقد كان هذا الرهان فاشلاً.
وعن توقيت طرح الخطة قالت المؤلفة البريطانية إن «التنفيذ سيكون أكثر صعوبة بمجرد عودة شبه جزيرة سيناء إلى أيادي المصريين».
إدارة شؤون منطقة الشام في الخارجية البريطانية، قالت إنها تدرس بالفعل اقتراحاً بإنشاء «قطاع محايد عبر شبه جزيرة سيناء»، وإنها «أعدت ورقة بشأنه إلى لجنة شؤون الشرق الأوسط بالخارجية». وتعليقاً على رسالة مونوريو، قالت الإدارة، في برقية سرية، إنه عندما ناقشت اللجنة الورقة البريطانية «كان هناك اتفاق عام على الصعوبات، التي ينطوي عليها إنشاء مثل هذا القطاع، تتجاوز قيمته كعازل بين إسرائيل ومصر».
وكشفت الوثائق، أن وزارة الخارجية البريطانية درست الخطة بعناية. وفي نقاش بشأنها، أبلغ روبرتس، من إدارة الشؤون الشرقية في الخارجية البريطانية، النائب ودد، في لقاء مباشر، بموقف حكومة على النحو التالي:
أولاً: نشك كثيراً في استعداد مصر التخلي عن السيادة على سيناء، ولن تكون مستعدة حتى للسماح بأن يوضع قطاع غزة تحت سيطرة وكالة دولية، ناهيك عن سيطرة إسرائيل.
وختاماً نعرف من وقائع التاريخ أن الخطة لم تنفذ وإسرائيل احتلت كل سيناء وكامل أرض فلسطين في يونيو 1967 ثم انهزمت في أكتوبر 1973 وانسحبت من سيناء، وانسحبت من غزة عام 2005، وحتى بعد ذلك فكرت أكثر من مرة في تنفيذ التهجير أو الترحيل الترانسفير، وكل ذلك حسب الوثائق البريطانية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الخارجیة البریطانیة الشرق الأوسط قطاع سیناء من سیناء

إقرأ أيضاً:

40 شهيداً جديداً في غزة.. والمقاومة: ما يجري في رفح جريمة حرب

 

الثورة /  متابعات

يواصل العد الصهيوني جرائمه الوحشية في غزة مرتكبا مزيدا من المحازر بحق أهالي القطاع

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة بـ “ارتفاع حصيلة التوحش الصهيوني إلى 50 ألفاً و 886 شهيدا، و 115 ألفاً و 87 إصابة، منذ السابع من أكتوبر عام 2023م.

وقالت إن «حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025، بلغت ألفاً و522 شهيدا، و3 آلاف و834 إصابة.

وأفادت بوصول مستشفيات قطاع غزة 40 شهيدا، و146 إصابة، خلال 24 ساعة الماضية.

فيما لا يزال عددا من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».

وكان استُشهد 10 مواطنين فلسطينيين وأُصيب آخرون، باستهداف طائرات العدو الإسرائيلي لمدينتي غزة ورفح بقطاع غزة.

واستُشهد مواطن عقب إطلاق قوات العدو الرصاص على مواطنين في منطقة الشاكوش بمواصي رفح جنوب قطاع غزة.

كما استشهد أربعة مواطنين بعد قصف طائرات العدو منزلا لعائلة «أبو العون» بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، في وقت قصفت فيه مدفعية العدو منازل المواطنين قرب مسجد أم حبيبة وسوق الدراجات في منطقة قيزان النجار جنوب خان يونس جنوب القطاع».

وطبقا لمصادر طبية فإن «19 مواطنا استشهدوا في قطاع غزة منذ فجر الخميس، بقصف وبرصاص العدو الإسرائيلي».

وفي هذا السياق اعتبرت لجان المقاومة في فلسطين، إن ما يجري في مدينة رفح جنوبي القطاع، من هدم وتدمير ممنهج ومسح كامل للأبنية والمنازل وطرد سكانها منها، هو جريمة حرب كبرى يرتكبها كيان العدو الصهيوني.

وقالت «لجان المقاومة»، في تصريح صحفي، أن نية الاحتلال وسعيه لتحويل مدينة رفح بالكامل لمنطقة عازلة عبر سياسة التدمير والهدم والتشريد، باتت أداة إبادة وتطهير عرقي واستئصال واقتلاع الهدف منه إنهاء الوجود الفلسطيني في قطاع غزة.

وأشارت إلى أن رئيس وزراء الاحتلال المجرم بنيامين نتنياهو، يمارس أبشع أنواع وصنوف القتل والمجازر والدمار في ظل الغياب عن المساءلة الفاعلة وإفلاته من العقاب، ومشاركة وتخاذل واضح من المجتمع الدولي ومؤسساته الأممية.

وشددت «لجان المقاومة»، على أن الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة سيفشلا كافة مخططات ومؤامرات العدو الصهيوني.

وكانت صحة غزة أكدت في وقت سابق أن نسبة العجز في الأرصدة الدوائية والمستهلكات الطبية وصلت إلى مستويات خطيرة وغير مسبوقة.

وبينت أن 37% من قائمة الأدوية الأساسية و59% من قائمة المستهلكات الطبية رصيدها صفر.

وأوضحت، أن أقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ تعمل ضمن أرصدة مستنزفة من الأدوية والمواد الطبية المنقذة للحياة.

كما أن 80 ألف مريض سكري و110 ألف مريض بضغط الدم لا تتوفر لهم أدوية في مراكز الرعاية الأولية.

وبينت الوزارة، أن 54% من أدوية السرطان وأمراض الدم رصيدها صفر.

ووجهت وزارة الصحة نداءً عاجلاً لتعزيز الأرصدة الدوائية في المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية.

مقالات مشابهة

  • 40 شهيداً جديداً في غزة.. والمقاومة: ما يجري في رفح جريمة حرب
  • كبير الداعمين.. مايك هاكابي سفيرا جديدا لواشنطن لدى إسرائيل
  • وزير الحرب الإسرائيلي:ندفع باتجاه تهجير سكان غزة وفقا لرؤية ترامب
  • صورة: كاتس من محور موراج : خطة تهجير سكان غزة مستمرة
  • جوتيريش: سكان قطاع غزة محاصرون في دوامة موت لا تنتهي
  • محافظ شمال سيناء: غرفة أزمة مركزية تدير خطة دعم غزة
  • محافظ شمال سيناء: دعم فرنسا لرؤية مصر يُفشل تهجير الفلسطينيين ويعزز الاستقرار
  • بعد تصريحات ترامب.. وزير خارجية مصر يبحث الخطة العربية بشأن غزة مع مسؤولين أمريكيين
  • نتنياهو: هناك دول أخرى تريد استقبال سكان غزة
  • نتنياهو يتحدث عن دول تريد استقبال سكان غزة