موقع 24:
2024-09-19@19:11:04 GMT

الهولوكوست الفلسطيني.. سؤال الضمير

تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT

الهولوكوست الفلسطيني.. سؤال الضمير

إنها أزمة ضمير في قلب المجتمع اليهودي الأمريكي، كما لم يحدث من قبل


«الموضوع بسيط، أوقفوا قتل الناس، لا تقتلوا الناس، توقفوا». كانت تلك كلمات قاطعة تطلب وقف الحرب على غزة نشرتها صحيفة ال«نيويورك تايمز»، على لسان فتاة يهودية غاضبة.

ولفت نظر الصحيفة الأمريكية واسعة الانتشار والتأثير، الانقسام الجيلي الحاد داخل الأسرة اليهودية الواحدة.

وأجرت تحقيقاً حاولت فيه أن تلمّ بطبيعة وحدود ذلك التصدع، وتداعياته المحتملة. «يبدو أنه أبسط مطلب»، هكذا تضيف الفتاة، «لكن ردّ أمّي دائماً أن الأمر ليس بمثل هذه البساطة».


من وجهة نظر رب العائلة، كما تروي الصحيفة الأمريكية: «جوديث وأنا نتحدث دوماً.. ألم نعلّم أبناءنا ما يكفي عن معاداة السامية والهولوكوست». إنه صدام بين جيلين على خلفية حرب غزة.

{ أولهما- تستغرقه سردية العداء للسامية والهولوكوست، وما أنتجته «هوليوود» من أفلام عن عذابات المحرقة النازية في الحرب العالمية الثانية، وأن ذلك يسوغ لإسرائيل ارتكاب كل الجرائم من دون حساب.
{ وثانيهما- ينظر في الهولوكوست الفلسطيني الماثل، ويرى أن لا شيء يبرر ما يتعرض له أهل غزة من أهوال وبشاعات غير قابلة للتصديق أن تحدث في عصرنا، بذريعة «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها».
إنها أزمة ضمير في قلب المجتمع اليهودي الأمريكي، كما لم يحدث من قبل. نشأت موجات غضب وتظاهرات احتجاج لم تكن متخيلة في أوساط الأجيال الجديدة، تشبه في أحجامها ورسائلها وتداعياتها احتجاجات ستينات القرن الماضي، ضد التورط الأمريكي في الحرب الفيتنامية. ولم يكن العرب طرفاً، من قريب أو بعيد، بما حاق باليهود على يد النازي في الحرب العالمية الثانية، لكنهم دفعوا فواتير دم باهظة على يد النازيين الجدد.
لسنوات طويلة ارتفع صوت عالم اللغويات الأشهر «نعوم تشومسكي»، داعماً للقضية الفلسطينية. ولم نلتفت بما يكفي لعمق تأثير ذلك المفكر اليساري اليهودي، الذي ربطته صداقة عميقة مع المفكر الفلسطيني الراحل، إدوارد سعيد، في الأجيال الجديدة.
إنه الأب الروحي لجماعة «أصوات يهودية»، التي برزت في تظاهرات واحتجاجات المدن الأمريكية الكبرى، وشلت الحركة قبل أيام على الطرق السريعة في لوس أنجلوس.
وباطراد صرخات الضمير، وتظاهرات الاحتجاج باتساع العالم كله، تغيرت حسابات ومواقف دول، ووجد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، نفسه في مأزق سياسي يصعب الخروج منه. صورته تآكلت بأثر إخفاقه في إدارة حربَي أوكرانيا وغزة.
الأفدح، ما تتعرض له الولايات المتحدة الآن من عزلة دولية غير مسبوقة منذ صعودها إثر الحرب العالمية الثانية إلى منصة القوة العظمى الأولى في العالم. صوّتت وحدها ضد قرار وقف إطلاق النار في مجلس الأمن، وأجهضته بحق النقض. ثم لحقت بها هزيمة دبلوماسية تؤشر إلى التراجع الفادح في مكانتها الدولية بالتصويت على القرار نفسه، بما يشبه الإجماع في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
حسابات الضمير في الشوارع كادت تغلب حسابات المصالح في القصور. هكذا أحكم المأزق على إدارة بايدن، الحرب مكلفة، أخلاقياً واستراتيجياً، والقصف العشوائي يقتل ويدمر من دون أن تكون هناك رؤية لما بعدها، حسب وصفه.
انتقد الرئيس الأمريكي الأداء الإسرائيلي قائلاً في اجتماع انتخابي، إن الدعم الدولي أخذ في التراجع. ودعا نتانياهو إلى إدخال تعديلات على التشكيل الحكومي الإسرائيلي، مشيراً إلى ايتمار بن غفير، بالاسم.
لماذا بن غفير بالذات؟ لأنه بموقعه وزيراً للأمن القومي، يتحمل المسؤولية الأولى عن تصاعد اقتحامات المستوطنين في الضفة الغربية.
لم يكن ممكناً أن يتقبل نتنياهو اقتراح بايدن، إذ إن حكومته تعتمد في وجودها على اليمين المتطرف، إذا انقلب عليه يطاح به في أقرب وقت ممكن، وربما محاكمته وإيداعه السجن.
لا يمانع بايدن في تمديد الحرب حتى تنتهي من تحقيق أهدافها الرئيسية، في تقويض حماس وعودة الرهائن، وتغيير معادلة السلطة في غزة، لكن لا توجد حتى الآن علامة نصر واحدة.
ليست هناك خلافات جوهرية بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو، بشأن الحرب وإمداد السلاح، لكن لا توجد في الوقت نفسه أية آفاق سياسية مشتركة لما بعد الحرب. في جميع السيناريوهات والاحتمالات فإن قوة الضمير الإنساني، باحتجاجاته وضغوطه، هي العامل الأكثر تأثيراً الآن في مراكز صنع القرار.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

البرهان يرحب بتصريح بايدن والمعارك تحتدم في الخرطوم

رحب رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بتعبير الرئيس الأميركي  جو بايدن عن قلقه إزاء الأوضاع بالسودان، وعبّر عن تقديره للدعم الأميركي في الجهود الإنسانية. وقال البرهان في بيان إن الحكومة مصممة وملتزمة بإنهاء معاناة السودانيين.

وأضاف البرهان أن الحكومة عازمة على إنهاء الصراع بشكل سريع وحاسم وضمان استعادة السلام والاستقرار في البلاد. وأكد أن هدف الحكومة ليس مجرد إنهاء العنف بل القيام بذلك بطريقة تضع الأساس لسلام مستدام يعالج الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار ويعزز الوحدة والمصالحة على المدى الطويل بين جميع السودانيين.

وأشار إلى أن ما ذكره بايدن عن هجمات مليشيات الدعم السريع على الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور لا يعكس سوى جزء بسيط من الفظائع التي ارتكبتها، وفق تعبيره.

وشدد رئيس مجلس السيادة على أنه "يجب على المجتمع الدولي إدانة هذه الجرائم، ومحاسبة الدول التي تواصل دعم وتمكين السلوك المدمر للمليشيات".

وأكد أن الحكومة منفتحة أمام كافة الجهود البناءة الرامية إلى إنهاء هذه الحرب المدمرة، وأنه يتطلع إلى تعميق هذه المناقشات مع المسؤولين الأميركيين خلال مشاركته المقبلة في الجزء الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل.

وكان بايدن قد دعا الثلاثاء أطراف الحرب في السودان إلى استئناف مفاوضات السلام والسماح بوصول المساعدات الإنسانية.

الاشتباكات تتصاعد بالخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع (رويترز-أرشيف) معارك الخرطوم

في غضون ذلك تشهد العاصمة الخرطوم قصفا جويا مكثفا وتبادلا للقصف المدفعي بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وقالت مصادر عسكرية -للجزيرة- أمس إن الجيش قصف تجمعات الدعم السريع في أحياء "كافوري" و"حلة كُوكُو" و"الرياض" شرقي الخرطوم. وكشفت المصادر عن تبادل القصف المدفعي بين الجانبين في مدينتي الخرطوم بحري وأم درمان.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 اندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، وخلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء هذه الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية تعرض الملايين للمجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

وفي 14 أغسطس/أب الماضي بدأت الولايات المتحدة مناقشات في سويسرا لتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية والتوصل لوقف لإطلاق النار بالسودان.

وانتهت المحادثات بعد 10 أيام دون التوصل لاتفاق على وقف لإطلاق النار، لكنّ الطرفين المتحاربين التزما بضمان وصول آمن ومن دون عوائق للمساعدات الإنسانية عبر ممرّين رئيسيين.

مقالات مشابهة

  • محمد وداعة: بايدن .. يشرك ويحاحى
  • السودان.. «البرهان» يرد على خطاب «بايدن» بشأن الوضع في البلاد
  • وكالات الأمن الأمريكية تتهم إيران بقرصنة معلومات من حملة ترامب ومشاركتها مع حملة بايدن
  • بيان من البرهان رداً على بيان الرئيس الأمريكي جو بايدن
  • السودان.. طرفا الحرب يردّان على دعوة بايدن
  • البرهان يرحب بتصريح بايدن والمعارك تحتدم في الخرطوم
  • البرهان يرد برسائل على بايدن بشأن الحرب والوضع في السودان
  • التحقيق مع إدارة بايدن بشأن توفير السلاح الأمريكي لإسرائيل.. والرقابة تنشر النتائج
  • وزير خارجية الأردن يجيب على سؤال إلغاء وادي عربة
  • حمدان: السنوار سيوجّه رسالةً مباشرةً إلى الشعب الفلسطيني والعالم قريباً