موقع 24:
2024-12-23@03:03:57 GMT
الهولوكوست الفلسطيني.. سؤال الضمير
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
إنها أزمة ضمير في قلب المجتمع اليهودي الأمريكي، كما لم يحدث من قبل
«الموضوع بسيط، أوقفوا قتل الناس، لا تقتلوا الناس، توقفوا». كانت تلك كلمات قاطعة تطلب وقف الحرب على غزة نشرتها صحيفة ال«نيويورك تايمز»، على لسان فتاة يهودية غاضبة.
ولفت نظر الصحيفة الأمريكية واسعة الانتشار والتأثير، الانقسام الجيلي الحاد داخل الأسرة اليهودية الواحدة.
وأجرت تحقيقاً حاولت فيه أن تلمّ بطبيعة وحدود ذلك التصدع، وتداعياته المحتملة. «يبدو أنه أبسط مطلب»، هكذا تضيف الفتاة، «لكن ردّ أمّي دائماً أن الأمر ليس بمثل هذه البساطة».
من وجهة نظر رب العائلة، كما تروي الصحيفة الأمريكية: «جوديث وأنا نتحدث دوماً.. ألم نعلّم أبناءنا ما يكفي عن معاداة السامية والهولوكوست». إنه صدام بين جيلين على خلفية حرب غزة.
{ أولهما- تستغرقه سردية العداء للسامية والهولوكوست، وما أنتجته «هوليوود» من أفلام عن عذابات المحرقة النازية في الحرب العالمية الثانية، وأن ذلك يسوغ لإسرائيل ارتكاب كل الجرائم من دون حساب.
{ وثانيهما- ينظر في الهولوكوست الفلسطيني الماثل، ويرى أن لا شيء يبرر ما يتعرض له أهل غزة من أهوال وبشاعات غير قابلة للتصديق أن تحدث في عصرنا، بذريعة «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها».
إنها أزمة ضمير في قلب المجتمع اليهودي الأمريكي، كما لم يحدث من قبل. نشأت موجات غضب وتظاهرات احتجاج لم تكن متخيلة في أوساط الأجيال الجديدة، تشبه في أحجامها ورسائلها وتداعياتها احتجاجات ستينات القرن الماضي، ضد التورط الأمريكي في الحرب الفيتنامية. ولم يكن العرب طرفاً، من قريب أو بعيد، بما حاق باليهود على يد النازي في الحرب العالمية الثانية، لكنهم دفعوا فواتير دم باهظة على يد النازيين الجدد.
لسنوات طويلة ارتفع صوت عالم اللغويات الأشهر «نعوم تشومسكي»، داعماً للقضية الفلسطينية. ولم نلتفت بما يكفي لعمق تأثير ذلك المفكر اليساري اليهودي، الذي ربطته صداقة عميقة مع المفكر الفلسطيني الراحل، إدوارد سعيد، في الأجيال الجديدة.
إنه الأب الروحي لجماعة «أصوات يهودية»، التي برزت في تظاهرات واحتجاجات المدن الأمريكية الكبرى، وشلت الحركة قبل أيام على الطرق السريعة في لوس أنجلوس.
وباطراد صرخات الضمير، وتظاهرات الاحتجاج باتساع العالم كله، تغيرت حسابات ومواقف دول، ووجد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، نفسه في مأزق سياسي يصعب الخروج منه. صورته تآكلت بأثر إخفاقه في إدارة حربَي أوكرانيا وغزة.
الأفدح، ما تتعرض له الولايات المتحدة الآن من عزلة دولية غير مسبوقة منذ صعودها إثر الحرب العالمية الثانية إلى منصة القوة العظمى الأولى في العالم. صوّتت وحدها ضد قرار وقف إطلاق النار في مجلس الأمن، وأجهضته بحق النقض. ثم لحقت بها هزيمة دبلوماسية تؤشر إلى التراجع الفادح في مكانتها الدولية بالتصويت على القرار نفسه، بما يشبه الإجماع في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
حسابات الضمير في الشوارع كادت تغلب حسابات المصالح في القصور. هكذا أحكم المأزق على إدارة بايدن، الحرب مكلفة، أخلاقياً واستراتيجياً، والقصف العشوائي يقتل ويدمر من دون أن تكون هناك رؤية لما بعدها، حسب وصفه.
انتقد الرئيس الأمريكي الأداء الإسرائيلي قائلاً في اجتماع انتخابي، إن الدعم الدولي أخذ في التراجع. ودعا نتانياهو إلى إدخال تعديلات على التشكيل الحكومي الإسرائيلي، مشيراً إلى ايتمار بن غفير، بالاسم.
لماذا بن غفير بالذات؟ لأنه بموقعه وزيراً للأمن القومي، يتحمل المسؤولية الأولى عن تصاعد اقتحامات المستوطنين في الضفة الغربية.
لم يكن ممكناً أن يتقبل نتنياهو اقتراح بايدن، إذ إن حكومته تعتمد في وجودها على اليمين المتطرف، إذا انقلب عليه يطاح به في أقرب وقت ممكن، وربما محاكمته وإيداعه السجن.
لا يمانع بايدن في تمديد الحرب حتى تنتهي من تحقيق أهدافها الرئيسية، في تقويض حماس وعودة الرهائن، وتغيير معادلة السلطة في غزة، لكن لا توجد حتى الآن علامة نصر واحدة.
ليست هناك خلافات جوهرية بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو، بشأن الحرب وإمداد السلاح، لكن لا توجد في الوقت نفسه أية آفاق سياسية مشتركة لما بعد الحرب. في جميع السيناريوهات والاحتمالات فإن قوة الضمير الإنساني، باحتجاجاته وضغوطه، هي العامل الأكثر تأثيراً الآن في مراكز صنع القرار.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي يلتقي مدير المخابرات الأمريكية في كييف
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، أنه التقى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) في كييف، في إعلان رسمي نادر عن اجتماع بينهما.
وقال زيلينسكي في منشور عبر تلغرام: "أجرى بيل بيرنز زيارته الأخيرة إلى أوكرانيا بصفته مديراً للـ سي آي آيه"، مؤكداً أن الرجلين عقدا "خلال هذه الحرب اجتماعات عدة"، لم يُكشف عن معظمها.وأضاف: "عقدت وإياه العديد من الاجتماعات خلال هذه الحرب، وأنا ممتن لمساعدته".
وأضاف "عادة، لا يتم الكشف عن مثل هذه الاجتماعات، وقد عقدت جميع اجتماعاتنا في أوكرانيا، وفي دول أوروبية أخرى، وفي الولايات المتحدة، وفي أنحاء أخرى من العالم، دون أي إعلان رسمي". أوكرانيا تسابق الزمن لتطوير أسلحة بعيدة المدى لمواجهة روسيا - موقع 24بينما يستعد المسؤولون الأوكرانيون لما يمكن أن يكون تخفيضات حادة في المساعدات العسكرية الغربية العام المقبل، فإنهم يسعون جاهدين لزيادة إنتاجهم من الأسلحة، خاصة لأنظمة الأسلحة التي يمكن أن تضرب عمق الأراضي الروسية لتحل محل تلك التي توفرها الحكومات الغربية. ومن المقرر أن يترك بيرنز منصبه، مع تعيين الرئيس المنتخب دونالد ترامب خلفاً له.
وعقد آخر اجتماع معلن عنه بين زيلينسكي وبيرنز في منتصف عام 2023، وفقا لمسؤولين أمريكيين، أعلنوا في يوليو (تموز) 2023 أن بيرنز قام برحلة سرية مؤخراً إلى أوكرانيا.
ونشر زيلينسكي، السبت، صورة له وهو يصافح بيرنز. ولم يذكر متى عقد الاجتماع، لكنه قال إنه سيكون الاجتماع الأخير بين الرجلين، قبل أن يترك بيرنز منصبه.
ويأتي الاجتماع في وقت حرج في الحرب، قبل شهر واحد من وصول ترامب إلى السلطة.
وتعهّد ترامب الذي يتولّى مهامه رسميا في يناير (كانون الثاني)، خلال حملته الانتخابية، بوضع حدّ سريع للحرب في أوكرانيا.
وقد سبق له أن دعا إلى "وقف فوري لإطلاق النار" وإلى محادثات، بحيث يخشى كلّ من الأوكرانيين والأوروبيين أن يدفع كييف إلى تقديم تنازلات كبيرة، ويمنح الكرملين نصراً جيوسياسياً.