مخاوف من تفشٍ جديد لـ«الكوليرا» في اليمن
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
(عدن الغد)متابعات:
مع تواصل تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن على وقع استمرار اعتداءات جماعة الحوثي وتشبثها بمواقفها الرافضة لإحلال السلام، يقرع خبراء غربيون أجراس الإنذار، من تصاعد المخاطر الصحية التي تهدد اليمنيين، وذلك في ظل بيانات تفيد بتسجيل عدد كبير من حالات الإصابة بمرض الكوليرا، خلال الفترة القليلة الماضية، في عدد من محافظات البلاد.
وأشارت البيانات، التي كشف النقاب عنها خبراء تابعون للاتحاد الأوروبي، إلى أن وتيرة تفشي هذا المرض، تسارعت على مدار الأسابيع الخمسة الأخيرة، في ثماني محافظات، من بينها ست في جنوب اليمن وشرقه واثنتان في الشمال، ما يزيد الضغوط التي يتعرض لها القطاع الصحي المتهالك من الأصل، بفعل الحرب الحوثية المتواصلة ضد المدنيين.
ووفقا للأرقام التي نشرتها «المديرية العامة للحماية المدنية الأوروبية وعمليات المساعدة الإنسانية»، وهي إدارة تابعة لـ«المفوضية الأوروبية»، شهدت الفترة ما بين 16 أكتوبر و26 نوفمبر الماضييْن، الإبلاغ عن 917 حالة يُشتبه في إصابتها بالكوليرا، بالإضافة إلى تسجيل ثماني حالات وفاة ناجمة عن الإصابة بذلك المرض.
وتشكل هذه الإصابات، حسبما ذكر موقع «ريليف ويب» الإلكتروني التابع للأمم المتحدة، ما نسبته 29% من إجمالي حالات الإصابة المشتبه بها في اليمن، منذ بداية العام الجاري، والتي بلغ عددها 3111 حالة. كما أن الوفيات المُسجلة خلال الأسابيع الماضية، تمثل 66% من عدد المتوفين جراء الكوليرا في اليمن، منذ مطلع 2023.
وتشير تقارير غير مؤكدة، إلى أن غالبية ضحايا التفشي الحالي للمرض في اليمن، هم من المهاجرين، دون تحديد دقيق لجنسياتهم، وذلك بنسبة تصل إلى 80% تقريباً.
وفي ظل جهود لتوسيع رقعة الاستجابة لهذا التحدي الصحي، حذر الخبراء الأوروبيون، من وجود معوقات قد تعرقل محاولات احتواء أي تفش أكبر للكوليرا في اليمن.
وعلى رأس هذه العقبات، تدهور وضع المنظومة الطبية بوجه عام، بجانب نقص الموارد خاصة المالية منها، وتراجع مخزونات الطوارئ، ما يقلص القدرة على رصد حالات الإصابة، وتقديم العلاج اللازم لها.
وتفيد التقديرات، بأن العدد الإجمالي لحالات الإصابة بالكوليرا المُبلغ عنها في اليمن، خلال الفترة ما بين عاميْ 2016 و2021، بلغ نحو مليونين ونصف مليون حالة، توفي ما يقرب من أربعة آلاف منها.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: حالات الإصابة فی الیمن
إقرأ أيضاً:
اليمن: الصخرة التي كسرَت قرون الشيطان وتستعد لتحطيم طغاة العصر
عدنان ناصر الشامي
على مدى عشر سنوات من التحدي الأُسطوري، وقف الشعب اليمني شامخًا كالجبل الذي لا تهزه الأعاصير، خلال هذه السنوات، خاضت اليمن معركةً لا تشبه غيرها، معركةً بين الحق والباطل، بين العزة والذل، بين إرادَة الله وبين غطرسة الشياطين، في هذه المعركة، أظهر اليمن للعالم أن الأمم الحقيقية لا تخضع لهيمنة الطغاة، ولا تنكسر أمام ضغوط الاستكبار العالمي.
كان اليمنيون صخرة الله التي حطمت قرون الشيطان، تلك الدول الوظيفية التي نشأت في نجد، السعوديّة والإمارات، التي لم تكن يومًا سوى أدوات بأيدي الطغاة، تُساق وفق أهواء قوى الاستكبار، تدور في أفلاكهم، وتنفذ مخطّطاتهم، لكن هذه المخطّطات تحطمت أمام إرادَة الشعب اليمني الذي جعل الله من صموده كابوسًا يطارد الأعداء.
الشيطان الأكبر… إلى مصيره المحتوم..
واليوم، ومع سقوط أقنعة الدول الوظيفية، يواجه اليمن تحديًا جديدًا، الشيطان الأكبر، الولايات المتحدة الأمريكية، لم تعد تكتفي بإرسال أدواتها، بل تقدمت بنفسها إلى الساحة، وكأن الله يسوقها إلى قدرها المحتوم، لتلقى مصير كُـلّ من سبقها ممن تحدى إرادَة الله، جاءت أمريكا معتقدةً أنها ستُحني اليمن، وأنها ستخضع هذا الشعب الذي وقف أمامها على مدى تسع سنوات، لكنها لم تدرك أن الله جعل من اليمن صخرةً تتحطم عليها أحلام المستكبرين وتتكسر عندها مخطّطاتهم.
قدر اليمن في مواجهة الطغاة ودعم الأحرار..
الله جعل من اليمن أُمَّـة تحمل قدرًا عظيمًا، قدرها أن تطهر العالم من فساد الطغاة، وتكسر غرورهم وجبروتهم، وأن تكون سوط العذاب الذي يستأصل الكفر ويضع حدًا لجبروت الطغاة، وكما قال أحد رؤساء أمريكا في مقولته الشهيرة: “قدرنا أمركة العالم”، نقول لهم بكل ثقة: “قدرنا أن نطهر هذا العالم من فسادكم، وأن نحطم أوهامكم، وأن ندفن غروركم في مزبلة التاريخ. ”
اليمن ليس مُجَـرّد دولة صغيرة في خريطة العالم، بل هو رمزٌ لروح الأُمَّــة وقوة الإرادَة، من أرضه تنطلق سهام الحق التي تهز عروش الطغاة، ومن شعبه تصعد إرادَة صلبة تقف في وجه كُـلّ متجبر، وَإذَا كان التاريخ قد شهد فراعنةً تحطموا أمام إرادَة الله، فَــإنَّ اليمن اليوم هو السوط الذي يلاحق فراعنة العصر، ليكون قدر الله في الأرض، الذي يستأصل الظلم وينشر العدل.
وفي نفس اللحظة التي يقاوم فيها الشعب اليمني الغزو والطغيان، يقف جنبًا إلى جنب مع الأحرار في غزة ولبنان.
إن صمود غزة الأُسطوري ومقاومة لبنان الشجاعة ليسا بمعزلٍ عن الروح اليمنية التي تحمل في طياتها إرادَة التحرّر ونصرة المظلوم، كلّ صاروخٍ يمني، وكلّ طائرةٍ مسيّرة، هي سهمٌ من سهام الله، يوجهها اليمنيون نحو قلوب أعداء الإنسانية، يحطمون بها غرور الطغاة، ويعلنون بها أن المعركة لم تنتهِ، وأن الظالمين إلى زوال.
هذه ليست معركةً عابرةً بين قوى ضعيفة وأُخرى متغطرسة، بل هي معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، الذي يُطهِر الأرض من دنس الظالمين، إنها معركةٌ بين الإيمان والكفر، بين الحق والباطل، بين إرادَة الله وإرادَة الشياطين، وكلما ازدادت التحديات، زاد اليمنيون قوةً وعزيمة، وكلما حاولت قوى الظلم كسر شوكة هذا الشعب، ازداد صلابةً وثباتًا؛ لأَنَّ إرادَة الله هي الإرادَة العليا، ولأن الله جعل اليمنيين جنوده في الأرض، وسوط عذابه الذي يطارد كُـلّ متكبر عنيد.
من صنعاء إلى غزة، ومن اليمن إلى لبنان، يمتد جسر المقاومة والتحدي، ليشكل ثلاثيةً من الصمود لا تعرف الخضوع ولا الانكسار، كُـلّ صاروخٍ يمني، وكلّ طلقةٍ يطلقها المقاومون في غزة، وكلّ شجاعةٍ يبديها الأبطال في لبنان، هي جزء من معركة التحرّر الكبرى، نحن أُمَّـة توحدها القضية، وتجمعها المقاومة، وتُحييها الإرادَة الإلهية.
اليمن اليوم ليس مُجَـرّد دولة تصمد أمام طغيان الإمبراطوريات، بل هو رمزٌ لتحرير البشرية من قبضة الشيطان الأكبر، وما كان لليمن أن يكون في هذا الموقف إلا بإرادَة الله، الذي جعله سدًا منيعًا يحمي الأُمَّــة، وصخرةً تتحطم عليها قرون الشياطين، واحدًا تلو الآخر.
نحن اليوم نقف في معركةٍ مقدسة، معركة لن تتوقف حتى يتحقّق وعد الله بالنصر والتمكين، ومع كُـلّ يومٍ يمر، يُسطر الشعب اليمني بدمائه ملحمةً جديدة، ليعلن أن طغاة هذا العصر، مهما تعاظمت قوتهم، فَــإنَّ مصيرهم إلى زوال، وأن إرادَة الله هي التي ستسود في نهاية المطاف.
اليمن هو القدر الذي كتبته يد الله في صفحات التاريخ، ليدفن الطغاة، وليُعلي رايات الحق، إنه الصخرة التي تكسر قرون الشيطان، والشعلة التي تضيء دروب الأحرار في كُـلّ زمان ومكان، وها هو اليوم يقف كتفًا إلى كتف مع غزة في نضالها ومع لبنان في صموده، ليقول للعالم: نحن أُمَّـة واحدة، وقضيتنا واحدة، وإرادتنا لا تنكسر.