موقع 24:
2024-11-24@22:45:32 GMT

أمير الدولة والمرحلة

تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT

أمير الدولة والمرحلة

الأمير الراحل نواف الأحمد كان مثال المرجعية الهادئة والإبحار المتوازن في الأزمات الصعبة

عرفت الكويت منذ القرن الثامن عشر استمرارية ثابتة «الاستقرار»، انقطعت مرة واحدة عندما احتلها صدام حسين في طريق عودته من حرب إيران. شارك العالم بأكثره في تحرير الدولة الخليجية التي انتقلت بكليتها إلى الطائف مع أميرها الشيخ جابر الأحمد، وبقيادته، عادت إلى ديارها واستقرارها ومسيرتها بين الدول.


تصرفت الكويت في العالم العربي، وضمن الأسرة العالمية، تصرف الدول النموذجية. كل خطوة لها قانونها. وظل انتماؤها إلى عروبتها، الالتزام الأول. وبينما كان العالم يرفض الاعتراف «بالصين الشعبية» قام جابر الأحمد بزيارة بكين، متحدياً هذا الرفض للاعتراف بمليار بشري.
استقلت الكويت في عهد الشيخ عبد الله السالم. وقد أنشأها على أفضل ما تكون الدول الحديثة: دستور، وبرلمان، وعضوية كاملة وعاملة في جميع المنظمات الدولية. وقام بتوزيع أملاك الدولة في مشروع نادر عرف بالتثمين، لكي يُسعف الأسر غير الميسورة. وأقام صناديق حديثة لمساعدة الدول العربية.
ومعه، ثم مع جميع أسلافه، تجنّبت الكويت نزاعات العرب، العاربة والمستعربة. وخالف مجلس الأمة أحياناً هذا الحذر، لكن ضمن الحرص على الاستقرار. وبدا البرلمان أحياناً غارقاً في ممارسات معهودة، لكن هالة الأمير وحكمته ومكانته في الناس، كانت تستوعب الأزمات مهما اشتدت.
الأمير الراحل نواف الأحمد كان مثال المرجعية الهادئة، والإبحار المتوازن، في الأزمات الصعبة. وقد جاء إلى الحكم من سنوات طويلة وزيراً للداخلية، وعارفاً بشؤون الدولة والرعية. ومن خبرة السنين الطويلة يجيء الأمير مشعل، الذي عرف عنه تكرّسه لحماية الأمير، وتوطيد عمله وحراسة مهمته. وكان الأمير الجديد يعمل في كنف صاحب الملك حامياً ومعاضداً. ويوم ذهب الشيخ جابر للعلاج في لندن، كان هو بنفسه من يدقق في هوية الزوار.
التحديات كثيرة وكبيرة. أمام الشيخ مشعل، منذ الاستقلال إلى اليوم، أصبح عدد سكان الكويت أربعة ملايين نسمة، وهي دولة ذات ضمان اجتماعي مطلق. وإضافة إلى صحافتها وبرلمانها، فهي تتميّز بساحة نقاش أخرى، تدعى الديوانيات، لا يقابلها أو يماثلها شيء في العالم.
أمام الدولة مرحلة دقيقة بطبيعتها. أي كيف سوف تُشكل إدارة الشيخ مشعل، وهل فيها تغيير واسع أم يترك ذلك إلى مرحلة تالية، ريثما يهدأ غبار المنطقة قليلاً. البعض يشعر أن الأمير الجديد من النوع الذي لا يتباطأ في شيء، ولن يترك أي شيء معلقاً مهما كانت الظروف المحيطة. وبالتالي لن يرهن قضايا الداخل بشؤون الخارج.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الكويت

إقرأ أيضاً:

قرارُ الإدانة الدولية

د. فؤاد عبد الوهَّـاب الشامي

كان الكثير من حكام العالم -وعلى رأسهم حكام أمريكا وأُورُوبا- مستسلمين للسردية الصهيونية التي تشير إلى أن الجيش الصهيوني أكثر الجيوش أخلاقية في العالم من خلال التعامل مع الأعداء، وقد روجت الدولة الصهيونية لهذه الرواية وقبلها الكثير من داعمي “إسرائيل” برغم أن الوقائع على الأرض تدحض تلك الرواية؛ فمنذ اليوم الأول رفعت الكثير من المنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية صوتها معلِنَةً أن الكيان الصهيوني يرتكب المذابح والإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزة، ولكن معظم حكام العالم كانوا يتجاهلون تلك الأصوات ويواصلون دعمهم للكيان تحت مبرّر ضمان حقه في الدفاع عن النفس بغض النظر عن الجرائم التي يرتكبها يوميًّا منذ أكثر من عام، ونرى يوميًّا المتحدثين الرسميين الأمريكيين وهم يبرّرون كُـلّ جريمة يرتكبها الكيان الصهيوني ويقدمون أعذاراً واهيةً في سبيل ترويج تلك المبرّرات.

ولقد شكَّل قرارُ محكمة الجنايات الدولية باعتقال رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق صدمة كبيرة في أوساط الصهاينة ونخبهم المختلفة، ليس بسبب أن المتهمين أبرياء فالجميع يعرف أنهم مدانون بكل الشرائع والأعراف والقوانين الدولية والإنسانية؛ ولكن لأَنَّ الجميع كان يعتقد أن الجنسية الإسرائيلية تعتبر صك براءة من كُـلّ الجرائم التي يرتكبها الصهاينة في حق الفلسطينيين أَو في حق العرب بشكل عام، وهذا ما سار عليه الصهاينة خلال القرن الماضي حتى يومنا هذا، فكان يتم النظر إلى أية جريمة يتم ارتكابها بأنها مبرّرة، وَإذَا حدث أن أية مؤسّسة دولية حاولت إدانة تلك الجرائم يهب العالم وعلى رأسه أمريكا وأُورُوبا للدفاع عن الكيان الصهيوني ويمنع صدور أية إدانة له أَو صدور قرار ضده سواءً في مجلس الأمن أَو في أية مؤسّسة دولية أُخرى، ويعتبر قرار محكمة الجنايات الدولية أول إدانة تصدر ضد مسؤولين في الكيان الصهيوني من مؤسّسة دولية رسمية بتهمة ارتكاب جرائم كبرى وهي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة، وقد تابع الجميع ردود الفعل الهستيري من قبل الصهاينة حيال ذلك، وقد أدانت تلك الردود المحكمة التي وصفتها بأنها معادية للسامية وأنها انحرفت عن الدور المرسوم لها لخدمة الصهيونية العالمية.

وقد شملت الصدمة أمريكا ومعظم الدول الأُورُوبية وخَاصَّة ألمانيا فقد شكَّل قرارُ المحكمة إحراجًا كَبيرًا لتلك الدول، ومن المتوقع أن يؤثر القرار على تزويد الكيان الصهيوني بالسلاح وعلى الدعم الذي يحظى به في مختلف المؤسّسات الدولية من قبل تلك الدول.

مقالات مشابهة

  • قرارُ الإدانة الدولية
  • نيابة عن نائب أمير مكة المكرمة .. محافظ جدة يدشن مزاد لاعبي الدوري الهندي الممتاز للكريكيت لعام 2025
  • سمو أمير البلاد يهنئ الشيخة نعيمة الأحمد بمناسبة تكريمها من قبل دولة الإمارات الشقيقة
  • وزير الخارجية ينقل رسالة شفوية من الرئيس السيسي إلى أمير الكويت
  • معرض الكويت الدولي.. جائزة الشيخ حمد: الترجمة طريق لفك اشتباكات العالم وترسيخ الانفتاح
  • في ذكرى رحيل الشيخ المعلم.. ما سر بقاء صوت الحصري خالدا في القلوب؟
  • أمير هشام: خالد مرتجي استفسر عن لائحة مكافآت كأس العالم للأندية باجتماع فيفا
  • في ذكرى وفاته.. الشيخ الحصري أول من قرأ القرآن بالبيت الأبيض والأمم المتحدة
  • عادل حمودة: الشيخ زايد حافظ على العلاقات الجيدة مع جميع دول العالم
  • الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير