كتب طوني فرنسيس في" الديار": تصل وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى لبنان وفي بالها مهمّة هي غير تلك التي يتولاها زميلها وسلفها جان إيف لودريان، مع أنّ الأخير دمج في زيارته الأخيرة بين المهمّتين: انتخاب الرئيس وضمان ألا يتصاعد التوتّر على الحدود الجنوبية إلى حرب شاملة إضافة لموضوع قائد الجيش.
تبدو زيارة كولونا مرتبطة بشق الحدود أكثر من ارتباطها بالرئاسة أو موضوع قيادة الجيش. وهي، عشية قدومها أجرت مباحثات هاتفية مع الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية المصغّرة بيني غانتس شدّد خلالها الوزير الإسرائيلي على أنّ "الواقع الذي يهدّد فيه "حزب الله" بالوكالة عن ايران، سكّان شمالي البلاد، لا يمكن أن يستمرّ، وفرنسا لها دور مهم، إلى جانب المجتمع الدولي، في القدرة على التحرّك وبذل الجهود مع دولة لبنان من أجل إزالة التهديد". على خطي التوتر والاتصالات يتأرجح وضع الجنوب، والاهتمام الفرنسي والدولي بمنع الإنفجار الكبير يستند في العمق إلى القرار الأميركي بحصر الحرب في غزة ومنع تورّط آخرين فيها بما يسفر عن حروب إقليمية. منذ بداية حرب غزة يتولّى آموس هوكشتاين مهمة التهدئة. وبحسب ما بات معروفاً فإن هوكشتاين الذي لعب دوراً رئيسياً في الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل (...) يبحث في إمكانية اتباع "آلية مماثلة للتوصّل إلى اتفاق بشأن الخلافات الحدودية بين لبنان واسرائيل" بما يشمل مرتفعات مزارع شبعا. عند هوكشتاين كما يبدو الخبر اليقين. كولونا وغيرها ينقلون الرسائل ويمهدون الطرق، أمّا المبعوث الأميركي فهو صاحب الكلمة النهائية ممهورة بتوقيع رئيسه جو بايدن.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
خبير استراتيجي: إسرائيل تريد استعادة الردع الذي فقدته بالهجوم على لبنان
قال الدكتور محمد عز العرب، الخبير بمركز الأهرام للدرسات الاستراتيجية، إن المنطقة تتجه إلى عدم الاستقرار الممتد، والتصعيد الإقليمي الذي سبق أن حذرت منه القاهرة مرارًا وتكرارًا، سواء خلال تصريحات ولقاءات الرئيس عبد الفتاح السيسي، أو تحركات وزير الخارجية بدر عبد العاطي خلال الآونة الأخيرة واجتماعاته مع عدد من المسؤولين والمختصين في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
السفير حسام زكي: العراق طلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية لبحث دعم لبنان وزير الخارجية والهجرة يطمئن على أحوال الجالية المصرية في لبنان حرب إقليميةوأضاف «عز العرب» خلال مداخلة هاتفية مع قناة القاهرة الإخبارية، أن إسرائيل أخذت مسار التحول من حرب في الإقليم إلى حرب إقليمية، إذ تحارب على أكثر من جبهة في نفس الوقت، أو كما تقول وسائل الإعلام العبرية: «حرب بين الحروب».
وتابع الخبير بمركز الأهرام للدراسات: "انتقلت بؤرة التفاعلات الإقليمية من غزة بدرجة أساسية إلى لبنان، والأهداف الحاكمة لحكومة اليمين المتطرف برئاسة بنيامين نتنياهو في إسرائيل، تهدف إلى القضاء على ما يزعم أنه مصادر التهديد الذي تمثله حركة حماس، وحزب الله اللبناني، وإخماد المقاومة في الضفة الغربية».
حرب لبنانوأوضح أن إسرائيل تحاول من خلال حرب لبنان استعادة الردع الاستراتيجي المفقود، الذي كانت تمتلكه ضد هذه الأطراف قبل هجمات السابع من أكتوبر، الذي فقدت فيه المسلمات التي ترى بأن إسرائيل لديها جيش لا يقهر، وتحاول الآن من الخلال الحرب بلبنان استعادة هيبتها».