كتبت ابتسام شديد في "الديار":   من الملاحظ في الفترة الأخيرة ان الرئيس السابق للحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط هادئ جدا، لدرجة يمكن القول انه "صفّر" مشاكله مع كل القوى السياسية، بمن فيهم تلك التي خاض معها مواجهات سياسية كبرى، لكن من دون ان يعني ذلك انه تموضع في موقع جديد، او انه صار مختلفا مع حلفائه السابقين، فواقع الأمور أن حرب غزة فرضت ترتيبا جديدا في علاقة جنبلاط بمجمل القوى السياسية، فأعاد وصل علاقته مع حزب الله بعدما أصدر مواقف تضامنية مع غزة، وكان جنبلاط أول المعزين بشهداء الحزب بعد غارة بيت ياحون، التي استشهد فيها خمسة مقاومين منهم نجل النائب محمد رعد، كما التقى جنبلاط لاحقا وفدا من "حزب الله" بحث معه التطورات في المنطقة ووضع الجبهة الجنوبية.

وفق مصادر مقربة من المختارة، فإن الوقت الراهن ليس للحسابات الداخلية بل من اجل تجنيب لبنان الحرب، من هذا المنطلق قفز جنبلاط فوق الاعتبارات السياسية متجاوزاً الاختلاف السياسي مع الحزب، ودعا لتعزيز الروابط بين اللبنانيين مهما كانت التباينات والانتماءات. التقارب بين الضاحية والمختارة لم يعد مخفياً، وحزب الله "ممتن" بقوة لمواقف جنبلاط الذي يتعامل بواقعية مفرطة مع الأحداث، وينتظر تطورات الحرب في قطاع غزة ولبنان لبناء استراتيجيته المقبلة، التي يتوقع ايضا الا تكون معادية للمقاومة، خصوصاً أن جنبلاط على المدى البعيد متخوف على مستقبل المنطقة وما يرسم من خرائط. وترى المصادر المقربة من المختارة انه على الرغم من موقف جنبلاط من أحداث غزة، فهذا الموقف لن ينعكس على الموضوع الرئاسي مستقبلا، والأمور متروكة لأوقاتها. فلم يصدر عن جنبلاط اي إشارات في الموضوع الرئاسي، وان كان الأرجح البقاء على تقاطع رئاسي مع المعارضة، في حين ان السير بمرشح حزب الله الرئاسي سليمان فرنجية مطروح في حالة واحدة فقط، هي حال التحولات الإقليمية الكبرى.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

هل يتوافق فرقاء السودان على أسئلة اليوم التالي للحرب؟

الخرطوم- بعد شهور من الجمود السياسي والتصعيد العسكري، نشطت قوى سودانية في مشاورات لطرح مشروع وطني لمرحلة ما بعد الحرب، تحاول الإجابة على أسئلة اليوم التالي، في حين دعا الاتحاد الأفريقي الفرقاء السودانيين إلى لقاء في أديس أبابا للتوافق على حوار سوداني- سوداني.

لكن مراقبين يستبعدون توافق الفرقاء السودانيين على إجابات أسئلة اليوم التالي للحرب، ويرون أن الأزمة الحالية أفرزت اصطفافا جديدا مثلما حدث قبل الحرب، وهو ما سيعقّد المشهد السياسي في البلاد.

جهود متراكمة

كشف مصدر دبلوماسي للجزيرة نت أن مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي سيعقد قمة استثنائية في منتصف فبراير/شباط الجاري بشأن السودان، موضحا أنها ستعقد على مستوى رؤساء الدول والحكومات، وتهدف إلى تقييم الوضع الراهن في السودان، وبحث التطورات المتسارعة، ووضع خارطة طريق لتحقيق وقف إطلاق النار.

كما يرتب رئيس الآلية الأفريقية لتسوية النزاع في السودان محمد بن شمباس، لدعوة الفرقاء السودانيين إلى مشاورات في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، خلال الفترة من 19 إلى 21 فبراير/شباط الجاري، لعقد المشاورات النهائية حول ترتيبات انطلاق الحوار السياسي السوداني.

وكان الاتحاد الأفريقي قد عقد مشاورات موسعة خلال يوليو/تموز وأغسطس/آب الماضيين، حيث شملت الجولة الأولى القوى السياسية المساندة للجيش، التي أقرت وثيقة شملت رؤيتها لأجندة وقضايا الحوار السوداني.

إعلان

وتلتها جولة أخرى ضمت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" وفصيلي الحركة الشعبية – الشمال برئاسة عبد العزيز الحلو وحركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد نور، للتوافق على ترتيبات حوار سوداني، لكن لم تصدر وثيقة عن الجولة.

وسبق ذلك مؤتمر للقوى السودانية استضافته القاهرة في يوليو/تموز الماضي، ضم أطراف المشهد السياسي تحت سقف واحد لأول مرة، وصدر بيان في نهاية المؤتمر تحفظت عليه بعض القوى.

مشروع وطني

وقبل أيام انخرطت قوى سياسية ومجتمعية في مشاورات في بورتسودان -العاصمة الإدارية المؤقتة- بمبادرة من شخصيات سياسية، للتوافق على وثيقة مشروع وطني يحمل رؤية لإنهاء الحرب، وللإجابة على أسئلة اليوم التالي، والتمهيد لحوار سوداني شامل يعقد داخل السودان.

ويوضح رئيس التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية مبارك أردول أن المبادرة تهدف للتوافق على مشروع وطني لإدارة البلاد في مرحلة ما بعد الحرب، ويجاوب على الأسئلة التي تهم كل السودانيين بشأن مستقبل البلاد وتأسيس سودان جديد.

وحسب حديث أردول للجزيرة نت فإنهم التقوا كتلا وقوى سياسية وممثلي مجتمع مدني ورجال دين وزعماء قبائل، أبرزها تحالف الحراك الوطني، والكتلة الديمقراطية، وتحالف سودان العدالة "تسع"، وحزب المؤتمر الشعبي، والحزب الاتحادي الديمقراطي، ووجدوا تجاوبا منهم بعد تسليمهم نسخة من مقترحات المشروع.

وعن مشاركة أطراف تختلف في مواقفها معهم، يقول أردول إن المشاركة مفتوحة لجميع القوى السياسية المؤمنة بشرعية القوات المسلحة ومؤسسات الدولة، وجرائم قوات الدعم السريع بحق الشعب ومؤسساته، ولن تستثنى أي جهة إلا لأسباب قانونية أو صدرت بحقهم أحكام قضائية.

وفي المقابل، يقول عضو في الهيئة القيادية لتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية "تقدم" للجزيرة نت إن "ما يجري في بورتسودان لا يعنيهم، لأن القوى التي تحاور بعضها متقاربة في مواقفها، وتسعى لتشكيل حاضنة سياسية لرئيس مجلس السيادة وقائد الجيش، واقتسام السلطة مع المكون العسكري".

إعلان

ويرى القيادي -الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته- أن "موقفهم الحياد"، ولذا رفضوا توجه فصائل في تنسيقية "تقدم" لتشكيل حكومة في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع أو التحالف السياسي معها، ولذا لن يكونوا جزءا من القوى المساندة للجيش.

ويؤكد أن القوى السياسية والمدنية في "تقدم" ما زالت مستعدة للحوار مع أي قوى سياسية راغبة في السلام ووقف الحرب، كما جلست مع قوى تخالفها الموقف خلال مؤتمر القاهرة في يوليو/تموز الماضي، وهي ماضية في تشكيل جبهة وطنية عريضة لوقف الحرب خلال المرحلة المقبلة، وفقا للمتحدث.

إستقبال تاريخي غير مسبوق في تندلتي و أم روابة للرئيس البرهان ..
غير مسبوق لأن الزيارة مفاجئة لأهل المنطقتين ولم يكن لديهم علم ، لا حافلات ولا بصات ولا ميكرفونات ولا تنظيم .
الشعب قالها في كل مكان وبكثافة جماهيرية لم أشهدها قريباً .. نعم للجيش .. شعبٌ واحد جيشٌ واحد.
إذا كان لديك… pic.twitter.com/0CNnpBgTCT

— الهندي عز الدين (@elhindiizz) February 2, 2025

مطالب التوافق

يعتقد الباحث والمحلل السياسي خالد سعد أن التوافق الوطني بين الفرقاء السودانيين غير مستبعد، في حال تخلت القوى السياسية عن خلافاتها البينية والذاتية، ونظرت إلى مصلحة البلاد، وكانت حريصة على عدم عسكرة كامل الفضاء السياسي.

وفي حديثه للجزيرة نت، يرى المحلل أن الحرب أسهمت باستمرار الاستقطاب، كما أسهم الخطاب السياسي في عزل القوى السياسية التي هيمنت على الفترة الانتقالية، بينما صعدت بقوى النظام السابق، فضلا أن الحرب أفرزت استقطابا اجتماعيا غير مسبوق، تأثرت به القوى السياسية التي لديها حواضن متفاعلة أو متأثرة بالحرب.

ولا يستبعد وجود قوى دولية وإقليمية ليست راغبة في توافق وطني، وتنظر إليه كمعرقل لمصالحها وتفاهماتها مع جزء من القوى السياسية أو القوى العسكرية حسب المتحدث.

إعلان

بدوره، عدّ الكاتب ورئيس تحرير صحيفة "المجهر السياسي" الهندي عز الدين أن الاستقبالات الضخمة التي وجدها رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان في أم روابة بشمال كردفان بعد تحريرها، وتندلتي في النيل الأبيض، تعد بمنزلة تفويض شعبي.

وطالب الكاتب -عبر منشور له في منصة "إكس"- البرهان بعدم الالتفات الى أي مقترحات بترتيبات سياسية، وعدم انتظار شرعية أو تقنين وضع سياسي، سواء من مؤتمر حوار أو من قوى وطنية أو تحالف "تقدم" أو حركات مسلحة.

ويرى الكاتب أن البلاد في حاجة -بعد حسم الحرب وتحريرها من الدعم السريع- إلى فترة استقرار أمني بقيادة الجيش ورئيس وزراء "تكنوقراط" 3 سنوات على الأقل، تجرى بعدها انتخابات رئاسية.

مقالات مشابهة

  • محمود فوزي: استمرار المشاورات مع القوى السياسية لاختيار النظام الانتخابي الأمثل
  • معركة النفوذ: قانون العفو يشعل مواجهة بين القوى السياسية والقضاء
  • خارجية النواب: الحوار الوطني يعكس وحدة الصف والتفاف القوى السياسية خلف القيادة
  • الحسابات الوهمية في الميديا والحرب ضد الراي العام
  • هل يتوافق فرقاء السودان على أسئلة اليوم التالي للحرب؟
  • الرئاسي: المنفي ونائبه اللافي يناقشان  مع الدبيبة تطورات الأوضاع السياسية في ليبيا
  • رئيس المجلس الرئاسي و«الدبيبة» يبحثان تطورات الأوضاع السياسية المحلية والدولية
  • عن الجرائم الأخيرة التي حصلت... هذا ما أعلنه وزير الداخليّة
  • حكومة الإقليم تشكر الكتل السياسية التي ساهمت بتمرير تعديل الموازنة
  • ندوة في ببروكسل: تشرذم القوى السياسية اليمنية يطيل الحرب ويعزز هيمنة الحوثيين