شهدت الساعات الماضية تطورات متلاحقة على صعيد المشهد العام في لبنان والمنطقة، واستمرت المواجهات مشتعلة بين حزب الله والجيش الاسرائيلي على جبهة الجنوب، فيما تواصلت المعارك العنيفة في غزة.
والبارز على جبهة الجنوب امس اعلان حزب الله تنفيذ هجمات دقيقة وموجعة على مواقع وتجمعات جنود العدو، لا سيما الهجوم الذي نفذ بواسطة مسيرة انقضاضية على تجمع للجنود الاسرائيليين في محيط ثكنة راميم، ما أدى الى وقوع عدد من القتلى والجرحى في صفوفهم.

  واعترفت وسائل الاعلام الاسرائيلية بوقوع اصابات نتيجة هذا الهجوم رغم ان الرقابة العسكرية قد فرضت حظراً على نشر المعلومات حول هذه العملية، ومساء اعترف جيش العدو بمقتل جنديين وجرح 3 آخرين.
وأعلن "حزب الله" أنه نفذ 509 عمليات ضد مواقع إسرائيلية وتجمعات للجيش منذ بداية الحرب على غزة حتى 14 كانون الأول الحالي، فيما استهدف السبت، منزلين تحصّن في داخلهما جنود إسرائيليون، بحسب ما قال في بيان.
وسط هذه الأجواء، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مؤتمر صحافي مساءً إنّ تل أبيب تسعى "لتحقيق ردع ضد "حزب الله" إمّا سياسياً أو عسكريّاً، وأضاف: "وضعنا جدولاً زمنياً لانتصار حاسم على "حزب الله" في لبنان والقضاء على "حماس" في غزة".    

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

الساعون إلى منع حرب إسرائيل على لبنان لن ييأسوا

على رغم الأجواء الملبدّة التي تنذر بشنّ إسرائيل حربًا واسعة وشاملة على لبنان، وعلى رغم الجو الإعلامي المرافق لرفع الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله من مستوى خطابه التحذيري، الذي طاولت "شظاياه" نيقوسيا، فإن الذين يعملون على خطّ إبعاد شبح هذه الحرب، التي لن تكون لمصلحة أحد، وإن كان "حزب الله" لا يزال يمسك بندقيته من وسطها من خلال تأكيده الدائم أنه لا يسعى إلى هذه الحرب، ولكنه في الوقت ذاته يعلن أنها لا تخيفه، وهو مستعدّ لها بكامل جهوزيته العسكرية وكأنها واقعة اليوم قبل الغد.
فالجبهتان اللبنانية الجنوبية والإسرائيلية الشمالية تشهدان سباقًا محمومًا بين التصعيد والتهدئة، مع تزايد الرسائل الديبلوماسية التي تصل إلى لبنان من دول شقيقة وصديقة عن أهمية الاستجابة للمساعي الدولية الهادفة إلى تجنيب لبنان حربًا واسعة، قد تؤدي إلى تداعيات خطرة على كل المنطقة، إذ أنها لن تكون محصورة بجزء منفصل من لبنان، بل ستطال شظاياها المباشرة وغير المباشرة معظم دول المنطقة، وبالتالي فإن التحذير الذي وجهه نصرالله إلى قبرص يدخل في هذا السياق التمددي لمفاعيل الحرب، التي تُقرع طبولها في تل أبيب على وقع نتائج ما يمكن أن تسفر عنه الحرب الأخرى على رفح.
وعلى رغم هذا الجو الآخذ في الاحتقان فإن الساعين إلى فرملة دفع لبنان إلى الانزلاق إلى حرب قد تكون قاضية هذه المرة لأنها تأتي في الوقت الغلط، إذ أن اللبنانيين المثقلين بهذا الكمّ الهائل من المشاكل الوجودية والاقتصادية والاجتماعية ليس في مقدورهم أن يتحمّلوا وزر ما يمكن أن تكون عليه نتائج هكذا حرب مدمرة، لن يثبط كل هذا الضجيج الإعلامي وكثرة الشائعات المغرضة من عزيمتهم. فهم لن يوفروا أي  جهد في محاولاتهم الحثيثة لإنضاج فكرة تحييد لبنان وعدم زجّه في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل، وهو البلد العربي الوحيد، الذي يتحمّل ما لا قدرة للآخرين على تحمّله ثمنًا لدعمه بالحديد والنار فلسطينيي قطاع غزة، فيما يكتفي كل الآخرين بالدعم الإعلامي والتضامن المعنوي.  
ويأتي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على رأس قائمة الساعين إلى نزع فتيل الحرب على رغم عدم الجزم بأي احتمال في شأن اقتراب خطر اندلاعها بين إسرائيل و"حزب الله"، وقد كان لقاؤه مع أمين سر حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين مناسبة وجّهت فيها أنظار العالم إلى الخطر المحدق بلبنان، خصوصًا أن المعلومات المتوافرة مما يبثه الاعلام الغربي من شائعات، وآخرها ما صدر في جريدة "التلغراف" البريطانية بالنسبة إلى وجود صواريخ لـ "حزب الله" مخبأة في مطار رفيق الحريري الدولي، يشي بأن التحضيرات من الجانب الإسرائيلي لشن هذا النوع من الحروب قد أصبحت على قاب قوسين أو أدنى.
 
فسياسة الهروب الى الامام الذي يتبعها رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو تسرّع من وتيرة الاقتراب إلى ساعة الصفر، إلاّ أن هذا الأمر لا يعني أن الساعين إلى السلام، ومن بينهم لبنانيون حريصون على وحدة الشعب والأرض، سيتخّلون عما يقومون به من جهود لعل وعسى، وهم المؤمنون بأن لغة العنف لن تولدّ سوى المزيد من العنف والدم والدمار والحرائق، التي "تأكل" الأخضر واليباس.
 فصرخة هؤلاء لن تكون في وادٍ، بل سيكون لها مفاعيل أقوى من الضجيج الإعلامي، وأكثر فعالية من الأصوات الغريبة التي تدعو إلى الحرب، على حدّ ما يقوله بعض المتفائلين، الذين لا يزالون يعتقدون أن المجتمع الدولي لن يقف متفرجًا على ما يمكن أن تقوم به إسرائيل، وإن كان يحمّل في جزء من مسؤولية تبعات التحضير لأجواء الحرب لـ "حزب الله". المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية إسرائيل يهدد إيران وحزب الله: سنتحرك بكل قوة
  • كارثة استراتيجية بانتظار جيش الاحتلال فيما لو اندلعت حرب شاملة مع حزب الله 
  • حرب غزة تؤسس لتحالف بين حزب الله والجماعة الإسلامية
  • حزب الله يستهدف الأجهزة التجسسية في موقع إسرائيلي على الحدود الجنوبية
  • الساعون إلى منع حرب إسرائيل على لبنان لن ييأسوا
  • الجنوب أسير الحل الدبلوماسي الأميركي
  • عودة التصعيد إلى جبهة الجنوب : غارات على النبطية والبقاع الغربي
  • بحبك يا لبنان
  • غالانت يهدد من واشنطن بإعادة لبنان إلى العصر الحجري في أي حرب مع حزب الله
  • لا تطمينات باطفاء جبهة الجنوب قبل غزة: قواعد الاشتباك نافذة الى إشعار آخر