حتى يتجنب الأردن مفاجآت الإقليم
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
حتى يتجنب #الأردن #مفاجآت_الإقليم – #ماهر_أبوطير
يبدو السؤال مهما اليوم حول الذي سيفعله الأردن إذا تدهورت أوضاع الإقليم بشكل أكبر، خصوصا، مع المهدد الإسرائيلي الذي لا يمكن تلطيفه حاليا، ولا على المدى الإستراتيجي.
سياسات الدولة تدير المشهد بشكل يمكن الجدل حول قوته أو ضعفه، لكن المؤكد أن الإدارة الداخلية يجب أن تفرض تحولات مبكرة، منذ الآن، خصوصا، أن إدامة السياسات ذاتها، والإدارات ذاتها، يعني أن مبدأ الإدامة يعكس تقييماً يقول إن لا شيء مستعجلا، وأن الأمور مستقرة، وأن ردود الفعل المتوترة غير مطلوبة، وهذه الصورة المستقرة، من حيث ثبات السياسات والإدارات، قد لا توصل الرسالة هنا، بل قد تعبر عن عدم تقييم عميق لكلفة المشهد في الإقليم.
الأردن أمام حرب في فلسطين، تركت أثرا خلال الأشهر الثلاثة الماضية على الداخل الأردني من ناحية سياسية واقتصادية، وإذا تواصلت الحرب سوف تشتد التأثيرات على الأردن، خصوصا، إذا تمددت كما هو معروف نحو القدس والضفة الغربية، والأخطار هنا متنوعة، عسكرية، وأمنية، وسياسية، ولها علاقة حتى بطبيعة موازنة الدولة، وتغطية أي ثغرات قد تستجد، إضافة إلى حالة الانجماد الاقتصادي الداخلية التي ترتد على تحصيلات الخزينة، ومع كل هذا تموضع الأردن أمام المشروع الإسرائيلي ذاته ومدى سلامته من مخططات إسرائيل التي قد تمر بقصص التهجير الكلي أو الجزئي، أو حتى محاولة فرض سيناريوهات لإعادة رسم الخريطة الأردنية الحالية، والاستيلاء على مساحات منه، وصولا إلى كل تفاصيل هذا المهدد.
ما لا ينكره أحد أيضا أن الأردن محاط بالحرائق من كل مكان، حلفاء إيران في سورية ولبنان، والمشروع الإيراني في المنطقة، وصولا إلى أخطار اليمن التي تشمل إطلاق الصواريخ قرب العقبة والمهددات هنا تشمل العقبة كمنطقة اقتصادية خاصة، وميناء وهي القريبة جدا من مدن فلسطين المحتلة، وأيضا ما يرتبط بالعراق، وجواره ووجود إيران فيه، وأي عمليات عسكرية قد تستجد من هذه المساحات، أو محاولات القصف وتهريب السلاح، وقد يبدو الكلام وكأن الأردن عالق وسط دول تستهدف إسرائيل وبالتالي من الطبيعي أن تصلنا الحرائق، ان لم تكن النيران ذاتها، لكن القصد هنا يقول شيئا ثانيا، أي أننا وسط إقليم تتداعى أركانه فعليا، ولا يجوز أن تدار شؤوننا على أساس شراء الوقت للسلامة، أو تدبر الأمور، وفقا لما هو متاح، خصوصا، ان المعادلات تتغير يوميا، ولا يمكن الركون هنا إلى أي ضمانات أميركية أو غربية، بل ان هذه الضمانات قد تصبح في لحظة ما، سببا لترسيم مواقعنا في معسكرات لا نريدها اصلا.
والأمن الإقليمي هنا لا يستثني مصر ومكانتها وجوارها الجغرافي معنا، وما يمكن ان تتعرض له، وسط اصرار من جانب دول كثيرة على محاولات العبث باستقرار مصر، وتعريضها لاخطار كبيرة، تتجاوز المراحل السياسية التي تحكمها، والأمر ذاته يمتد الى كل دول الاقليم، خصوصا، ان قراءات الحرب في غزة، تؤشر على أن المواجهة الأكبر في المنطقة ستبدأ أصلا بعد وقف حرب غزة، من باب تصفية الحسابات الإسرائيلية والأميركية، مع كل المساحات السياسية التي حاولت الاقتراب من أمن إسرائيل، بما في ذلك الدول الراعية، والحاضنة، وهذا يعني بشكل مباشر، ان حرب غزة، ليست فلسطينية وحسب، بل تمثل مشهدا اقليميا ودوليا، من حيث الواقع الحالي، والنتائج الإستراتيجية، أيا كانت نتائج هذه الحرب ضد الفلسطينيين.
الخلاصة تقول ان تعزيز الاستقرار داخل الأردن لا يكون بإدامة السياسات والإدارات ذاتها، تعبيرا عن الصلابة والقوة، بل بتشكيل انعطافة عميقة في كل شيء بما في ذلك السياسات والإدارات، تستبق القادم على الطريق، حتى لا نجلس في حالة مباغتة، وكأننا نكتشف موقعنا الجيوسياسي المكلف لاول مرة، هذا على الرغم من كل المؤشرات التي تتنزل علينا.
نحن لسنا دولة عظمى في الإقليم والعالم، ولدينا مشاكلنا وأزماتنا الكثيرة، لكننا بحاجة إلى خطة عمل من نوع آخر، حتى لا نباغت بمفاجآت وتطورات غير متوقعة على مستوى الإقليم.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الأردن
إقرأ أيضاً:
ملك الأردن: يجب وقف الحرب الإسرائيلية على غزة فورا
طالب العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، اليوم الخميس، 03 إبريل 2025، بـ"ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على القطاع فورًا".
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتس، في إطار زيارة رسمية غير معلنة المدة يجريها إلى برلين.
وقال ملك الأردن، إن تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة يشكل "تهديدًا للاستقرار الإقليمي".
ودعا المجتمع الدولي إلى "اتخاذ إجراءات فورية للتخفيف من المأساة الإنسانية"، مؤكدًا على "ضرورة استعادة وقف إطلاق النار واستئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة".
وقال العاهل الأردني، إن خرق وقف إطلاق النار انتكاسة كبيرة للجميع، لكن خلال الأسابيع المقبلة، وفي حال تمت استعادة وقف إطلاق النار، فسيأتي وزراء الخارجية العرب إلى أوروبا للشرح للشركاء الأوروبيين كيف يمكن المضي قدما بخصوص هذه التحديات، ثم يتوجهون إلى الولايات المتحدة، معربا عن أمله في أن يكون نتاج ذلك إعداد خطة محكمة يمكن أن تحظى بتأييد الجميع.
بدوره، أكد المستشار شولتس ضرورة استعادة وقف إطلاق النار في غزة، ووصول المساعدات الإنسانية، محذرا من خطورة عدم دخول هذه المساعدات، مضيفا أن هذا أمر لا يمكن أن يستمر ويجب ألا يستمر، فالكثير من الناس يتضورون جوعا ويعانون في ظل استمرار العدوان ونقص الدعم والمساعدة الطبية.
وأوضح، أن السلام الدائم المطلوب لاستقرار الوضع في غزة والضفة الغربية، لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال حل سياسي، لذلك لا بد من العودة إلى مفاوضات جادة بهدف الاتفاق على حل بعد الحرب في قطاع غزة.
وجدد التأكيد على تمسك ألمانيا بحل الدولتين، باعتباره الحل الوحيد والمستدام الذي يضمن السلام والأمن في الشرق الأوسط، لافتا إلى دور الأردن البارز بهذا الصدد.
وثمن شولتس الدعم الأردني في مجال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ودورها في تثبيت الاستقرار من خلال الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس .
المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين صيدم: فصل رفح عن خانيونس هدفه فرض "التهجير القسري" مصر تُعقّب على استهداف الاحتلال عيادة تابعة للأونروا في غزة مفوض الأونروا: 9 أطفال قتلوا بقصف إسرائيلي على منشأتنا بغزة الأكثر قراءة الأونروا تعلن مقتل 180 طفلا بغزة جراء الإبادة الإسرائيلية شاهد: تقرير: الاعتداء على فادي الوحيدي وصحفيي جباليا بقطاع غزة بالصور: قصص من السماء: تحقيق في استهداف إسرائيل صحفيي الدرون بغزة الإفلات من العقاب: "فلسطين هي المكان الذي تموت فيه القوانين الدولية" عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025