الثورة نت:
2024-09-29@06:23:30 GMT

حتى مطلع النصر

تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT

من الواضح أن الغطرسة الصهيونية أعمت قيادات كيان الاحتلال عن استيعاب اللحظة التي تحاصره من كل الاتجاهات.. لحظة استثنائية فعّلت محور المقاومة في سابقة لم تحدث من قبل، للرد على جرائمه في غزة، وإن لم تفعّل بعد كل إمكانات المحور.
المقاومة الإسلامية اللبنانية من شمال الكيان، والقوات المسلحة اليمنية من جنوبه، وفوق كل ذلك حصار بحري فرضته القوات البحرية اليمنية، ومعه بدأت أعراض الحُمى تظهر على جسد الكيان، ولا يزال يكابر.

. الكثير من المستوطنين غادروا البؤر الاستيطانية، لوصولهم إلى القناعة بأن الأرض المحتلة التي يقيم عليها الاحتلال كيانه ليست بالأرض الآمنة فهي مهددة إما بالنار أو بالجوع.
ولا شك أن دخول اليمن معركة الدفاع عن الشعب الفلسطيني كان له تأثيره في صنع واقع الاحتلال الجديد، وفي صنع الأسباب الموضوعية لدفعه ومعه أمريكا إلى مراجعة مخطط الإخضاع للشعب الفلسطيني وقمع أي صوت أو تحرك مقاوم، فضلا عن أن التدخل اليمني نجح في إرباك الحسابات الأمريكية على مستوى كل المنطقة، وتحديدا مع إطلاق صنعاء معادلة البحر وباب المندب، وهو الجديد الذي فتح شهية التحليلات العسكرية والسياسية لوضع توقعات جديدة لمآلات الشيطنة الصهيونية الأمريكية.
فجّر اليمن مفاجأة صدمت العالم وكسرت كل التوقعات، حين أظهر استعدادا متكاملا، وواجه عدواً كالكيان الصهيوني الذي أرهب العالم، وحين نقول الكيان الصهيوني فإن الأمر يرتبط على نحو طبيعي بالكيان الأمريكي.
وبموازاة هذه المفاجأة ظهر في المقابل عجز أمريكي واضح عن تولي إدارة المعركة وتحويل النتائج لصالح التحالف الصهيوني الذي يجمعه بالكيان إلى جانب المانيا وبريطانيا وفرنسا وباقي الهوامش، وظهر هذا التحالف مشلولا عن القدرة في تحديد الردود المناسبة، والضامنة لاستعادة ما انهار من هيبته وكرامته.
فمنذ السابع من أكتوبر نشرت أمريكا بوارجها في بحار المنطقة، بقصد إرهاب الآخرين عن التدخل في معركة الكيان ضد الشعب الفلسطيني في غزة، ثم ما لبثت أن بدأت تبحث عن شراكة مع باقي الدول لتشكيل تحالف بحري بزعم حماية الملاحة والهدف منه إرهاب صنعاء عن الاستمرار في عملياتها ضد اسرائيل، ومع تغليب الآخرين لصوت العقل وعدم الرغبة في المجازفة بمصالحهم، ذهبت أمريكا كالعادة إلى التهديد الأجوف لصنعاء بإحياء العدوان على اليمن، ثم بدأت فجأة بسحب بوارجها من الخليج وتحديدا المدمرة الشهيرة «ايزنهاور»، ليدلل ذلك على أن البيت الأبيض لم يعد أمامه إلا الفقاعات الارهابية لردع صنعاء عن الاستمرار في عملية استهداف السفن ذات العلاقة بالكيان.
وخلال اليومين الماضيين – ومع زيادة حدة التهديدات الامريكية، والتي رافقها محاولات تقييم لأثر هذه التهديدات بإغراء بعض السفن للتوجه إلى موانئ الكيان تحت حمايتها – جاءت الصفعة اليمنية مؤلمة، إذ زادت عمليات الاستهداف، وضربت الصواريخ والمسيّرات اليمنية خلال ثلاثة أيام أربع سفن صدّقت أمريكا وخالفت التعليمات وتجرأت على تجاهل التحذيرات، زائدا عملية جوية على مناطق حساسة في أم الرشراش.
هنا كان من الطبيعي أن تعلن واشنطن أمس أن تهديداتها لصنعاء كي توقف عملياتها ضد الكيان الصهيوني، قد فشلت، حسب موقع اكسيوس الأمريكي، وزد فوق ذلك إطلاق صنعاء عبر قواتها البحرية وعيدا بانتقال عملياتها إلى المرحلة الثالثة، ولا أحد يعلم فحوى هذه المرحلة لكنها ربما تكون أقسى من استهداف السفن بهذه الطريقة المهذبة التي راعت حياة طواقم السفن فلم يتعرض أحدهم لأذى، وللتحليلات أن تذهب إلى حيث تريد، فالواضح للعالم أن القوات المسلحة اليمنية تنفذ عملياتها بلا آية ثغرات قانونية تجعلها في موضوع المساءلة الدولية، وإلا لكانت أمريكا قد تصدرت مسألة الادانة والاتهام.
ومع تتابع العمليات اليمنية، صار على الكيان أن يزيل عن عينيه غشاوة الغطرسة وأن يدرك أن توالي الضربات قد لا تفرض عليه فقط رفع يده عن الفلسطينيين، وإنما مغادرة المنطقة نهائيا وإعادة الأرض إلى أبنائها.
وأما التوقف عن عمليات الاستهداف للسفن إلى الكيان المتغطرس، فإنها ثابت ومبدأ قالتها وتقولها الجموع اليمنية المليونية التي تخرج اسبوعيا لتحث القوات المسلحة على ألا تقف مكتوفة الايدي تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة وحصار حتى من الحصول على شربة ماء نظيفة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تصاعد العمليات لمحور القدس وتضييق الخناق على الكيان الصهيوني

حيث تصاعدت العمليات العسكرية اليمنية المساندة لفلسطين ولبنان بشكل لافت، ما يساهم إلى جانب ضربات لبنان والمقاومة العراقية والاستنزاف الكبير للكيان المحتل من فصائل المقاومة في غزة، في زيادة زعزعة أمن الأراضي المحتلة بشكل غير مسبوق.
عملية يافا وعسقلان
العملية اليمنية الأخيرة التي تم فيها استهداف يافا المحتلة "تل أبيب" بصاروخ فرط صوتي من طراز "فلسطين 2"، واستهداف عسقلان المحتلة بطائرة مسيّرة من طراز "يافا"، جاءت كإعلان صريح أن اليمن قد تجاوز تمامًا وعلى نحو قطعي عقبة منظومات الدفاع الإسرائيلية، وأن كامل فلسطين المحتلة باتت مكشوفة أمام الصواريخ والطائرات اليمنية. الضربات العسكرية .

 3 مدمرات امريكية

لم تتوقف عند هذا الحد، بل امتدت إلى البحر الأحمر، باستهداف ثلاث مدمرات حربية أميركية كانت متوجهة لدعم الكيان الصهيوني، بعملية معقدة شملت 23 صاروخًا مجنحًا وباليستيًا، وطائرات مسيرة.

هذه الضربات التي أصابت السفن الأميركية إصابات مباشرة، تزيد التأكيد على تفاقم الفشل الأميركي في تأمين تواجدهم البحري في المنطقة، وهو ما أكدته سابقًا تصريحات النخب الأميركية، إذ أشاروا مرارًا إلى فداحة ما وصلت إليه البحرية الأميركية في مواجهة التطور النوعي للقوات المسلحة اليمنية، ووصل بهم الحال للقول بأن عصر "حاملات الطائرات الأميركية انتهى" وهي يد العسكرية الأميركية الضاربة التي تتكئ عليها في تنفيذ أجنداتها العدائية عابرة القارات.

وهذا يحيلنا إلى نتيجة مفادها أنه: إذا كان الجيش الأميركي يعاني من القدرة على التصدي لهذه التهديدات وحماية سفنه الحربية منها، فإن حماية الكيان الصهيوني سيصبح أكثر تعقيدًا في المرحلة المقبلة.

تصعيد استراتيجي

وبالتوجة إلى عمليتي استهداف "عسقلان" و"تل أبيب"، فإنهما لم تكونا فقط تصعيدًا عسكريًا، بل تأكيدًا استراتيجيًا على أن اليمن قد نجح في تخطي كل الدفاعات الجوية الإسرائيلية بعد محاولة الكيان التقليل من ذلك في أعقاب الضربتين السابقتين بالمسيرة "يافا" و"فلسطين2" الفرط صوتي

وأشار إلى أنهما لم يتجاوزا المنظومات الدفاعية وكان ما حدث "خطأً بشريًا" بالنسبة للمسيرة "يافا" وفي الصاروخ "فلسطين2" قالوا إنهم تصدوا له "جزئيًا"، لتأتي عمليتي فجر اليوم لنسف هذه الادعاءات.

وهذا التحول يعني أن عمق الأراضي المحتلة من "عسقلان" و"أم الرشراش" جنوبًا إلى "تل أبيب" وسطًا ، بات ميدانًا مفتوحًا للصواريخ والطائرات اليمنية، ما ينذر بتحولات كبرى في المعركة القادمة.

تناغم

ولعل ما يثير القلق الأكبر لدى الكيان الصهيوني هو هذا التناغم بين القوات المسلحة اليمنية وفصائل محور المقاومة بشكل عام، فالكيان الصهيوني الآن يواجه حصارًا عسكريًا متعدد الجبهات، من ضربات حزب الله المستمرة التي تصل إلى حيفا شمالًا، إلى ضربات الجيش اليمني والمقاومة العراقية من أم الرشراش وعسقلان جنوبًا إلى "تل أبيب" في الوسط، فيما يشبه تقاسم وتوزيع استراتيجي للضربات يعزز من شل حركة الكيان الصهيوني ويدفع به نحو الانهيار التدريجي تحت وطأة الاستهدافات الدقيقة بما يساهم في دفعه إجباريًا نحو إيقاف عدوانه على غزة ولبنان .

هذا التحول الكبير في مسار العمليات العسكرية ضد الكيان الصهيوني يثبت أن تحالفات فصائل المحور ليست مجرد دعم رمزي شعاراتي كما يحاول الصهاينة بمختلف ألسنتهم العجمية والعربية قوله، بل تجسدت عملًا عسكريًا فاعلًا في الميدان.

ومع تخطي اليمن والمقاومة العراقية وحزب الله لمنظومات الدفاع الصاروخي الصهيونية، يبدو أن المرحلة القادمة ستكون أشد وطأة وقسوة على الصهاينة، ما سيضطرهم لإعادة التفكير في استراتيجيتهم الأمنية، إن كان هناك ما تبقى منها.

مقالات مشابهة

  • الكيان الصهيوني يُعلن مقتل حسن نصر الله
  • لجان المقاومة: القصف البربري للضاحية يؤكد نازية واجرام الكيان الصهيوني
  • لجان المقاومة: الضربة الصاروخية اليمنية أصابت قلب الكيان الصهيوني ومركزه العسكري والاقتصادي
  • تصاعد العمليات لمحور القدس وتضييق الخناق على الكيان الصهيوني
  • كنعاني: أمريكا شريكة في جرائم الكيان الصهيوني ضد شعبي فلسطين ولبنان
  • كنعاني: واشنطن شريكة في جرائم الكيان الصهيوني بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني
  • البحر الأحمر خالي من السفن المتجهة صوب الكيان
  • البحرية اليمنية تنهي الغرور الأمريكي وتقلب المعادلة الأمنية في البحر الأحمر
  • معادلات جديدة.. البحرية اليمنية تنهي الغرور الأمريكي
  • الرئيس الإيراني: الكيان الصهيوني وداعميه هم أكبر الإرهابيين