حصاد الطوفان اليمني يتعاظم .. موانئ صهيونية خاوية إلا من بقايا الصواريخ اليمنية.. واقتصاد يترنَّح
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
الثورة / مصطفى المنتصر
تتواصل عمليات الطوفان اليمني المبارك على مدى 47 يوما من بدء المشاركة اليمنية في معركة طوفان الأقصى التي وجه بانطلاقها سماحة السيد القائد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للقتل والتدمير والحصار في قطاع غزة.. وتجسدت في قصف الأراضي الفلسطينية المحتلة واستهداف السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، والتي وصفت بالانتصار الأعظم وغير المسبوق إثر النجاحات الكبيرة التي حققتها ضربات القوات المسلحة اليمنية في عملياتها البطولية والشجاعة منذ أواخر شهر اكتوبر الماضي .
في ظل استمرار الكيان الصهيوني في ارتكاب المجازر الوحشية وجرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني المقاوم، ابت الجمهورية اليمنية وقيادتها الحكيمة إلا ان تكون حاضرة في خضم هذه المعركة المباركة التي يخضوها المجاهدون في المقاومة الإسلامية للتصدي للكيان الصهيوني الغاشم ودحر غطرسته المدعومة من قوى الشر والإرهاب العالمي ممثلة بأمريكا وبريطانيا وغيرهما من الدول الاستعمارية المستبدة ، حيث كان الحضور اليمني الطاغي في معركة طوفان الأقصى احد أبرز معالم الانكسار الصهيوني ومن ورائه أمريكا التي وقفت عاجزة أمام الضربات اليمنية المتلاحقة التي كان لها تأثير كبير وبالغ على مسار الحرب وتبعاتها المستقبلية على اقتصاد الكيان الصهيوني الغاصب .
31 من اكتوبر الماضي وبعد 25 يوماً من العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة وما تسببت به الجرائم الصهيونية من استشهاد الآلاف من المواطنين الأبرياء جلهم من النساء والأطفال، ناهيك عن حجم الدمار والتدمير المتعمد الذي طال كل مناحي الحياة الغذائية والطبية والاقتصادية وألقي بظلاله على واقع المعاناة التي يتجرعها المواطنين في قطاع غزة، بالإضافة إلى الخذلان العربي المهين والصمت الدولي المريب الذي كشف الغطاء عن الحقيقة الزائفة للمنظمات الدولية التي تلعب الدور المشبوه تحت مسمى الإنسانية وكيف تعرت حقيقتها وانكشفت بوضوح إزاء الجرائم الصهيونية في قطاع غزة ، لتقف اليمن دولة وحكومة وشعبا مع أبناء الشعب الفلسطيني وتنفض غبار الوهن والعجز الذي طال الأنظمة العربية العميلة وأعلن المواجهة المباشرة مع الكيان الغاصب بكل شجاعة واقتدار، ليعلن بذلك مرحلة جديدة من الحرب ويفرض معادلته الحربية على موازين القوى الدولية ويضع مصير الكيان الصهيوني على المحك.
ومع استمرار الكيان الصهيوني الإرهابي في مواصلة إجرامه بحق أبناء غزة، كان لا بد للقوات المسلحة اليمنية أن تقوم بواجبها بالتوكل على الله وانتصاراً للمظلومية التاريخية للشعب الفلسطيني العزيز بحسب ما أعلنه المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع عن قيام القوات المسلحة بأولى عملياتها في 31 من اكتوبر 2023م بإطلاق دفعة كبيرة من الصواريخ البالستية والمجنحة وعدد كبير من الطائرات المسيرة على أهداف مختلفة للعدوِ الإسرائيلي في الأراضي المحتلة والتي مثلت صدمة كبيرة لكيان العدو الأمريكي الصهيوني ومثلت ضربة قاصمة ومفاجئة هزت كيانه وقضت مضاجعه التي ظن أنه سيكون في مأمن وفي حين غفلة وجد نفسه أمام حرب أخرى كانت بعيدة عن توقعاته وحسبانه .
ولم يقتصر الدور اليمني عن إعلان القوات المسلحة اليمنية المشاركة في الحرب، بل كثفت من عملياتها البطولية بتاريخ 1 /11 /2023م بإطلاق دفعة كبيرة من الطائرات المسيرة على أهداف عدة في عمق الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة وقد وصلت إلى أهدافها بفضل الله حسب إعلان القوات المسلحة اليمنية.
وتلبية لنداءات الشعب الفلسطيني وانطلاقا من الموقف اليمني الشجاع المؤمن بمظلومية الشعب الفلسطيني المقاوم، أطلقت القوات المسلحة اليمنية دفعة من الطائرات المسيرة هي الأخرى في تاريخ 6 / 11 /2023م على أهداف مختلفة وحساسة للعدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، وكان من نتائج العملية توقف الحركة في القواعد والمطارات المستهدفة ولعدة ساعات.
وفي تطور لافت وتصد واضح للغطرسة الأمريكية ودعمها اللا محدود لجرائم العدو الصهيوني في قطاع غزة تمكنت الدفاعات الجوية للقوات المسلحة اليمنية في 8 /11 /2023م من إسقاط طائرة أمريكية MQ9 أثناء قيامها بأعمال عدائية ورصد وتجسس في أجواء المياه الإقليمية اليمنية وضمن الدعم العسكري الأمريكي للكيان الإسرائيلي، حيث تم إسقاطها بالسلاح المناسب.
ولم يتوقف الطوفان اليمني الرادع عن القيام بواجباته الإنسانية والأخلاقية والتصدي لهمجية العدو الصهيوني من خلال قصف المستوطنات والأراضي الفلسطينية المحتلة وشل حركة موانئه واستهدافها بشكل مباشر، حيث أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن اطلاق دفعة جديدة من الصواريخ الباليستية على أهداف مختلفةٍ وحساسة للكيان الإسرائيليِ جنوبي الأراضي المحتلة، منها أهداف عسكرية في منطقة أم الرشراش (ايلات) في تاريخ 9 /11 /2023م والتي حققت أهدافها بنجاح وأدت إلى إصابات مباشرة في الأهداف المحددة رغم تكتم العدو على تلك الخسائر وحجمها خشية الفضيحة التي لحقت به إثر تلك العمليات المباغتة.
وفي 14 /11 /2023م أطلقت القوات المسلحة دفعة من الصواريخ الباليستية على أهداف مختلفة للعدو الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، منها أهداف حساسة في منطقة أم الرشراش “إيلات” وذلك بعد 24 ساعة فقط من عملية عسكرية أخرى نفذتها قواتنا المسلحة بالطائرات المسيرة على ذات الأهداف.
معادلةُ يمنية جديدة
تنفيذا لتحذيرات القوات المسلحة اليمنية المتكررة بتوسيع بنك الأهداف في حال استمر الكيان الصهيوني في مواصلة عدوانه الظالم على الشعب الفلسطيني ونزولا عند المطالب الشعبية اليمنية والعربية للقوات المسلحة بمواصلة عملياتها البطولية وانطلاقا من المسؤولية الدينية والوطنية والأخلاقية، أعلنت القوات المسلحة في 19 /11 /2023م أنها ستقوم باستهداف جميع أنواع السفن التي تحمل علم الكيان الصهيوني وكذا السفن التي تقوم بتشغيلها شركات إسرائيلية بالإضافة إلى السفن التي تعود ملكيتها لشركات إسرائيلية.
كما أهابت القوات المسلحة اليمنية بجميع الدول سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم تلك السفن وتجنب الشحن على متنها وتحذيرها بالابتعاد عن السفن المشمولة بقرار الاستهداف، معلنة بذلك بدء مرحلة جديدة من الردع اليمني العاصف بكيان العدو ومن يعمل على مساندته والتحالف معه في قتل الأبرياء والأطفال وارتكاب المجازر الإرهابية في قطاع غزة.
وعلى ضوء ذلك الإعلان الذي لم تمض عليه 24 ساعة، نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية في البحر الأحمر كان من نتائجها الاستيلاء على سفينة إسرائيلية واقتيادها إلى الساحل اليمني.
وطمأنت القوات المسلحة اليمنية انها ستتعامل مع طاقم السفينة وفقا لتعاليم وقيم ديننا الإسلامي، مجددة تحذيرها لكافة السفن التابعة للعدو الإسرائيلي أو التي تتعامل معه بأنها سوف تصبح هدفاً مشروعاً للقوات المسلحة اليمنية، كما أكدت استمرارها في تنفيذ العمليات العسكرية ضد العدوِ الإسرائيلي حتى يتوقف العدوان على قطاع غزة وتتوقف الجرائم البشعة ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.
ويتواصل الحضور اليمني المرعب محلقا في سماء الأراضي الفلسطينية المحتلة ويتسبب بحالة من الرعب والهلع بين فلول المستوطنين بالإضافة إلى الخسائر والاضرار الكبيرة الناجمة عن العمليات العسكرية اليمنية المختلفة حيث نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية عملية استهداف لسفينتين إسرائيليتين في باب المندب بتاريخ 3 /12 /2023م وهما سفينة “يونتي إكسبلورر” وسفينة “ نمبر ناين”، حيث تم استهداف السفينة الأولى بصاروخ بحري والسفينة الثانية بطائرة مسيرة بحرية.
وبحسب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، فقد جاءت عملية الاستهداف بعد رفض السفينتين الرسائل التحذيرية من القوات البحرية اليمنية.
وفي 6 /12 /2023م أطلقت القوة الصاروخية بالقوات المسلحة اليمنية دفعة من الصواريخ الباليستية على أهداف عسكرية للكيان الإسرائيلي في منطقة أم الرشراش جنوبي فلسطين المحتلة، وأكد البيان أن العملية حققت أهدافها بدقة وألحقت بالعدو أضراراً كبيرة .
مرحلة الردع والمنع الشاملة
ومثل قرار القيادة الثورية اليمنية ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بشأن توسيع نطاق عمليات القوات المسلحة اليمنية وفتح الجبهة البحرية ضد الكيان الصهيوني في منتصف شهر نوفمبر الماضي وما تبع ذلك من خطوات عملية ألحقت بالعدو خسائر فادحة وشلت اقتصاده وحركة موانئه بصورة لم يسبق لها مثيل، تقدما كبيرا ومسبوقا في المعركة مع العدو الأول للأمة.
وبعد نجاح القوات المسلحة اليمنية في فرض قرارها بمنع السفن الإسرائيلية من الملاحة في البحرين الأحمر والعربي ونتيجة لاستمرار العدوِ الصهيوني في ارتكاب المجازر المروعة وحرب الإبادة الجماعية والحصار بحق إخواننا في غزة، قررت القوات المسلحة اليمنية بتاريخ 6 /12 /2023م منع مرور السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني من أي جنسية كانت، إذا لم يدخل لقطاع غزة حاجته من الغذاء والدواء وستصبح هدفا مشروعًا لقواتنا المسلحة.
ومع استمرار العدو الصهيوني في ممارسة كل اشكال القتل والحصار والتدمير ضد الأبرياء في غزة وانتصاراً للشعب الفلسطيني الذي يتعرض في هذه الأثناء للقتل والتدمير والحصار في قطاع غزة، واستجابة لنداءات الأحرار من أبناء شعبنا اليمني العظيم وأبناء أمتنا.
نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية في تاريخ 12 /12 /2023م عملية عسكرية نوعية ضد سفينة “استريندا” تابعة للنرويج، كانت محملة بالنفط ومتجهة إلى الكيان الإسرائيلي وقد تم استهدافها بصاروخ بحري مناسب.
كما نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية بتاريخ14 /12 /2023م، عملية عسكرية ضد سفينة حاويات “ميرسيك جبرلاتر” كانت متجهة إلى الكيان الإسرائيلي وقد تم استهدافها بطائرة مسيرة وكانت الإصابة مباشرة.
واكد بيان القوات المسلحة اليمنية أن عملية الاستهداف جاءت بعد رفض طاقم السفينة الاستجابة لنداءات القوات البحرية اليمنية وقد نجحت القوات المسلحة اليمنية في منع مرور عدة سفن كانت متجهة للكيان الإسرائيلي خلال ٤٨ ساعة الماضية.
وفي عملية ثانية خلال 24 ساعة من تاريخ العملية السابقة في تاريخ 14 /12 /2023م، نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية ضد سفينتي حاويات ( MSC Alanya إم إس سي ألانيا “و”MSC PALATIUM III إم إس سي بالاتيوم) كانتا متجهتين إلى الكيان الإسرائيلي وقد تم استهدافهما بصاروخين بحريين مناسبين.
وقد جاءت عملية استهداف السفينتين بعد رفض طاقميهما الاستجابة لنداءات القوات البحرية اليمنية وكذلك الرسائل التحذيرية النارية.
واكد البيان ان القوات المسلحة اليمنية تطمئن كافة السفن المتجهة إلى كافة الموانئ حول العالم عدا الموانئ الإسرائيلية بأنه لن يصيبها أي ضرر وأن عليها الإبقاء على جهاز التعارف مفتوحاً.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الأراضی الفلسطینیة المحتلة القوات المسلحة الیمنیة فی الکیان الصهیونی فی للکیان الإسرائیلی على أهداف مختلفة الشعب الفلسطینی للقوات المسلحة الإسرائیلی فی عملیة عسکریة من الصواریخ فی قطاع غزة إلى الکیان فی تاریخ
إقرأ أيضاً:
أصداء الضربات اليمنية على “إسرائيل” تتسع وتؤكّـد استعداد اليمن للتصعيد
يمانيون../
لا زالت أصداء تصاعد وتيرة عمليات الإسناد اليمنية لغزة ضد العدوّ الصهيوني تتردّد على مستوى عالمي، مؤكّـدة فشل العدوّ ورعاته الغربيين في تحييد الجبهة اليمنية أَو فصلها عن غزة، وارتداد كُـلّ المحاولات الرامية لإضعاف القدرات اليمنية بشكل عكسي على مختلف أطراف معسكر العدوّ، وفي مقدمتهم الاحتلال الإسرائيلي.
وفي جديد هذه الأصداء نشر منظمة (ساري غلوبال) الأمريكية، هذا الأسبوع تقريرًا مطولًا تناولت فيه تصاعد عمليات الإسناد اليمنية لغزة ودلالاتها.
وجاء في التقرير أنه “خلال نوفمبر وديسمبر 2024، كثّـفت قوات الحوثيين بشكل كبير حملتها من الهجمات بعيدة المدى على إسرائيل” معتبرًا أن “هذه الهجمات تظهر تعزز قدرات الحوثيين على الاستهداف، واتساع نطاق وصولهم، وحجم تصميمهم، خُصُوصًا وأنهم صنفوا العديد من هذه الضربات على أنها انتقامية” حسب وصف المنظمة.
وقال التقرير: إن “التكتيكات المتطورة للحوثيين، وهجماتهم التي لا تتزعزع على الرغم من الضربات الإسرائيلية وضربات قوات التحالف السابقة، وديناميكيات القوة الإقليمية المتغيرة، كلها تشير إلى نقطة تحول استراتيجية محتملة في اليمن والشرق الأوسط الأوسع”.
واعتبرت المنظمة الأمريكية أن العمليات الأخيرة التي نفذتها القوات المسلحة باتّجاه الأراضي الفلسطينية المحتلّة تمثل “تحولًا ملحوظًا في التكتيكات” وأنها “تشير إلى تطور استراتيجي، من خلال السعي بشكل متزايد إلى فرض القوة بشكل مباشر ضد البر الرئيسي لـ “إسرائيل”، ومزامنة هذه الضربات مع جهود التضامن الإقليمية” في إشارة إلى تكامل العمليات اليمنية مع عمليات بقية جبهات المقاومة داخل وخارج فلسطين المحتلّة.
وقالت إن “هذا التطور مهم؛ لأَنَّه يشير إلى أن الحوثيين لم يعودوا راضين عن مُجَـرّد تشكيل بيئة الأمن البحري الإقليمي، بل يهدفون إلى تحقيق تأثيرات نفسية وعملياتية مباشرة داخل إسرائيل” حسب ما ذكر التقرير.
واستعرض تقرير المنظمة الأمريكية العمليات الأخيرة التي نفذتها القوات المسلحة ضد عمق العدوّ الصهيوني ودلالاتها، بدءًا من استهداف قاعدة (نيفاتيم) الجوية في 8 نوفمبر الماضي، حَيثُ اعتبر أن هذه العملية أشَارَت إلى ما وصفه بـ “نية الحوثيين وقدرتهم على الوصول إلى داخل الأراضي الإسرائيلية”.
وقال التقرير: إن العملية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية على قاعدة (ناحال سوريك) العسكرية بالقرب من يافا، في 11 نوفمبر الماضي “أظهرت استعداد الحوثيين للضرب بالقرب من المناطق المكتظة بالسكان والمواقع الاستراتيجية الرئيسية” حسب تعبيره.
واعتبر أن عملية استهداف قاعدة (نيفاتيم) مجدّدًا في 21 نوفمبر الماضي “تؤكّـد الإصرار على مهاجمة المنشآت العسكرية ذات القيمة العالية”.
وبشأن العملية العسكرية التي أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذها مطلع ديسمبر الجاري ضد “موقع حيوي” وسط كيان العدوّ، فقد اعتبر التقرير أنها تشير إلى “اتساع نطاق الأهداف إلى ما هو أبعد من القواعد العسكرية فقط”.
واعتبر التقرير أن العملية التي أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذها في السابع من ديسمبر الجاري ضد هدف حيوي جنوبي الأراضي المحتلّة تشير إلى “استمرار الجهود للضغط على “إسرائيل” عبر مناطق جغرافية مختلفة” حسب وصفه.
أما بخصوص العملية النوعية التي استهدفت منطقة “يفنه” الواقعة بين يافا المحتلّة (تل أبيب) وأشدود، فقد قال التقرير إنها “حدث ملحوظ” وإنها “تسلط الضوء على قدرة الحوثيين على التسلل عبر شاشات الرصد والاعتراض في بعض الأحيان” في إشارة واضحة إلى التغلب على أنظمة الدفاع والرصد التابعة للعدو سواء تلك المتواجدة داخل الأراضي المحتلّة أَو التي توفرها له القوات الأمريكية والغربية وبعض الدول الغربية على طول المسافة بين اليمن وفلسطين.
وتطرق التقرير أَيْـضًا إلى العملية التي أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذها في 10 ديسمبر ضد مواقع عسكرية في يافا وعسقلان المحتلّتين بطائرات بدون طيار، وقال: إن “هذه الهجمات المزدوجة تظهر تعقيدًا أكبر في التخطيط العملياتي للحوثيين” حسب وصفه.
وبخصوص العملية الأخيرة التي أعلنت القوات المسلحة اليمنية يوم الجمعة الماضي عن تنفيذها بطائرتين مسيرتين “تمكّنتا من تجاوزِ المنظوماتِ الاعتراضية” ضد هدفين في يافا وعسقلان، قال التقرير إن “هذه العملية تشير إلى أنه على الرغم من فعالية العديد من عمليات الاعتراض، فَــإنَّ بعض الهجمات قد تنطوي على تقنيات متقدمة أَو خفية تتحدى الدفاعات الجوية الإسرائيلية”.
ومن خلال استعراض هذه الهجمات ودلالاتها، خلص تقرير المنظمة الأمريكية إلى أنه “بشكل تراكمي، تشكل هذه الهجمات المتكرّرة بالصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار على “إسرائيل” مؤشرًا واضحًا على استعداد الحوثيين الاستراتيجي لتصعيد الصراع خارج ساحتهم الجغرافية المباشرة.. كما أنها توضح قدرة متطورة على تنظيم ضربات معقدة بعيدة المدى”.
وأكّـد التقرير أنه “على الرغم من توجيه المزيد من الطاقة مؤخّرًا نحو شن هجمات على الأراضي الإسرائيلية، فَــإنَّ الحوثيين لم يتخلوا عن العمليات البحرية” في إشارة إلى أن مسارات جبهة الإسناد اليمنية كلها لا زالت فعالة بشكل متزامن ولا يتأثر بعضها بالتصعيد في البعض الآخر.
واعتبر التقرير أن الهجمات التي نفذتها القوات المسلحة على ثلاث سفن إمدَاد أمريكية ومدمّـرتين بالقرب من جيبوتي وفي خليج عدن، “تُمَثِّلُ تحديًا واختبارًا للولايات المتحدة” مُشيرًا إلى أن القدرات الصاروخية اليمنية “لا تقتصر فقط على البر”.
وقال التقرير: إن عملية استهداف السفينة (أناضول إس) تظهر “مدى مراقبة الحوثيين عن كثب لتحَرّكات السفن التي يرون أنها مرتبطة، حتى بشكل غير مباشر، بإسرائيل” بحسب تعبيره، في إشارة واضحة إلى دقة المعلومات التي تمتلكها القوات المسلحة اليمنية عن هُويات ووجهات هذه السفن.
ويمثل تقرير المنظمة الأمريكية شهادة جديدة على الفشل الذريع لكلٍّ من العدوّ الصهيوني والولايات المتحدة وبريطانيا والقوات الغربية في الحد من عمليات الإسناد اليمنية أَو إضعاف قدرات صنعاء العسكرية، فضلًا عن وقف تلك العمليات؛ وهو ما يعني أن مساعي التصعيد القادمة ضد اليمن والتي قال التقرير إن مؤشراتها تتزايد، سترتد هي أَيْـضًا بشكل عكسي على أصحابها.