حصاد الطوفان اليمني يتعاظم .. موانئ صهيونية خاوية إلا من بقايا الصواريخ اليمنية.. واقتصاد يترنَّح
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
الثورة / مصطفى المنتصر
تتواصل عمليات الطوفان اليمني المبارك على مدى 47 يوما من بدء المشاركة اليمنية في معركة طوفان الأقصى التي وجه بانطلاقها سماحة السيد القائد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للقتل والتدمير والحصار في قطاع غزة.. وتجسدت في قصف الأراضي الفلسطينية المحتلة واستهداف السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، والتي وصفت بالانتصار الأعظم وغير المسبوق إثر النجاحات الكبيرة التي حققتها ضربات القوات المسلحة اليمنية في عملياتها البطولية والشجاعة منذ أواخر شهر اكتوبر الماضي .
في ظل استمرار الكيان الصهيوني في ارتكاب المجازر الوحشية وجرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني المقاوم، ابت الجمهورية اليمنية وقيادتها الحكيمة إلا ان تكون حاضرة في خضم هذه المعركة المباركة التي يخضوها المجاهدون في المقاومة الإسلامية للتصدي للكيان الصهيوني الغاشم ودحر غطرسته المدعومة من قوى الشر والإرهاب العالمي ممثلة بأمريكا وبريطانيا وغيرهما من الدول الاستعمارية المستبدة ، حيث كان الحضور اليمني الطاغي في معركة طوفان الأقصى احد أبرز معالم الانكسار الصهيوني ومن ورائه أمريكا التي وقفت عاجزة أمام الضربات اليمنية المتلاحقة التي كان لها تأثير كبير وبالغ على مسار الحرب وتبعاتها المستقبلية على اقتصاد الكيان الصهيوني الغاصب .
31 من اكتوبر الماضي وبعد 25 يوماً من العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة وما تسببت به الجرائم الصهيونية من استشهاد الآلاف من المواطنين الأبرياء جلهم من النساء والأطفال، ناهيك عن حجم الدمار والتدمير المتعمد الذي طال كل مناحي الحياة الغذائية والطبية والاقتصادية وألقي بظلاله على واقع المعاناة التي يتجرعها المواطنين في قطاع غزة، بالإضافة إلى الخذلان العربي المهين والصمت الدولي المريب الذي كشف الغطاء عن الحقيقة الزائفة للمنظمات الدولية التي تلعب الدور المشبوه تحت مسمى الإنسانية وكيف تعرت حقيقتها وانكشفت بوضوح إزاء الجرائم الصهيونية في قطاع غزة ، لتقف اليمن دولة وحكومة وشعبا مع أبناء الشعب الفلسطيني وتنفض غبار الوهن والعجز الذي طال الأنظمة العربية العميلة وأعلن المواجهة المباشرة مع الكيان الغاصب بكل شجاعة واقتدار، ليعلن بذلك مرحلة جديدة من الحرب ويفرض معادلته الحربية على موازين القوى الدولية ويضع مصير الكيان الصهيوني على المحك.
ومع استمرار الكيان الصهيوني الإرهابي في مواصلة إجرامه بحق أبناء غزة، كان لا بد للقوات المسلحة اليمنية أن تقوم بواجبها بالتوكل على الله وانتصاراً للمظلومية التاريخية للشعب الفلسطيني العزيز بحسب ما أعلنه المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع عن قيام القوات المسلحة بأولى عملياتها في 31 من اكتوبر 2023م بإطلاق دفعة كبيرة من الصواريخ البالستية والمجنحة وعدد كبير من الطائرات المسيرة على أهداف مختلفة للعدوِ الإسرائيلي في الأراضي المحتلة والتي مثلت صدمة كبيرة لكيان العدو الأمريكي الصهيوني ومثلت ضربة قاصمة ومفاجئة هزت كيانه وقضت مضاجعه التي ظن أنه سيكون في مأمن وفي حين غفلة وجد نفسه أمام حرب أخرى كانت بعيدة عن توقعاته وحسبانه .
ولم يقتصر الدور اليمني عن إعلان القوات المسلحة اليمنية المشاركة في الحرب، بل كثفت من عملياتها البطولية بتاريخ 1 /11 /2023م بإطلاق دفعة كبيرة من الطائرات المسيرة على أهداف عدة في عمق الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة وقد وصلت إلى أهدافها بفضل الله حسب إعلان القوات المسلحة اليمنية.
وتلبية لنداءات الشعب الفلسطيني وانطلاقا من الموقف اليمني الشجاع المؤمن بمظلومية الشعب الفلسطيني المقاوم، أطلقت القوات المسلحة اليمنية دفعة من الطائرات المسيرة هي الأخرى في تاريخ 6 / 11 /2023م على أهداف مختلفة وحساسة للعدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، وكان من نتائج العملية توقف الحركة في القواعد والمطارات المستهدفة ولعدة ساعات.
وفي تطور لافت وتصد واضح للغطرسة الأمريكية ودعمها اللا محدود لجرائم العدو الصهيوني في قطاع غزة تمكنت الدفاعات الجوية للقوات المسلحة اليمنية في 8 /11 /2023م من إسقاط طائرة أمريكية MQ9 أثناء قيامها بأعمال عدائية ورصد وتجسس في أجواء المياه الإقليمية اليمنية وضمن الدعم العسكري الأمريكي للكيان الإسرائيلي، حيث تم إسقاطها بالسلاح المناسب.
ولم يتوقف الطوفان اليمني الرادع عن القيام بواجباته الإنسانية والأخلاقية والتصدي لهمجية العدو الصهيوني من خلال قصف المستوطنات والأراضي الفلسطينية المحتلة وشل حركة موانئه واستهدافها بشكل مباشر، حيث أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن اطلاق دفعة جديدة من الصواريخ الباليستية على أهداف مختلفةٍ وحساسة للكيان الإسرائيليِ جنوبي الأراضي المحتلة، منها أهداف عسكرية في منطقة أم الرشراش (ايلات) في تاريخ 9 /11 /2023م والتي حققت أهدافها بنجاح وأدت إلى إصابات مباشرة في الأهداف المحددة رغم تكتم العدو على تلك الخسائر وحجمها خشية الفضيحة التي لحقت به إثر تلك العمليات المباغتة.
وفي 14 /11 /2023م أطلقت القوات المسلحة دفعة من الصواريخ الباليستية على أهداف مختلفة للعدو الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، منها أهداف حساسة في منطقة أم الرشراش “إيلات” وذلك بعد 24 ساعة فقط من عملية عسكرية أخرى نفذتها قواتنا المسلحة بالطائرات المسيرة على ذات الأهداف.
معادلةُ يمنية جديدة
تنفيذا لتحذيرات القوات المسلحة اليمنية المتكررة بتوسيع بنك الأهداف في حال استمر الكيان الصهيوني في مواصلة عدوانه الظالم على الشعب الفلسطيني ونزولا عند المطالب الشعبية اليمنية والعربية للقوات المسلحة بمواصلة عملياتها البطولية وانطلاقا من المسؤولية الدينية والوطنية والأخلاقية، أعلنت القوات المسلحة في 19 /11 /2023م أنها ستقوم باستهداف جميع أنواع السفن التي تحمل علم الكيان الصهيوني وكذا السفن التي تقوم بتشغيلها شركات إسرائيلية بالإضافة إلى السفن التي تعود ملكيتها لشركات إسرائيلية.
كما أهابت القوات المسلحة اليمنية بجميع الدول سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم تلك السفن وتجنب الشحن على متنها وتحذيرها بالابتعاد عن السفن المشمولة بقرار الاستهداف، معلنة بذلك بدء مرحلة جديدة من الردع اليمني العاصف بكيان العدو ومن يعمل على مساندته والتحالف معه في قتل الأبرياء والأطفال وارتكاب المجازر الإرهابية في قطاع غزة.
وعلى ضوء ذلك الإعلان الذي لم تمض عليه 24 ساعة، نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية في البحر الأحمر كان من نتائجها الاستيلاء على سفينة إسرائيلية واقتيادها إلى الساحل اليمني.
وطمأنت القوات المسلحة اليمنية انها ستتعامل مع طاقم السفينة وفقا لتعاليم وقيم ديننا الإسلامي، مجددة تحذيرها لكافة السفن التابعة للعدو الإسرائيلي أو التي تتعامل معه بأنها سوف تصبح هدفاً مشروعاً للقوات المسلحة اليمنية، كما أكدت استمرارها في تنفيذ العمليات العسكرية ضد العدوِ الإسرائيلي حتى يتوقف العدوان على قطاع غزة وتتوقف الجرائم البشعة ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.
ويتواصل الحضور اليمني المرعب محلقا في سماء الأراضي الفلسطينية المحتلة ويتسبب بحالة من الرعب والهلع بين فلول المستوطنين بالإضافة إلى الخسائر والاضرار الكبيرة الناجمة عن العمليات العسكرية اليمنية المختلفة حيث نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية عملية استهداف لسفينتين إسرائيليتين في باب المندب بتاريخ 3 /12 /2023م وهما سفينة “يونتي إكسبلورر” وسفينة “ نمبر ناين”، حيث تم استهداف السفينة الأولى بصاروخ بحري والسفينة الثانية بطائرة مسيرة بحرية.
وبحسب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، فقد جاءت عملية الاستهداف بعد رفض السفينتين الرسائل التحذيرية من القوات البحرية اليمنية.
وفي 6 /12 /2023م أطلقت القوة الصاروخية بالقوات المسلحة اليمنية دفعة من الصواريخ الباليستية على أهداف عسكرية للكيان الإسرائيلي في منطقة أم الرشراش جنوبي فلسطين المحتلة، وأكد البيان أن العملية حققت أهدافها بدقة وألحقت بالعدو أضراراً كبيرة .
مرحلة الردع والمنع الشاملة
ومثل قرار القيادة الثورية اليمنية ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بشأن توسيع نطاق عمليات القوات المسلحة اليمنية وفتح الجبهة البحرية ضد الكيان الصهيوني في منتصف شهر نوفمبر الماضي وما تبع ذلك من خطوات عملية ألحقت بالعدو خسائر فادحة وشلت اقتصاده وحركة موانئه بصورة لم يسبق لها مثيل، تقدما كبيرا ومسبوقا في المعركة مع العدو الأول للأمة.
وبعد نجاح القوات المسلحة اليمنية في فرض قرارها بمنع السفن الإسرائيلية من الملاحة في البحرين الأحمر والعربي ونتيجة لاستمرار العدوِ الصهيوني في ارتكاب المجازر المروعة وحرب الإبادة الجماعية والحصار بحق إخواننا في غزة، قررت القوات المسلحة اليمنية بتاريخ 6 /12 /2023م منع مرور السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني من أي جنسية كانت، إذا لم يدخل لقطاع غزة حاجته من الغذاء والدواء وستصبح هدفا مشروعًا لقواتنا المسلحة.
ومع استمرار العدو الصهيوني في ممارسة كل اشكال القتل والحصار والتدمير ضد الأبرياء في غزة وانتصاراً للشعب الفلسطيني الذي يتعرض في هذه الأثناء للقتل والتدمير والحصار في قطاع غزة، واستجابة لنداءات الأحرار من أبناء شعبنا اليمني العظيم وأبناء أمتنا.
نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية في تاريخ 12 /12 /2023م عملية عسكرية نوعية ضد سفينة “استريندا” تابعة للنرويج، كانت محملة بالنفط ومتجهة إلى الكيان الإسرائيلي وقد تم استهدافها بصاروخ بحري مناسب.
كما نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية بتاريخ14 /12 /2023م، عملية عسكرية ضد سفينة حاويات “ميرسيك جبرلاتر” كانت متجهة إلى الكيان الإسرائيلي وقد تم استهدافها بطائرة مسيرة وكانت الإصابة مباشرة.
واكد بيان القوات المسلحة اليمنية أن عملية الاستهداف جاءت بعد رفض طاقم السفينة الاستجابة لنداءات القوات البحرية اليمنية وقد نجحت القوات المسلحة اليمنية في منع مرور عدة سفن كانت متجهة للكيان الإسرائيلي خلال ٤٨ ساعة الماضية.
وفي عملية ثانية خلال 24 ساعة من تاريخ العملية السابقة في تاريخ 14 /12 /2023م، نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية ضد سفينتي حاويات ( MSC Alanya إم إس سي ألانيا “و”MSC PALATIUM III إم إس سي بالاتيوم) كانتا متجهتين إلى الكيان الإسرائيلي وقد تم استهدافهما بصاروخين بحريين مناسبين.
وقد جاءت عملية استهداف السفينتين بعد رفض طاقميهما الاستجابة لنداءات القوات البحرية اليمنية وكذلك الرسائل التحذيرية النارية.
واكد البيان ان القوات المسلحة اليمنية تطمئن كافة السفن المتجهة إلى كافة الموانئ حول العالم عدا الموانئ الإسرائيلية بأنه لن يصيبها أي ضرر وأن عليها الإبقاء على جهاز التعارف مفتوحاً.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الأراضی الفلسطینیة المحتلة القوات المسلحة الیمنیة فی الکیان الصهیونی فی للکیان الإسرائیلی على أهداف مختلفة الشعب الفلسطینی للقوات المسلحة الإسرائیلی فی عملیة عسکریة من الصواریخ فی قطاع غزة إلى الکیان فی تاریخ
إقرأ أيضاً:
الرئيس المشاط يهنئ قائد الثورة والشعب اليمني والقوات المسلحة والأمن بمناسبة عيد الفطر المبارك (تفاصيل + نص الخطاب)
يمانيون/ صنعاء توجه فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وإلى كافة أبناء الشعب اليمني في كل ربوع الوطن والمغتربين منهم بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك.
وعبر الرئيس المشاط في خطابه مساء اليوم بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، عن التهاني للمرابطين في كل الجبهات من أبناء القوات المسلحة والأمن بكافة تشكيلاتها، القابضين على الزناد والساهرين على أمن ومنعة وحماية شعبنا اليمني العظيم، وهم في أشرف معركة دفاعاً عن شعبهم وإسناداً ونصرة لإخوانهم في غزة العزة، والجرحى الصابرين والأسرى الأوفياء وأسر الشهداء والجرحى وأهالي المرابطين والأسرى.
وقال” يعز علينا أن نحتفل بعيد الفطر المبارك، وإخواننا في غزة يذبحون بآلة التوحش الصهيونية، وإن مما يُهَــونُ علينا أن شعبنا اليمني العظيم لم يترك غزة وحدها، وشرفه الله بالاستمرار في إسناد ونصرة أبناء الشعب الفلسطيني على كل المستويات، وعبر عن هذا الموقف الديني والإنساني والأخلاقي بالعمليات العسكرية وحظر الملاحة للعدو الإسرائيلي في البحرين الأحمر وخليج عدن”.
وأشار الرئيس المشاط إلى أن الخروج المليوني والاستثنائي لشعبنا اليمني العظيم في يوم القدس العالمي يؤكد مجدداً على موقف المساندة لإخواننا في فلسطين وغزة والضفة والقدس.
وأضاف” إننا نقف بإجلال وإكبار لهذا الخروج المليوني في صنعاء والمحافظات في أكثر من 500 ساحة، في المدن الرئيسية والمديريات والعزل، ونحيي كل الشرفاء الذين شاركوا فيها، رجالاً ونساءً وصغاراً وكباراً، وهو أقل ما يمكن التعبير به عن عظيم التضامن وصادق المواقف، من شعب الايمان والحكمة، في وقت توارت فيه أنظمة عربية إما بالخنوع أو بالعمالة والتواطؤ مع العدو الصهيوني”.
وثمن الرئيس المشاط الجهود الخيرية والإنسانية التي قامت بها الجهات الرسمية والشعبية في مشاريع التكافل والتراحم، والتي لم تأل جهداً في التخفيف عن شريحة الفقراء والمحتاجين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، لمواجهة الظروف القاسية الناتجة عن العدوان والحصار المستمر على بلدنا طوال عشر سنوات.
وجدد التأكيد على موقف الجمهورية اليمنية الديني والإنساني الثابت والمبدئي في حق الشعب الفلسطيني في نيل حريته من هذا الاحتلال البغيض وتحرير مقدساته وأرضه حتى آخر شبر وإيقاف المجازر المرتكبة بحقه ورفع الحصار الجائر المفروض عليه، ولن يتوانى اليمن عن تقديم كافة أشكال الدعم والإسناد والعون والتضامن للشعب الفلسطيني ومقاومته الشريفة بكل ما يقدر عليه وبأعلى سقف متاح على المستوى العسكري والسياسي والمادي والإعلامي شعبياً ورسمياً حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.
وحذر فخامة الرئيس دول العالم كافة وبالأخص الأنظمة العربية والإسلامية من استمرار الجرائم الصهيونية بحق شعب بأكمله أمام أنظار العالم، كما حذر من مغبة التداعيات المترتبة على الصمت والتخاذل أمام الله والتاريخ والشعوب.
وقال” من ظن أن في الصمت والتجاهل والتماهي والتواطؤ سلامة له أو نجاة فهو مخطئ فالجميع بات يعلم بحقيقة أطماع الكيان الصهيوني ومن ورائه أمريكا، بل إنهم باتوا يتحدثون علناً عن ما يسمى التغيير الاستراتيجي في الشرق الأوسط الجديد” والذي ليس سوى احتلال أراضينا وبلداننا العربية”.
وأشار إلى أن العدوان الأمريكي الغاشم والظالم والمستمر ضد شعبنا هو عدوان فاشل وعاجز وسيبوء أصحابه بالخيبة حين ينكسر على أسوار اليمن المنيعة، والذي لم يأت إلا نصرة ودعماً لجرائم العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وتحويل المنطقة العربية إلى مسرح للاستباحة والهيمنة الصهيونية.
وأكد أن هذا العدوان لن يثني اليمني عن القيام بواجبه ولن يفت من عضد وإرادة الشعب اليمني، بل سيؤدي حتماً الى تطوير قدرات اليمن العسكرية وكسر الهيمنة والغطرسة الأمريكية.
وأضاف” فلدينا بفضل الله وعونه التجربة الكبيرة والإرادة اللازمة لتلقين العدو الدرس الذي لم يتعلمه من حروبه السابقة والمستمرة على اليمن، بل إن عدوانه يزيد من إصرار شعبنا وعزمه بالتوكل على الله لمواجهة كل التهديدات”.
كما أكد أن العدوان الأمريكي لم ولن يحصد غير الفشل والخسران فهو من غارته الأولى وحتى اليوم لم يحقق إلا قتل الأطفال والنساء والمدنيين الآمنين واستهداف الأعيان المدنية والمستشفيات والمصانع في إجرام وقح غير مستغرب من أمريكا راعية الجريمة الأولى في العالم.
وجدد التأكيد على أن القوات المسلحة مازالت في اشتباك نوعي ومؤثر مع مصادر العدوان على بلادنا من حاملات الطائرات الأمريكية وبوارج وغيرها، وقد أفشلت عدداً من مخططات وهجمات العدو ولا زالت مستمرة في التصدي له حتى النصر المظفر إن شاء الله تعالى.
وفيما يلي نص الخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين، وارضَ اللهم عن صحابته الأخيار المنتجبين.
قال تعالى (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) صدق الله العظيم.
يا أبناء الشعب اليمني العزيز في الداخل والخارج:
باسمي ونيابة عن زملائي في المجلس السياسي الأعلى أتقدم بأسمى آيات التهاني وأطيب التبريكات إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- وإلى كافة أبناء شعبنا اليمني العزيز في كافة ربوع الوطن، وللمغتربين منهم خارج الوطن، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، وأخص بالتهنئة أبطال شعبنا المجاهدين المرابطين في كل الجبهات من أبناء القوات المسلحة والأمن بكافة تشكيلاتها، القابضين على الزناد والساهرين على أمن ومنعة وحماية شعبنا اليمني العظيم، وهم في أشرف معركة دفاعاً عن شعبهم وإسناداً ونصرة لإخوانهم في غزة العزة، والجرحى الأعزاء الصابرين والأسرى الأوفياء، وأسر الشهداء والجرحى، وأهالي المرابطين والأسرى.
سائلاً من الله -سبحانه وتعالى- أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وتلاوة القرآن، وأن يجعلنا ممن فاز بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، وأن يكون شهر رمضان المبارك قد ترك أثراً في تزكية النفوس، وأن يجعلنا ممن يحافظ على ما اكتسب فيه من التقوى طوال عامه لتكون لنا دافعاً للتحرك وفق توجيهات الله، ودرعاً واقياً دون مخالفة أوامره ونواهيه.
شعبنا اليمني العزيز في الداخل والخارج:
يعز علينا أن نحتفل بعيد الفطر المبارك، وإخواننا في غزة يذبحون بآلة التوحش الصهيونية، وإنّ مما يُهَــونُ علينا أن شعبنا اليمني العظيم لم يترك غزة وحدها، وشرَّفه الله بالاستمرار في إسناد ونصرة أبناء الشعب الفلسطيني على كل المستويات، وعبَّر عن هذا الموقف الديني والإنساني والأخلاقي بالعمليات العسكرية وحظر الملاحة للعدو الإسرائيلي في البحرين الأحمر وخليج عدن.
وها هو الخروج المليوني والاستثنائي لشعبنا اليمني العظيم، في يوم القدس العالمي، يؤكد مجدداً على موقف المساندة لإخواننا في فلسطين وغزة والضفة والقدس، وإننا نقف بإجلال وإكبار لهذا الخروج المليوني في صنعاء والمحافظات في أكثر من 500 ساحة، في المدن الرئيسية والمديريات والعُزل، ونحيي كل الشرفاء الذين شاركوا فيها، رجالاً ونساءً وصغاراً وكباراً، وهو أقلّ ما يمكن التعبير به عن عظيم التضامن وصادق المواقف، من شعب الإيمان والحكمة، في وقت توارت فيه أنظمة عربية إما بالخنوع أو بالعمالة والتواطؤ مع العدو الصهيوني، ليبقى موقفكم يا شعب الإيمان والحكمة دليلاً على وعيكم ويقظة الضمير وعميق الإيمان بالله تعالى والتوكل عليه، وهو الموقف الذي يعبِّر عن الاستفادة من الشهر الكريم، شهر رمضان شهر التقوى، فلا تقوى بلا مناصرة فلسطين، ولا تقوى بدون مواجهة قوى الاستكبار الشيطانية (أمريكا و”الكيان الصهيوني”).
يا أبناء شعبنا اليمني العزيز في الداخل والخارج:
إن العدوان الأمريكي الغاشم والظالم والمستمر ضد شعبنا هو عدوان فاشل وعاجز، وسيبوء أصحابه بالخيبة حين ينكسر على أسوار اليمن المنيعة، الذي لم يأتِ إلا نصرة ودعماً لجرائم العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وتحويل منطقتنا العربية إلى مسرح للاستباحة والهيمنة الصهيونية، ولكنه لن يثنينا عن القيام بواجبنا، ولن يفت من عضد وإرادة شعبنا العزيز، بل سيؤدي حتماً الى تطوير قدراتنا العسكرية، وكسر الهيمنة والغطرسة الأمريكية فلدينا -بفضل الله وعونه- التجربة الكبيرة والإرادة اللازمة لتلقين العدو الدرس الذي لم يتعلمه من حروبه السابقة والمستمرة على اليمن، بل إن عدوانه يزيد من إصرار شعبنا وعزمه بالتوكل على الله لمواجهة كل التهديدات.
إن العدوان الأمريكي لم ولن يحصد غير الفشل والخسران فهو من غارته الأولى وحتى اليوم لم يحقق إلا قتل الأطفال والنساء والمدنيين الآمنين واستهداف الأعيان المدنية والمستشفيات والمصانع في إجرام وقح غير مستغرب من أمريكا راعية الجريمة الأولى في العالم، وبعون الله فإن قواتنا المسلحة مازالت في اشتباك نوعي ومؤثر مع مصادر العدوان على بلادنا من حاملات الطائرات الأمريكية، وبوارج وغيرها، وقد أفشلت عدداً من مخططات وهجمات العدو ولا زالت مستمرة في التصدي له حتى النصر المظفر -إن شاء الله تعالى- انطلاقاً من توجيه المولى عز وجل: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)، والله خير الناصرين، وقاصم المتجبرين.
ونعبّر عن عظيم الشكر وبالغ الفخر والاعتزاز للشعب اليمني على صموده الأسطوري وثباته الراسخ في مواجهة العدوان الأمريكي المتجدد، كما نتقدم بأحر التعازي والمواساة لأسر الضحايا من الشهداء والجرحى نتيجة الغارات العدوانية الأخيرة على بلدنا، سائلاً الله العظيم أن يرحم الشهداء بواسع رحمته، وأن يشفي الجرحى أنه سميع مجيب.
وفي الختام، نؤكد على بعض النقاط:
أولاً: نثمن الجهود الخيرية والإنسانية التي قامت بها الجهات الرسمية والشعبية في مشاريع التكافل والتراحم، والتي لم تألُ جهداً في التخفيف عن شريحة الفقراء والمحتاجين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، لمواجهة الظروف القاسية الناتجة عن العدوان والحصار المستمر على بلدنا طوال عشر سنوات، وقد عكس هذا التكافل واحداً من أهداف الصيام وغاياته الإسلامية الراقية، وعلى رأسها هيئة الزكاة والأوقاف والجمعيات وكل الخيرين من أصحاب المال والأعمال.
ثانياً: نجدد التأكيد على موقف الجمهورية اليمنية الديني والإنساني الثابت والمبدئي في حق الشعب الفلسطيني في نيل حريته من هذا الاحتلال البغيض، وتحرير مقدساته وأرضه حتى آخر شبر، وإيقاف المجازر المرتكبة بحقة ورفع الحصار الجائر المفروض عليه، ولن تتوانى اليمن عن تقديم كافة أشكال الدعم والإسناد والعون والتضامن للشعب الفلسطيني ومقاومته الشريفة بكل ما تقدّر عليه، وبأعلى سقف متاح على المستوى العسكري والسياسي والمادي والإعلامي شعبياً ورسمياً حتى وقف العدوان، ورفع الحصار عن قطاع غزة.
ثالثاً: نحذِّر دول العالم كافة، وبالأخص الأنظمة العربية والإسلامية، من استمرار الجرائم الصهيونية بحق شعب بأكمله أمام أنظار العالم، ونحذّر من مغبة التداعيات المترتبة على الصمت والتخاذل أمام الله والتاريخ والشعوب، ومن ظن أن في الصمت والتجاهل والتماهي والتواطؤ سلامة له أو نجاة فهو مخطئ، فالجميع بات يعلم بحقيقة أطماع الكيان الصهيوني، ومن ورائه أمريكا، بل إنهم باتوا يتحدثون علناً عن ما يسمى التغيير الإستراتيجي في “الشرق الأوسط الجديد”، الذي ليس سوى احتلال أراضينا وبلداننا العربية.
الرحمةُ للشهداءِ، والشفاءُ العاجلُ للجرحى، والحريةُ للأسرى.
والنصرُ والعزةُ والتمكينُ لشعبِنا اليمنيِّ العظيمِ.