دار أيتام في مرمى النيران.. جبهة جديدة في حرب السودان وتحذير من واشنطن
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
قال شهود إن قوات الدعم السريع شبه العسكرية اشتبكت مع الجيش السوداني خارج مدينة ود مدني بوسط البلاد، السبت، في هجوم فتح جبهة جديدة في الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر ودفع الآلاف إلى الفرار، في حين وجهت وزارة الخارجية الأميركية تحذيرا لطرفي النزاع.
وأظهر تسجيل مصور انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي حشودا من الناس وهم يجمعون أمتعتهم ويغادرون ود مدني سيرا على الأقدام.
وقال أحمد صالح (45 عاما) لرويترز عبر الهاتف: "الحرب تبعتنا إلى مدني لذا أبحث عن حافلة حتى أتمكن أنا وعائلتي من الفرار".
وأضاف "نعيش في الجحيم ولا يوجد أحد لمساعدتنا"، مشيرا إلى أنه يعتزم التوجه جنوبا إلى ولاية سنار.
وقال شهود إن الجيش السوداني الذي يسيطر على المدينة منذ بداية الصراع شن ضربات جوية على قوات الدعم السريع شرقي المدينة، وهي عاصمة ولاية الجزيرة، في إطار محاولته صد الهجوم الذي بدأ الجمعة.
وأضاف الشهود أن قوات الدعم السريع ردت بالمدفعية وشوهدت تعزيزات تابعة لها تتحرك في اتجاه القتال.
وقال سكان إن مقاتلي قوات الدعم السريع شوهدوا أيضا في قرى شمالي وغربي المدينة خلال الأيام والأسابيع الماضية.
وقالت الأمم المتحدة إن 14 ألفا فروا من هذه المنطقة حتى الآن، وإن بضعة آلاف منهم وصلوا بالفعل إلى مدن أخرى. ولجأ نصف مليون شخص إلى ولاية الجزيرة، معظمهم من الخرطوم.
وحذرت نقابة أطباء السودان في بيان لها من أن المستشفيات في المنطقة، التي أضحت مركزا إنسانيا وطبيا، أصبحت فارغة وقد تضطر إلى إغلاق أبوابها.
وأضافت في بيان "في هذه الأزمة، نوجه نداء عاجلا لإنقاذ أطفال دار الأيتام (المايقوما) الذين تم ترحيلهم من الخرطوم إلى مدني. هم الآن في مرمى النيران، حيث يتواجد 251 طفلا و91 من الأمهات البديلات العاملات في الدار، جميعهم في وضع خطير ويحتاجون إلى مساعدة فورية".
ودعت وزارة الخارجية الأميركية قوات الدعم السريع إلى وقف تقدمها في ولاية الجزيرة فورا والامتناع عن مهاجمة ود مدني. وحثت الوزارة أيضا القوات المسلحة السودانية على تجنب الاشتباكات مع قوات الدعم السريع وغير ذلك من الأعمال التي تعرض المدنيين للخطر.
وقالت الوزارة إن هناك "تقارير مثيرة للقلق" تشير إلى أن وحدات النخبة من قوات الدعم السريع توجهت لتعزيز الهجمات في اتجاه ود مدني، مما يعرض حياة المدنيين للخطر "بطريقة تتعارض مع مزاعم قوات الدعم السريع المعلنة بأنها تقاتل لحماية الشعب السوداني".
وأضافت أن التقدم المستمر لقوات الدعم السريع قد يؤدي إلى إلحاق خسائر في صفوف المدنيين وتعطيل كبير لجهود المساعدة الإنسانية.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد: "أحث قوات الدعم السريع على الامتناع عن شن الهجمات، وأحث جميع الأطراف على حماية المدنيين بأي ثمن. ستتم محاسبة مرتكبي (أعمال) الإرهاب".
ويثير القتال مخاوف بشأن مدن أخرى يسيطر عليها الجيش في جنوب وشرق السودان حيث لجأ عشرات الألوف من السكان.
وشكك الجيش وقوات الدعم السريع قبل أيام في مبادرة وساطة من الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا "إيغاد" تهدف إلى إنهاء الحرب التي تسببت في أكبر نزوح داخلي في العالم وأثارت تحذيرات من توفر ظروف شبيهة بالمجاعة.
وفي الخرطوم ومدن في دارفور سيطرت عليها قوات الدعم السريع بالفعل، أبلغ السكان عن وقائع اغتصاب ونهب وقتل واحتجاز تعسفي. وهذه الجماعة متهمة أيضا بارتكاب جرائم قتل على أساس عرقي في غرب دارفور.
وتنفي قوات الدعم السريع هذه الاتهامات وتقول إنه ستتم محاسبة من يثبت تورطه في مثل هذه الجرائم من أفرادها.
وعلى جبهة أخرى، تحدث ناشطون عن تجدد الاشتباكات بعد هدوء نسبي على مدى أسابيع في محيط مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
وكانت قوات الدعم السريع التي تطوق المدينة أوقفت تقدمها في وقت سابق بعد إعلان جماعات مسلحة أخرى أنها ستتدخل.
كما تحدث سكان عن ضربات عنيفة شنها الجيش في نيالا بولاية جنوب دارفور وفي بحري، وهي إحدى المدن التي تشكل منطقة العاصمة الخرطوم.
وفي حين لم يصدر الجيش بيانا يتعلق بالقتال في ود مدني، وصفت وزارة الخارجية السودانية قوات الدعم السريع بأنها "إرهابية" بسبب "استهدافها المعلن لعدد من القرى والبلدات الآمنة في شرق ولاية الجزيرة التي تخلو من أي أهداف عسكرية".
واندلعت الحرب بين الطرفين، في أبريل، بعد خلافات حول خطط للانتقال السياسي ودمج قوات الدعم السريع في الجيش.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع ولایة الجزیرة ود مدنی
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يكثف هجماته على معاقل الدعم السريع وعينه على القصر الرئاسي ومركز العاصمة الخرطوم.. آخر المستجدات
يواصل الجيش السوداني معاركه مع قوات الدعم السريع في عدة جبهات متفرقة حيث يسعى للسيطرة على مركز العاصمة الخرطوم، كما كثف هجماته الجوية على معاقل الدعم في الفاشر ويسعى للسيطرة على طرق رئيسية بولاية شمال كردفان، بعد أن حقق تقدما بولاية النيل الأبيض.
وتستمر المعارك بوتيرة متصاعدة بين الجيش وقوات الدعم السريع، إذ يسعى الجيش عبر محور وسط الخرطوم إلى السيطرة على مركز العاصمة، بما في ذلك القصر الرئاسي، ومرافق حكومية سيادية.
وفي ولاية شمال كردفان تدور مواجهات بين الجانبين ويسعى الجيش من خلالها للسيطرة على طرق رئيسية.
وجنوبا، تتواصل المعارك أيضا بولايتي النيل الأبيض والنيل الأزرق حيث أعلن الجيش سيطرته على مدن وبلدات تقع على الشريط الحدودي بين السودان وجنوب السودان.
وفي ولاية شمال دارفور، استهدفت قوات الدعم السريع بالمسيّرات مواقع بمدينة المالحة شمالي الولاية اليوم الأحد.
وفيما يتعلق بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، قال الإعلام العسكري في بيان له "إن الطيران الحربي للجيش السوداني نفذ غارات جوية دقيقة، مستهدفا تجمعات العدو ـفي إشارة لقوات الدعم السريعـ بالمحور الشمالي الغربي مساء أمس مما كبّدهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح".
وأضاف البيان أن مدينة الفاشر تشهد حالة من الاستقرار الأمني وأن القوات المسلحة تواصل تقدمها بثبات في جميع المحاور، وسط انهيار واضح في صفوف العدو وأن المعركة مستمرة حتى تحقيق النصر الكامل واستعادة أمن واستقرار البلاد وفقا للبيان".
وفي وقت سابق، قالت وكالة الأنباء السودانية "سونا" إن مدرعات الفرقة السادسة مشاة بالفاشر "نفذت عملية عسكرية محكمة في المحور الشمالي الشرقي للمدينة، أسفرت عن تدمير عربة جرار محملة بالأسلحة والذخائر تابعة لمليشيا آل دقلو المتمردة، إضافة إلى تدمير 3 عربات لاندكروزر كانت تتولى حراستها، دون نجاة أي من العناصر التي كانت على متنها".
كما نقلت عن الفرقة السادسة مشاة قولها إن "الضربات المدفعية الثقيلة مستمرة بمعدل 4 حصص يوميا، بالتزامن مع حملات التمشيط والرمايات الدقيقة، مما أجبر عناصر المليشيا على الانسحاب الواسع من المدينة، بينما فر بعضهم سيرا على الأقدام نحو المناطق النائية".