جمعهما الكفاح والعمل فربطتهما صداقة قوية، أصبحتا وكأنهما وجهان لعملة واحدة، فلا واحدة منهما تظهر وحدها في العمل أو القرية محل إقامتهما، منذ أن عملا سويا في جني محصول البرتقال منذ نحو 40 عاما، أحلام وبثينة قصة عمل دؤوب وصداقة وتشابه في الظروف الحياتية إلى حد كبير.

التقت «الوطن» السيدتين أحلام السيد، البالغة من العمر 65 عاما، والسيدة بثينة توفيق 59 عاما، في ساحات أسواق الخضروات والفاكهة بمحافظة الشرقية أثناء عملهما في بيع محصول البرتقال الذي جمعتاه من البساتين والحدائق بالمناطق المرتكز زراعته بها، وذلك لبيعه للتجار أو الذين يشترون بالجملة.

تقول «أحلام» إنها بدأت العمل بعد وفاة زوجها منذ أكثر من 42 عاما في قرية الولجا محل سكنها وأبنائها، تلك التابعة لمركز منيا القمح بالشرقية والتي تقترب حدودها لمحافظة القليوبية وتتميز القرية بزراعة الموالح، خاصة البرتقال واليوسفي ثم الليمون والنارنج، معلقة: «فكرت في عمل بقريتي وقرب أطفالي والبرتقال متوفر والعمالة مطلوبة».

تتابع أحلام أن زوجها رحل تاركها خلفه أم صبيّة لطفلين فقررت أن تكون الأم والأب واعتكفت لأجلهما، إلا عن العمل والسعي والكد، لافتة إلى أن عملها كان في الحدائق والبساتين تذهب كعاملة بالبرتقال بالأجر اليومي تقطف ثمار البرتقال واليوسفي ضمن العاملات، إلا أنها أرادت أن تنمي عملها وتزيد الدخل فقررت أن تشتري حصص الموالح لنفسها فأخذت تتفق مع أصحاب الحدائق والبساتين لشراء كميات من المحصول ثم تتوجه لبيعه في الأسواق بالمدينة، معلقة: الشغل كتر الحمدلله وزادت حصتي وزادت البلاد اللي بوزع فيها البرتقال".

تضيف أحلام أنها كانت تستيقظ قبل الفجر لتنهي أعمال منزلها وتطمئن على سد حاجات أطفالها لتودعهم إلى مدارسهم ثم تنطلق للبساتين لقطف البرتقال واليوسفي بنفسها لتحمله على السيارة وتنهي العمل كمية حسب المحصول وتتوجه به في منتصف الليل إلى الأسواق ليكون جاهزا للبيع للمستهلكين في الصباح الباكر، معلقة: كنت بواصل الليل بالنهار وارتاح قليل علشان أفضل ساندة نفسي وأولادي واحتياجاتنا مقضية".

بعد سنوات قليلة من السعي والكد تغرفت أحلام على بثينة ابنة قريتها الولجا بعد وفاة زوجها هي الآخرى، وكان الحل لأسرة الثانية أن تجد عملا تكفي حاجات أبنائها الثلاثة فاقترحت أحلام على جارتها العمل معها بالحدائق، لافتة إلى أنها آنستها وأصبحتا ظلا لبعضيهما في العمل بالبساتين والحدائق والطرقات في الليل والصباح، معلقة: خدتها تشتغل عشان ولادها، وبقت أختي وصاحبتي وونيستي رايحين وجايين سوا.

قطف الثمار بالصباح الباكر وتوزيعه ليلا بالأسواق

تلتقط بثينة طرف الحديث وتتابع أنهما يهونان على بعضهما ساعات العمل وأصبحتا لم تتفرقا حتى في المنزل والمناسبات والزيارات تجمعهما سويا إذ أصبحتا كالشقيقتين التوأم، تضيف بابتسامة رضا تكسو ملامحها أنها عملت سنوات طويلة رفقة أحلام في محاصيل عديدة أبرزها وأفضلها بالنسبة لديهم البرتقال، موضحة أن دائرة العمل انتشرت فلم يقتصر قطف الثمار من مدينتهم بل تفرق حتى وصل إلى البحيرة وكفر الشيخ والاسكندرية لقطف التفاح، الخوخ والمشمش وغيرها من الفواكه في المواسم المختلفة لبيعه.

 

 

قطف البرتقال من بساتين منيا القمح

وأكدت السيدتان أن موسم البرتقال هو الأفضل بالنسبة لهما، إذ أنه يتميز بدخله الوفير كما أن البرتقال لا يتطلب سفرا بسبب تميز مركز منيا القمح بزراعته بمساحات شاسعة، كل ما في الأمر أنهم ربما يرسلوه إلى أسواق خارج المدينة، وأوضحتا أن موسم حصاده حسب اختلاف أنواعه "بصرة، سكري وصيفي"، ويبدأ الحصاد من شهر أكتوبر وحتى مارس وأبريل، مكتسبين طوال فترة العمل خبرة في معرفة أجود أنواع البرتقال واختيار الذي يصدر منه للخارج.

أحلام وبثينة تأخذان بأيدي السيدات

أشارتا السيدتان الصديقتان إلى أنهما في طريقهما كلما رأتا سيدة بحاجة لدخل دلوها على طريق العمل ويسرّا لها العمل باليومية إن لم تجد عملا آخر لفتح بيتها أو تزويد السيدات بأقفاص البرتقال لبيعه بالقرى والأسواق ثم تحصيل الثمن مؤخرا بعد البيع حتى تستطع السيدة السداد والاستمرار في العمل كمساعدة لها دون حاجة لأحد، معلقتان: اتعلمنا كتير في الشغلانة دي واختلطنا بناس أشكال وألوان والصبر اتعلمناه بس ما نسيناش نبتسم ونفسنا نرتاح ونعمل عمرة".

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: محافظة الشرقية قصة كفاح سيدة

إقرأ أيضاً:

أحلام ممرض المنيا انتهت بكابوس.. حكاية مقتل مينا موسى والتمثيل بجثته

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

جريمة بشعة تصدرت من قسوتها مواقع التواصل الاجتماعي وأخبار الحوادث خلال الساعات الماضية حيث تعاطف الجميع مع أسرة "مينا موسى" الاسم الذي أصبح في الأكثر رواجا علي السوشيال ميديا، بعدما تم استدراجه من بلدته بمحافظة المنيا إلى محافظة القاهرة من قبل شخصين وتم قتله بطريقة بشعة والتمثيل بجثته وتقطيعها أشلاء وإلقائها وليمة للكلاب بمنطقة الزاوية الحمراء.

بوست على الفيس بوك 

ممرض المنيا هكذا عرف "مينا موسى" ضحية أحلام الموت، والذي يعمل ممرضا في أحد المستشفيات بمحافظة المنيا والذي رأى إعلانا على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بفرصة عمل كممرض لمسن مقابل أجر مادي كبير، وباهتمامه بالبوست حاول التعرف على تفاصيله وحادث ناشره، والذي تواصل معه عبر تطبيق الواتس اب، ومع إلحاح الناشر، وحاجته للمال لتحسين دخله كأي شاب يطمح في بناء مستقبله سافر مينا من مسقط رأسه قاصدا منطقة الزاوية الحمراء بالقاهرة.

طلب فدية

قام المتهمين باستدراج الضحية بتلك الطريقة الملتوية، وما أن وصل للمكان حتي وقع في الفخ، وتم احتجازه من قبل شخصين وقاما بتصويره فيديو وهو يطلب من والده دفع الفدية دون إبلاغ الشرطة، وهو ما زاد من ألم العائلة التي كانت في حيرة من أمرها، بين دفع الفدية أو اللجوء إلى الأجهزة الأمنية.

ومع محاولات "مينا موسى" ممرض المنيا، للهروب من الجناة والذين فشلوا في السيطرة عليه، اعتدوا عليه بوحشية باستخدام "حديدة" ضربوه بها على رأسه، وهو ما أدى إلى وفاته على الفور، الجناة ادعوا أنهم لم يكونوا يقصدون قتله، بل كانوا فقط يريدون أن يفقد وعيه.

بعد جريمة القتل المروعة، قام الجناة بتقطيع جثمان مينا موسى ووضعوا أشلاءه في أكياس، وبدأوا بالتخلص منها بشكل تدريجي في أماكن مختلفة، بما في ذلك إلقاء بعضها للكلاب والبعض الآخر في الترعة، العائلة التي كانت تعيش في حالة من الألم الشديد، انهاروا عندما تلقوا مكالمة طلب الفدية مقابل حياة ابنهم.

بدأت الجريمة تنكشف عندما استيقظ أهالي الزاوية الحمراء علي تجمع الأجهزة الأمنية بعد تلقيها بلاغا من الأهالي عن العثور على أشلاء جثة بشرية ملقاة في الشوارع، وبعض الأجزاء ملقاة على أرصفة الطرقات وكأنها طعام للحيوانات الضالة، وسرعان ما هرعت قوات الشرطة إلى المكان، التحقيقات الأولية أشارت إلى أن الأشلاء تعود إلى ممرض شاب يُدعى "مينا موسى"، وهو شاب في مقتبل العمر، يبلغ 20 عامًا، من محافظة المنيا.

مينا كان يعيش حياة طبيعية بسيطة، يعمل ممرضًا، ويحاول بناء مستقبله بهدوء. ولكنه لم يكن يعلم أن ذلك اليوم سيشهد آخر فصول حياته، بعدما سقط في فخ شابين قاما باستدراجه بوحشية.

كشفت التحقيقات أن الشابين الذين ارتكبا الجريمة استغلا وسائل التواصل الاجتماعي للإيقاع بمينا فقد تواصلا معه عبر تطبيق "واتساب"، وأوهماه أن لديهما عملًا مربحًا له في القاهرة، حيث طلبا منه الحضور للقيام بجلسات مساج منزلي، كان مينا يبحث عن فرصة لتحسين دخله، فلم يتردد في قبول العرض، غير مدرك أن تلك الدعوة ستقوده إلى حتفه.

احتجاز وتعذيب

بعد وصول مينا إلى الشقة، تم احتجازه فورًا، من قبل الشابين اللذين طلبا من أسرته فدية كبيرة مقابل إطلاق سراحه، ولكن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد. 

مينا حاول المقاومة والتصدي للخاطفين، لكنه وقع ضحية لعنفهما، حيث تم الاعتداء عليه بالضرب المبرح.

القبض على الجناة

مع تكثيف التحريات، تم الوصول إلى الجناة بعد تعقبهم واستجواب الشهود الذين رصدوا تحركات غريبة في المنطقة. تم القبض على الشابين اللذين ارتكبا الجريمة، وتمت مواجهتهما بالأدلة، فلم يتمكنا من الإنكار.

اعترفا بالتفاصيل عن جريمتهم النكراء، وأنهما قاما بارتكابها بدافع الابتزاز المالي، لكن الأمور خرجت عن السيطرة بعدما توفي الضحية بين أيديهما أثناء محاولته المقاومة.

وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات والتي أمرت بإجراء تحليل البصمة الوراثية DNA للمجني عليه وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة والبحث عن باقي الأشلاء كما أمرت النيابة بحبس المتهمين 4 أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات ولا تزال التحقيقات مستمرة.

 

مقالات مشابهة

  • أحلام تتفاعل مع تأثر ماجد المهندس بالغناء لعبدالله الرويشد
  • صوت الناس.. قصة كفاح من بولاق الدكرور
  • أحلام ممرض المنيا انتهت بكابوس.. حكاية مقتل مينا موسى والتمثيل بجثته
  • فرص وظائف للشباب في محافظة أسيوط.. اعرف الشروط
  • لأول مرة منذ 20 عاما.. انتخاب مصر رئيسا لمجلس إدارة منظمة العمل العربية
  • لأول مرة منذ 20 عاما.. انتخاب مصر رئيسا لمنظمة العمل العربية
  • بعد عودتها الى التمثيل.. إسعاد يونس تتحدث عن الاعتزال
  • بادوسا تنهي أحلام «ابنة الأرض» في بكين!
  • إسعاد يونس تكشف موعد اعتزالها التمثيل
  • إيزابيل أدرياني من الإسكندرية: شاهدت أفلام عمر الشريف وعادل إمام وأتمنى العمل مع مروان حامد