الجزيرة:
2024-07-03@13:41:03 GMT

هل يطيح طوفان الأقصى بسمعة أسلحة إسرائيل؟

تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT

هل يطيح طوفان الأقصى بسمعة أسلحة إسرائيل؟

أصدر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام "سيبيري" في ديسمبر/ كانون الأول الحالي قائمته الجديدة لأفضل 100 شركة لإنتاج الأسلحة وتقديم الخدمات العسكرية في العالم عن عام 2022.

وورد في القائمة 3 شركات إسرائيلية، واحتلت شركة "إلبيت سيستمز" المركز 24، وشركة الصناعات الجوية المركز 35، بينما حازت شركة رفائيل المركز 42، أي أن الشركات الثلاثة جاءت ضمن أبرز 50 شركة عالميا.

كذلك كشف تقرير آخر للمعهد أن إسرائيل احتلت المركز العاشر ضمن قائمة أكبر مصدري الأسلحة خلال الفترة الممتدة من عام 2018 إلى 2022، بنسبة 2.3% من إجمالي مبيعات الأسلحة عالميا، وجاءت الهند في مقدمة مستوردي الأسلحة الإسرائيلية بنسبة 37%، وتلتها أذربيجان بنسبة 9.1%.

وهو ما يوضح وجود إسرائيل ضمن مركز متقدم في شبكة تجارة الأسلحة العالمية بعد الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.

كيف حدث التحول؟

اعتمدت إسرائيل خلال أول عقدين من تأسيسها على التسليح من فرنسا التي كانت ترغب آنذاك في بناء توازن إقليمي مع مصر ردا على دعمها للنضال الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي.

ومع تراجع هذا التقارب المصلحي، فرض الرئيس الفرنسي شارل ديغول حظرا على مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل في عام 1967.

وعقب ذلك وجهت تل أبيب 46% من إجمالي استثماراتها المخصصة للبحث والتطوير إلى قطاع صناعة الأسلحة المحلي بهدف تلبية احتياجات جيشها، والتقليل من الاعتماد على مصادر التسليح الأجنبية التي ترتبط بقيود سياسية، فضلا عن السعي لتحقيق أهداف جانبية مثل تحفيز النمو الاقتصادي، وتطوير الابتكار التكنولوجي لاستخدامه في القطاع المدني، وإيجاد فرص عمل للعلماء والمهندسين الذين هاجروا إلى إسرائيل من الدول الصناعية الغربية.

الولايات المتحدة على الخط

ومع بدء تقديم الولايات المتحدة لمساعدات عسكرية لإسرائيل منذ عام 1973 حدثت طفرة في قطاع الصناعات العسكرية الإسرائيلية، حيث سمحت واشنطن لإسرائيل بتحويل جزء من المساعدات إلى الشيكل بهدف شراء الأسلحة من الشركات الإسرائيلية، مما زاد من حجم الطلب المحلي.

ونظرا لأن جدوى الإنتاج تعتمد على وفورات الحجم، ولأن شركات الأسلحة الإسرائيلية تخدم سوقا محليا صغيرا مقارنة بنظيرتها في الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي والدول الغربية، فقد بحثت إسرائيل عن أسواق خارجية تتيح التوسع في التصدير مما يسمح بإنتاج الأسلحة بسعر اقتصادي.

وقد عمل ضباط متقاعدون من الجيش والاستخبارات على تأسيس شركات خاصة، والترويج لصادرات الأسلحة الإسرائيلية في الخارج، وبالأخص لدول أميركا اللاتينية، التي استحوذت بحلول عام 1980 على 60% من صادرات الأسلحة الإسرائيلية.

ثم دخلت الهند على الخط مع تنامي العلاقات بين البلدين، وصولا لتدشين علاقات رسمية بينهما في عام 1992، وكذلك أذربيجان التي استقلت بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، واحتاجت لأسلحة نوعية بشكل سريع في ظل حروبها المتكررة مع أرمينيا، وبالتالي انتقل توجه صادرات الأسلحة الإسرائيلية إلى قارة آسيا.

حدثت قفزة أخرى مع بدء تحديد واشنطن منذ عام 1999 حجم مساعداتها السنوية لإسرائيل مسبقا ضمن "مذكرة تفاهم" مدة كل منها 10 سنوات، وتتجدد دوريا، مما أتاح للجيش الإسرائيلي وضع خطط طويلة المدى للتسلح، ليكفل للشركات الإسرائيلية تمويلا مستقرا لبرامج تصنيع الأسلحة.

وبحلول عام 2014 أصبحت إسرائيل أكبر مُصدر للطائرات المسيرة في العالم بحصة من السوق العالمي بلغت آنذاك 60%، كما أصبحت من الدول الرائدة في مجال الأسلحة الدقيقة، والحرب الإلكترونية، وأنظمة القيادة والسيطرة، وأنظمة المراقبة والاستطلاع، فضلا عن تصنيعها دبابات ميركافا، والمركبات القتالية المدرعة من طراز نمر، وأنظمة الدفاع الجوي والصاروخي مثل القبة الحديدية ومقلاع داود والسهم.

حجم شركات الأسلحة الإسرائيلية

توجد في إسرائيل حاليا وفق كتاب "صناعة الدفاع الإسرائيلية والمساعدات الأمنية الأميركية" الصادر عن معهد الدراسات القومي الإسرائيلي في عام 2020، نحو 600 شركة تعمل في منظومة إنتاج الأسلحة.

ويعمل بها أكثر من 45 ألف شخص، بمتوسط مبيعات يبلغ سنويا 10 مليار دولار، وتصدر 70% من إنتاجها للخارج، وهو رقم ضخم عند مقارنته بنظيرتها الأميركية التي تصدر نحو 24% من إنتاجها، ونظيرتها الروسية التي تصدر 55% من إجمالي مبيعاتها.

نظرا لأن شركات الأسلحة الإسرائيلية الكبيرة مملوكة بالكامل أو جزئيًا للحكومة مثل شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية وشركة رافائيل لأنظمة الأسلحة المتقدمة، فقد ساعدت تلك الشركات تل أبيب في بناء علاقات دولية أكثر اتساعا، فبيع الأسلحة لا يقتصر على تسليم العتاد، إنما يفتح الباب لعلاقات وطيدة بين البائع والمشتري فيما يتعلق بعمليات التدريب على التشغيل، والصيانة والإمداد بقطع الغيار.

وبما أن قدرة الدول على تصدير الأسلحة ترتبط بإثبات تلك الأسلحة لفاعليتها الميدانية حال تجربتها في عمليات قتالية حقيقية، وبالتالي فإن صادرات الأسلحة الإسرائيلية تعتمد على سمعة وأداء الجيش الإسرائيلي.

وهو ما دفع ألمانيا بعد اندلاع حرب أوكرانيا إلى طلب شراء منظومة أرو-3 للدفاع الصاروخي من تل أبيب في ظل نجاح أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية في التصدي لنسبة كبيرة من الصواريخ المنطلقة تجاه إسرائيل.

ووقع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على الصفقة بقيمة 3.5 مليارات دولار خلال زيارته للعاصمة برلين في سبتمبر/أيلول الماضي.

تأثيرات محتملة لطوفان الأقصى

في ظل انهيار خط الدفاع الإسرائيلي مع قطاع غزة يوم نفذت كتائب القسام عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وفشل أنظمة المراقبة والحماية في منع اقتحام الجدار العازل، وتعرض دبابة الميركافا فخر الصناعة العسكرية الإسرائيلية للتدمير والإعطاب بقواذف محلية الصنع خلال العملية البرية، وتلقي العربة المدرعة نمر التي يبلغ ثمنها نحو 3 ملايين دولار ضربة موجعة بعد تدمير إحداها بصاروخ كورنيت ليُقتل جميع ركابها.

ورغم سمعتها بأنها توفر الحماية لركابها ضد الصواريخ المضادة للدبابات بواسطة نظام حماية نشط، فضلا عن تدريعها القوي، قد أضر بصورة تلك النوعية من الأسلحة، ويشكك في مدى فاعليتها.

وبدأت تداعيات هذا مبكرا، فبحسب موقع أنتليجنس أونلاين، فقد شرعت كوريا الجنوبية في مراجعة مدى فاعلية نظام المراقبة والحماية الذي اشترته من شركة إلبيت سيستمز الإسرائيلية لرصد المنطقة العازلة مع كوريا الشمالية، وذلك بعد فشله في حماية الجدار العازل مع غزة، وذلك في ظل التخوف من شن كوريا الشمالية لهجوم شبيه يعطل فعالية النظام.

كما لجأت تل أبيب إلى وقف جميع مبيعات المعدات العسكرية والأمنية والخدمات المرتبطة بها إلى كولومبيا بعد تصريح الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو بأن "الإرهاب يقتل أطفالًا أبرياء في فلسطين"، حيث تشتري كولومبيا طائرات مسيرة وتقنيات مراقبة وتجسس إلكتروني من إسرائيل.

ونظرا لأن مبيعات الأسلحة تُنفذ وفق عقود يستغرق الاتفاق عليها وتنفيذها عدة سنوات، فإن انعكاسات أداء الأسلحة الإسرائيلية في غزة على المبيعات يرجح أن تظهر تباعا خلال الأعوام القادمة، وبالتحديد مبيعات الأسلحة التي يثبت إخفاقها وفشلها في تحقيق الميزات المروجة عنها مثل مدرعة نمر ودبابة الميركافا، فضلا عن أنظمة المراقبة الإسرائيلية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الأسلحة الإسرائیلیة الولایات المتحدة مبیعات الأسلحة فضلا عن تل أبیب

إقرأ أيضاً:

التصنيع في زمن الحرب..المقاومة تصنع المعجزات

#سواليف

منذ بداية معركة #طوفان_الأقصى إلى يومنا هذا، ألحقت #المقاومة الفلسطينية في قطاع #غزة بالآليات والدبابات العسكرية الإسرائيلية بوسائل قتالية مختلفة، وبكثافة نارية مستمرة منذ بداية التوغل البري الإسرائيلي في قطاع غزة، مستخدمةً العديد من #الأسلحة المختلفة، أبرزها #قذائف الياسين 105 و #عبوات_الشواظ وغيرها.

وبعد مرور أكثر من 8 أشهر على المعركة المستمرة، ما زالت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة قادرة على إلحاق #الخسائر في صفوف #جنود وآليات #الاحتلال باستخدام الأسلحة التي تصنعها محلياً في القطاع المحاصر، وهو ما أحدث صدمة في أوساط المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية من المدى التدميري لهذه الأسلحة، ومدى المخزون التي تمتلكه المقاومة منها، فكيف حافظت المقاومة على هذا الزخم وسط حربٍ ضروس تُشن على قطاع غزة والمقاومة منذ أكثر من 8 شهور؟

أظهر مقطع فيديو نشره الإعلام العسكري لكتائب القسام يوم أمس الأحد، قيام عناصر المقاومة بتجهيز عدداً من العبوات المتفجرة والتي تستخدمها المقاومة في استهداف الآليات العسكرية لجيش الاحتلال في قطاع غزة.

مقالات ذات صلة الأورومتوسطي .. على الشركات الصينية منع استخدام أسلحتها وطائراتها بدون طيار في جرائم الحرب الإسرائيلية 2024/07/01

وقالت كتائب القسام في الفيديو أن إعدادها مستمراً، ويطرح هذا الفيديو العديد من المعطيات حول القدرة التي تمتلكها كتائب القسام وفصائل المقاومة في مواكبة عملية تصنيع الأسلحة اللازمة للمعركة وتطويرها، في ورش ومختبرات تصنيع خُصصت لهذا الغرض، مع الاستمرار في إنتاج العبوات الناسفة والقذائف المضادة للدروع، وهي المرتكز الأساسي في مواجهة التوغلات الإسرائيلية داخل القطاع.

قصد السبيل مُستمراً في الطوفان
وإلى جانب القدرات المحلية في التصنيع، تعتمد فصائل المقاومة على إعادة تدوير ذخائر جيش الاحتلال التي لم تنفجر كقذائف الدبابات، والألغام التي يستخدمها في نسف التجمعات السكنية، حيث استطاعات المقاومة اغتنام مثل هذه الألغام بعد تنفيذ عمليات ضد جنود الاحتلال كما ظهر في فيديو نشره الإعلام العسكري لكتائب القسام في وقت سابق.

وخلال السنوات السابقة سعت فصائل المقاومة إلى الاستفادة من ذخائر الاحتلال التي أطلقها على قطاع غزة خلال الحروب وجولات التصعيد السابقة، من خلال تفكيك هذه الذخائر وإعادة تدويرها، وأطلقت كتائب القسام حينها عملية خاصة لهذه المهامة أسمتها “قصد السبيل” عام 2020، وشملت مراحل المشروع دراسة الهياكل وتحليل المواد، ومرحلة استخراج المواد المتفجرة، ومرحلة القص والتسنين للرؤوس والمحركات، وصب المواد المتفجرة، وتركيب الرؤوس المتفجرة على المحركات، وإمداد الميدان بالصواريخ وإطلاقها باتجاه أهدافها، أو استخلاص المواد المتفجرة واستخدامها في العبوات الناسفة والقذائف المضادة.

وتقوم المقاومة باستخدام هذه القذائف الإسرائيلية من خلال إعادة تدويرها وإضافة التقنيات اللازمة لتتحول من قذائف دبابات إلى عبوات يتم التحكم بها عن بُعد وتفجيرها في الدبابات وجنود الاحتلال مُلحقةً الخسائر الجسيمة، وأبرز هذه العمليات إعادة تدوير صواريخ F-16 وقذائف دبابات واستخدامها من قبل عناصر كتائب القسام في كمين المغراقة الشهير في آخر أيام شهر رمضان المبارك في نيسان/2024، حيث أوقع الكمين 14 جندياً إسرائيلياً بين قتيلٍ وجريح.

إضافة إلى ذلك أعلنت سرايا

القدس يوم الجمعة الماضي عن استدراجها لقوة إسرائيلية إلى داخل مبنى به فوهة نفق في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وقالت السرايا في بيانها أن المنزل تم تفخيخه بعددٍ من العبوات، وصاروخ طائرة F-16 أطلقته طائرات الاحتلال ولم ينفجر، وقام مهندسو السرايا بإعادة استخدامه وتفعيله لينفجر بالقوة الإسرائيلية ويوقعها بين قتيل وجريح.

وتتنوع الأسلحة التي تستخدمها المقاومة بكثافة وبشكلٍ يومي كقذائف الهاون بعياراتها وأحجامها المختلفة، والقذائف المضادة للتحصينات وللمدرعات، والعبوات الناسفة الأرضية والبرميلية، إضافة للصواريخ قريبة المدى كمنظومة “رجوم” التي تستخدمها كتائب القسام في قصف محاور تموضع جيش الاحتلال، وصواريخ 107 التي تستخدمها كتائب شهداء الأقصى.

هذه العمليات والأسلحة المستخدمة توضح بعضاً من جوانب منظومة تصنيع الأسلحة التي تمتلكها فصائل المقاومة والتي راكمتها عبر سنين طويلة من الإعداد والتجهيز، وتصميمها على القدرة على الإنتاج المستمر حتى في ظل ظروف الحرب الصعبة وشح الإمكانيات، وأعلنت تصميمها على الاستمرار وسط التدمير.

بهذه العمليات وهذه الأسلحة اتخذت المقاومة معادلةً تكتيكة تُلحق من خلالها بالغ الضرر والخسائر في القدرات العسكرية لجيش الاحتلال على الأرض، من خلال إعطاب وتدمير الآليات العسكرية وقتل وإصبة الجنود، هذه التكتيكات جعلت جيش الاحتلال أمام معضلة نقص الجنود في الميدان مع نقص في المعدات حسب إعلانات جيش الاحتلال مؤخراً.

مقالات مشابهة

  • بالأرقام.. خسائر مذهلة ألحقها طوفان الأقصى بالجيش الإسرائيلي
  • 4 عمليات في أربعة بحار.. اليمن يثبت حدود التغييرات الجيوسياسية لـ طوفان الأقصى
  • 4 عمليات في 4 بحار.. اليمن يثبت حدود التغييرات الجيوسياسية لـ “طوفان الأقصى”
  • قصة بسموت مؤسس سايت بت الإسرائيلية.. من منقذ أرواح إلى غريق في طوفان الأقصى
  • شركة في صربيا تزود إسرائيل بالأسلحة تقيم علاقات مهمة مع الإمارات
  • التصنيع في زمن الحرب..المقاومة تصنع المعجزات
  • باركليز ودعم شركات الأسلحة الإسرائيلية بالمليارات.. ما هو التاريخ الأسود للبنك الشهير؟
  •  إسرائيل تعلن إحباط تهريب أسلحة من الأردن إلى الضفة الغربية
  • إسرائيل تحبط عملية تهريب أسلحة من الأردن للضفة الغربية
  • إسرائيل تعلن إحباط تهريب أسلحة من الأردن إلى الضفة الغربية