جسر بري من الإمارات إلى إسرائيل عبر السعودية والأردن والأخيرة تنفي
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
كشف تقرير إسرائيل السبت 16 ديسمبر 2023 ، عن وصول دفعة أولى من الشحنات التجارية من دبي إلى إسرائيل، من خلال جسر بري جديد قد يشكل بديلا عن ممرات الشحن الرئيسية عبر البحر الأحمر، وذلك في خط سير ينطلق من موانئ دبي مرورا بالسعودية والأردن، في ظل الحظر الذي يفرضه الحوثيون على مرور السفن الإسرائيلية من باب المندب.
ولفت التقرير الذي أورده موقع "واللا"، إلى أن المشروع التجريبي لخط نقل بري جديد بالشاحنات عبر موانئ دبي مرورًا بالسعودية والأردن وصولا إلى ميناء حيفا، "تكلل بالنجاح في الأسابيع الأخيرة"، ليكون بديلا عن قناة السويس المصرية، في ما وصفه بـ"تعاون خليجي سعودي أردني مع إسرائيل لاختراق الحصار الذي تفرضه جماعة ‘أنصار الله‘ (الحوثيون)".
وأضاف أن الشاحنات العشر الأولى أكملت الطريق الطويل من موانئ الخليج العربي إلى إسرائيل. ولفت إلى عملية الشحن تدار بواسطة تطبيق النقل الإسرائيلي Traknet، الذي يعمل على الربط بين أصحاب الشاحنات والعملاء الذين يحتاجون إلى نقل شحنات من موانئ الخليج إلى إسرائيل.
وأعلنت الشركة بداية الشهر الجاري عن توقيع اتفاقية تعاون مع شركة الخدمات اللوجستية الإماراتية Puretrans FZCO، ومشغل شركة الموانئ في دبي DP WORLD، لنقل البضائع من الخليج إلى ميناء حيفا أو من ميناء حيفا مرورا بالأردن والسعودية إلى موانئ دبي.
وأفاد التقرير بأن "الجسر البري، الذي حصل على موافقة وزارة الأمن والحكومة الإسرائيلية، يهدف إلى تشكيل بديل أسرع من المرور عبر قناة السويس، وأسرع من المسار الطويل لاستيراد البضائع على متن السفن التي يتعين عليها الالتفاف عبر رأس الرجاء الصالح وتمديد المسار بنحو ثلاثة أسابيع للابتعاد عن تهديد الحوثيين".
وبحسب التقرير، فإن مسافة الرحلة البرية من دبي إلى ميناء حيفا، تقدر بـ2550 كيلومترًا، ما قد يستغرق أربعة أيام سفر، فيما تصل المسافة من البحرين إلى ميناء حيفا بـ1700 كيلومتر، وقد تستغرق يومين وسبع ساعات. وأشار التقرير إلى أن سعر الشحن يصل إلى حوالي 1.2 دولار للكيلومتر الواحد، وهو أغلى قليلاً من الشحن البحري في الأيام العادية.
في المقابل، شدد التقرير على أن هذه الأسعار هي أعلى بكثير من أسعار الشحن البحري في الوضع الراهن، مشددة على أهمية عنصر الوقت "عندما يتعلق الأمر باستيراد وتصدير البضائع ذات فترة الصلاحية القصيرة، مثل المنتجات الغذائية الطازجة، أو المواد الخام والمنتجات التي أرسلت بشكل عاجل إلى العملاء".
وأشار التقرير إلى أن الجسر البري لن يستطيع أن يشكل بديلا لطرق الملاحة البحرية على المدى البعيد، وذلك في ظل نطاقه المحدود والقدرة المحدودة للمعابر الحدودية مع الأردن على استيعاب واستقبال الشاحنات حيث تصل قدرتها الحالية إلى 350 شاحنة يوميًا، مشيرة إلى احتمال الاستفادة من الجسر البري مستقبلا عبر خط قطار في ذات المسار.
الأردن تنفينفت الأردن، ما سماها "ادعاءات" تتعلق بمرور الجسر البري عبر المملكة لنقل البضائع إلى إسرائيل.
جاء ذلك وفق ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية "بترا"، نقلا عن مصادر لم تسمها في وزارتي النقل والصناعة والتجارة.
وقالت الوكالة: "ما يتم تناقله من أخبار منسوبة لوسائل إعلام عبرية ووسائل تواصل اجتماعي عن وجود جسر بري بديل للبحر الأحمر، عبر موانئ دبي مرورا بالسعودية والأردن، لنقل بضائع إلى إسرائيل لا صحة لها أبدا".
وأضافت أن "موقف الحكومة واضح بشأن دعم الأشقاء الفلسطينيين والوقوف إلى جانبهم بكل الوسائل".
وعبرت المصادر، وفق الوكالة، عن رفضها لمثل هذه الادعاءات التي تهدف إلى "التشويش على الموقف الأردني الثابت تجاه ما يجري في قطاع غزة من عدوان إسرائيلي".
يأتي ذلك فيما أعلنت شركات شحن عملاقة الجمعة والسبت تعليق مرور سفنها عبر البحر الأحمر، وهو ممر تجاري رئيسي، بعد هجمات الحوثيين في اليمن. وقالت شركات "ميرسك" الدنماركية، و"هاباغ-لويد" الألمانية، و"سي أم إيه سي جي أم" الفرنسية، و"إم إس سي" الإيطالية السويسرية، إن سفنها لن تستخدم البحر الأحمر "حتى إشعار آخر" أو حتى الإثنين على الأقل أو "حتى يصبح المرور عبر البحر الأحمر آمنا".
البحر الأحمر هو "طريق البحر السريع" الذي يربط المتوسط بالمحيط الهندي، ويمر عبره حوالي 20 ألف سفينة سنويا. وفي الأسابيع الأخيرة، صعّد الحوثيون هجماتهم قرب مضيق باب المندب الإستراتيجي الذي يفصل شبه الجزيرة العربية عن إفريقيا ويمر عبره 40% من التجارة الدولية، وحذروا من أنهم سيستهدفون السفن المبحرة قبالة سواحل اليمن والتي لها صلات بإسرائيل، ردا على الحرب المستمرة على قطاع غزة.
وأسقطت سفن حربية أميركية وفرنسية عدة صواريخ وطائرات مسيّرة أثناء قيامها بدوريات في المنطقة. كما أعلن وزير الدفاع البريطاني، غرانت شابس، في وقت سابق اليوم، أن المدمرة البريطانية "إتش إم إس دايموند"، أسقطت "ما يعتقد أنها مسيّرة هجومية كانت تستهدف الملاحة التجارية في البحر الأحمر" ليل الجمعة السبت.
وأعلن الحوثيون الجمعة أنه نفذوا "عملية عسكرية ضد سفينتي حاويات إم إس سي ألانيا وإم إس سي بالاتيوم". ووفق القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم)، تعرضت سفينة إم إس سي ألانيا للتهديد فقط ولم يتم استهدافها بأسلحة، بينما أصيبت إم إس سي بالاتيوم 3، بأحد صاروخين بالستيين أطلقهما الحوثيون.
ذكرت مجموعة "إم إس سي" في بيان السبت، "إم إس سي بالاتيوم 3" فقط، مؤكدة عدم إصابة أي من أفراد طاقمها وأن السفينة نفسها تعرضت "لأضرار محدودة بسبب اندلاع حريق". وأضافت "بسبب هذا الحادث وحفاظا على حياة وسلامة بحارتنا، وحتى يصبح المرور عبر البحر الأحمر آمنا، لن تعبر سفن إم إس سي قناة السويس".
وتابعت "سيتم إعادة توجيه بعض السفن لتمر عبر رأس الرجاء الصالح" في أقصى جنوب أفريقيا. وسيؤدي هذا الالتفاف على إفريقيا إلى إطالة مسار الرحلات بشكل كبير، وطلبت الشركة من زبائنها "إظهار التفهم في هذه الظروف الخطيرة".
في اليوم نفسه، قررت شركة النقل البحري الفرنسية الرائدة "سي أم إيه سي جي أم"، "الطلب من كل سفن الحاويات في المنطقة التي يفترض أن تمر في البحر الأحمر التّوجه إلى مناطق آمنة"، أو عدم مغادرة المياه التي تعدّ آمنة "بأثر فوري وحتى إشعار آخر".
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: عبر البحر الأحمر إلى میناء حیفا إلى إسرائیل الجسر البری موانئ دبی إم إس سی
إقرأ أيضاً:
في مؤتمر صحفي.. وزير النقل: العدوان الصهيوني دمر ستة لنشات وكرينات جسرية وكريناً عائماً بثماني غارات
الثورة / أحمد كنفاني
نظمت مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية، بميناء الحديدة، صباح أمس السبت، مؤتمراً صحفياً حول آثار وتداعيات العدوان الصهيوامريكي وتبعاته على موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.
وفي المؤتمر، أكد وزير النقل والأشغال العامة محمد عياش قحيم، أهمية المؤتمر في التوضيح للعالم اجمع والمجتمع الدولي الأصم، الذي يشاهد أبشع الجرائم بحق شعوب المنطقة من قبل العدو الإسرائيلي وبرعاية أمريكية وأنظمة غربية تابعة لها، ولم يحرك ساكنا.
وقال» نقف اليوم أمام جريمة جديدة من جرائم العدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني، وهو استهداف موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى فجر الخميس الماضي، بثمان غارات جوية، مخلفا وراءها تدمير ستة لنشات بحرية وكرين عائم وكرينات جسرية، و9 شهداء وثلاثة جرحى».
وتساءل أين المجتمع الدولي من هذه الجرائم الإسرائيلية المدعومة بالغطاء الدولي غير مكترثة بالقوانين الدولية والإنسانية التي حرمت استهداف المواقع المدنية، بأى شكل من الأشكال وتعتبر محمية بموجب هذه القوانين».
وأكد أن العدو تعمد استهداف المنشآت المدنية في محاولة منه لتجويع وتركيع الشعب اليمني، بعد تصدره شعوب الأمة العربية والإسلامية، وأحرار العالم في مناصرة الشعب الفلسطيني إزاء ما يتعرض له من حرب إبادة جماعية، خاصة في غزة ، نظراً لصمت حكام وأنظمة الدول الخاضعة لأمريكا والكيان الصهيوني، وصولاً إلى حد تواطؤ بعض الأنظمة وعدم تجرؤها على اتخاذ موقف تجاه القضية الفلسطينية والعدوان الأمريكي الصهيوني على غزة والمذابح التي تُرتكب يومياً.
وأشار إلى أن جرائم إسرائيل طالت أنحاء واسعة من المنطقة بلغت حد الجنون، ولم يسلم اليمن من حماقات إسرائيل التي امتدت من غزة الي الحديدة.. ونوه بأن تلك الجرائم مثلت شاهداً على أن الكيان الصهيوني الغاصب هو العدو الحقيقي للأمة الإسلامية ويعتبر الخطر البارز على الأمن والاستقرار في المنطقة العربية.. ولفت إلى أن موانئ الحديدة تعمل بشكل طبيعي دون توقف.
فيما أكد رئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية زيد أحمد الوشلي، أن العدوان الصهيوامريكي على الأعيان والمنشآت المدينة في اليمن، يعد عقاب جماعي على كل أبناء الشعب اليمني دون استثناء.
وأشار إلى أن انتهاكات وجرائم العدو الإسرائيلي وما يفرضه من حصار وتجويع، تُرتكب تحت المظلة الدولية والأممية، عبر تآكل المعايير الإنسانية التي تحملها عندما يتم استهداف منافذ ومحطات كهرباء، ومعدات بحرية وكل ما يتصل بضروريات الحياة واحتياجاتها الأساسية.
ولفت إلى أن الهجمات المتتالية من الكيان الصهيوني ومن قبلها هجمات بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية أضرت بالميناء، فقد تم تدمير معظم البنى التحتية لموانئ الحديدة بهدف ايقافها عن العمل وتجويع الشعب اليمني.
وأضاف « أن أمريكا تمارس العسكرة ودور البلطجة في البحر الأحمر، في محاولة للسيطرة على الممر المائي باب المندب، الذي تُنعى بحمايته الدول المشاطئة على البحر الأحمر وفي المقدمة اليمن المخول له قانوناً بحماية أمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر وباب المندب، ليس لحماية الملاحة في البحرين الأحمر والعربي كما تدّعي، وإنما لحماية السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئه لدعمه ومده بالسلاح والوقود والغذاء، في وقت يعاني الشعب الفلسطيني الأمرين جراء الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل على غزة منذ منذ السابع من أكتوبر المنصرم.
فيما أوضح عضو لجنة إعادة الانتشار اللواء محمد القادري، أن موانئ الحديدة مدنية وأن إسرائيل وأمريكا وبريطانيا، تجاوزوا بجرمهم وعدوانيتهم كافة القوانين الدينية والحقوقية والإنسانية.
وأكد أن ما تعرضت له البنية التحتية لموانئ الحديدة من أضرار وتدمير يتم أمام بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة ودورياتها المنتشرة في الموانئ دون إصدار بيان تنديد منها.
وأشار بيان صادر عن المؤتمر الذي حضره وكيل المحافظة علي قشر، ونائب رئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر نصر عبدالله النصيري، ومدير شركة النفط بالحديدة عدنان محمد الجرموزي، ومدراء الإدارات بالمؤسسة، ومندوبي وسائل الإعلام، إلى أن خسائر المؤسسة جراء العدوان على موانئ الحديدة خلال الفترة 20 يوليو – 19 ديسمبر 2024م، بلغت 313 مليون دولار.
وأكد أن هذه الجريمة، وما سبقها من جرائم تدمير مرافق وآليات ميناء الحديدة وموانئ البحر الأحمر واستهداف البنى التحتية وما نتج عن القصف الممنهج لخدمات الملاحة البحرية، تضاعف من التداعيات الإنسانية، وتتسبب بزيادة معاناة الشعب اليمني.
وأوضح البيان، أن المؤسسة ما تزال تعاني من تداعيات العدوان، الذي تعرضت له الموانئ على مدى عشر سنوات، جراء العدوان والحصار والقيود غير القانونية لإغلاق الموانئ، التي مثلت انتهاكاً صارخاً للمواثيق الدولية، التي تجرِّم استهداف المرافق الخدمية والحيوية.
ولفت إلى أن تدمير البنى التحتية للموانئ والاستهداف الممنهج لمعدات وخدمات النقل البحري، ستظل شاهداً على جرائم الحرب التي ارتكبها العدوان الأمريكي ضد الإنسانية في اليمن.. ونبّه بيان المؤسسة من خطورة هذا العدوان، وما يمثله من تهديد على مصالح الشعب اليمني.