مسيرتنـا الـوطنية تجسـد آمـالنــا للأفضـل والأجمل
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
وطن عريق شعّت أنوار نجاحاته منذ أكثر من قرنين تتجدد مشاعر الفرح بحس المسؤولية وبالفخر بما تنجزه التجربة البحرينية نتوجه بالاعتزاز والتقدير لرواد العمل الوطني الذين نشد على أيديهم بكثير من الشكر والامتنان البحرين وطن زاهر للجميع.. مواطنين ومقيمين رسالة البحرين في هذا اليوم المجيد هي أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة كلمة المكرمون: نؤمن أن أجمل الأيام هي التي نحن مقبلون عليها
تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، فشمل برعايته الكريمة في قصر الصخير أمس، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، الاحتفال الذي أقيم بمناسبة احتفال مملكة البحرين بأعيادها الوطنية، وذكرى تولي حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه لمقاليد الحكم، وما يصاحبها من مناسبات وطنية.
وبعد عزف السلام الملكي، وتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم، تفضل حضرة صاحب الجلالة رعاه الله بإلقاء كلمة سامية، فيما يلي نصها: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أصحاب السمو والمعالي والسعادة، الحضور الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نرحب بكم جميعًا أجمل ترحيب، ونتوجه إليكم، وأهلنا الكرام، بخالص التهنئة في ذكرى العيد الوطني المجيد، داعين الله سبحانه، أن يعيده على أسرتنا البحرينية الواحدة بمزيد من الرخاء والطمأنينة لتواصل مسيرتنا الوطنية تقدمها، جيلًا بعد جيل، وهي تجسد آمالنا وطموحنا من أجل الأفضل والأجمل لمستقبل مملكتنا الحبيبة. وفي هذا اليوم الخالد في تاريخ الوطن، تتجدد مشاعر الفرح بحس المسؤولية، إلى جانب الشعور بالثقة في تصاعد البناء، وبالفخر بما تنجزه التجربة البحرينية الملتزمة باستقرار وتطور مؤسساتها، وبترسيخ أمنها وحفظ استقرارها، صونًا وإعلاءً للمصلحة العليا للبلاد.
ويسعدنا في مثل هذه المناسبة الطيبة، أن نعرب عن عظيم الاعتزاز بما نشهده من حماسة وطنية ونشاط ميداني منظم للحفاظ على موقع البحرين وامكاناتها المتطورة – حضاريًا وبشريًا – ضمن مسيرة وطنية تشمل كل من ينتمي إلى هذا الوطن الغالي بالرعاية والخير والمحبة. ونتوجه بذات الاعتزاز والتقدير لرواد العمل الوطني، الذين نشدّ على أيديهم بكثير من الشكر والامتنان لبذلهم المخلص، وعملهم المثمر، سيرًا على نهج روادنا الأوائل بناة هذا الوطن العريق، الذي بزغ فجر مجده، وشعت أنوار نجاحاته، منذ أكثر من قرنين، وها نحن نشهد معكم اليوم، حصاد ما زرعوا، لنُكمل المسير بذات العزم والثبات على دروب العزة والرفعة. وفي الختام، فإن رسالة البحرين وشعبها في هذا اليوم المجيد هي أن ينال الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه كاملة، كما سائر الشعوب، وذلك بإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس، وعلى الدول الفاعلة والمؤثرة أن تبدأ باتخاذ الخطوات المؤدية لتحقيق هذا الهدف النبيل. داعين المولى عز وجل، أن يديم الخير الجزيل على البحرين وأهلها وأجيالها المقبلة، الذين هم موضع الأمل والرجاء، لتبقى كما هي دائمًا، وطنًا زاهرًا للجميع.. مواطنين ومقيمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ثم تفضل جلالة الملك المعظم حفظه الله بتوزيع الأوسمة التقديرية على المكرمين. بعد ذلك ألقت المهندسة نيلة أحمد عبدالرحمن السيد كلمة نيابة عن المكرمين قالت فيها: بسم الله الرحمن الرحيم سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الموقر، أصحاب السمو والمعالي السادة الحضور الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... إنه من دواعي الفخر والاعتزاز وفي هذه الساعة المباركة من هذا اليوم، يوم العيد الوطني المجيد، وذكرى تولي جلالتكم مقاليد الحكم. يطيب لنا أن نهنئ جلالتكم والوطن بأكمله، فإنه اليوم الوطني الذي تجمّع فيه كل أبنائه الذين يفتدون تُرابه. صاحب الجلالة.. إن اعتزازنا وفخرنا لا حدود له ونحن نتشرف ونتسلم من يدي جلالتكم الكريمتين الأوسمة، وأي تقدير أعلى من أن نقف أمام جلالتكم وأنتم تقودون هذا الوطن العزيز وتبنون حضارته الحديثة، فمنذ بداية تحديث الدولة في عهدكم الزاهر وشعب البحرين الأبي يخطو بثبات و ثقة وهو يتطلع إلى غدٍ مشرق، وقد استطاع بفضل من الله وجُهد المُخلصين كافة رجالًا ونساءً شيبًا وشُبانًا من تحقيق ذلك النجاح الكبير في زمن قياسي يدفعنا إلى أن نبني عليه بعزم وثقة ما نُريده معًا للبحرين الحبيبة.
إننا يا صاحب الجلالة عشنا مع جلالتكم أيامًا جميلة، ونؤمن أن أجمل الأيام هي التي نحن مقبلون عليها، معكم أيضًا يا صاحب الجلالة. إننا يا سيدي ونحن شريحة تمثل شعب البحرين الوفي لنثمّن ونقدّر تقديرًا عاليًا اهتمام ورعاية جلالتكم السنوية للمتميزين من أبناء هذا الوطن الذين يمثلون الثروة الحقيقية لبناء المجتمع واستثمارًا لقدراتهم بالمشاركة في بناء وتطوير الحياة العامة فيه. وفي الختام فإننا نرفع إلى مقام جلالتكم السامي أخلص آيات الشكر والثناء والامتنان مقرونة بالتهنئة العطرة والتبريك بهذا اليوم الأغر أعادكم الله على أمثاله سنين عديدة باليمن والبركات. حَفِظكمُ اللهُ ورعاكم قائدًا لنهضةِ الوطن، وأدامَكُم ذخرًا وسندًا وعزًا وفخرًا لمملكتنا وأهلها الكرام الأوفياء، وحَفِظَ البحرين وأدام عليها عزها ورخاءها تحت قيادتكم الحكيمة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وقد شملت قائمة المكرمين كلًا من:
1. السيدة فوزية عبدالله زينل 2. السيد رشيد بن محمد المعراج 3. العميد الركن عادل عبدالله بني حماد 4. العميد طبيب الشيخ فهد بن خليفة آل خليفة 5. العميد فواز حسن عيسى الحسن 6. الشيخ خالد بن راشد بن عبدالله آل خليفة 7. العقيد الركن محمد مبارك الرميثي 8. الوكيل أول حسن علي الجاسر المري 9. الدكتور عبدالرحمن محمد بحر 10. الشيخ خليفة بن علي آل خليفة 11. الدكتور خليفة بن علي الفاضل 12. السيد محمد سيف شيخان 13. الشيخ مشعل بن محمد آل خليفة 14. السيد خليل عبدالرسول بوجيري 15. السيدة سحر راشد المناعي 16. الدكتور محمد غسان شيخو 17. السيدة بتسي بنتيت ماثيوسن عبدالرحمن 18. السيدة شهناز جابر حاجي جمال 19. السيد عبدالوهاب يوسف الحواج 20. السيد خالد محمد نجيبي 21. السيدة سلوى بخيت إدريس بخيت 22. السيد جاسم أحمد بوصالح 23. الشيخ معاذ بن دعيج آل خليفة 24. السيدة نوال عبدالكريم بوجيري 25. السيد محمد صالح الكعبي 26. السيدة عصمت جعفر أكبر 27. السيدة عفاف عبدالله زين العابدين 28. السيد عبدالعزيز محمد الأشراف 29. السيد نواف السيد هاشم السادة 30. السيدة منيرة أحمد فخري 31. المهندسة بلسم علي السلمان 32. الدكتورة راوية خليفة المناعي 33. الدكتورة إجلال فيصل العلوي 34. السيد علي محمد الهاجري 35. السيد راشد أحمد راشد عمرو الرميحي 36. السيد مشعل عادل يوسف العياضي 37. السيدة نسرين عبدالرضا علي 38. المهندسة نيلة أحمد السيد 39. السيد علي حسن أحمد 40. الدكتورة فوزية يوسف الجيب 41. الدكتور عمر أحمد العبيدلي 42. المستشارة إيمان جعفر العرادي 43. السيد محمد إبراهيم العامري 44. السيد مساعد سلمان مسعود 45. المهندس ياسين حسن السيد 46. السيد هشام أحمد الريس 47. السيد لندا محمد جناحي 48. السيدة وسن سعيد الخزاعي 49. السيدة نورة أحمد البلوشي 50. السيد علي موسى محمد 51. السيدة أفشان بروين أختر 52. السيد محمد علي أحمد عبدالرحيم 53. السيد فهد أحمد الخلفان
الــــــــمــــــــزيــــــــد مــــــــن الــــــــصــــــــور:
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا حضرة صاحب الجلالة المعظم حفظه الله السید محمد هذا الوطن هذا الیوم آل خلیفة
إقرأ أيضاً:
السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي “يحفظه الله”:الجهاد عامل حماية ونهضة للأمة
عندما ندرس بعضاً من التجارب القائمة في الواقع المعاصر، وفي التاريخ المعاصر، ما حصل للمسلمين في البوسنة: عشرات الآلاف من المسلمين قتلوا قتلاً جماعياً بدمٍ بارد، وآلاف المسلمات تعرضن للاغتصاب، اضطهاد رهيب جدًّا، في الأخير عندما تحركوا ليجاهدوا كان لهذا أهمية كبيرة، ومثَّل عاملاً أساسياً في إيقاف تلك المجازر الرهيبة جدًّا بحقهم، وأن يدفع عنهم ذلك الشر الرهيب والفظيع.
ما يعانيه مسلمو الروهينجا الآن معاناة كبيرة جدًّا، كيف لو كانوا أمةً قويةً مجاهدة تملك القدرات التي تحمي نفسها هل كان سيحدث لهم ما حدث أن يقتل منهم أكثر من مائة ألف مسلم، أكثر من مائة ألف مسلم بدمٍ بارد، بكل بساطة يقتلون ويضطهدون ويستذلون، وتعرضت النساء للاغتصاب، كم هي التجارب الكبيرة جدًّا والكثيرة، وكم هي التجارب الناجحة للجهاد والتحرك في سبيل الله؟، كم هو الفارق بينما في غزة في فلسطين وما في غير غزة؟، كم كان الأثر- في التصعيد الأخير الإسرائيلي- للضربات التي لقنه المجاهدون في فلسطين بها؟، كان أثراً مهماً جدًّا، عامل ردع وإذلال للعدو وفرضوا عليه أن يوقف تصعيده، لماذا؟ عندما أصبحت هناك أمة مجاهدة تتحرك على أساس الجهاد في سبيل الله للتصدي للإسرائيلي، كم كان أثر تجربة حزب الله في لبنان؟، كم وكم وكم… التجارب: تجارب ثقافة التدجين، وثقافة التحرك والجهاد والعمل، فوارق كبيرة جدًّا وواضحة وجلية، وفي التاريخ كذلك، في التاريخ كذلك التجارب كثيرة.
أيضاً من أهم ما يستفاد من هذه الفريضة العظيمة أنها تمثل عاملاً نهضوياً للأمة، الأمة إذا كانت تحرص على أن تكون أمةً قوية، متى تحرص على أن تكون أمةً قوية؟ إذا كانت أمةً مجاهدة، إذا كانت أمةً تنهض بهذا الواجب وتقوم بهذه المسؤولية، حينها ستحرص على أن تكون أمةً قوية؛ لتكون أقدر في مواجهة أعدائها، ولذلك يأتي التوجيه القرآني: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}[الأنفال: من الآية60].
في هذا السياق، في سياق الجهاد، في سياق هذه الفريضة العظيمة والمهمة، والأمة إذا اتجهت لأن تعد ما تستطيعه من القوة، يأتي في ذلك الاهتمام بالجانب الاقتصادي: كيف تكون أمةً منتجة؟، كيف تكون أمةً مصنِّعة؟، كيف تكون أمةً مبتكرة؟، كيف تواجه مستوى التحديات؟، وكل تحدٍ يستلزم قوة معينة، إمكانات معينة، قدرات معينة، وهكذا تستمر في تطوير نفسها، وفي تطوير قدراتها، وفي امتلاك كل عناصر القوة، وستبحث عن كل عناصر القوة، أما ثقافة التدجين فلا يبنى عليها إلَّا الضعف، فليس لها من نتاجٍ إلَّا الضعف، إلَّا الخور، إلَّا الاستكانة، إلَّا الإهمال، إلَّا الضياع… فرق كبير، الثقافة التي تنهض بالأمة، تبني الأمة لتكون قوية في كل المجالات، وفي كل شؤون الحياة، وبين ثقافة تضعف الأمة، تجعل من الضعف ثقافة، حتى حالة نفسية، التربية على الجهاد، وعلى النهوض بالمسؤولية، وعلى مواجهة التحديات والأخطار، حتى في بناء النفوس، تبني النفوس لتكون نفوساً قوية، تبني الناس ليكونوا أقوياء حتى في نفسياتهم ومشاعرهم، وثقافة التدجين تربي على الضعف حتى في النفوس لتكون نفوساً ضعيفة، نفوساً مهزوزة، نفوساً يهينها الآخرون، ويدوسها الآخرون، ويسحقها الآخرون وهي لا تتقن إلا حالة الاستسلام، وحالة الإذعان، وحالة الخنوع، وحالة السكينة، حالة الاستكانة التي هي حالة سلبية.
إذاً هناك فارق كبير بين ما يمثل عاملاً نهضوياً يبني الأمة، والآخرون هم يركِّزون على هذه النقطة، يدركون إيجابية الصراع لمن يتعامل معه على أساس أن يجعل منه عاملاً للنهضة، عاملاً للبناء، عاملاً لاكتساب القوة، وسلبيته فعلاً لمن يريد أن يكون ضعيفاً وأن يستسلم لا يتحرك، هذه حالة رهيبة جدًّا، تنهار شعوب، ويتحول أهلها- في الكثير منهم- إلى لاجئين في دول أخرى، ويتركون واقعهم، يتفككون كأمة، ينهارون انهياراً كاملاً، أمر خطير وسلبي، لكن من يجعل منه عاملاً نهضوياً، في الدول الأخرى هم يفعلون ذلك، الصين في الثقافة الصينية، لديهم هناك تحدٍ ولديهم عدو، ولديهم طموح في التفوق واكتساب القوة، عند الأمريكيين كذلك، عند كل القوى الناهضة في العالم، لا تنهض أمة إلا وقد جعلت من التحدي والخطر والعدو حافزاً لنهضتها، إذا شطب هذا الجانب تضعف، تكون أمة باردة، أمة لا تفكر بأن تكون قوية، ولا تسعى لأن تكون قوية، ولا تهتم بأن تكون قوية، كان واجبنا نحن المسلمين أن نكون أكثر الأمم اهتماماً باكتساب القوة في كل عناصر القوة: على المستوى النفسي، والتربوي، والاقتصادي، والعسكري… وفي كل مجالات الحياة. قبل غيرنا من الأمم، فما بال الآخرين وكأنهم هم من يكون في أهم مصادر ثقافاتهم وأفكارهم عبارة: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}[الأنفال: من الآية60]، كان المفترض بنا أن نكون نحن السباقين قبل غيرنا.
من المحاضرة الرمضانية التاسعة عشرة: الجمعة 19 رمضان 1440هـ 24 مايو 2019م