عبد الرحيم علي يجيب عن الأسئلة الشائكة حول مستقبل غزة مع أسامة كمال: «مصر قائدة العرب ولن تنكسر أبدًا.. إسرائيل تخطط لنظام سياسي جديد في غزة.. وحكومة إخوانية قد تتشكل في دولة إفريقية الفترة المقبلة»
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
قال الكاتب الصحفي والباحث عبد الرحيم علي، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير «البوابة نيوز» ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، إن الجميع يتألم مما يحدث في قطاع غزة من همجية ووحشية الاحتلال الإسرائيلي، وهذا الكلام متفق عليه، ولكن هناك ضرورة للنظر إلى ما حدث في "طوفان الأقصى" وما حدث في قطاع غزة بنظرة أوسع.
وأضاف "علي"، خلال حواره مع الإعلامي أسامة كمال، ببرنامج "مساء dmc"، المذاع على فضائية "dmc"، مساء السبت، أن التقارير قبل "طوفان الأقصى" كانت تتحدث على أن معدل تجاوز تخصيب اليورانيوم في إيران يتجاوز المسموح ووصل لـ90%، وهذا يعني أن طهران قريبة من تصنيع القنبلة النووية.
وأضاف أنه قبل عملية "طوفان الأقصى" كانت الكثير من التقارير تتحدث على أن إسرائيل ستوجه ضربة لإيران في محاولة لوقف تطور البرنامج النووي الإيراني، وقبل العملية وصل وفد من حركة الجهاد الفلسطينية لطهران، وبعد ذلك وصل وفد آخر من حماس، وتم الحديث على مواجهة الكيان الإسرائيلي، وبعد ذلك قامت إيران بالسعي لتصفية الأجواء مع السعودية، وبعد ذلك قامت شركة الشحن الإيرانية بإطلاق خط حاويات مع سوريا.
ولفت إلى أن ربط هذه الأحداث مع بعضها البعض يؤكد أن هناك تنسيق إيراني كبير مع المقاومة الفلسطينية لإعداد حدث كبير، مشيرًا إلى أن هناك تقارير غربية تحدثت عن أن طهران كانت تخطط لإجراء ضربة كبرى للاحتلال الإسرائيلي، لكي تشغله عن البرنامج النووي الإيراني لمدة عام على الأقل.
إسرائيل تخطط لخلق نظام سياسي جديد في غزة.. وتغيير ملامح الشرق الأوسطكشف" علي" إن الولايات المتحدة الأمريكية أطلقت يد الاحتلال الإسرائيلي في فعل ما يشاء في قطاع غزة للحفاظ على أمن الاحتلال، والقضاء على حركة المقاومة الفلسطينية حماس، وأن موقف الاتحاد الأوروبي منقسم إزاء ما يحدث في قطاع غزة، وهذا يضعف موقف الاتحاد .
وقال "علي" إن مصر قامت بمحاولات كثيرة لإنهاء الانقسام الفلسطيني، ورغم وجود مفاوضات كبيرة حدثت مؤخرًا في مصر بين السلطة الفلسطينية والمقاومة لمدة 7 أشهر، إلا أن حماس رفضت التوقيع على الاتفاق.
وأشار "علي" أن الاحتلال الإسرائيلي انسحب من قطاع غزة بنسبة 100%، وكان من الضروري الحفاظ على هذا المكسب وتحويل قطاع غزة إلى سنغافورة الشرق الأوسط، بدلًا من الدخول في صراع وحروب مع الاحتلال الإسرائيلي.
الاحتلال الإسرائيلي قام بتسميم ياسر عرفات. لهذا السبب
أكد "علي "أن حماس شنت هجومًا على حركة فتح في قطاع غزة، وانقلبت على السلطة الفلسطينية في القطاع، وهذا أضعف موقف الشعب الفلسطيني، لأن الانقسام أفشل جهود الشعب الفلسطيني في السعي نحو إنشاء دولته، مشيرًا إلى أن الكثير من الدول المحتلة استطاعت أن تنهي الاحتلال بسبب التوحد، وليس الانقسام.
واتهم "علي" الاحتلال الإسرائيلي بتسميم ياسر عرفات بنسبة 90%، لأن الاحتلال لا يريد رجل سلام يحرج الاحتلال أمام العالم أجمع، معقبًا: “الاحتلال لا يريد أحد يسعى للسلام،و لا يسعى لوجود أي رجل سلام يحرجه في تحقيق السلام لأنه يسعى إلى الحرب والاقتتال؛ الذي يعرفه جيدًا”.
مخطط إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية
وأوضح "علي "إن ما حدث في عملية "طوفان الأقصى" كان هدفه إشغال الاحتلال الإسرائيلي عن البرنامج النووي الإيراني الذي اقترب من تصنيع قنبلة نووية.
وتابع "علي"أن الاحتلال يسعى لخلق نظام سياسي جديد في قطاع غزة، وإعادة هيكلة البنية الأساسية في الشرق الأوسط بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية على المدى الطويل.
وكشف "علي" أن الاحتلال يسعى لإنشاء منطقة عازلة في قطاع غزة تتراوح ما بين كيلو لـ3 كيلو، لكي يضيق على الشعب الفلسطيني، ويجعل القطاع غير قابل للتعايش، وبالتالي تهجير الشعب الفلسطيني بشكل اختياري، مشيرًا إلى أن الاحتلال يسعى لتهجير الشعب الفلسطيني إلى 6 دول، وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية.
لأول مرة منذ فترات طويلة تسعى إيران بحرارة للمصالحة مع السعودية
وواصل"علي" حديثه بأن الاحتلال يريد إعادة تشكيل خريطة المنطقة من خلال الحرب على قطاع غزة، وأن إسرائيل التي تعيش في بحر من العداء العربي في المنطقة، تحاول إنشاء جسور مع دول المنطقة لكي تخرج من هذا العداء.
وقال "علي "إن إيران تعيش في بحر من العداء السني، ولذلك تحاول إعداد سلام مع المملكة العربية السعودية، لكي تستطيع أن تتعايش في المنطقة، ولأول مرة منذ فترات طويلة تسعى إيران بحرارة للمصالحة مع السعودية.
ولفت إلى أن إيران تسعى لامتلاك القنبلة النووية بأي صورة، ومن ثم قيادة المنطقة، وتركيا أيضًا تسعى لقيادة المنطقة، وأن مصر ما تزال هي الملاذ الوحيد للأمة العربية.وأضاف "علي " أن الأجهزة الأمنية المصرية لديها وحدة لمقاومة النشاط الشيعي، مثلما لديها وحدة لمقاومة الاحتلال.
مصر قائدة العرب ولن تنكسر أبدًا
أكد "علي "أن القتال في المنطقة قادم لا محالة، فالقادم صعب، ولذلك هناك ضرورة لتكاتف الدول العربية مع مصر لمواجهة القادم، خاصة أن مصر هي قائدة العرب، وأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عندما أراد أن يخاطب العالم العربي جاء إلى جامعة القاهرة.
وشدد "علي" على ضرورة عدم النظر إلى مصر في لحظة من الزمن، فمن الضروري النظر إلى التاريخ والماضي والحاضر والمستقبل، معقبًا: "اوعى تنظر إلى الحالة الاقتصادية المؤقتة لمصر، الوقوف في ظهر مصر أمر واجب، فأي عربي لا يقف في ظهر مصر فهو خاسر، وقوفك بجانب مصر هو واجب اللحظة فيما هو قادم من إعادة تشكيل المنطقة، لأن القادم صعب، ويحتاج إلى قوى كبيرة مثل مصر".
وأشار "علي " إلي أن مصر كبيرة وعصية على أي مؤامرة، وأنها عمود الخيمة فإذا تعرضت لأذى سيتضرر العالم العربي أجمع، وأن ما قد تفعله مصر للأمة في لحظة ما من اللحظات يساوي 20 أو 30 ترليون دولار، وليس عدة مليارات في صورة مساعدات.
حكومة إخوانية قد تتشكل في دولة إفريقية الفترة المقبلة
أضاف "علي "أن جماعة الإخوان الإرهابية تحولت إلى أخطبوط لديه عدة أذرع منتشرة في الكثير من الدول، فإدارة الجماعة أصبحت الآن في السويد، وأصبحت منتشرة في البرازيل وأمريكا اللاتينية،وأن الفترة المقبلة قد تشهد إعلان إحدى الدول الإفريقية أن حكوماتها إخوانية، لأن الإخوان استطاعوا اختراق الكثير من الدول، والعديد من الأحزاب الأوروبية.
واستشهد "علي " فى حديثه عن إختراق الإخوان لكثير من المنظمات الحقوقية الأوروبية بواقعة حصول إحدى المنظمات بقيادة الإيرلندية فاطمة حلاوة ابنة حسين حلاوة المسؤول عن العقيدة داخل جماعة الإخوان، وهبة الأطرش ابنة القيادي الإخواني محمد الأطرش على ما يقرب من نصف مليار دولار.
عبد الرحيم علي يطالب بالنظر في ملف الإخوان: "لا يجب أن نضع رأسنا في التراب"
أوضح "علي " أن هناك حالة يقظة الآن في أوروبا من مخاطر جماعة الإخوان الإرهابية، خاصة في فرنسا التي قامت بوقف الكثير من أنشطة الإخوان، ووقف بعض الأئمة الذين لديهم علاقة بالإخوان.
وأبرز "علي " أن اليمين الأوروبي ضد الإخوان، ولكن مشكلة اليمين تتمثل في الخلط ما بين الإسلام والسنة، ولذلك هناك ضرورة للتواصل مع اليمين الأوروبي، لتعريفه الفرق ما بين جماعة الإخوان المتطرفة، والإسلام.
وطالب "علي " بضرورة دراسة وبحث ملف جماعة الإخوان الإرهابية، وعدم وضع رأسنا في التراب، لأنه يوجد في تركيا 30 ألف شاب ليس لديهم علاقة مع الإخوان، وبعضهم لا يجد ما ياكله، وعلى الدولة أن تعمل على إعادة هؤلاء الشباب، ومعرفة ما يحدث داخل الجماعة، بعض الشباب صدقوا فكرة الجماعة في البداية، وموجودين الآن في شوارع أنقرة".
وشدد عبد الرحيم علي على ضرورة فتح ودراسة ملف جماعة الإخوان بقوة، لأن مصر دولة قوية ولا تخشى من أي تنظيم"، وأنه ضد تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية كتنظيم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الإعلامي أسامة كمال طوفان الأقصى غزة فلسطين جماعة الإخوان الإرهابیة الاحتلال الإسرائیلی الشعب الفلسطینی عبد الرحیم علی طوفان الأقصى أن الاحتلال فی قطاع غزة الکثیر من حدث فی إلى أن أن مصر
إقرأ أيضاً:
القانونية البرلمانية: لا يوجد توجه سياسي لتعديل قانون الانتخابات - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
أكدت اللجنة القانونية البرلمانية، اليوم الأحد (16 آذار 2025)، عدم وجود أي توجه سياسي من أجل تعديل قانون انتخابات مجلس النواب خلال المرحلة المقبلة.
وقال عضو اللجنة إبراهيم العنبكي، لـ"بغداد اليوم"، إنه "حتى الساعة لا يوجد أي توجه حقيقي يهدف الى تعديل قانون انتخابات مجلس النواب خلال المرحلة المقبلة، وهذا الامر لم يطرح داخل اللجنة القانونية ولا خلال اجتماعات ائتلاف إدارة الدولة، ورأي الأغلبية مع الإبقاء على القانون دون أي تعديل".
وبين العنبكي ان "انتخابات البرلمان المقبلة، سوف تجري في موعدها الدستوري المحدد، نهاية السنة الحالية، ولا توجد أي رغبة في تأجيلها تحت أي حجة وذريعة سواء تعدل قانون الانتخابات أم لم يعدل، وهناك توجه سياسي وحكومي مع اجراء الانتخابات دون أي تأجيل".
هذا وأكد عضو ائتلاف إدارة الدولة، عبد الخالق العزاوي، يوم الاثنين (17 شباط 2025)، أن الائتلاف لم يبحث حتى الآن إمكانية تعديل قانون الانتخابات، مشيرا إلى أن إجراء الانتخابات قد يكون في نهاية عام 2025، مع احتمال تأجيلها لبضعة أشهر وفقا للظروف اللوجستية.
وقال العزاوي، في تصريح لـ”بغداد اليوم”، إن “تحديد موعد الانتخابات يعتمد على استعدادات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، بما في ذلك توافر المكاتب والإمكانيات اللوجستية”، مؤكداً أن المفوضية هي الجهة المسؤولة عن تهيئة الظروف المناسبة بالتنسيق مع الحكومة.
وأشار إلى أن “ائتلاف إدارة الدولة لم يناقش حتى الآن أي تعديل على قانون الانتخابات، إلا أن هناك حراكاً غير معلن قد يقود إلى تحركات في هذا الاتجاه”، لافتاً إلى أن “أي تعديل للقانون يحتاج إلى توافق سياسي وتصويت داخل مجلس النواب، ما يتطلب تحقيق الأغلبية اللازمة”.
وأضاف العزاوي أن “الانتخابات المقبلة تكتسب أهمية خاصة، نظراً للأوضاع الاستثنائية التي تمر بها المنطقة”، مشدداً على ضرورة إجرائها في بيئة آمنة وبعيدة عن أي ضغوط سياسية أو استغلال للمشاريع الحكومية لتحقيق مكاسب انتخابية.
وتُعد الانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق محطة سياسية مهمة في ظل التحديات الداخلية والإقليمية التي تواجه البلاد.