كتب/ صدّيق الطيار

 

 

اليوم أتممت قراءة نسخة أطروحة الدكتوراه (في الدراسات اللُغوية) الخاصة بصديقي الباحث العدني الدكتور ماجد علي محمد الكحلي، عضو هيئة التدريس بقسم اللغة العربية وآدابها في كلية الآداب - جامعة عدن، والتي أهداني إياها مؤخراً بعد مناقشتها وإجازتها والإشادة بها من قبل لجنة علمية من أساتذة اللغة العربية شكلها مجلس الجامعة، قبل نحو عشرة أيام من الآن، ونال عليها الباحث "الكحلي" درجة الدكتوراه بامتياز، والموسومة بــ «لهجة عدن: دراسة تقابلية بالفصحى في البِنْية الاسمية».

اكتشفت بعد إتمامي قراءة الأطروحة العدنية القيّمة والممتعة أن لهجة عدن - رغم قِدَمِها - إلا أنها لم تحظَ باهتمام الدارسين من قبل إلا في محاولات يسيرة.. إذ ذكر الباحث "الكحلي" في مقدمة أطروحته أنّ أقدم الدراسات للهجة عدن كانت من نصيب الفقيد د. محمد عبده غانم وكان ذلك في عام 1943م، ثم جاءت دراسة عالم اللغة المصري د. تمام حسان في عام 1952م، وهي رسالته في الدكتوراه في لندن، ثم قدَّم د. محمد عبده غانم في عام 1955م محاولة أخرى لدراسة لهجة عدن، لتحدث بعدها فجوة زمنية طويلة كانت لهجة عدن خلالها في منأى عن التناول اللغوي من قبل الباحثين والدارسين.

استمر البين والفراق إلى مطلع تسعينيات القرن الماضي، حينما قدَّمتْ حبْكة فيغالي دراسة للهجة عدن عام 1990م، ثم بعدها بعام قدم د. شوقي باحميد عام 1991م رسالته الدكتوراه في لهجة عدن في لندن، بعد ذلك جاء الباحث حسن عبدالغفور عام 2014م وقدَّم كتابًا صغيرًا في لهجة عدن.

وأشار الباحث "ماجد الكحلي" في أطروحته إلى أن آخر ما كُتب عن لهجة عدن - بحسب علمه - هو معجم شخصي غير محكَّم للباحث أمين شمسان عام 2020م.. وأوضح "الكحلي" أن أغلب تلك الدراسات كانت تعليمية للمبتدئين والناطقين بغير العربية..
وأكد أن كل الدراسات السابقة للهجة عدن لم تكن موثقة ومحكمة في جامعة عدن، مبيناً أن تلك الدراسات إما كانت خاصة بجامعات لندن أو أنها عمل شخصي اجتهادي.

لذا، وجب لفت انتباه جميع الباحثين والمهتمين والمؤرخين من أبناء عدن، وفي مقدمتهم قيادة جامعة عدن ممثلة بالأستاذ الدكتور الخضر لصور - رئيس الجامعة، بالإضافة إلى قيادة السلطة المحلية بالمحافظة، ممثلة بمعالي وزير الدولة - محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس، بأن أطروحة الدكتور ماجد علي محمد الكحلي، التي حملت عنوان «لهجة عدن: دراسة تقابلية بالفصحى في البِنْية الاسمية»، هي أول أطروحة دكتوراه علمية تخصصية محكمة في جامعة عدن، تتناول (لهجة عدن) منذ تأسيس الجامعة.

ومن هنا، فإننا ندعو كل محب لعدن وموروثها اللغوي والتاريخي والحضاري، وعلى رأسهم قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ورئاسة جامعة عدن، إلى تكريم الباحث "ماجد الكحلي" العدني، تكريماً يتناسب مع إحيائه للهجة عدن ورد الاعتبار لها، بسبر أغوارها وتناولها - بكل حب وشغف - تناولاً يليق بمجدها العريق وتاريخها التليد.

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: جامعة عدن

إقرأ أيضاً:

الصين تدرس إعفاء بعض السلع الأميركية من الرسوم الجمركية


تدرس الحكومة الصينية تعليق الرسوم الجمركية البالغة 125% على بعض الواردات الأميركية، في ظل الضغوط الاقتصادية المتزايدة الناجمة عن الحرب التجارية المتبادلة والتي تثقل كاهل بعض الصناعات، وفقاً لما أفاد به أشخاص مطلعون على الأمر.

السلطات تفكر في تجميد الرسوم الإضافية المفروضة على معدات طبية ومواد كيميائية صناعية معينة مثل الإيثان. كما تناقش إعفاء رسوم استئجار الطائرات، حيث لا تمتلك شركات الطيران الصينية جميع طائراتها وتعتمد على استئجار بعضها من شركات متخصصة، وهي رسوم من المتوقع أن تزيد التكاليف بصورة كبيرة، وفق الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لحساسية المناقشات.

تهدئة نيران الحرب التجارية

تتزامن هذه الإعفاءات المحتملة في الصين مع وجود توجه أميركي مشابه، حيث استثنت واشنطن الأجهزة الإلكترونية من الرسوم الأميركية البالغة 145% على الواردات الصينية في وقت سابق من الشهر الجاري. وتعكس هذه الخطوات مدى التشابك العميق بين أكبر اقتصادين في العالم، بينما تؤدي الحرب التجارية المتصاعدة إلى شل بعض الصناعات الحيوية.

ورغم أن الولايات المتحدة تستورد من الصين أكثر بكثير مما تستورده بكين من واشنطن، إلا أن الخطوة الصينية تسلط الضوء على اعتماد بعض قطاعات الاقتصاد المحلي الصينية  على المنتجات الأميركية. فالصين تُعد أكبر منتج للبلاستيك في العالم، إلا أن بعض مصانعها تعتمد على الإيثان المستورد بشكل رئيسي من الولايات المتحدة. كما تعتمد مستشفياتها على أجهزة طبية متطورة مثل أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي والموجات فوق الصوتية التي تنتجها شركات أميركية مثل "جي إي هيلث كير تكنولوجيز" (GE Healthcare Technologies).

وامتنعت وزارة المالية الصينية والإدارة العامة للجمارك عن التعليق على هذه الأنباء.

طباعة شارك الصين السلع السلع الأميركية الرسوم الجمركية الحرب التجارية

مقالات مشابهة

  • تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحسين الخدمات التأمينية رسالة دكتوراه بجامعة حلوان
  • المنشاوي يهنئ جمال بدر بتعيينه نائبًا لرئيس جامعة أسيوط لشئون الدراسات العليا
  • الشيخ الباحث والأمانة التاريخية
  • تعيين الدكتور جمال بدر نائبا لرئيس جامعة أسيوط لشئون الدراسات العليا والبحوث
  • فوز نائب رئيس جامعة أسيوط الأهلية بجائزة المركز الثالث في مسابقة الدراسات الأمنية لجائزة الأمير نايف للأمن العربي
  • اللغويات وتجربة دراسة اللهجات في سلطنة عمان قصة عمرها أكثر ٤ عقود
  • الشتات بوصفه مَجازًا مضادًا: قراءة نقدية في أطروحة “الشتات قيد التشكل في أستراليا”
  • واشنطن تدرس نشر مقاتلات إف-35 في دولة اسيوية
  • تغيّر لهجة ترامب بشأن الرسوم الجمركية على الصين وسط ضغوط اقتصادية
  • الصين تدرس إعفاء بعض السلع الأميركية من الرسوم الجمركية