لم يشهد العالم في عصر سابق ما يشهده وينجزه اليوم من تقدم تقني هائل، وسرعة تختصر الزمن والجغرافيا، وتطور الاقتصاد والخدمات الرقمية، ما يفرض متغيرات متسارعة وتحديات متزايدة تواجهها أسواق العمل.
هذه المتغيرات والتحديات الكبيرة تستشرفها المملكة، فكانت حاضرة بالنقاش والرؤى والتوصيات على طاولة وزراء الموارد البشرية والمتخصصين خلال جلسات المؤتمر الدولي لسوق العمل، التي اُختتمت مؤخرًا في الرياض، ببلورة خارطة واضحة تحدد الاتجاهات، خاصة ما يتعلق بالآثار المتسارعة والمتزايدة للتطور التقني على مستقبل أسواق العمل وأنماط العمل، ومن ثم الاستعداد النوعي لمستقبله الذي يتطلب تحولات نوعية في برامج وأهداف كافة الجهات ذات الصلة بالتعليم والتدريب والتوظيف والثقافة المجتمعية.
وعلى ضوء ذلك ومن خلال الحقائق، أكد المؤتمر أهمية مستقبل تقدم الثورة الصناعية الرابعة في تطور الاقتصاد والموارد وأدوات الازدهار على المدى المنظور والبعيد؛ لما تجلبه اليوم من فوائد نوعية كبيرة للاقتصادات والمجتمعات في العالم وأيضًا التأكيد على أنظمة الذكاء الاصطناعي متسارعة التقدم، التي بقدر ما ستلغي وظائف نمطية، ستخلق أيضًا عشرات الملايين من الوظائف البشرية ذات الصلة، ما يتطلب الاستعداد بمنظومة متكاملة لتلبية استحقاقات التقدم.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: كلمة البلاد
إقرأ أيضاً:
هل خروج الغازات أثناء الوضوء يتطلب إعادته.. اعرف رأي العلماء
أوضح عدد من الفقهاء أن خروج الغازات أثناء الوضوء أو الصلاة يُعد من الأمور التي تثير تساؤلات كثيرة بين المصلين، خصوصًا من يُعانون من حالات صحية تؤدي إلى عدم التحكم الكامل في هذا الأمر.
وأكد الفقهاء أن من كان يعاني من خروج الريح بشكل مستمر ولا ينقطع إلا لفترات قصيرة، فإنه يُعد من أصحاب الأعذار، ولا يُبطل وضوءه ما يخرج منه أثناء الصلاة.
وأضاف الفقهاء أن على صاحب هذا العذر أن يتوضأ بعد دخول وقت كل صلاة، ثم يُصلي بهذا الوضوء ما شاء من الفروض والنوافل، ولا يُعيد وضوءه بسبب ما يخرج منه أثناء الصلاة، لأن ذلك خارج عن إرادته، وداخلاً في باب الرخص التي قررتها الشريعة رفعًا للحرج.
وأشار الفقهاء إلى أنه لا يصح للمصلي أن يبني على الشك أو الوهم في مسألة الحدث، فمن ظن أو توهم أنه قد خرج منه شيء، فلا ينتقض وضوءه إلا إذا تيقن من ذلك يقينًا جازمًا، إما بسماع صوت أو شم رائحة، أو بأي طريقة يُتيقن بها من خروج الحدث، أما ما سوى ذلك من وسوسة فلا يلتفت إليها.
وأوضح الفقهاء أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ينفتل حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا" لا يُراد به الاقتصار الحرفي على السماع أو الشم، بل المقصود حصول اليقين بخروج الحدث، حتى ولو لم يُصاحبه صوت أو رائحة، وهذا ما فصله الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم.
وأكد الفقهاء أن مجرد الشعور بالانتفاخ أو تحرك في البطن لا يُعتبر ناقضًا للوضوء، ما دام لم يتيقن الإنسان من خروج شيء، لأن الأصل بقاء الطهارة، ولا يُزال هذا الأصل إلا بيقين.
كما بيّن الفقهاء أن الحالات التي تُشبه ما يُعرف بالغازات المستمرة، تُعامل معاملة أصحاب السلس، فإذا كانت الغازات تنقطع وقتًا يكفي للوضوء والصلاة، فيجب على المسلم أن يستغل هذا الوقت. أما إذا كانت الغازات تخرج بشكل دائم دون توقف يُمكّن المصلي من الوضوء والصلاة، فإنه يتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها، ويُصلي بهذا الوضوء ولا يلتفت لما يخرج منه بعد ذلك.
وشدد الفقهاء بضرورة التفريق بين الوسوسة واليقين، وبين العذر المستمر والحالة العارضة، مؤكدين أن الشريعة جاءت للتيسير ورفع الحرج، وعلى المسلم ألا يُتعب نفسه بشكوك لا أساس لها.