كتب-أحمد مسعد:
تواجه إثيوبيا أزمة اقتصادية كبيرة بعد تخلفها عن سداد ديون سيادية، حيث أكد مسئول في وزارة المالية الإثيوبية أنها لن تتمكن من دفع قسيمة سندات بقيمة 33 مليون دولار مستحقة مما سيضعها في طريقها للتخلف عن السداد.

وأوضحت السفيرة مني عمر مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن هناك العديد من الأزمات التى تضرب الاقتصاد الإثيوبي، مشيرة إلى أن إثيوبيا كانت من الدول صاحبة معدلات النمو المرتفعة، وكان يخطط آبي أحمد رئيس الوزراء لنهضة كبيرة بالاقتصاد ولكنه اصطدم بالعديد من التحديات أبرزها زيادة معدلات السكان، وكان في توقع أن "سد النهضة" يعطي قبلة حياة للاقتصاد الإثيوبي وهو ما لم يحدث الأن.

وأشارت إلى أن أديس أبابا مثلها مثل كل بلدان العالم عانت من أزمة الكوفيد، والحروب الداخلية مثل الأورومو والتيغراي وغيرهم من القوميات الكبرى.

وأضاف "عمر"، لمصراوي، أن إثيوبيا لديها مشكلة كبيرة في السندات الدولية وكان من المفترض أن تسدد ولم توفي بالعوائد، مشيرة إلي تراجع التحويلات الإثيوبيين المقيمين في الخارج؛ بالإضافة إلي عجز الموازنة الإثيوبية علي الوفاء بالتزاماتها الدولية والمتطلبات الداخلية كانت من ضمن أسباب التعثر.

ولفتت مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن أديس أبابا تعاني من أزمة كبرى وهي الجفاف بسب عدم وجود أمطار ونفوق المواشي، وصلت إلي حد المجاعة وعدد المتضررين وصلوا إلى 3 ملايين مواطن إثيوبي.

في ذات السياق أكد السفير علي الحنفي، مساعد وزير الخارجية السابق، أن إثيوبيا دولة فقيرة بشكل أساسى، واعتمدت على جمع الأموال من الداخل والخارج بمشروع سد النهضة، بما في ذلك المنح غير المباشرة؛ المستخدمة في الصرف الصحي، والكهرباء والبنية التحتية.

وأوضح "الحنفي"، أن الحكومة الإثيوبية حولت تلك الأموال لتمويل سد النهضة دون استفادة مباشرة للمواطن الإثيوبى، ونتيجة لذلك، يعاني اقتصادها من مشكلات كبيرة بسبب النقص المالى.

علي الجانب الأخر، أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن إثيوبيا تعاني من تفاقم الأزمات الاقتصادية نتيجة إلى إعطاء الأولية لمشروع سد النهضة عن غيره من المشروعات التى تكون ذات نفع عام للمواطن الإثيوبي وبتكلفة أقل ولكن المشروع كان سياسي أكثر من أي شئ أخر، موضحًا أن التكلفة التى قدرت للمشروع في عام 2015 كانت 5 مليارات دولار وجميع خبراء العالم اتفقوا أن التكلفة ستصل لـ 8 مليارات بدون حدوث أي أخطاء فنية.

وأوضح "شراقي"، لـ مصراوي، أن التشقاقات الأرضية و الأخطاء الهندسية والفنية التي تتعلق بالتوربينات ومراحل التخزين تزيد من تكاليف المشروع حتى أن بعض التقارير الدولية أشارت إلي أن الحكومة مازالت في احتياج إلى 3 مليارات لاستكمال المراحل النهائية.

وأشار إلي أن إثيوبيا انتهت من عمل الخرسانة بنسبة 95% وهذا لا يعني الانتهاء من المشروع؛ لأن الأهم التوربينات وشبكة الكهرباء التي ستتصل بالمدن التي ستستفيد من المشروع سواء داخليًا أو للتصدير وهو الهدف الرئيسي، مضيفًا : أن ما تم تركيبه توربينين من أصل 13 توربين.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية أسعار الذهب كأس العالم للأندية الطقس مهرجان الجونة السينمائي مخالفات البناء سعر الدولار انقطاع الكهرباء طوفان الأقصى مسلسلات رمضان 2024 فانتازي سعر الفائدة إثيوبيا ديون اثيوبيا سد النهضة أزمة سد النهضة ابي أحمد طوفان الأقصى المزيد أن إثیوبیا سد النهضة

إقرأ أيضاً:

الحضور التركي بأفريقيا.. كيف نجح أردوغان في حل الخلاف بين إثيوبيا والصومال؟

نشرت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، تقريرا، سلّطت فيه الضوء على النجاح الذي حققته تركيا من خلال دور الوساطة في المفاوضات بين  إثيوبيا والصومال، والتي انطلقت في تموز/ يوليو الماضي.

وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن أنقرة قادت لأول مرة منذ حضورها الفعلي في القارة الأفريقية سنة 2005، مفاوضات بين بلدين بمفردها، في ظل ظرف إقليمي صعب.

وأضافت أن هذا النجاح له طابع خاص من المنظور التركي، لأنه تحقّق في منطقة القرن الأفريقي التي كانت نقطة انطلاق نحو غزو الأسواق الخارجية، ومن خلاله توجه أنقرة رسالة تحدٍ إلى القوى "التقليدية"، وتعزز مكانتها كلاعب محوري في القارة، وتوسع مجال نفوذها هناك.

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، ورئيس الصومال حسن شيخ محمود، قد وقّعا في الحادي عشر من كانون الأول/ ديسمبر الجاري اتفاق مصالحة في أنقرة بفضل الجهود التي بذلها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في سبيل ضمان تسوية الخلاف بين البلدين والالتزام "بالمضيّ نحو المستقبل بشكل سلمي".

ثماني ساعات من المفاوضات
نقلت المجلة عن الخبير في مركز أوسرام لدراسات الشرق الأوسط في أنقرة، كان دفجي أوغلو، قوله: "تعززت علاقات تركيا القديمة مع الصومال بفضل الاستثمارات والدعم العسكري الذي تقدمه أنقرة.
 
وفي الوقت نفسه، تُعد إثيوبيا أحد أهم الشركاء الاقتصاديين لتركيا في أفريقيا، ومركزاً دبلوماسياً محورياً في القارة. تصاعد التوترات بين الصومال وإثيوبيا كان من الممكن أن يهدد مشاريع التعاون والأنشطة التجارية والمصالح الاستراتيجية لتركيا مع هذين البلدين".

وذكرت المجلة أن الأمور كانت على حالها منذ الجولة الثانية من المفاوضات في آب/ أغسطس من العام الحالي، وقد أُلغيت الجولة الثالثة المقررة في أيلول/ سبتمبر الماضي، لكن المشاورات السرية استمرت تحت إشراف وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان.

وبحلول أوائل كانون الأول/ ديسمبر، أحرزت المحادثات تقدماً خوّل للرئيس التركي، دعوة أبي أحمد وحسن شيخ محمود إلى أنقرة. وبعد ثماني ساعات من المفاوضات، أنهى الزعيمان الخلاف، وعقدا مؤتمرا صحفيا مشتركا.


سبب الأزمة
كانت إثيوبيا التي حُرمت من واجهة بحرية منذ استقلال إريتريا سنة 1993، قد وقعت في كانون الثاني/ يناير 2024، بروتوكول تعاون مع أرض الصومال.

بموجب الاتفاق، تعترف أديس أبابا بأرض الصومال كدولة مستقلة مقابل حصولها على عقد استغلال شريط ساحلي بطول 20 كيلومتراً.

بذلك، تضمن إثيوبيا الوصول إلى البحر الأحمر، مع إمكانية إنشاء قاعدة عسكرية وتطوير تجارتها، دون الاعتماد حصريا على ممر جيبوتي.

ردا على ذلك، استدعت السلطات الصومالية سفيرها في أديس أبابا، وبدأت خطوات للتقارب العسكري مع مصر، العدو اللدود لإثيوبيا، حسب تعبير المجلة.

وفي شباط/ فبراير وآذار/ مارس 2024، وقعت الصومال مع تركيا اتفاقاً اقتصادياً وعسكرياً، واتفاقاً للتعاون في مجال الطاقة. ينص الاتفاق الأول على أن تشرف أنقرة على تجهيز وتدريب البحرية الصومالية لمساعدتها في حماية ثرواتها وحدودها البحرية وتعزيز قدراتها ضد عمليات القرصنة وحركة الشباب المجاهدين.

ويمنح الاتفاق الثاني تركيا الحق في استكشاف النفط والغاز في المياه الصومالية واستغلال الحقول الهيدروكربونية عند اكتشافها. ومنذ ذلك الحين، سعت أنقرة لإيجاد حل يرضي الطرفين.

اتفاق المصالحة
يقوم اتفاق الحادي عشر من كانون الأول/ ديسمبر على نقطتين أساسيتين، إذ تنص النقطة الأولى على اعتراف إثيوبيا بوحدة أراضي الصومال وسيادتها، أما الثانية فإنها تنص على حق أديس أبابا في الوصول التجاري إلى البحر "في إطار القانون الدولي مع احترام سيادة الحكومة الفيدرالية الصومالية".

إلى ذلك، تعهّدت مقديشو وأديس أبابا بتوقيع اتفاقيات تجارية ثنائية من شأنها تأمين وصول إثيوبيا بشكل آمن وموثوق إلى البحر تحت إشراف السلطات الصومالية.

ومن الناحية العملية، يتعين على الفرق الفنية من كلا البلدين بدء مفاوضات تحت إشراف تركيا بحلول شباط/ فبراير 2025، على أن تُختتم في غضون أربعة أشهر. وأي نزاع يتعلق بتفسير أو تنفيذ هذه الالتزامات ينبغي حله عبر الحوار، مع إمكانية اللجوء إلى تركيا إذا لزم الأمر.


سياسة براغماتية
أضافت المجلة أن الرئيس التركي قد راهن من خلال تدخله بشكل شخصي في المفاوضات على العلاقات القوية التي تجمعه مع أديس أبابا ومقديشو. في 2005، عندما كان رئيسا للوزراء، اختار أردوغان إثيوبيا لتكون وجهته الأولى في أفريقيا.

يوجد في الوقت الراهن أكثر من 200 شركة تركية في إثيوبيا، كما لعبت الطائرات المسيّرة  من طراز "بيرقدار تي بي 2" التركية، دورا كبيرا في النزاع بين حكومة أبي أحمد والمتمردين في تيغراي.

من جهتها، تعد الصومال منطقة حيوية مهمة لتركيا في القارة، حيث تدير شركتا البيرق وفافوري ميناء ومطار مقديشو، وقد أنشأت أنقرة قاعدة عسكرية في البلاد تعمل على تدريب الجيش الصومالي على "مكافحة الإرهاب".

وأكدت المجلة أن تركيا لن تتخلى عن نهجها البراغماتي في هذه المنطقة التي تقع عند مدخل مضيق باب المندب، أحد أكثر الطرق التجارية ازدحاماً في العالم.

ويقول دفجي أوغلو في هذا السياق: "لا تعترف تركيا بأرض الصومال كدولة مستقلة، لأن ذلك قد يضر بوحدة أراضي الصومال وبعلاقاتها مع أنقرة. مع ذلك، تدرك تركيا أن أرض الصومال بحاجة إلى تحقيق الاستقرار والتنمية. لذلك، تقدم لها المساعدة بشكل غير مباشر من خلال بعض المشاريع الإنسانية والاقتصادية".


مصالح متضاربة
ترى المجلة أن التوترات في المنطقة تفتح الباب للتساؤل عن إمكانية صمود اتفاق 11 كانون الأول/ ديسمبر، في ظل وجود أطراف مؤثرة أخرى، على غرار عدد من الدول الغربية التي تملك قواعد عسكرية في جيبوتي ومصر، التي تخوض نزاعًا مع إثيوبيا بشأن تقاسم مياه النيل.

ووفقا للمجلة، تلعب الإمارات العربية المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي دورا محوريا في المنطقة، حيث أقامتا علاقات مع أرض الصومال، القريبة جغرافيا من الحوثيين في اليمن. رغم نجاحها الدبلوماسي الأخير، لم تتمكن تركيا من حل الخلاف الإقليمي الذي تغذيه التوجهات الانفصالية.

ويقول الباحث في السياسة الخارجية بمركز سيتا في أنقرة، تونتش دميرتاش: "تم تعزيز صورة ومصداقية تركيا على الساحة الدولية بفضل مسار أنقرة. من خلال العمل وفقًا لمبدأ حلول أفريقية لمشاكل أفريقيا، قد تتمكن تركيا، إذا طُلب منها ذلك، لعب دور الوسيط لاستئناف المحادثات بين الصومال وأرض الصومال أو بذل جهود للوساطة بين السودان والإمارات العربية المتحدة".

مقالات مشابهة

  • مصر تسدد 38.7 مليار دولار من ديونها
  • لماذا زار ماكرون جيبوتي وإثيوبيا؟.. خبراء يجيبون لـ "الفجر"
  • رئيس الوزراء: مصر تُسدد 38.7 مليار دولار من ديونها في 2024
  • لماذا لم تشهد تركيا زيادة كبيرة في الحد الأدنى للأجور؟
  • الحضور التركي بأفريقيا.. كيف نجح أردوغان في حل الخلاف بين إثيوبيا والصومال؟
  • نبيلة عبيد تبكي مفيد فوزي في ذكرى وفاته: "ملوش زي وكان يعشق أعمالي"
  • عودة النشاط الزلزالي في إثيوبيا.. وخبير يوضح تأثيره على أمان سد النهضة
  • زلزال في إثيوبيا بالقرب من سد النهضة: تأثيره على القشرة الأرضية وزيادة المخاوف
  • عباس شراقي: عودة النشاط الزلزالي في إثيوبيا بعد هدوء 45 يومًا
  • باحث: ارتباط الفصائل السورية بالخارج إشكالية كبيرة أمام المشروع الوطني