لماذا لم يعد السيسي قادرا على إقناع المصريين بالرقص والغناء له؟
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
لأسباب عديدة لم يعد النظام الحاكم قادرا على إقناع المصريين بالإعراب عن دعمهم للرئيس عبد الفتاح السيسي بالرقص والغناء، على عكس الحال في الفترة التي ظهرت فيها أغنيتا "تسلم الأيادي" و"بشرة خير"، بحسب تحليل في "معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط" (TIMEP) ترجمه "الخليج الجديد".
المعهد قال إنه "بعد نحو عقد من الزمن على احتفالات الشوارع بالانقلاب العسكري عام 2013 وانتخابات السيسي (رئيسا) في عام 2014، يبدو أن استراتيجية الاعتماد على موسيقى الشوارع والمغنيين، لإقناع الناس المحرومين بإظهار دعمهم للرئيس عبر الرقص في الشوارع وأمام مراكز الاقتراع، تصل إلى النهاية".
وتابع أنه "خلال الأسابيع الأخيرة من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سمحت الحكومة لفترة وجيزة بتنظيم احتجاجات في الشوارع مؤيدة لفلسطين" في ظل حرب مدمرة يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأضاف أن "العديد من المشاهير نشروا تدوينات معدة مسبقا على حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، معلنين دعمهم للرئيس لحماية الأرض المصرية والقضية الفلسطينية"، ضمن رفض القاهرة لدعوات أطلقها وزراء إسرائيليون لتهجير سكان غزة إلى سيناء المصرية.
و"كما نشر العديد من مطربي المهرجانات مقاطع فيديو تناشد الناس الانضمام إلى الاحتجاجات المؤيدة للنظام عند النصب التذكاري للجندي المجهول في مدينة نصر بالقاهرة"، كما أضاف المعهد.
وقال إنه "أصبح من الواضح أن السيسي كان يحاول إعادة إحياء احتجاجات يوليو/تموز 2013، عندما طلب من الشعب منحه "تفويضا" لمواجهة العنف والإرهاب، واستخدمه لاحقا لتبرير مذبحة (فض اعتصام) رابعة (بالقاهرة) في أغسطس/آب 2013".
واستطرد: "مع ذلك، فإن هذه الاحتجاجات لم تحقق النتائج المرجوة من السيسي، إذ سخر العديد من مستخدمي وسائل التواصل من مشاهد المطربين وهم يحرقون العلم الإسرائيلي باعتبارها مجرد مسرحية".
"فيما تجمع متظاهرون معارضون في مساجد أخرى، مثل الأزهر في القاهرة ومصطفى محمود في الجيزة والقائد إبراهيم في الإسكندرية؛ للتعبير عن دعمهم لفلسطين ومعارضتهم للسيسي.. وهتف المتظاهرون: دي مظاهرة بجد.. مش تفويض لحد"، كما زاد المعهد.
وأضاف أنه "في أكتوبر الماضي، فشلت الحكومة أيضا في تحويل احتفالات اليوبيل الذهبي للنصر العسكري (على إسرائيل) في 6 أكتوبر 1973 إلى مواقع تعبئة جماهيرية لطبقات شعبية (ليبدو أنها) تطالب بترشح السيسي لولاية رئاسية ثالثة، وتحولت إحدى تلك الحفلات الموسيقية في الشوارع (بمحافظة مرسى مطروح- شمال) إلى احتجاج هتف فيه الناس ضد السيسي لأول مرة منذ سنوات".
اقرأ أيضاً
تعميق أزمة مصر أم تقليص اقتصاد الجيش.. أيهما يختار السيسي؟
موسيقى الانقلاب
المعهد قال إنه "إذا كانت بعض الأغاني تحدد معالم العصر، فإن "تسلم العيادي" و"بشرة خير" هما التوقيعان الموسيقيان لسنوات السيسي في مصر".
وأضاف أن "استخدام إيقاع المقسوم وآلات الشارع، مثل الطبول والرباب، سّهل للجمهور الرقص على إيقاع الأغنيتن.. ومن بين المطربين الأحد عشر الذين شاركوا في "تسليم العيادي"، كان هناك ثلاثة مطربين شعبيين".
وتابع أنه "في مايو/أيار 2014، بينما كان السيسي يستعد لحملته الانتخابية الرئاسية الأولى، أصدر المغني الإماراتي حسين الجسمي أغنية راقصة بعنوان "بشرة خير"، لتشجيع الناس على التصويت.. وكان للأغنيتين دور فعال في تحويل انتخابات 2014 إلى كرنفال راقص".
و"خلال انتخابات السيسي الثانية في عام 2018، طلبت وزارة الداخلية بشكل مباشر من العديد من مطربي المهرجانات إنتاج أغانٍ تدعمه وتقديم عروض في مختلف ساحات البلاد"، كما تابع العهد.
وروى عمرو، وهو متخصص في وسائل التواصل الاجتماعي ويعمل مع بعض فناني المهرجانات، كيف تلقى الفنان الذي عمل معه عام 2018 مكالمة هاتفية من ضابط شرطة يطالبه بإنتاج أغنية تدعم الدولة والرئيس، وهدده ضمنا إذا لم يمتثل.
عمرو أوضح أن "هذا التهديد يعني إلغاء حفلات الفنان العامة والخاصة، ومنع إذاعة أغانيه في القنوات الإذاعية والتليفزيونية، وحتى منعه من إقامة حفلات خارج مصر".
اقرأ أيضاً
على عكس مرسي.. هكذا يتمسك السيسي بالرئاسة عبر غزة وإسرائيل
خيبة أمل
ومؤخرا، بحسب المعهد، "سرعان ما تحول حفل في مرسى مطروح، يغني فيه المطرب الشعبي أحمد شيبة، إلى احتجاج مناهض للسيسي، إذ مزق المئات من الحاضرين ملصقات الرئيس وهتفوا ضده".
وتابع: "وأظهرت مقاطع فيديو أشخاص يطالبون السيسي بالتنحي، في بلد توقف فيه الناس عن التعبير عن أي نوع من المعارضة العلنية منذ أن صدر في عام 2014 قانون صارم يجرم الاحتجاج".
وأردف أنه "على الرغم من إصرار الدولة على إظهار دعم الطبقات الشعبية له، إلا أن إعادة انتخاب السيسي تمت وسط سياق أوسع من مضايقات الدولة المستمرة للمنافس الجاد الوحيد له، أحمد الطنطاوي، ومنعه من جمع التوكيلات (الشعبية) اللازمة لتسجيل ترشيحه، واعتقال أعضاء حملته بشكل متكرر".
وفي أيام 10 و11و12 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، شهدت مصر انتخابات رئاسية من شبه المؤكد أن يفوز عبرها السيسي بولاية رئاسية ثالثة تستمر 6 سنوات، مع توقعات باحتمال تعديل الدستور مرة أخرى للسماح له بالترشح للانتخابات المقبلة.
و"اللامبالاة تجاه الإنتاج الموسيقي للدولة شيء، لكن إطلاق صيحات الاستهجان على المطربين وتعطيل الحفلات الموسيقية التي ترعاها الدولة شيء آخر، ما يظهر أن المصريين عانوا من خيبة أمل خطيرة"، وفقا للمعهد.
ولفت إلى "تصنيف الجنيه المصري بين أسوأ العملات أداءً في العالم، وارتفاع تكاليف الغذاء بنسبة 70%، وإنفاق مليارات الدولارات على مشاريع ضخمة في حين تستمر معدلات الفقر في الارتفاع".
وأردف: "لا يزال الناس يستمتعون بالموسيقى، لكن ليس لديهم أي شيء للاحتفال به؛ فالغالبية العظمى منهم غير قادرين على إعالة أسرهم".
و"من المشكوك فيه أن تتوقف الدولة قريبا عن إنتاج الأغاني والأوبريتات الوطنية وأن يتخلى السيسي عن استخدام الموسيقى الشعبية والمهرجانات لإقناع الآلاف من المحرومين بالغناء والرقص له"، هكذا ختم المعهد.
اقرأ أيضاً
رويترز: انتخابات الرئاسة المصرية لم يهتم بها أحد وأنصار السيسي القلائل يعتقدون أنها غير حقيقية
المصدر | معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: العدید من
إقرأ أيضاً:
أمين صناعة ”المصريين: زيارة الرئيس السيسي إلى الكويت تجسيد لحكمة القيادة وبوابة للتكامل العربي الاقتصادي
أشاد الدكتور خالد مهدي، أمين لجنة الصناعة بحزب ”المصريين“، بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة إلى دولة الكويت الشقيقة، مؤكدًا أن هذه الزيارة تحمل دلالات استراتيجية عميقة، وتعكس حرص الدولة المصرية على توطيد أواصر العلاقات مع الدول العربية الشقيقة في مختلف المجالات، وخاصة السياسية والاقتصادية.
وأكد ”مهدي“، في بيان اليوم الثلاثاء، أن الزيارة تمثل خطوة متقدمة في إطار السياسة المصرية الحكيمة التي تنتهجها القيادة السياسية لتعزيز المكانة الإقليمية والدولية لمصر، مشيرًا إلى أن هذه الجولات الرئاسية تؤكد أن القاهرة تسير بخطى واثقة نحو تحقيق التكامل العربي المنشود، وفتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي والجماعي في قضايا تمس المصير العربي المشترك.
وأضاف أمين لجنة الصناعة بحزب ”المصريين“ أن اللقاءات التي عقدها الرئيس السيسي مع قيادات دولة الكويت الشقيقة فتحت عديد من ملفات التعاون الاستثماري، لا سيما في قطاعات الطاقة، والبنية التحتية، والتنمية الصناعية، وهي المجالات التي تتقاطع بشكل مباشر مع الأولويات الوطنية لمصر في السنوات المقبلة، مؤكدًا أن هناك فرصًا واعدة يجب استثمارها بشكل مؤسسي ومستدام.
وأشار الدكتور ”مهدي“ إلى أن دولة الكويت تمثل شريكًا اقتصاديًا هامًا لمصر، حيث تُعد ثالث أكبر شريك تجاري عربي، ويحتضن السوق المصري أكثر من 1000 شركة كويتية، وتصل قيمة استثماراتها إلى نحو 20 مليار دولار، كما أن أكثر من 25% من مشروعات الصندوق الكويتي للتنمية موجهة لمصر، وهو ما يعكس الثقة الكبيرة في الاقتصاد المصري وبيئة الاستثمار به.
ونوه القيادي بحزب ”المصريين“ إلى أن زيارة أمير الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، إلى القاهرة العام الماضي، شكلت نقطة تحول هامة في العلاقات الثنائية، وضعت أساسًا قويًا لتعاون طويل الأمد بين البلدين، وجاءت زيارة الرئيس السيسي الأخيرة لتعزيز هذا المسار وتحويله إلى شراكة شاملة قائمة على المصالح المتبادلة.
واختتم الدكتور خالد مهدي مؤكدًا أن القيادة السياسية المصرية تُدرك تمامًا أهمية التكامل الاقتصادي العربي كوسيلة لتعزيز الاستقرار، وتحقيق التنمية الشاملة، وأن زيارة الرئيس السيسي إلى الكويت تعبّر عن رؤية مستقبلية واعية، تستهدف تحصين الأمن القومي العربي اقتصاديًا، وتدعيم العلاقات مع الأشقاء بما يعود بالنفع المباشر على الشعوب.