وزارة البيئة توجه بنشر «وحدات الغاز الحيوى» ودعمها

وسط ترحيب شعبى، أكدت وزارة البيئة التزامها بنشر ودعم محطات «الغاز الحيوى»، المعروف بـ«البيوجاز»، التى تقوم على تحويل المخلَّفات الزراعية ومخلَّفات الحيوانات إلى طاقة وسماد عضوى، مشيرة إلى فوائدها البيئية والاقتصادية العديدة باعتبارها أحد مصادر الطاقة المتجددة التى يمكن استخدامها لتوليد الكهرباء وإنتاج الحرارة والطهى، فضلاً عن مساعدتها فى التخفيف من انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى المسببة لتغير المناخ، هذا فضلاً عن مساهمتها فى التنمية الريفية من خلال توفير مصدر دخل إضافى للمزارعين وفرص عمل.

الوزيرة: أكثر أهمية وحيوية فى ظل أزمة الطاقة

وفى هذا الإطار، ترأست الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، قبل أسابيع، الاجتماع الأول لمجلس أمناء مؤسسة الطاقة الحيوية للتنمية المستدامة لعام 2023، وذلك بحضور قيادات رفيعة من الوزارة وغيرها من أجهزة ومؤسسات الدولة، وذلك لمتابعة أعمال المؤسسة، فى إطار العمل على التوسع فى إنشاء وحدات الوقود الحيوى فى جميع محافظات الجمهورية، واصفة هذا الملف بـ«الحيوى»، وأنه أصبح أكثر حيوية فى ظل أزمة الطاقة، لافتة إلى أنه تزداد أهميته يوماً بعد يوم على المستوى الوطنى.

ووجهت الوزيرة بضرورة وضع خطة إعلامية للعمل على نشر تكنولوجيا الوقود الحيوى ورفع الوعى بها، ودمج أنشطة المؤسسة ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة».

ووفقاً لتقرير صادر عن مؤسسة الطاقة الحيوية، التابعة لوزارة البيئة، فإن إجمالى الوحدات التى أنشأتها المؤسسة بلغ حتى الآن 1843 وحدة، تنتج 1٫9 مليون متر مكعب سنوى من الغاز، تعادل 65 ألف أنبوبة بوتاجاز، كما بلغت كمية المخلَّفات الحيوانية التى تعالجها 49 ألف طن، وكمية السماد الذى ينتج نحو 48٫5 ألف طن، مشيراً أن المستفيدين من هذه المشاريع بلغ نحو 9 آلاف نسمة، كما بلغت مساحة الأرض المستفيدة التى تغطيها كمية السماد 6 آلاف فدان، ونتج عنها إنشاء نحو 31 شركة ناشئة، ونحو 95 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

واستعرض الاجتماع، الذى ترأسته وزيرة البيئة، خطة عمل المؤسسة للعام القادم، حيث يجرى تنفيذ إنشاء وحدة مركزية لإنتاج الغاز الحيوى بالتعاون مع بنك الكويت الوطنى بسعة 500م٣، يستفيد منها نحو 160 فرداً، ومشروع لإنشاء 100 وحدة غاز حيوى منزلية بمحافظة بنى سويف 3م بالتعاون مع الجمعية القبطية للخدمات، إضافة إلى مشروع إنشاء وحدة متطورة بمحافظة المنوفية سعة 250م٣ بالتعاون مع الهيئة العامة للبترول وشركة إنبى.

وتضمنت خطة العمل المستقبلية إنشاء وحدة كبيرة الحجم بمحافظة بورسعيد، وتنفيذ نظام تجميع المخلَّفات الحيوانية بالمنطقة المحيطة، إضافة إلى إنشاء وحدة تجريبية لشركة بيوديزل مصر، فضلاً عن دراسة إنشاء وحدات غاز حيوى بالمجازر، وتنفيذ عدد من مشروعات الوقود الحيوى بمحافظات الجمهورية.

نقيب الفلاحين: يستغل المخلَّفات الزراعية ويوفر الأسمدة العضوية ويُدر دخلاً اقتصادياً.. وتقرير رسمى: 1843 وحدة تنتج 1٫9 مليون متر مكعب سنوياً من الغاز تعادل 65 ألف أنبوبة بوتاجاز

ولم تكد تمضى أيام قليلة حتى التقت وزيرة البيئة حسين أبوصدام، نقيب عام الفلاحين، وأعضاء مجلس إدارة النقابة؛ لبحث سبل التعاون بين الوزارة والنقابة بمختلف المحافظات للحفاظ على البيئة، خاصة فيما يتعلق بالمخلَّفات الزراعية مثل قش الأرز ونشر وحدات البيوجاز.

وأشارت الوزيرة، خلال اللقاء، إلى دور مؤسسة الطاقة الحيوية للتنمية المستدامة بالوزارة فى العمل على نشر تكنولوجيا الطاقة الحيوية وإنشاء وحدات البيوجاز فى قرى الريف المصرى، مؤكدة العمل على التوسع فى هذه الوحدات لإنتاج الوقود الحيوى والسماد العضوى فى مختلف القرى وزيادتها.

وأبدى نقيب الفلاحين تطلعه للتعاون مع الوزارة، مشيراً إلى أن لدى النقابة ٢٧ مقراً فى المحافظات يمكن من خلالها التعاون مع الوزارة فى العمل على نشر وحدات البيوجاز فى القرى المصرية.

وقال «أبوصدام»، لـ«الوطن»، إن البيوجاز يعالج مشكلة كيفية التخلُّص من المخلَّفات الزراعية بطريقة آمنة تُدر دخلاً اقتصادياً للفلاحين وتسهم فى توفير الأسمدة العضوية ولا توجد مخاطر بيئية عند استخدامه، كما يسهم فى إنتاج أعلاف للحيوانات والطيور المنزلية.

وأوضح أن «البيوجاز» أحد مشروعات الطاقة البديلة، ما يدعم التنمية قليلة التكاليف عظيمة الفوائد، حيث لا تتعدى تكلفة وحدة البيوجاز 10 آلاف جنيه لتحول روث المواشى والمخلَّفات إلى أسمدة ووقود بما يحافظ على البيئة ويزيد دخول الفلاحين فى إطار تحويل الاستفادة القصوى من المخلَّفات والقضاء على ظواهر تلوث البيئة، لافتاً إلى أن البيوجاز ينتج من تخمر المخلَّفات الزراعية والحيوانية والفضلات، ما يخلق مصدراً للطاقة بما يسهم فى ترشيد استخدام الأنواع الأخرى من الوقود.

وأكد «أبوصدام» أن النقابة العامة للفلاحين بكل رموزها وقياداتها بجميع المحافظات تتعاون بشكل جدى مع وزارة البيئة لإيجاد حلول غير تقليدية للتنمية والحفاظ على البيئة ودعم الاستثمار الأخضر ودعم جهود الحكومة فى هذا المجال تماشياً مع توجيهات القيادة السياسية للحفاظ على المناخ وتحقيق التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.

من ناحيته، أشار أستاذ العمارة بالمركز القومى لبحوث الإسكان والبناء، الدكتور أيمن ملوك، إلى أن هناك إمكانية كبيرة لدى مصر، خاصة فى المناطق الريفية والنائية التى تتعدى بيوتها الدورين، هذا فضلاً عن الاستراحات وربما بعض الفنادق، للتوسع فى إنشاء وحدات البيوجاز، مشيراً إلى أنه ينبغى إدماجها فى التصميمات، وتوفير مساحات لها بجوار البيوت، باعتبارها أحد الحلول الطبيعية لأزمة الطاقة والتخلص الآمن من المخلَّفات، فضلاً عما توفره من سماد عضوى للأرض.

وأشار إلى أن الفلاحين المصريين كانوا يعرفون «البيوجاز» قديماً ويستفيدون منه بشكل أو بآخر فى إشعال النيران، كما أنه كان معروفاً ومستخدماً فى البيوت التاريخية القديمة، مثل بيت السحيمى، والحمامات الشعبية، ومن بينها حمامات التلات، والملاطيلى، وإينال، التى كانت تعتمد عليه، فضلاً عن مواقد الفول على أطراف المدينة، وهو ما يجعل مصر جديرة بالاستفادة من هذه الطاقة من جديد.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الغاز الحيوى تغير المناخ تعزيز التنمية البيئة الطاقة الحیویة إنشاء وحدات إنشاء وحدة العمل على إلى أن

إقرأ أيضاً:

ترامب يعلن عن خطط لزيادة إنتاج الطاقة بالفحم لمنافسة الصين اقتصاديا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه سيعمل على مواجهة التفوق الاقتصادي للصين من خلال تعزيز إنتاج الطاقة من الفحم في الولايات المتحدة.
وكتب ترامب - في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، وفق ما نقلته وكالة (بلومبرج) الأمريكية - "أنا أفوض إدارتي لبدء إنتاج الطاقة فورًا باستخدام الفحم الجميل والنظيف".
ورغم عدم وضوح التأثير المباشر لهذا المنشور على سياسة الولايات المتحدة، فقد سبق وأن وقع ترامب أمرًا تنفيذيًا يعلن حالة طوارئ وطنية للطاقة، ويطلب من وكالة حماية البيئة تعزيز إنتاج وتوزيع الوقود الأحفوري.
وتشير بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى أن الفحم يشكل حوالي 15% من توليد الكهرباء في الولايات المتحدة، انخفاضًا من أكثر من 50% في عام 2000.
ويرجع تراجع الفحم إلى عدة عوامل، بما في ذلك تنافس البدائل المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح، وكذلك الغاز الطبيعي الرخيص، بالإضافة إلى اللوائح البيئية الفيدرالية التي رفعت من تكاليف تشغيل محطات الفحم. 
ويستخدم ترامب صلاحيات الطوارئ لإحياء محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، كما فعل في ولايته الأولى، عندما كانت هناك خطط لاستمرار تشغيل محطات الفحم والنيوترون التي كانت تواجه صعوبات مالية.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أشار وزير الداخلية الأمريكي دوج بورجوم إلى أن الإدارة تدرس استخدام سلطات الطوارئ لإعادة تشغيل محطات الفحم التي تم إغلاقها، ومنع أخرى من الإغلاق. 
بدوره..قال وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت إن الإدارة تعمل على خطة "مبنية على السوق" للحفاظ على محطات الفحم الأمريكية.
ومن المتوقع إغلاق 120 محطة فحم إضافية خلال السنوات الخمس المقبلة، بسبب اللوائح البيئية التي تجعلها غير اقتصادية، وفقًا لجماعة "الطاقة الأمريكية" التي تمثل شركات المرافق والتعدين مثل "بيبودي إنرجي" و"كور ناتشورال ريسورسز".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت وكالة حماية البيئة أنها ستعيد النظر في اللوائح التي تحد من تلوث الزئبق وغازات الدفيئة، وهو ما يمكن أن يساعد في خفض تكاليف تشغيل محطات الفحم، ويطيل من عمرها.
ومن جانب آخر، جادل مؤيدو استخدام الفحم بأن الحفاظ على المحطات العاملة يمكن أن يساعد في خفض تكاليف الطاقة، وتوفير إمدادات طاقة لمراكز البيانات المتزايدة الحاجة للطاقة، وكذلك للذكاء الاصطناعي.
وفي المقابل، تعتمد الصين على الطاقة التي تعمل بالفحم لتغذية صناعاتها، بما في ذلك تصنيع الألواح الشمسية والمعادن الحيوية والرقائق الإلكترونية، وهو ما دفع إلى زيادة نموها الاقتصادي.
ومع ذلك، فقد أثار استخدام الصين للطاقة من الفحم قلقًا في الولايات المتحدة، حيث يعرب المسؤولون عن مخاوفهم من الهيمنة الاقتصادية الصينية على القطاعات الحيوية، على الرغم من أن الصين قد حققت تقدمًا كبيرًا في تركيب الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وتواصل الصين كونها أكبر مصدر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم، حيث تضاعف استهلاكها للفحم أربع مرات بين عامي 1990 و2020، في وقت ارتفع فيه الناتج المحلي الإجمالي السنوي من حوالي 361 مليار دولار إلى 14.7 تريليون دولار.
 

مقالات مشابهة

  • ترامب: مستعدون لإدارة محطات الطاقة الأوكرانية كوسيلة لـ"ضمان أمنها"
  • ترامب يقترح استحواذ أمريكا على محطات الطاقة الأوكرانية
  • بنك الاستثمار الأوروبي يضخ 320 مليون يورو في النمسا لاستدامة الطاقة المتجددة
  • البيئة تحدد معايير إنشاء المشاريع الجديدة وآلية منح الموافقات
  • وزير البترول يشارك في الدورة الحادية عشرة من حوار برلين حول تحول الطاقة
  • “البيئة” تطرح 5 فرص استثمارية لإنشاء مُدن زراعية للبن والتين الشوكي بالباحة
  • ترامب يعلن عن خطط لزيادة إنتاج الطاقة بالفحم لمنافسة الصين اقتصاديا
  • وزير الطاقة يروي كيف حسم ولي العهد قصة حقل الجافورة .. فيديو
  • بطارية نووية يمكنها العمل 100 عام دون شحن.. ما قصتها ؟
  • تفاصيل حشد تمويلات بقيمة 4 مليارات دولار لقطاع الطاقة المتجددة