“اكتشاف مقلق” في بحر حول برمودا!
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
الولايات المتحدة – حذر باحثون من أن بحر “سارغاسو” حول برمودا، أصبح أكثر دفئا وملوحة وحمضية مما كان عليه منذ بدء القياسات في عام 1954، مع تأثير قد يكون بعيد المدى.
وتوصل الباحثون إلى هذا الاكتشاف أثناء دراسة بيانات تعود لعقود من دراسة سلسلة برمودا الزمنية الأطلسية (BATS)، وهي أطول سجل في العالم لخصائص علم المحيطات التي تجمع قياسات أعماق البحار في المحيط الأطلسي بالقرب من برمودا.
وفي دراسة جديدة نشرت في مجلة Frontiers in Marine Science، كشف الباحثون أن حرارة المحيط ارتفعت بنحو 1 درجة مئوية، مع زيادة الملوحة والحموضة.
وقال المعد الرئيسي نيكولاس بيتس، عالم المحيطات الكيميائي في معهد برمودا لعلوم المحيطات بجامعة ولاية أريزونا: “إن المحتوى الحراري للمحيطات في عشرينيات القرن الحالي لا مثيل له لأطول سجل لدينا منذ الخمسينيات من القرن الماضي”.
وأشار بيتس إلى أن درجات الحرارة الحالية من المحتمل أيضا أن تحطم الأرقام القياسية التي تعود إلى أبعد من ذلك. وقال “هذا هو أدفأ ما شهدناه منذ ملايين السنين”. وعزا الباحثون الارتفاع الكبير إلى تغير المناخ.
وأظهر المسح أيضا أن حموضة بحر “سارغاسو” زادت بنسبة 30٪ إلى 40٪ خلال الأربعين عاما الماضية.
ويؤدي ارتفاع ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي نتيجة حرق الوقود الأحفوري إلى ذوبان ثاني أكسيد الكربون في المحيط. وهذا يمكن أن يزيد من حموضته حيث يتحول الغاز المذاب إلى حمض الكربونيك، وكذلك أيونات الكربونات والهيدروجين.
كما تسبب انبعاث الغازات الدفيئة في ارتفاع درجة حرارة المحيطات العالمية. ويذوب الأكسجين بسهولة أقل في المياه الدافئة، ما يؤدي إلى انخفاض بنسبة 7٪ تقريبا في الأكسجين في بحر “سارغاسو”.
ويمكن أن تؤثر التغيرات في درجات حرارة الهواء والمحيطات أيضا على معدل تبخر مياه المحيط. ويزيل التبخر المياه العذبة في المحيط، ويعيدها هطول الأمطار، ما يمكن أن يؤثر على الملوحة.
وقال الفريق إن هذه التغييرات قد تؤثر سلبا على الحياة البحرية المحلية وكذلك على الشعاب المرجانية في برمودا، والتي تواجه الآن كيمياء محيطية مختلفة بشكل كبير عما كانت عليه في الثمانينات.
ويعد بحر “سارغاسو” منطقة فريدة من نوعها في شمال المحيط الأطلسي، وهو لا يشكل نظاما بيئيا بحريا غنيا فحسب، بل يعد أيضا بمثابة عقدة حيوية في حركة المحيطات العالمية.
المصدر: لايف ساينس
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
علامة في العين قد تشير إلى خطر الإصابة بالفصام!
يمانيون../
كشف الباحثون في دراسة دولية حديثة عن اكتشاف مثير يرتبط بين حالة شبكية العين وصحة الإنسان العقلية، حيث أظهرت نتائج الدراسة التي أجرتها جامعة زيورخ ومستشفى الطب النفسي الجامعي التابع لها، أن الأشخاص الذين يمتلكون استعدادًا جينيًا للإصابة بالفصام (انفصام الشخصية) غالبًا ما يكون لديهم شبكية أرق من الأشخاص الآخرين.
الدراسة، التي استندت إلى تحليل بيانات ضخمة من البنك الحيوي البريطاني (UK Biobank)، شملت معلومات جينية وطبية لأكثر من نصف مليون شخص. من خلال فحص “درجات الخطورة الجينية” للأفراد ومقارنتها مع قياسات سماكة الشبكية باستخدام تقنية التصوير المقطعي البصري (OCT)، تمكن الباحثون من اكتشاف هذا الرابط الدقيق بين الصحة العقلية وحالة الشبكية، وهو فحص غير جراحي يستغرق دقائق قليلة ويتميز بدقته العالية وبتكلفته المنخفضة نسبياً.
وقال الدكتور فين رابي، المؤلف الرئيسي للدراسة، إن “التغيرات في الشبكية قد تعكس تغييرات مماثلة في الدماغ، وهذا يمكن أن يكون أساسًا لفهم أعمق للروابط بين الجهاز العصبي المركزي والأمراض النفسية”.
وأضاف الباحثون أن هذه النتائج تدعم أيضًا ما يُعرف بـ”فرضية الالتهاب” في مرض الفصام، حيث رصدوا ارتباطات جينية قد تساهم في العمليات الالتهابية التي تحدث في الدماغ، مما يفتح الباب أمام تطوير علاجات جديدة تركز على تعديل الاستجابة الالتهابية.
رغم أن التأثير الذي رصدته الدراسة قد يبدو صغيرًا عند النظر إليه على مستوى الأفراد، إلا أنه يصبح واضحًا عندما يتم فحص مجموعات سكانية كبيرة، ما يعزز أهمية الدراسات واسعة النطاق مثل هذه. كما حذر الباحثون من أن هذه النتائج تحتاج إلى مزيد من الدراسات الطويلة الأمد لتأكيدها وتطبيقها في المجالات السريرية.
مع هذه الاكتشافات، قد تصبح فحوصات العين الروتينية أداة هامة للكشف المبكر عن الأشخاص المعرضين للإصابة بالأمراض النفسية، ما يمكن أن يتيح التدخل المبكر وتحسين نتائج العلاج.