علي الحمادي: اليد البشرية أكثر إبداعاً في فن الخط العربي
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
فاطمة عطفة (أبوظبي)
أخبار ذات صلة خيول أحمد بن راشد تخطف الأضواء في جبل علي ختام متميز لبطولة الرماية في شرطة دبيضمن «ملتقى تعبير الأدبي» الذي نظمته هيئة الثقافة والفنون في (دبي للثقافة)، وعلى مدار أيام الملتقى الذي أقيم في مكتبة محمد بن راشد، بمشاركة نخبة من المتحدثين وكبار المسؤولين والمتخصصين بالأدب، لم يكن فن الخط بعيداً عن هذا النشاط، بل حظي زوار «ملتقى تعبير» بتجربة جميلة في كتابة أسمائهم بأنواع الخطوط العربية الفنية مرسومةً بريشة الخطاط الفنان علي الحمادي، كما تعرفوا على أهم الأدوات المستخدمة في الخطوط العربية، وقد رافقت «الاتحاد» مشاهد من تلك التجربة الفنية، واستمعت إلى حديث الفنان الحمادي كاشفاً عن بعض أسرار الخط العربي، التي جعلته في صدارة الفنون التشكيلية الجمالية والمعمارية، يقول الحمادي: «حالياً أنا في التعبير الأدبي أركز على الكتابة بالخط (الديواني الجلي)، ولم تكن مشاركتي في برنامج أيام الملتقى هي المشاركة الأولى لي، بل شاركت في ملتقيات عدة جميعها تعنى بالخط العربي ونشر ثقافته»، مبيناً أنه أول خطاط إماراتي يمتلك متحفاً عن الخط والمخطوطات النادرة.
حركة فنية
وأوضح الحمادي أنه يركز في الملتقى على خط «الديواني الجلي»، وهو من الخطوط العثمانية القديمة، شقيق الديواني، وقد وضع قواعد هذا الخط الخطاط «شهلا باشا»، وكان يستخدم في المخاطبات العثمانية القديمة أو الفرمانات أو الرسائل، كما كان مسموحاً لبعض فئات المجتمع بالكتابة بهذا الخط، وكان محرماً على بعض الفئات الأخرى، لأنه يعتبر عند العثمانيين من خطوط «الهيمون»، وهي الخطوط الرسمية الشديدة السرية الخاصة بالسلاطين العثمانية.
وأضاف الحمادي قائلاً: «أنا أكتب بهذا الخط الآن لتعريف الزوار بتاريخ هذا الخط وبأسرار كتابة الحرف بالخط (الديواني الجلي)، وأوضح الفنان: عندما كتب اسم إحدى الزوار «هيا»، كتبتها بقلم الديوان 10م في بعض الحركات موجودة في هذا الخط مثل الزنبق، وهي بمعنى وردة الخط العربي، زهرة الخط العربي توضع على بعض الخطوط وكانت بعض الخطوط توضع تاريخياً على الحروف القابلة للتغير، حيث كنا نضعها على حرف الراء بدل تحويله إلى حرف الزاي، أو على حرف العين بدل تحويله لحرف الغين، كنوع من الحماية للحرف لأن الخط العربي أساساً هو خط رسمي، وكانت المعاملات بالخطوط العربية رسمية وليست معاملات فنية، كما استخدمنا الضفر وهي حركة فنية نقوم بوضعها في الكتابة، والضفر تعمل عملية الزنبقة.
اللون الأحمر
وتابع الحمادي: اللون الأحمر هو أول لون يتم تشكيل المصاحف به في زمن أبي الأسود الدؤلي، وهو أول من قام بتشكيل المصاحف فاستخدم اللون الأحمر كتشكيل، لكنه استخدمه على شكل نقطة أو دوائر حمراء، ولذلك نرى أن الخطاطين يحبون اللون الأحمر في كتاباتهم، وهو يستخدم أيضاً «الكشيدة»، وهي المدود الطويلة، لأنه في المدود الطويلة يقوم الخطاط أحياناً بكتم أنفاسه حتى تكتمل الحلقة بشكلها الصحيح، لأن النفس أحياناً يؤثر سلباً على حركة الحرف العربي. وقديماً قيل إن الخط العربي بني على خمسة أسباب، من ضمنها لمعان الأنقاص أي الحبر، و«حدة الألماس» أي القلم، و«جودة القرطاس» أي الورق، و«قوة الأخماس» أي اليد، و«كتم الأنفاس». وهذه من قواعد تعلم الخط العربي.
وكشف الحمادي عن الفرق بين التخطيط على الكمبيوتر أو بالريشة، قائلاً: لا يمكن مقارنة خطوط الكمبيوتر بتلك الخطوط التراثية، وكما يقال: شتان ما بين الثريا والثرى، فاليد البشرية وصلت إلى قوة وإبداع بالخط العربي لم يتمكن الحاسب الآلي من تحقيقها، رغم جمالية الحرف بالحاسب الآلي، لكن هناك قواعد دقيقة جداً لا يمكن للحاسب الوصول إليها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الخط العربي هيئة الثقافة والفنون دبي الخط العربی هذا الخط
إقرأ أيضاً: