الحوثيون يقطعون عن إسرائيل شريان الحياة الحيوي وسط الحرب في غزة |تفاصيل
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
أثرت سلسلة من الهجمات التي شنتها أنصار الله أو الحوثيين، بشكل خطير على شريان الحياة الاقتصادي لإسرائيل خلال الصراع المستمر مع حماس في غزة.. وتكثفت تداعيات هذه الهجمات مع إعلان شركتي الشحن الكبرى ميرسك وهاباج لويد، الجمعة، تعليق عملياتهما في البحر الأحمر.
وفي حديث حصري لمجلة نيوزويك، أوضح نصر الدين عامر، نائب وزير الإعلام في جماعة أنصار الله، أن عملياتهم تستهدف على وجه التحديد السفن المتجهة إلى إسرائيل.
ألقى عامر باللوم على إسرائيل والولايات المتحدة في خلق بيئة معادية في البحر الأحمر، وتناول المخاوف التي أثارتها شركات الشحن الدولية العملاقة. وأكد أن المخاوف التي تتجاوز إطارها المقصود قد تكون ناجمة عن التهديدات الإسرائيلية والأمريكية الرامية إلى تحويل البحر الأحمر إلى ساحة حرب.
كان قرار شركتي ميرسك وهاباج لويد بوقف عمليات الشحن في البحر الأحمر بمثابة رد فعل كبير على الحملة البحرية التي شنتها أنصار الله، والتي بدأت قبل شهر. وأعرب بيان صادر عن شركة ميرسك عن قلقها العميق إزاء الوضع الأمني المتصاعد في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، مشيراً إلى الهجمات الأخيرة على السفن التجارية باعتبارها تهديدات مثيرة للقلق لسلامة البحارة.
وأعلن المتحدث العسكري لجماعة أنصار الله، يحيى سريع، مسؤوليتها عن الهجمات الصاروخية على عدة سفن، زاعمًا أنها كانت متجهة نحو إسرائيل. ودفع الحادث الذي وقع مع شركة ميرسك جبل طارق وسفينتين أخريين شركات الشحن هذه إلى تعليق عملياتها.
تصاعد الوضع أكثر مع تأكيد شركة هاباج لويد وقوع هجوم على سفينتها الجسرة التي ترفع علم ليبيريا. وأعلنت الشركة وقفًا مؤقتًا لجميع حركة سفن الحاويات عبر البحر الأحمر حتى يوم الاثنين على الأقل، مع تعليق القرارات المستقبلية على التطورات الجارية.
ولم تحصل جماعة أنصار الله، التي تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء منذ عام 2014، على اعتراف دولي كحكومة رسمية في اليمن. ومع ذلك، فإن الجماعة، المدعومة من إيران وسوريا، تواصل ممارسة نفوذها على أكثر من 80% من سكان اليمن. وفي ظل وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأمم المتحدة، أعادت الحركة توجيه أسلحتها نحو إسرائيل احتجاجا على الصراع في غزة.
أدانت القيادة المركزية للولايات المتحدة هجمات أنصار الله على الشحن التجاري، مؤكدة على التهديدات التي يشكلها الأمن البحري الدولي. ويضيف تعطيل الوصول التجاري إلى البحر الأحمر طبقة أخرى من الضغوط الاقتصادية على إسرائيل، التي تتصارع بالفعل مع الصراع في غزة والتوترات المتزايدة مع حزب الله على طول حدودها الشمالية.
تواصلت مجلة نيوزويك مع الجيش الإسرائيلي للتعليق على الوضع المتكشف. وأدان منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، تصرفات الحوثيين، مؤكدا على ضرورة تأمين التدفق الحر للتجارة عبر البحر الأحمر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أنصار الله الحوثيين إسرائيل ميرسك البحر الأحمر البحر الأحمر أنصار الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
صيادو غزة.. صراع الحياة والموت
تقرير:
يواجه الصيادون تهديدات ومخاطر تمس حياتهم ومصدر رزقهم في كل مرة يركبون البحر الذي اعتادوا أن يكون مصدر الحياة، وبات اليوم ساحة للمعاناة والمخاطر، تُطاردهم الزوارق الحربية الإسرائيلية وتستهدفهم مع مراكبهم ومعداتهم وشباكهم، تاركة عائلاتهم في مواجهة الفقر والحرمان.
يقول الصياد محمد أبو حسن: “نخرج إلى البحر ولا نعلم إن كنا سنعود سالمين. الزوارق الحربية تطاردنا يوميًا، تطلق علينا النار دون إنذار، وأحيانًا تصادر شباكنا أو تدمرها. هذا ليس فقط تهديدًا لأرواحنا، بل هو أيضًا تدمير لمصدر رزق عائلتي التي تعتمد بالكامل على الصيد”.
مخاطرة يومية
مثل محمد عشرات الصيادين الذين يخاطرون يوميا ويبحرون على بعد مئات الأمتار من شاطئ غزة، بحثًا عن لقمة عيش مغمسة بالدم نتيجة عدوان الاحتلال.
الصياد تيسير بصل نزح من مخيم الشاطئ إلى خانيونس ودفعته الظروف المعيشية القاسية إلى استئناف العمل في بحر خان يونس لتأمين الرزق لعائلته.
واستأجر تيسير قارب صيد صغير وبدأ العمل من الصفر، فلا يملك مال ولا يتوفر له أي من معدات الصيد. يقول: نبحر مسافة قصيرة لا تتجاوز 500 متر نتعرض خلالها لمطاردات زوارق الاحتلال التي تطلق الرصاص والقذائف صوبنا فنضطر للمغادرة سريعا، وفي تصريحات نقلتها عنه فلسطين أون لاين.
ويشير إلى أن المسافة المحدودة التي يبحرون فيها لا تتوفر فيها الأسماك لذلك تكون رحلتهم المحفوفة بالمخاطر العالية غير مجدية.
يقول: نواجه مخاطر البحر ومخاطر الاحتلال المستمرة بحق الصيادين في طول بحر القطاع. نعمل وسط مخاوف من الإصابة القاتلة على أيدي الاحتلال.
استشهاد الصياد ماهر أبو ريالة
في الثامنة صباحا من يوم الجمعة 22 نوفمبر 2024، استهدفت الزوارق الحربية الإسرائيلية صيادين فلسطينيين كانوا يصطادون باستخدام قارب يدوي صغير يعمل دون محرك، على بعد 300 متر من الشاطئ الواقع غرب مخيم الشاطئ في ميناء القرارة وسط قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد الصياد ماهر خليل أبو ريالة وإصابة صياد آخر أسفرت عن بتر يده.
وقال ابن العم نايف أبو ريالة -وهو عضو في نقابة الصيادين- إن الشهيد (50 عاما) كان يصطاد لإعالة أسرته المكونة من 14 فردا، مضيفا أن الشهيد أراد توصيل رسالة للاحتلال مفادها أنه رغم منعه الصيادين من ارتياد البحر، فإن هذا البحر للصيادين وإنهم لن يتركوا مهنتهم.
ويضيف نايف أن ابن عمه كان يعرض نفسه للخطر، وأنه شعر بقرب استشهاده قبل أيام من الحادث، إذ طلب منه أن يعتني بأسرته التي نزحت إلى جنوب قطاع غزة، مما منعها من وداع معيلهم عندما قتل شهيدا.
ووفق وزارة الزراعة، فمنذ حرب الإبادة استشهد 200 صياد ودمر الاحتلال 270 غرفة للصيادين من أصل 300، و1800 مركب من أصل 2000 إلى جانب تدمير ميناء غزة الرئيسي و5 مراس دمرت بالكامل.
تدمير البنية التحتية للصيد
الناطق باسم وزارة الزراعة المهندس محمد أبو عودة، يؤكد أن قوات الاحتلال دمرت البنية التحتية لقطاع الصيد منذ بدء حرب الإبادة على غزة يوم 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023.
وبيَّن أبو عودة في تصريح صحفي أن عمليات التدمير شملت الميناء الرئيسي غرب مدينة غزة، والمراسي وغرف الصيادين ومخازنهم المنتشرة على طول الساحل.
وذكر أن الحرب على غزة أوجدت مجموعة تحديات تتمثل بالاستهداف المباشر للصيادين المحرومين من الوصول إلى البحر وممارسة الصيد وقد أتلف جيش الاحتلال أدواته وأغرق القوارب.
ومن هذه التحديات أيضًا، بحسب أبو عودة، منع الاحتلال دخول قطع الغيار ومعدات الصيد، وعدم السماح بإدخال الوقود اللازم لتشغيل المحركات، وتقليص مساحة الصيد إلى حد المنع الكامل حاليًا.
تنوع الانتهاكات
يقول مسؤول لجان الصيادين زكريا بكر، إن الانتهاكات توزعت خلال الأشهر الماضية بين إطلاق النار والقذائف باتجاه المراكب المبحرة والراسية، إضافة لاعتقالات، ومصادرة مراكب وتدمير معدات الصيد.
وذكر بكر في تصريحات صحفية، أن متوسط الاعتقالات في كل شهر بمعدل 5 صيادين، بينما بلغ متوسط الاعتداءات من 30 – 40 اعتداء، أما متوسط الأضرار بلغت من 3 – 4 أضرار.
ووفق نقيب الصيادين الفلسطينيين في غزة نزار عياش، فإن قرابة 5 آلاف صياد بالقطاع يعيلون نحو 50 ألف شخص من عائلاتهم، وهم في خوف دائم من الاستهداف الإسرائيلي أثناء عملهم. ونتيجة لذلك، “يمارس 200 صياد فقط من إجمالي الصيادين عملهم رغم المخاطر” ويذكر أن خسائر الصيادين قُدّرت بـ60 مليون دولار، علما بأن الصيد ثاني أهم مهنة في القطاع بعد الزراعة.
استهداف الصيادين في غزة يعكس جزءًا من معاناة القطاع المحاصر بأكمله. ويهدد إن استمرار هذه الجرائم الإسرائيلية بحقهم يهدد بتدمير قطاع الصيد الذي يعتمد عليه الآلاف، ويزيد من أعباء الحصار. ويوجه الصيادون في غزة نداءً للعالم: “نريد الحماية. نريد أن نعمل بكرامة دون أن نخشى على حياتنا. البحر هو حياتنا، واستمرار هذه الانتهاكات يدمر كل شيء”.
المصدر: صحيفة الثورة الرسمية