الراي:
2024-09-20@00:54:33 GMT

... رحيل الكبار

تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT

وكأنه كان يتهيأ للقاء ربه، وكأنه قد أدار ظهره للفانية واستقبل الآخرة، فقال كلمته الأخيرة ومضى بعد أن سطر بحروف من نور حياة حاكم أحب وطنه وبادله شعبه حباً بحب، وأبى أن يغادر قبل أن يعفو عفو الكرام والكبار.

عاش سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح كبيراً ومات كبيراً. وقال كلمته الأخيرة ومضى، ليذهب إلى ربه راضياً مرضياً مطمئناً على وطنه وشعبه، بعد أن أدى الأمانة على الوجه الأكمل.

جمعيات خيرية: أيادي الأمير الراحل البيضاء امتدت للعالم كله منذ دقيقة مشعل... يُنير الكويت منذ دقيقة

رحل رحيل الكبار، بعد ترك بصمة في وطنه، خلال فترة حكمة في أعقاب تولي مسند الإمارة في سبتمبر 2020، بعد أداء القسَم أمام مجلس الأمة في جلسة خاصة، ليصبح الأمير السادس عشر للكويت، خلفاً لسمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيّب الله ثراه.

العنوان العريض في حياة سمو الأمير الراحل، كان «العفو تلو العفو»، فقد كان العفو الخاص الذي أصدره سموه في نوفمبر 2021، إشارة البدء لعودة أبناء الكويت لتراب وطنهم، ولم شملهم مع ذويهم، فضلاً عن الإفراج عن بعض المسجونين داخل الكويت، لتكتمل منظومة العفو التي رسمها سموه، فيما كانت آخر محطة في محطات العفو قبيل رحيل سموه بقليل.

حرص سموه خلال المناصب المختلفة التي تقلدها على اللقاءات المباشرة والزيارات الفاعلة لمؤسسات الدولة، والحث الدائم على بذل المزيد من العمل من أجل الكويت وأهلها. كما كان ملف الوحدة الوطنية يشكل جانباً مهما بشكل دائم في التوجيهات السامية، إذ شدد صاحب السمو خلال أدائه اليمين الدستورية في الجلسة الخاصة التي عقدها مجلس الأمة، في 30 سبتمبر 2020، على أن «الوطن يواجه ظروفاً دقيقة وتحديات خطيرة، لا سبيل لتجاوزها والنجاة من عواقبها، إلا بوحدة الصف وتضافر جهودنا جميعاً».

أمير العفو

طبعت سنوات حكم سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد، بطابع العفو، فقد أصدر سموه في نوفمبر 2021، عفواً شمل إنهاء العقوبة بحق 11 شخصاً، وتخفيضها لـ 24 آخرين، بينهم نواب سابقون في مجلس الأمة وناشطون خارج البلاد.

وفي نوفمبر 2022 صدر عفو أميري عن بعض المواطنين، شمل 5 جرائم خلال الفترة بين 2011 و2021، بعد ساعات من موافقة مجلس الوزراء على مشروع مرسوم بالعفو الخاص عن «جرائم محددة»، ورفعه إلى الأمير.

وفي محطة العفو الأخيرة قبل أيام، وافق مجلس الوزراء على مشروع مرسوم بالعفو عن العقوبة المقيدة للحرية، المحكوم بها على بعض الأشخاص ورفعه لسمو الأمير. وأُحيط المجلس علماً بتوجيهات صاحب السمو في شأن العفو عن بعض المواطنين ممن صدرت في حقهم أحكام، على النحو الذي تقدره الإرادة الأميرية السامية بما لها من رؤية أبوية حكيمة، وتنفيذاً للتوجيهات السامية.

بصمة راسخة

كان للأمير الراحل بصمات في كل مناحي الحياة داخلياً وخارجياً. ففي الملف الداخلي كان الجانب الاقتصادي حاضراً في اهتمامات سموه، من خلال التأكيد على توفير الفرص الاستثمارية والعمل المتواصل الداعم لعجلة التنمية، لخلق بيئة اقتصادية تنافسية، لتعزيز مكانة الكويت اقتصادياً، بالتوازي مع دور القطاع الخاص في تعزيز روافد الاقتصاد الوطني والمساهمة في تنويع مصادر الدخل.

وحرص سموه على ترسيخ دولة القانون والمؤسسات، والالتزام بتطبيق القانون على الجميع، وتجسيد العدالة والمساواة، ووضع مصلحة الكويت فوق كل اعتبار، وكذلك التصدي للقضايا الجوهرية وحماية المال العام.

وكان للشباب دور أساسي في الدعم السامي، حيث حرص سموه على لقائهم في مناسبات عدة، مع الإشادة بإسهاماتهم في العمل الوطني مجسدين بذلك روح المجتمع الكويتي، الذي جُبل على العطاء.

وعلى الصعيد الخارجي، أثمرت جهود الكويت التي بدأها سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، وتابعها سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، عن المصالحة المنتظرة بين الأشقاء، والتي توجت في 5 يناير2021 بإرساء المصالحة الخليجية - العربية، عبر توقيع قادة وممثلي دول مجلس التعاون الخليجي ومصر على «بيان العُلا»، خلال القمة التي احتضنتها المملكة العربية السعودية.

نواف الأول... سيرة عطرة

سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد، رحمه الله، هو الأمير الـ 16 للكويت، حيث تولى الحكم قبله 15 أميراً، بدءاً من الشيخ صباح الأول عام 1756، وحتى المغفور له الشيخ صباح الأحمد الذي تولى سدة الحكم عام 2006.

ولد سمو الأمير الراحل نواف الأحمد في 25 يونيو من عام 1937 في مدينة الكويت، وهو النجل السادس لحاكم الكويت العاشر المغفور له بإذن الله، الشيخ أحمد الجابر المبارك الصباح، الذي حكم الكويت، في الفترة من عام 1921 ولغاية عام 1950.

درس سموه في مدارس الكويت المختلفة، حيث تميز سموه بالحرص على مواصلة تحصيله العلمي، انطلاقاً من رؤية سموه بأهمية التحصيل العلمي الذي يعتبر أساساً تقدم المجتمعات ورقيها.

كما تولى سموه منصب نائب أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية بالكويت في 16 أكتوبر من عام 2003، ويعتبر سموه الأب الروحي لرجال الأمن والمؤسس الحقيقي لوزارة الداخلية، بشكلها الحديث وإدارتها المختلفة، خلال تولي سموه مسؤولية الوزارة على مدى فترتين، الأولى من مارس 1978 إلى يناير 1988، والثانية من 2003 إلى فبراير 2006. وإنجازات سموه وهو يقود هذه المؤسسة الأمنية الراسخة يشهد بها الجميع.

كما تولى الشيخ نواف منصب نائب رئيس الحرس الوطني في أكتوبر 1994، حيث ترك سموه بصمات واضحة لإعادة ترتيب وتنظيم الحرس الوطني وتحقيق التوافق والتوازن بين الجندي والإنسان.

وقد تمت مبايعة مجلس الأمة لسمو الشيخ نواف الأحمد، ولياً للعهد في 20 فبراير من عام 2006.

محطات في حياة سموه

• تولى سموه مقاليد الحكم أميراً لدولة الكويت في 29 سبتمبر 2020.

• تولى سموه ولاية العهد في 20 فبراير 2006.

• تولى سموه منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية في 16 أكتوبر 2003.

• تولى حقيبة وزارة الداخلية في 13 يوليو 2003.

• تولى منصب نائب رئيس الحرس الوطني بتاريخ 16 أكتوبر 1994.

• كلّف بحقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في 2 أبريل 1991.

• تولى منصب وزير الدفاع في 26 يناير 1988.

• عين وزيراً للداخلية في 19 مارس 1978.

• تولى منصب محافظ منطقة حولي في 12 فبراير 1962.

المصدر: الراي

كلمات دلالية: سمو الأمیر الراحل الشیخ الشیخ نواف الأحمد مجلس الوزراء مجلس الأمة الشیخ صباح من عام

إقرأ أيضاً:

التحفظات والشكوك تطوقان قانون العفو العام مجددا.. لا تمرير إلا بسد الثغرات

بغداد اليوم - بغداد

أكد النائب المستقل جواد اليساري، اليوم الثلاثاء (17 أيلول 2024)، وجود اعتراضات برلمانية على قانون العفو العام المرسل من قبل الحكومة، رغم الانتهاء من القراءة الثانية من قبل مجلس النواب.

وقال اليساري، لـ"بغداد اليوم"، إن "طرح قانون العفو العام المرسل من قبل الحكومة للقراءة الثانية لا يعني تمرير القانون كما هو، فهناك اعتراضات وتحفظات برلمانية عليه، لاسيما وأن القانون يتضمن صياغات قانونية غير واضحة، وممكن أن يتم استغلال ذلك في اطلاق سراح إرهابيين وفاسدين، وهذا ما لم ولن نرض به اطلاقاً".

وأضاف أنه "بعد القراءة الثانية ستكون هناك اجتماعات من قبل اللجان البرلمانية المختصة، لإجراء تعديلات على صيغة القانون المرسلة، فهي تحتاج الى صياغة قانونية واضحة وعدم وجود أي ثغرات يمكن أن تستغل"، مشددا على أن "القانون يحتاج مزيدا من الوقت لغرض تمريره في مجلس النواب".

وشرع مجلس النواب في إعادة صياغة مشروع قانون العفو العام، بعدما أثارت القراءة الأولى للقانون في آب الماضي، المخاوف من شموله "فاسدين" و"متهمين بالإرهاب" بسبب تفاصيله "المبهمة" بالنسبة إلى العديد من النواب.

ويعرّف القانون جريمة الانتماء للتنظيمات الإرهابية بأنه "كل من عمل في التنظيمات الإرهابية، أو قام بتجنيد العناصر لها أو قام بأعمال إجرامية أو ساعد بأي شكل من الأشكال على تنفيذ عمل إرهابي، أو وجد في سجلات التنظيمات الإرهابية".

ومنذ تشكيل حكومة محمد شياع السوداني، يواجه قانون العفو العام مصيرا غامضا، رغم من وجود اتفاق سياسي على تشريعه، إلا أن مراقبين أشاروا إلى وجود إرادة سياسية لتعطيل القانون وعدم الالتزام بالوعود التي مُنحت سابقا للجهات الأخرى لضمان مشاركتهم في الحكومة الجديدة.

وانهى مجلس النواب، في جلسته يوم الإثنين، (16 أيلول 2024)، تقرير ومناقشة مشروع قانون التعديل الثاني لقانون العفو العام رقم 27 لسنة 2016.

مقالات مشابهة

  • فيديو.. أمير الكويت يصحح خطأ مسؤولة ومواقع التواصل تتفاعل معه
  • أمير الكويت بـهدوء ولطف يشعل تفاعلا بأسلوب تصحيح مسؤولة نطقت اسم منطقة
  • الأمير تركي بن محمد بن فهد ينوه بمضامين الخطاب الملكي في مجلس الشورى
  • الأمير عبدالعزيز بن سعود ينقل تعازي القيادة لـ أمير دولة الكويت وولي العهد في وفاة الشيخ جابر مبارك الحمد المبارك الصباح
  • ممثل سمو الأمير سمو ولي العهد يغادر البلاد غدا لترؤس وفد الكويت المشارك بالدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة
  • رئيس الدولة ونائباه يعزون أمير الكويت في وفاة الشيخ جابر مبارك
  • رئيس الدولة ونائباه يعزون أمير الكويت بوفاة الشيخ جابر مبارك
  • التحفظات والشكوك تطوقان قانون العفو العام مجددا.. لا تمرير إلا بسد الثغرات
  • القيادة تعزي أمير الكويت في وفاة الشيخ جابر المبارك الصباح
  • القيادة تعزّي أمير دولة الكويت في وفاة الشيخ جابر مبارك الحمد المبارك الصباح