وكأنه كان يتهيأ للقاء ربه، وكأنه قد أدار ظهره للفانية واستقبل الآخرة، فقال كلمته الأخيرة ومضى بعد أن سطر بحروف من نور حياة حاكم أحب وطنه وبادله شعبه حباً بحب، وأبى أن يغادر قبل أن يعفو عفو الكرام والكبار.
عاش سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح كبيراً ومات كبيراً. وقال كلمته الأخيرة ومضى، ليذهب إلى ربه راضياً مرضياً مطمئناً على وطنه وشعبه، بعد أن أدى الأمانة على الوجه الأكمل.
جمعيات خيرية: أيادي الأمير الراحل البيضاء امتدت للعالم كله منذ دقيقة مشعل... يُنير الكويت منذ دقيقة
رحل رحيل الكبار، بعد ترك بصمة في وطنه، خلال فترة حكمة في أعقاب تولي مسند الإمارة في سبتمبر 2020، بعد أداء القسَم أمام مجلس الأمة في جلسة خاصة، ليصبح الأمير السادس عشر للكويت، خلفاً لسمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيّب الله ثراه.
العنوان العريض في حياة سمو الأمير الراحل، كان «العفو تلو العفو»، فقد كان العفو الخاص الذي أصدره سموه في نوفمبر 2021، إشارة البدء لعودة أبناء الكويت لتراب وطنهم، ولم شملهم مع ذويهم، فضلاً عن الإفراج عن بعض المسجونين داخل الكويت، لتكتمل منظومة العفو التي رسمها سموه، فيما كانت آخر محطة في محطات العفو قبيل رحيل سموه بقليل.
حرص سموه خلال المناصب المختلفة التي تقلدها على اللقاءات المباشرة والزيارات الفاعلة لمؤسسات الدولة، والحث الدائم على بذل المزيد من العمل من أجل الكويت وأهلها. كما كان ملف الوحدة الوطنية يشكل جانباً مهما بشكل دائم في التوجيهات السامية، إذ شدد صاحب السمو خلال أدائه اليمين الدستورية في الجلسة الخاصة التي عقدها مجلس الأمة، في 30 سبتمبر 2020، على أن «الوطن يواجه ظروفاً دقيقة وتحديات خطيرة، لا سبيل لتجاوزها والنجاة من عواقبها، إلا بوحدة الصف وتضافر جهودنا جميعاً».
أمير العفو
طبعت سنوات حكم سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد، بطابع العفو، فقد أصدر سموه في نوفمبر 2021، عفواً شمل إنهاء العقوبة بحق 11 شخصاً، وتخفيضها لـ 24 آخرين، بينهم نواب سابقون في مجلس الأمة وناشطون خارج البلاد.
وفي نوفمبر 2022 صدر عفو أميري عن بعض المواطنين، شمل 5 جرائم خلال الفترة بين 2011 و2021، بعد ساعات من موافقة مجلس الوزراء على مشروع مرسوم بالعفو الخاص عن «جرائم محددة»، ورفعه إلى الأمير.
وفي محطة العفو الأخيرة قبل أيام، وافق مجلس الوزراء على مشروع مرسوم بالعفو عن العقوبة المقيدة للحرية، المحكوم بها على بعض الأشخاص ورفعه لسمو الأمير. وأُحيط المجلس علماً بتوجيهات صاحب السمو في شأن العفو عن بعض المواطنين ممن صدرت في حقهم أحكام، على النحو الذي تقدره الإرادة الأميرية السامية بما لها من رؤية أبوية حكيمة، وتنفيذاً للتوجيهات السامية.
بصمة راسخة
كان للأمير الراحل بصمات في كل مناحي الحياة داخلياً وخارجياً. ففي الملف الداخلي كان الجانب الاقتصادي حاضراً في اهتمامات سموه، من خلال التأكيد على توفير الفرص الاستثمارية والعمل المتواصل الداعم لعجلة التنمية، لخلق بيئة اقتصادية تنافسية، لتعزيز مكانة الكويت اقتصادياً، بالتوازي مع دور القطاع الخاص في تعزيز روافد الاقتصاد الوطني والمساهمة في تنويع مصادر الدخل.
وحرص سموه على ترسيخ دولة القانون والمؤسسات، والالتزام بتطبيق القانون على الجميع، وتجسيد العدالة والمساواة، ووضع مصلحة الكويت فوق كل اعتبار، وكذلك التصدي للقضايا الجوهرية وحماية المال العام.
وكان للشباب دور أساسي في الدعم السامي، حيث حرص سموه على لقائهم في مناسبات عدة، مع الإشادة بإسهاماتهم في العمل الوطني مجسدين بذلك روح المجتمع الكويتي، الذي جُبل على العطاء.
وعلى الصعيد الخارجي، أثمرت جهود الكويت التي بدأها سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، وتابعها سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، عن المصالحة المنتظرة بين الأشقاء، والتي توجت في 5 يناير2021 بإرساء المصالحة الخليجية - العربية، عبر توقيع قادة وممثلي دول مجلس التعاون الخليجي ومصر على «بيان العُلا»، خلال القمة التي احتضنتها المملكة العربية السعودية.
نواف الأول... سيرة عطرة
سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد، رحمه الله، هو الأمير الـ 16 للكويت، حيث تولى الحكم قبله 15 أميراً، بدءاً من الشيخ صباح الأول عام 1756، وحتى المغفور له الشيخ صباح الأحمد الذي تولى سدة الحكم عام 2006.
ولد سمو الأمير الراحل نواف الأحمد في 25 يونيو من عام 1937 في مدينة الكويت، وهو النجل السادس لحاكم الكويت العاشر المغفور له بإذن الله، الشيخ أحمد الجابر المبارك الصباح، الذي حكم الكويت، في الفترة من عام 1921 ولغاية عام 1950.
درس سموه في مدارس الكويت المختلفة، حيث تميز سموه بالحرص على مواصلة تحصيله العلمي، انطلاقاً من رؤية سموه بأهمية التحصيل العلمي الذي يعتبر أساساً تقدم المجتمعات ورقيها.
كما تولى سموه منصب نائب أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية بالكويت في 16 أكتوبر من عام 2003، ويعتبر سموه الأب الروحي لرجال الأمن والمؤسس الحقيقي لوزارة الداخلية، بشكلها الحديث وإدارتها المختلفة، خلال تولي سموه مسؤولية الوزارة على مدى فترتين، الأولى من مارس 1978 إلى يناير 1988، والثانية من 2003 إلى فبراير 2006. وإنجازات سموه وهو يقود هذه المؤسسة الأمنية الراسخة يشهد بها الجميع.
كما تولى الشيخ نواف منصب نائب رئيس الحرس الوطني في أكتوبر 1994، حيث ترك سموه بصمات واضحة لإعادة ترتيب وتنظيم الحرس الوطني وتحقيق التوافق والتوازن بين الجندي والإنسان.
وقد تمت مبايعة مجلس الأمة لسمو الشيخ نواف الأحمد، ولياً للعهد في 20 فبراير من عام 2006.
محطات في حياة سموه
• تولى سموه مقاليد الحكم أميراً لدولة الكويت في 29 سبتمبر 2020.
• تولى سموه ولاية العهد في 20 فبراير 2006.
• تولى سموه منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية في 16 أكتوبر 2003.
• تولى حقيبة وزارة الداخلية في 13 يوليو 2003.
• تولى منصب نائب رئيس الحرس الوطني بتاريخ 16 أكتوبر 1994.
• كلّف بحقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في 2 أبريل 1991.
• تولى منصب وزير الدفاع في 26 يناير 1988.
• عين وزيراً للداخلية في 19 مارس 1978.
• تولى منصب محافظ منطقة حولي في 12 فبراير 1962.
المصدر: الراي
كلمات دلالية: سمو الأمیر الراحل الشیخ الشیخ نواف الأحمد مجلس الوزراء مجلس الأمة الشیخ صباح من عام
إقرأ أيضاً:
صفحة رامي مخلوف تثير جدلا.. الإعلان عن تشكيل قوات تضم 150 ألف مقاتل
نشرت صفحة تحمل اسم رجل الأعمال السوري المثير للجدل رامي مخلوف، منشورا مفاجئا، أعلن من خلاله عن تشكيل قوات "نخبة" تضم 150 ألف مقاتل، هدفها عزل الساحل السوري عن بقية البلاد، وإلزام الغرب بتوفير حماية دولية له.
الصفحة التي دائما ما تنشر فيديوهات بالصوت ولصورة لمخلوف وهو ابن خال رئيس النظام المخلوع بشار الأسد، قالت إن الـ150 ألف مقاتل سيشكلون قوات "النخبة" إضافة إلى قوة احتياطية عددها مماثل لهم "استعداداً لحماية منطقة الساحل السوري".
وجاء في المنشور أن تشكيل هذه القوة جاء بالتعاون مع سهيل الحسن، القائد البارز في الفرقة الرابعة التي كان يقودها ماهر الأسد.
وقال مخلوف إن العمل مع الحسن والذي سمّاه بلقبه المتعارف عليه "النمر"، جاء بعد "إعادة تنظيم صفوف قوات النخبة"، مؤكداً أن "الجهود المشتركة خلال الأسابيع الماضية أدت إلى تأسيس هذه القوات، إلى جانب لجان شعبية يبلغ عدد أفرادها نحو مليون شخص"، جاهزين لتلبية ما وصفه بـ"نداء الحق".
وهاجم مخلوف، بشار الأسد بشدة، قائلا " لولا أن ذلك الأسد المزيف لم يبعدنا أنا ومن معي من رجال الحق، وعلى رأسهم أخي في الله وصديق روحي القائد النمر (أبو الحسن)، لما سقطت سوريا".
واستحضر مخلوف في رسالته مشاهد مجازر التي ارتكبت في مدن الساحل قبل أسابيع، محملاً القيادة الجديدة مسؤولية استمرار الانفلات الأمني والعجز عن حماية المدنيين، كما دعا إلى فتح صفحة جديدة تقوم على المصالحة الوطنية، ومحاربة الفقر وإعادة إعمار سوريا اجتماعياً واقتصادياً وعسكرياً.
وطالب مخلوف المجتمع الدولي، وعلى رأسه روسيا، برعاية خاصة لللساحل السوري، معلناً استعداده لوضع كافة إمكانياته الاقتصادية والعسكرية والشعبية تحت إشراف موسكو، بهدف ضمان أمن واستقرار المنطقة، وتفادي تكرار المجازر والانتهاكات.
وفي وقت لاحق، نفى خالد الأحمد، وهو عضو لجنة السلم الأهلي التي كلفتها القيادة الجديدة بمتابعة تحقيقات أحداث الساحل، نفى أي صلة لرامي مخلوف بالمنشور.
ورغم أن الصفحة كانت تنشر فيديوهات لرامي مخلوف، إلا أن الأحمد قال إنه تواصل مع مخلوف والذي نفى بدوره صلته بالصفحة.
“بعد التواصل المباشر مع السيد رامي مخلوف، نؤكد أن المنشورات المتداولة عبر صفحة على فيسبوك منسوبة إليه هي مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة. الصفحة المذكورة ليست حسابًا رسميًا يمثل السيد رامي مخلوف، وندعو الجميع إلى توخي الحذر والتحقق من مصادر الأخبار قبل تداولها. #رامي_مخلوف…
— د. خـالد الأحمد (@KhaleddAlAhmed) April 27, 2025