كل من إسرائيل وأوكرانيا.. لهذا تفوز بالمعركة وتخسر الحرب
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
تقدم كل من إسرائيل وأوكرانيا، وكلاهما تعتمدان على دعم عسكري أمريكي، أمثلة جوهرية لمقاتل يفوز بالمعركة، ولكنه يخسر الحرب ويُمنى بهزيمة استراتيجية، بحسب بول بوست في تحليل بموقع "وورلد بوليتيكس ريفيو" (WPR) ترجمه "الخليج الجديد".
بوست لفت إلى أنه في الأسبوع الماضي، حذر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن من أن إسرائيل تخاطر، في حربها ضد حركة "حماس"، بتحويل "نصر تكتيكي" إلى "هزيمة استراتيجية"؛ إذا فشل جيشها في حماية المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة في غزة خلّفت حتى أمس الجمعة 18 ألفا و800 شهيد و51 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
وتابع بوست: و"قبل شهر تقريبا، أعرب الجنرال إيهور رومانينكو، النائب السابق لرئيس هيئة الأركان الأوكرانية، عن أسفه لأن "الأهداف الاستراتيجية لأوكرانيا لم تتحقق هذا العام".
ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا حربا في أوكرانيا تبررها بأن خطط جارتها، المدعومة من الغرب، للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تهدد الأمن القومي الروسي.
اقرأ أيضاً
الجارديان: لهذه الأسباب.. على بايدن أن يجبر نتنياهو على التنحي
هزيمة استراتيجية
"من الناحية الاستراتيجية، فإن الوضع في غزة هش، والمكاسب التكتيكية التي حققها الجيش الإسرائيلي ربما تساهم في الواقع في أن يُمنى بهزيمة استراتيجية"، كما زاد بوست.
وأردف: "وكما قال روبرت بيب مؤخرا في مجلة "فورين أفيرز" فإن "أكثر من خمسين يوما من الحرب تظهر أنه رغم أن إسرائيل قادرة على تدمير غزة، فإنها لا تستطيع تدمير حماس".
وردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في محيط غزة.
وقتلت "حماس" نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه 7800 فلسطيني.
بوست أضاف أن "الحركة (حماس) قد أقوى الآن مما كانت عليه.. ويدرك علماء الصراع أن القصف غير فعال عند التعامل مع جهات عسكرية غير حكومية".
وتابع أنه "من أجل تجنيد أعضاء جدد، تعتمد حماس على السخط بين الفلسطينيين بسبب احتلال إسرائيل طويل الأمد للأراضي الفلسطينية وعدم رغبتها في إحراز تقدم بشأن إقامة دولة فلسطينية".
ومضى قائلا إنه "رغم أن الحرب التي تشنها إسرائيل تقتل أعضاء من حماس، إلا أنها تقتل أيضا عددا كبيرا من المدنيين.. وكما حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أيام فإن إسرائيل على وشك فقدان الدعم العالمي.. ولهذا، أدلى أوستن بتعليقه حول مخاطرة إسرائيل بهزيمة استراتيجية".
اقرأ أيضاً
بايدن يدعو نتنياهو لتغيير حكومته ويحذر: الإسرائيليون يفقدون الدعم
هجوم فاشل
أما بالنسبة لأوكرانيا، فقال بوست: "لنتأمل الهجوم المضاد المستمر الذي نفذته أوكرانيا بداية من صيف هذا العام ضد القوات الروسية".
وزاد بأن "التوقعات المبكرة كانت أنه سيحقق نجاحا باهرا (...) ولكن بحلول أواخر الصيف، وصف البعض الهجوم بأنه فاشل".
وأردف: "في حين حققت أوكرانيا بعض النجاحات التكتيكية، مثل استعادة مدينة روبوتاين والاستمرار في فرض خسائر فادحة على روسيا، فإن الحقيقة هي أن المكاسب لم تكن كافية".
بوست زاد بأنه "أصبح من الواضح أن الحرب في أوكرانيا تمثل جمودا استراتيجيا، وهي حالة ستظل تتسم بإحراز تقدم هامشي في ساحة المعركة، بدلا من تحقيق اختراقات عميقة".
وشدد على أن "تغيير هذه الديناميكية يتطلب تغييرا عميقا في القدرات المادية لأي من الجانبين، ولكن من غير المرجح أن يحدث مثل هذا التحول، سواء من جانب قوى الناتو التي تلقي بثقلها بالكامل خلف أوكرانيا أو من جانب الصين التي تفعل الشيء نفسه فيما يتصل بـ"صداقتها التي لا حدود لها" مع روسيا".
اقرأ أيضاً
حرب أوكرانيا.. لماذا يبدو بوتين للمرة الأولى قادرا على الفوز؟
المصدر | بول بوست/ وورلد بوليتيكس ريفيو- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
إقرأ أيضاً:
تقارير تكشف خسائر روسيا وأوكرانيا خلال 1000 يوم من الحرب
الثورة / متابعات
بالتزامن مع حلول الذكرى الـ1000 يوم على الحرب الروسية في أوكرانيا، تحدثت تقارير صحفية وأخرى أممية عن الكلفة البشرية والاقتصادية التي لحقت بأوكرانيا وروسيا.
فعلى الجانب الروسي، قالت مجلة لوبوان إن روسيا تبدو في موقع قوة أمام أوكرانيا، وإن “العملية العسكرية الخاصة” التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم 24 فبراير 2022م، تحقق نقاطا، ولكن هذا الوضع يأتي على حساب خسائر فادحة مقابل مكاسب طفيفة.
وأوضحت المجلة -في تقرير أن القوات المسلحة الروسية استطاعت، بعد صمودها في وجه الهجوم الأوكراني المضاد في صيف 2023م، شن هجوم منذ أكتوبر، وهي تقضم إقليم دونباس بشكل منهجي وتستولي على بلدات تحولت مع الوقت إلى معاقل حقيقية لها.
وأنفقت روسيا وفق التقرير ما يعادل 320 مليار دولار منذ بداية الحرب، أي 320 مليون دولار يوميا. لرتفع معدل التضخم بما يزيد على 9% في عام واحد، مما اضطر البنك المركزي الروسي إلى رفع سعر الفائدة الرئيسي إلى 21%.
ومع أن الهجوم الأوكراني في إقليم كورسك الروسي أحدث مفاجأة، فإنه لم يغير الديناميكية بشكل جذري، ومع حلول فصل الشتاء، يطلق الروس الآن وابلا من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية التي تستهدف المدن الأوكرانية والبنية التحتية للطاقة، رغم زعم القوات الجوية الأوكرانية أنها أسقطت 100 صاروخ و42 طائرة مسيَّرة.
ولأن الولايات المتحدة تقدم أكبر قدر من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، بنحو 570 مليار دولار، فإن ترامب يستطيع ببساطة، بمجرد وصوله إلى السلطة، لي ذراع كييف من أجل التفاوض، والكرملين في موقع قوة، إلا أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن سيقوم بزيادة شحنات المعدات العسكرية، بعد أن أعطى إذنا لأوكرانيا بضرب عمق روسيا بصواريخ أتاكامز الأمريكية.
بيد أن هذا الوضع الذي يبدو مواتيا لموسكو وفق التقرير – له ثمن كبير، حيث خسرت روسيا منذ بداية الحرب الاف الجنود بين قتيل وجريح ومفقود وأسير، أما الخسائر المادية، وفق التقرير فتشير الى روسيا خسرت 3569 دبابة و5008 مركبات، في حين خسرت القوات الجوية 132 طائرة و147 مروحية.
الكلفة في أوكرانيا
أما على الجانب الأوكراني، فتُقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 11 ألفا و700 مدني قتلوا، في حين أصيب أكثر من 24 ألفا و600 آخرين منذ بداية الحرب، ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن العدد الحقيقي قد يكون أعلى بكثير، خاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها مثل ماريوبول، المدينة التي تعرضت لدمار واسع وتخضع الآن لسيطرة القوات الروسية.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قد أوضح في وقت سابق أن أكثر من 31 ألف جندي أوكراني قتلوا خلال المعارك مع الروس، دون تقديم تفاصيل إضافية عن الجرحى أو المفقودين.
الخسائر الاقتصادية
وتعرض الاقتصاد الأوكراني لانكماش كبير، حيث تقلص بمقدار الثلث في عام 2022م. وعلى الرغم من تحسن طفيف في العامين التاليين، ما زال الاقتصاد يمثل أقل من 80% من حجمه قبل الحرب.
وأظهرت التقييمات الأخيرة التي أجرتها جهات دولية، منها البنك الدولي والمفوضية الأوروبية والأمم المتحدة والحكومة الأوكرانية، أن الحرب في أوكرانيا خلفت أضرارا مباشرة بلغت قيمتها 152 مليار دولار حتى ديسمبر 2023م. وشملت هذه الأضرار بشكل خاص قطاعات حيوية مثل الإسكان والنقل والتجارة والصناعة والطاقة والزراعة.
وقدرت الحكومة الأوكرانية والبنك الدولي التكلفة الإجمالية لإعادة الإعمار والتعافي بحوالي 486 مليار دولار بنهاية العام الماضي، وهو مبلغ يعادل نحو 2.8 مرة من الناتج المحلي الإجمالي لأوكرانيا في عام 2023م.